زينب1
بنت العاشرة ..
أخفقت للمرة الثالثة في تذكر شكل التفاحة، فرسمتها مربعةً بأضلاعٍ سوداءٍ محطمة ..
في المرة الرابعة، وبعد أن استبدلت قطعة الفحم التي أكلها جدار الصفيح
المطوق لبيتهم من كل جهاته، بدأت برسم شكلا آخر لا يشبه أبدا أي نوع من
الفاكهة ..
في الخامسة .. انزلقت قطعت الفحم فوق إحدى موجات الصفيح بفشلٍ جديدٍ أرعش يدها، فأسقط آخر قطعة فحم من بين أصابعها الصغار ..
كل
الأشكال التي رسمتها زينب مضحكة ؛ أولها كان مثلثاً ممطوط الرأس يشبه
(المغطى)2 الذي وجده والدها (مراد) في كومة النفايات القريبة من بيتهم،
والثاني مستطيل في جانبيه نتوئان بارزان، يشبه الاسطوانة التي تستخدمها
أمها فاطمة في رقِّ عجين الصدقات كل صباح، والثالث مربع متصدع، والخامس
صورة المربع بعد أن تحطم متخلصا من تصدّعه .. أما الشكل الخامس، فتركته
زينب مفتوحا على عدد هائل من الاحتمالات، فهو أحيانا يبدو ككسرة خبز صغيرة
محترقة ملتصق ببعض حواشيها نمل ميت، وأحيانا أخرى يبدو قريبا من شكلِ حجرٍ
أصابه صدعٌ في محيطه، ومن بعض زوايا النظر يمكن أن يُظنَ ضرساً نخرة، بها
ما يشبه الثقب، و أثرٌ لتسوسٍ قديم في أعلاها .
وحده الغراب الأشيب، الساكن في قمة نخلة ميتة في الجوار، تعجب بشدة من
براعة زينب في الرسم بالفحم، وسعة خيالها ؛ حين اكتشف أن الشكل الذي لم
تكمله زينب مطابق تماما لشكل بيتهم من أعلى .
- طفلة بلا هوية
- غطاء المائدة المصنوع من سعف النخل
الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 6:49 am من طرف نابغة