المواضيع |
---|
انتقل الى الصفحة : 1 ... 55 ... 107, 108, 109 ... 138 ... 169 |
الصرخة باسم الأنصار (العراق/ الدينمارك) (.. سعيا مني بعد أن حاولت مرارا وتكرارا للخلاص منها.. لأنني كنت في كل مرة، أطلق فيها صرختي المحبوسة في صدري منذ زمن ليس بالقصير، أخلق الأزمات والمشاكل، بل والكوارث لمن حولي..) مد الطبيب مشرطه الدقيق، على الورقة الطويلة الملقاة أمامه على الطاولة، بكل حذر، ثم حزها من نهاية المقطع الذي تلاه عليهم اللغوي ذو النظارة سميكة الإطار.. خنق الفيزيائي، أعلى الورقة المنفصلة عن جسد الورقة الطويلة بملقطه الصغير، ووضعها تحت مجهره القابع على الطاولة الممتدة في... |
لنفرض أن الصوت هو خيط من الضوء يمتد بين فم المتكلم وأذن من يسمعه، بين النية وما تؤول إليه من تأويل في ذهن متلقيها. وأن اللكنة ذبذبات ملونة تتواتر حول هذا الخيط ولا تتطابق معه، أنها قد تساعد في تدعيم ضوء الخيط أحياناً كأنها رسالة إضافية لنيته، وأنها قد تقطعه وتعطله أحياناً أخرى. كلمة واحدة تسقط من جملة ملضومة في حبل مضيء كافية لأن يتوتر الخيط ويهتز، تتسع عينا صاحب الأذن وتنشط حاسة البصر لالتقاط الكلمة التي تسقط بفعل اللكنة قبل أن تصل... |
كنت أراه هنا يَتلفعُ بسوادٍ دائم، صامتاً يبدو لي وبلا عمل، وأكاد أن أصفه حزينا بعض الشيء ولكنليلا، الأولى عنه كاذبة فهو يقهقه بجنونٍ حارق وهو يرد مكالمات لا تنقطع من هاتفه النقال، لكنه ينسحب فجأة وجيب معطفه يخفي جهازه الصغير إلى مندهش كامل يقف أمام ذاكرتي المغلقة تماما، يدور حول حديقتي ببساطة تدُله الأشجار على عطشها وبسرعة تسحبه المخيلة إلى نوافذي المغلقة هيا أيها المجنون أطلق خطوة نحوي ادفع الباب الصدئ سينفتح بعد صرير طويل هو ... |
يعدّد الشاعر الأشياء التي ستبقى من بعده: الباب، الجدار، مشجب الثياب، القبعة والعصا وقفص الكناري، ولن تبقى اليد التي فتحت الباب، واعتمدت الى الجدار، وعلقت الثياب على المشجب ووضعت القبعة على الرأس وحملت العصا ورمت حَبَّاً في القفص. اليد. هذه اليد التي حملت، ربتت، صفعت، صافحت، لوَّحت، كتبت، أنذرت، عانقت، أعانت على الكلام، ستزول. لكن المشجب والثياب والجدار والباب والقبعة والعصا والمسمار وأكياس البلاستيك والمفاتيح والأقلام والولاعات،... |
ها هي تغفو وعلى زندها السؤال ذاته: ما الذي حسر الماء في تفكيرها حتى استغرقت حدّ الصمت والتندّر؟ لعلّه الكلام المفقود والزائغة بصيرته في الفلاة، حتى أنّها لتجهد في متابعة فقاقيعه المُتطايرة والتي لا تلبث أن تختفي في صوت المتكلّم ماحية كلّ أثر. فلقد جاءت من بلدٍ تُرصد في سمائه كل ضروب الكلام ومجراته التي لا تكاد تُعد أو تُحصى. فالبعيد منها، كلام بعيد النظر، وقد يكون مُتطرفاً أو مُبطناً، مُشعاً حِكماً ورؤى، أو محاكاة للكتب والجرائد.... |
|
|
في لحظات تمنع النثر والأشعار، يداهمني من حين إلى حين حنين لاذع إلى ورق الكتابة الذي طالما أدمنته في الثمانينات وبداية التسعينات، فتستيقظ بداخلي رواسب تلك العلاقة الورقية ببصماتها ووخزاتها النابضة. كان ورقا نهما ذا مغناطيسية يتعذر سبرها، ورقا طيعا متواطئا.. ذلك الورق الرمادي الذي... |
