وجهة. نظر.
استحالة قيام نظام ديمقراطي في العالم العربي بسبب ظاهرة الاستبداد الشرقي الأصيل والمحصن من الدين بنصوص تمرس الاستبداد
الاستحالة في قيام نظام ديمقراطي في العالم العربي ترتبط بعوامل عدة، أبرزها "الاستبداد الشرقي" الذي يعتبر سمة تاريخية متجذرة في العديد من الدول العربية. الاستبداد، الذي يستند إلى تقاليد ثقافية ودينية قديمة، يُظهر قدرة على الاستمرار بفضل استناد أنظمته السياسية إلى نصوص دينية أو تفسيرات ثقافية تُكرس السلطة الفردية وتعتبرها جزءًا من النظام الطبيعي أو الإلهي.
هذه الظاهرة، التي تعززها الجوانب الدينية المترسخة، تحدّ من أي تطور سياسي نحو الديمقراطية. فالدين في العديد من السياقات العربية يُستخدم كأداة لتبرير السلطة المطلقة، ما يعقد عملية الإصلاح السياسي. النظم السياسية في هذا السياق تُشدد على مرجعية دينية لا تقتصر فقط على فرض هيمنة السلطة التنفيذية ولكن تُمكّنها أيضًا من فرض تحكّمها على المجتمع من خلال إدراج مبادئ قهرية يمكن أن ترتبط بتفسيرات دينية جامدة.
من ثم، فإن استحالة قيام نظام ديمقراطي حقيقي في هذا السياق تكمن في التشبث بنظام استبدادي مدعوم بالسلطة الدينية، مما يُعيق أي محاولة جادة لتحقيق التغيير السياسي أو الاجتماعي نحو سيادة القانون والمشاركة الشعبية.