سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3152
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | برتراند راسل يكتب عن جورج أورويل إيديولوجيون ..دون إيديولوجيا | |
برتراند راسل، الفيلسوف والمفكر البريطاني الشهير، لم يكتب بشكل مباشر عن جورج أورويل، ولكن من المثير أن نتخيل تحليلًا فلسفيًا منه لأعمال أورويل، خاصة روايته الشهيرة 1984، من زاوية نقدية تخص الأيديولوجيا والسلطة. في 1984، أبدع أورويل في وصف مجتمع تخضع فيه كل جوانب الحياة للأيديولوجيا الشمولية، والتي تُستخدم كأداة لقمع الفرد وطمس الحريات، بل وحتى إعادة تشكيل وعي الأفراد وحقائقهم.الإيديولوجيون دون إيديولوجيا: قراءة فلسفيةقد يرى راسل أن فكرة "الإيديولوجيين دون إيديولوجيا" تنطبق على مفارقة السلطة التي صورها أورويل؛ حيث تحولت الأيديولوجيا إلى مجرد أداة فارغة هدفها الحفاظ على السلطة من أجل السلطة، دون أي مضمون فكري حقيقي أو هدف أخلاقي يُراد تحقيقه. الشعار الأورويلي "الحرب هي السلام، الحرية هي العبودية، الجهل هو القوة" يمثل حالة من التناقض المفرط، حيث يتم تحريف المعاني بشكل جذري لتبرير الأفعال القمعية، ويصبح الغرض من السلطة ليس رفاه الشعب أو تحقيق مبادئ كبرى، بل التحكم في العقول والتحكم بالماضي والمستقبل.راسل وأزمة الأيديولوجيا الشموليةلو أن راسل كتب عن أورويل، ربما كان سينتقد حالة التزييف الفكري التي يمارسها من وصفهم بـ "الأيديولوجيين دون إيديولوجيا"، حيث يرون السلطة غاية في ذاتها، وينكرون أهمية الفكر الحر والنقاش الحقيقي. بالنسبة لراسل، فإن المعرفة الحقيقية والتفكير النقدي هما منبع التحرر؛ الأيديولوجيات التي تخدم السلطة فقط تحرم الأفراد من الوصول إلى معرفة حقيقية، وتؤدي إلى الجهل والخوف، وهو ما صوره أورويل في 1984 بدقة.الأيديولوجيا كقناعفي هذا السياق، قد يعتبر راسل أن المجتمع الذي صوره أورويل هو مثال صارخ لكيفية استغلال الأيديولوجيا لتكريس الجهل بدلاً من نشر المعرفة. فالفكر الأيديولوجي المتطرف يخدم السلطة عبر تحويلها إلى قناع زائف للتلاعب بالبشر، حيث يُفقد الأفراد القدرة على التمييز بين الحقيقة والوهم. وبالتالي، يصبح "الأيديولوجيون دون إيديولوجيا" وصفًا مناسبًا لمن يسعون لتحقيق القوة المطلقة دون أدنى اهتمام لمصلحة البشر أو تحقيق رؤية فكرية.خلاصةمن منظور راسل، فإن وصف أورويل لمجتمع شمولي يشير إلى خطر الأيديولوجيا عندما تصبح أداة فارغة، بلا مضمون حقيقي، لخدمة السلطة. وبالتالي، كان راسل سينبه إلى أهمية مقاومة الأيديولوجيات التي تضع السلطة هدفًا أعلى من رفاه الإنسان ومعرفته الحقيقية، محذرًا من أن تلك الأيديولوجيات، التي تبدو بلا مضمون فعلي، تخفي في طياتها قوة مدمرة تحرم البشر من حريتهم وإنسانيتهم | |
|