|
الدم زاجرٌ زاجلٌ مخاتل، مَسَّ الغزالةَ فتوهّجت، وأغراه المتكوّر فتقاطر شهداً، وانحنى على الصخرة، فحفظ التلاميذُ دروسَ النسيان. هو السيّد المحفوظ في الحديد والسَّهَر، وقهوة العروس المُصابة بالإغماء. عقربُ الحرب ... |
ترجمة: سمير جريس إريكا، الزهرة البرية. من هذه الزهرة حصلت المرأة علي اسمها. عند التفكير في هذا الاسم تراءي أمام عيني الأم قبل الولادة شيء خجول ورقيق. ولكن، عندما تأملت قطعة الطمي النازلة من رحمها، شرعت علي الفور _ دون أن تتورع عن فعل أي شيء في تشكيلها كالنحات، كي تكتسب النقاء والنعومة اللازمة. هناك تستبعد قطعة، وهناك أيضا. كل طفل يميل بالفطرة إلي القذارة والبراز، إذا لم يمنعه المرء عن ذلك. مبكرا قررت الأم أن تكون مهنة إريكا... |
غير ملائم هذا الثلج الآن. أكره البياض هنا، في هذا المكان الذي يحيرني والذي ستعرف أمي لماذا انتحرت فيه وأنا أقرأ قصيدة على نحو غريب دون أن أنظر إلى السماء، في هذه التجاويف، في غضون الدقائق، حين بسرعة أحضر سندويشة الجبنة وفي رأسي ليس أكثر من مفكرة لوجوه مضاءة ومنحوتة لا وجود لغيرها، فقط تركن بسلام وتتجاوز كل فهم. لا ضرورة للمعنى الذي يصر دكاترة الجامعات على شرحه. وجوه تنهب روحي وتذكرني باستسلامي المطلق لمجرى حياة ليست حياتي،... |
ترجمة: خالد الجبيلي هذه قصة حب هذه قصة حب تشبه كل قصص الحب التي سمعت بها، لكنها لا تشبه أي قصة حب كان من الممكن أن أتخيّلها. إنها كل شيء جميل - ألوان براقة، غرف تعبق برائحة الشمع، حرير برتقالي، وخزامى أرجواني. إنها كل شيء غريب، متنافر - مشوّه. إنها جروح طويلة وملتوية، ناكئة وغير ملتئمة، أعصاب مهترئة، تالفة ومكشوفة. هذه قصة حب، يقظة وحية. إنها وثيقة تنبض بالحياة، شاهد حيّ. قصة مفعمة بالإنسانية، بالأمل، وبالحياة.... |
بما أنّ المكان غارقٌ في الصمتِ الآن.. كأنه تماماً في حال خصام مع الحركة، وحالة انعتاق تامة مع السكون.. وبما أنّ ثنايا الأوراق التي أنتقل فيما بينها حالياً تحمل كما يختزله هذا البيت...:"لم أجد في الوجود إلا شقاءً... سرمدياً، ولذّة مضمحلة... وأمانيّ، يغرق الدمع أحلاها، ويُفني يمُّ الزمان صداها" لـ الشابي ثار ألم جديد بين ثنايا الروح من غير ذلك الملازم لإحساس غربة الروح وتأويل لـ فكرة "كم أنا في الدنيا غريب! أشقى بغربة نفسي" يختلف الألم،... |
براءة استبرق أحمد (الكويت) ساحة مضيئة، الشمس شاحذة سعيرها الحارق ، الفصول متراصة ، النوافذ تثرثر التماعا ، هدوء قلق ، سيارات تنتظر في الخارج لحظة الانعتاق ببلادة.. و تأتي ولولة الرنين..أخيرا ننطلق بصخب مدو، تتصادم حقائبنا، عرقنا الطفولي، لمعة ضحكاتنا بالانفراج من سجون..المدرسة. نركض ، نبحث عن كوفيته البيضاء ، بنطاله الرمادي قميصه الباهت ، نعاله القديم وعربة الدهشة .. نسمع صوته الأربعيني مشروخا بالتعب ، نجري إليه ، تبح أصواتنا تلاحق يديه ، كالحاوي يدخلها في فتحة باردة تتوسط صندوق... |
