ماذا
يعني مفهوم الديقراطية الجذرية عند ميشيل ولزار ؟ وهل عثر عليها بالفعل
عند جورج أورويل ؟ وماهي النقاط التي ثمنها في تصوراته السياسية التنبؤية؟
وماذا عاب عليه؟ وهل هو ليبرالي معاد للشيوعية والنازية أم أنه ظل
اشتراكيا؟
كل هذه الأسئلة ينبحث عن أجوبة لها من خلال هذه المقابلة التينشرتها المجلة الأدية الفرنسية في عددها الأخير لشهر ديسمبر.
"يدرس هذا الفيلسوف الأمريكي ( Michael walzer ) في برنستون في مؤسسة For Advanced ويشرف على مجلة المعارضة Dissent لقد اهتم منذ مدة طويلة بعمل أورويل والذي خصص له واحدا من فصول دراسته المشهورة عن النقد الاجتماعي في القرن العشرين.
من أي زاوية كان أورويلOrwell اشتراكيا ؟ هل هو حسب رأيكم تشكل سابق للمثقف المناهض للكليانية مثلما أعلنتم في النقد الاجتماعي في القرن العشرين؟
ميشيل ولزار:
أورويل
هو فوق كل ماهو اشتراكي ديمقراطي. انه يقينا مثقف مناهض للكليانية قرر
تنبيه اليساريين البريطانيين من خاطر الستالينية. ولكنه بالخصوص رفض كل
اصطفاف للجوقة اليسارية مع السلطة وكل اطلاقية للدكتاتور وكل نزعة نخبوية
طليعية. إني متأكد اليوم أنه أصبح العدو لليساريين الذين يقدسون الرموز
الشعوبية مثل هوغو تشافاز في فينوزويلا أو الإسلاميين مثل أحمدي نجاد في
إيران.
ألا تلاحظ تحفظه على تعريفه بوصفه منشق عن يمين اليسار؟ ألا يعني هذا ميزة اشتراكية تخصه؟
ميشيل ولزار:
لا
أعتقد أنه توجد أدنى صعوبة تحول دون تصنيف نفسه على أنه يساري حتى وان كان
لا يعجب الكثير من أصدقائه اليساريين. اشتراكيته كانت مرتبطة بشكل تام
بالثقافة العمالية البريطانية وأيضا بسمات الثقافة البرجوازية التي تمثلها
بواسطة مؤلف مثل شارلز ديكونز على سبيل المثال. أورويل تصور أن الاشتراكي
هو متفق مع أشكال الإنتاج الثقافي. وبالتالي كان ناقدا
لاذعا لليساريين الذين يزعمون أن الاشتراكي يفرض على خلاف ذلك قطيعة
تاريخية كبيرة وخلق إنسان جديد. لقد ظل يعتقد في سياسة لليسار قابلة أن
تحمل من قبل الرجال والنساء العاديين . إنها سياسة غير محتاجة إلى الطليعة
ورغم ذلك قادرة على إنتاج مجتمع مزدهر بشكل واسع.
لماذا كان غاضبا من استعادة عمله من طرف المحافظين؟
ميشيل ولزار:
أعتقد
أن "ضيعة الحيوانات" و"1984" قد تم اعتبارها إنتقادات داخلية إلى اليسار.
إنها كانت تقصد جمهورا من اليسار البريطاني حيث الأعضاء قد أخفقوا في قياس
ما حدث في أوروبا في منتصف القرن العشرين. هؤلاء الناس لم يفهموا الهول
وبالتالي كانت سياستهم ليس فقط بريئة بل هشة. يجب على المرء أن يفهمهم أن
الشمولية قوبلت من اليسار بمعارضة تامة وعنيفة. إن
أورويل يعرف أن المحافظين الذين استعملوا كتبه كحجة موجهة ضد اليسار ليسوا
شريسين جدا ولا مناهضين جدا للشمولية وهو لم يرض بذلك. إن ما اعترض عليه
هو أن يكون مستعملا. ولم يحلم أن يعطى لمناهضته للشمولية أي بعد وصفي
ألا ترى أن اللياقة البريطانية كانت هشة جدا؟
ميشيل ولزار: اللياقة
في عينيه ليست ضعفا وإنما تكون سياسة كافية وليست برنامجا. إن ما يطلبه
أورويل هو احترام للمشاعر واعتقادات الناس العاديين، انه يطبق تظننه حول
مواجهة كل سلطة تنفيذية وخاصة عندما تكون هذه الأخيرة في يد أوليغارشيا
أي عدد صغير من الأفراد. لقد أبدى مقته تحديدا من المواجهة مع الوحشية
السياسية ومن مسارات المشاهدة والاعترافات العدمية والانطواء على الذات
والكذب المستمر.
أحد الفلاسفة الفرنسيين هو جان كلود ميشيا نعت دفاعه عن الجماعية اللائقة common decency بأنها فوضوية عارمةTory ، ماذا يوحي لك هذا التحديد؟
ميشيل ولزار:
أورويل الذي أعرفه هو قريب جدا من الليبرالية البرجوازية أكثر من الفوضوية العارمةtory . لكنه يحب أيضا وبشدة بالبرنامج الاشتراكي في الوطننة nationalisation وإعادة
التوزيع. انه بحق يحير التعليم الموجه إلى المثقفين التكنوقراطيين في
المجتمع الاشتراكي القادم. لكن طريقته في أخذ هذا الاهتمام على عاتقه هي
دفاعه عن الديمقراطية الجذرية. ويقينا ليس له أي تعاطف مع الطبقة القديمة
الحاكمة. إن وصفه للانجليزيين كعائلة موجهة من قبل شخصيات سيئة تفتح في
الآن نفسه على معنى الانتماء وعلى مقصده في وضع الشخصيات الخيرة في مواقع
المراقبة. إن هذا ليس البتة برنامجا فوضويا.
ماهو مدى 1948 بعد عشرين سنة من سقوط الجدار؟
ميشيل ولزار:
يمكننا على الأقل في الحين أن نأمل في إنهاء الأشكال النازية والشيوعية من الشمولية. بيد أننا لم ننته من شملنة totalisation السياسة
. نحن مازلنا لم نغادر بعد الإغراء الشمولي في هذه الإصدارات الدينية على
سبيل المثال حتى مع هذه النخب المفترسة أو الطغاة الشعوبيين الذين يحسبون
ظاهريا على اليسار. أورويل هو دائما ضروري.
مقابلة أجراها ألكسيس لاكروا
الانجليزي جورج أورويل 1903-1950 هو كاتب مؤلف 1984 وهو ليس مجرد متوقع عبقري بل هو أيضا أسلوبي بارز ومفكر سياسي ناهض الآن نفسه النازية والستالينية بحث طوال حياته عن الحد الأوسط بين الالتزام والصرامة وبين الاشتراكية والإنسانية.
أما
ميشيل والزار فهو قد كتب الزمن الثاني للنقد الاجتماعي ودوائر العدالة
والحروب العادلة والحروب غير العادلة ومن النزوح إلى الحرية."[2] لكن
هل هناك ديمقراطية جذرية وأخرى معتدلة؟أليست الديمقراطية نسيجا مكتملا
ونسقا من القيم لا يقبل التجزئة والتقسيم؟ وألايوجد تناقض في القول
ديموقراطية ووصفها بكونها جذرية؟ أليس كل تجذير هو عمل قصووي غير ديمقراطي؟
كاتب فلسفي