لكل كاتب مأواه الخاص به، قد يكون شقة فاخرة أو غرفة صغيرة فوق سطح عمارة، كوخا في الريف مثل تولستوي أو فيلا مثل الروائي البوليسي جورج سيمينون، ولم لا نتحدث عن بعض الكتاب المغاربة الذين يقطنون في فيلات فاخرة في حي السويسي والرياض؟ إن الكتاب، عادة، ما يكتفون بفضائهم الصغير يؤثثونه بعشق زائد حتى يناسب ذوقهم الجمالي. ثمة طاولة للكتابة وخلفها مكتبة مليئة بعناوين بشرية لرجال ونساء، لوحات فنية على جدران الغرفة، ملصقات لأفلام سينمائية ومسرحيات،... |
كلما استجمعتُ رعبَ قلبي وقلت بالحاضر الدافق أجلوه، بالينبوع الذي وُلد اللحظةَ معي، رأيتُ أني جئت من قبلُ أو من بعد وان لا وقت لي يصلح أن أسميه الآن. فالآن فواتُ أوان. وإذ تهيأتُ وتعبأتُ وقامت قيامتي ألقي في روعي أني من الأمس، من الديمومة التي غُسلت حتى صارت مزقاً. من القديم أتيت، وفي القديم باشرت زمناً كنت أظنه الآن فإذا هو منقلبُ الوقت ويأس الحاضر من نفسه، وعجزه عن أن يكون. أنا في فوات الأوان. أو... |
ماري أوليفر. شاعرة أمريكية جميلة برغم أنها أخلاقية. تذكرت قصيدة لها يوم الأربعاء السادس من يونيو. قصيدة عن سرب من طيور صغيرة اسمها المدروان. فاجأتها العاصفة فاحتمت تحت ذيول سرب صغير من البط. ماري اعتبرت هذا الموقف معجزة، ولكنها ليست كذلك طبعا. كانت لتكون معجزة فعلا لو كان سرب البط هذا سربا من البشر. الثلاثاء 5 يونيو .. أربعون عاما علي النكسة لعلي الوحيد في مسقط الذي لم يكن يبالي بالإعصار القادم. ومع وصولي إلي العمل،... |
زينب1 بنت العاشرة .. أخفقت للمرة الثالثة في تذكر شكل التفاحة، فرسمتها مربعةً بأضلاعٍ سوداءٍ محطمة .. في المرة الرابعة، وبعد أن استبدلت قطعة الفحم التي أكلها جدار الصفيح المطوق لبيتهم من كل جهاته، بدأت برسم شكلا آخر لا يشبه أبدا أي نوع من الفاكهة .. في الخامسة .. انزلقت قطعت الفحم فوق إحدى موجات الصفيح بفشلٍ جديدٍ أرعش يدها، فأسقط آخر قطعة فحم من بين أصابعها الصغار .. كل الأشكال التي رسمتها زينب مضحكة ؛ أولها كان... |
(Joan Miro.) |
ثواني، دقائق هل يحسب زمن انتظار الصوت الخجول والحركة الناعسة بزمن ارضي؟ هل يحسب زمن انتظار مولود بعقارب ساعة تحمل الزمن المخاتل؟ مسافة زمنيه ذات مرايا هي حاله الانتظار تلك، تحضر لها قبل ان تفهم صوتك. وكذلك كان حالي وحال زوجتي او حال زوجتي وحالي. مولودنا الاول اخترت أنا اسمه والثاني عندما أبشرت طلائعه اختارت... |
إلى م.ر حيرة النمل أرخي جسدكِ الآن مثل أفعى نظيفة تعرت للتو من جلدها، أو مثل آلهة نحتها اليونان من حجر إيطالي. وتمددي أمامي كي تضربني الحيرة وترتفع أنفاسي، ترتفع يداي، ترتفع عيناي، ويرتفع جسدي في الهواء قليلاً. ماذا أتحسس الآن: جسدَكِ المعروضَ أمامي أم جسدي الذي تنهشه الرغبة؟ من أين أدخل والأبواب كلها مفتوحة دفعةً واحدة؟ من أين أبدأ، فكل بداية فيك نهاية، وكل نهاية بداية. أرخي جسدك فوق شفرة... |
"حنين حنين حنين.. أنا دايبة فيك حنين.. والغربة دوبتني، لكن ما توهتني، عنّك طول السنين.. عنّك طوال السنين". غالية بن علي في أذنيّ. عصفور يرعى قرب قدمي ولا أكترث. ثم يطير. يعرج في طيرانه، كطفل صغير أو شيخ عجوز أو جنيّة المكنسة التي تعيش فوق الأشجار. حشرة صغيرة، أصغر من الحرف، لا أعرف لها اسما، تتجوّل على الورقة التي طبعت عليها قصة ياسين عدنان "تفّاح الظلّ". العصفور يعود. أخلع قميصي الأصفر المشعّ كي لا يظنّ أنني أغويه كما لو أنّه بعوضة.... |
محمد بيجو من الشعراء الشباب السوريين الأوفياء لقصيدة النثر, فهو لم يخرج عن آداب و أخلاق هذه القصيدة منذ انطلاقته المتواضعة في الصحافة السورية ( قصائد هنا وهناك) ولم يفكر يوماً أن يتحدى التعاليم التي تربى عليها ولم يحاول أن يكسر عظام اللغة مثلما فعله رعيل كامل من الشعراء الشباب وصاروا في خبر كان, ولم يفخخ أية كلمة ويفجرها قدّام المشروع التجريبي العربي الذي يشتغل عليه ادونيس منذ السبعينات, وليس بمقدوره الإطاحة بالمشاريع الشعرية الأخرى باعتباره ليس منافساً لأحد, بل لا يمكنه أبداً الخوض في معركة كسر العظم الدارجة اليوم في المشهدية الثقافية السورية. |
إلى الآسنِ الذي لا يتحرك، إلى المساوئ القاتلة التي نلبسُ كي نخفيها ثياباً بيضاً لكنها تُعمي المبصر، يا أيتها الجماعةٌ الغائبة الريحُ شديدةٌ في هذهِ الأنحاء تكشِفُ السوءةَ قبل العورة، رغمَ أنَّها تتحركُ وحدها، والزمنُ لا يتحرك، ألم يقل أحدٌ ما أنَّ الزمن هوَ الآن ؟ إنهُ كذلك، لكنهُ لدينا الآنُ البعيد، الآن الذي لا وجودَ لهُ هنا، الآنُ الذي لا يُشعَرُ بهِ، آنُنا لا آن !. صرخةٌ في نومِ موتكم المكيف قبلَ أن أصرخَ في وجهِ حراسكم المترهلين... |
نصف الحرف ابراهيم البنكي (البحرين) بالأمس كما في الغد، أقص عليكِ أحسن القصص، وأقسمُ يميناً على استمرار تفردي وتمردي ومزاولتي المراوغة والكرّ والفر. أن أسكن فسيح الاعتراف باغتراف ذنوبٍ لا قبلَ للملأ بها: أعصرُ عنبي على مرأى من الجميع،علّ سماءنا تَسَعُ أسماءنا وتنبئ بزوالِ خرافاتِ أسلافنا الذين عاصروا المؤامرات بعدما قوّسوا الضوء في سجداتٍ كان قد سبقها وضوءٌ في طين المساء، وصلواتٌ تناجي الفلق فيما الضباع ما قلّ إيمانها بجبروتها الوهمي. لكِ، |
سترة أنا وسترتي نخرج في نزهات شتائية أعهد إليها بحفظ سجائري و لا نسأل أحد عن الطريق أحملها في يدي حين يختنق العالم و أحيانا تقفز إلى كتفي كقطة حين يغلبها الشوق فتعض علي يدي بجيوبها و أبتسم مطمئناً سترتي باهتة و الشارع صاخب و مع هذا تلح بالخروج و حين أتدلل تدفعني بقوة فأحملها و لا نكلم أحد سترتي تحب الشارع مثلي و لا أعرف كيف ولدت هذه المحبة و لا أذكر من أين جاءت هذه السترة... |
أش ش ش ... لا توقظ الدببة
بدرية الوهيبي (عُمان)
|
الحجر الأبيض المتوسط المثنى الشيخ عطية (سوريا) الحجر الأبيض المتوسط المثنى الشيخ عطية (سوريا) نفساً وراء نفس تدفعني الأيام قدماً لكن عيني ظلتا ورائي تبحثان عن علامة تراءت لي وأنا مستلق ذات ليلة على سطح بيتنا في المفرق أعد النجوم وأخطئ ثم أعدها غير مبال بالثآليل التي تطلع في يدي وتنطفئ. العلامة، التي تطاردها عيناي مذاك بالفتيلة والسراج تدل على ساقية تؤدي إلى نبع ونبع يقود إلى سفح حيث... |
|