نصف الحرف
ابراهيم البنكي
(البحرين)
بالأمس
كما في الغد،
أقص عليكِ أحسن القصص، وأقسمُ يميناً على
استمرار تفردي وتمردي ومزاولتي المراوغة والكرّ والفر. أن أسكن فسيح
الاعتراف باغتراف ذنوبٍ لا قبلَ للملأ بها:
أعصرُ عنبي على مرأى من الجميع،علّ
سماءنا تَسَعُ أسماءنا وتنبئ بزوالِ خرافاتِ أسلافنا الذين عاصروا
المؤامرات بعدما قوّسوا الضوء في سجداتٍ كان قد سبقها وضوءٌ في طين المساء،
وصلواتٌ تناجي الفلق فيما الضباع ما قلّ إيمانها بجبروتها الوهمي.
لكِ،
يا من سامرتني الرؤى ذات أمسية وأسرّت لي بأنني أحلم بكِ/أكذب
عليكِ في هذا القول أو ذاك فيما ذات الشعر المجعّد والصبغة الفحماء تحاول
تفسير سبب وجود الـ( ئ)
بين معادلاتٍ الشيطانُ وحده أعلمُ أيّ كونٍ أعرج ألقى بها علينا حين توالت
النيازك في تهديد البيت المسكون بوحوش الدولار والزيت ودنس الأيادي
الملوثة بالدم الفائر منذ هابيل وحتى الرضيع.
لكِ،
الذهاب معي بعد استئذان مخيلتك وتجريدها من أمنية سهلة التحقق
(أن تصبحي فتاة إعلام) حتى يتسنى لكِ فكّ طلسم الرسالة الخامسة لو قرأتِ
الجريدة قبل أذان الجمعة مع قهوة الصباح والروتين الأسبوعي الممل.
لكِ،
كما لي : الميثولوجيا والفلسفة، وفتنة القاصي والداني وماء
الكوثر لو تنذرين قلبكِ اللّدن الطّري أو تغسلي جسدك مخضبة ذاكرتكِ بتفاصيل
ذلك اليوم المشؤوم إذ وقعت حروفي/مراهناتي وتهافتت بين أنامل والدكِ الذي
ثار وكاد يحرقني بصمته.
لكِ،
يا من تصورت يوماً بأني أعرفكِ،
وأنني... الفارس ذو العِلم المقتدر على تصريف الأمور لأبني بها
درجاً أعرج به نحو السماء كالضرير لأصقل به شمعدانات النجوم الشاهدة على
قصّتنا التي ما إن نَوَت البدء حتى استشهدت مستسلمةً لنوافل البروج التي
قالت:
كلاكما أسديّان،
تولدُ في أول الشهرِ (1/8/1977)
كي تموتَ في تاسعه (9/8/1977)
وقد شارفتَ على الحب.
وكنتُ…
الفاني والمتسوّل والمتسكع في آناء الليل والدائن لكِ مغبة الحزنِ والمدين بنسيج الخزعبلات والرُّقيِّ والترانيم التي أدعوها:
الكتــابة
(أوسع بوابات البوح المستطير)
كنتُ…
كثير التعفف والتأفف من/عن صغائر الأمور، المتعالي عن لمسات
الإناث/الساحرات الحنونة، المؤمن بأن راحتا قدميكِ هي الأرأف بقلبي إذ
تمشين عليه الهوّينا خليّة،
خليّة،
ف
ي
ت
ق
طّ
ر
.
.… دمي، فأغني للعشق بعض هذيان لصعاليك ادعوا الهيام فتداعوا.
كنتُ…عنتراً بربطة عنق
كنتُ…جميلاً ببزة انجليزية التطريز
ولم تكوني يوماً عبلة،
أو بثينة،
بل كنتِ
الأجمل.
لست أتظاهرُ بالحكمة أو الحنكة أنا المبعثر بين كراسي المقاهي ورقرقات
الأراجيل، بل أجزم أنني شاهدتكِ ذات رؤيا بملابس زهرية اللون، ونظارات
شمسية داكنة حجبتني فحرمتني استراق طيفٍ من عينيكِ،
ولم أقوَ على القول:
ليتني بعض موجات فأنسرب عبر هاتفك الخلوي كألحان كنسية الى رحمة اذنيك
هامساً لكِ بالحب.
كلّ ليلةٍ،
حبذا لو كان القمر مكتملاً على الدوام، كل ليلة
كي
أستذئب وأعوي مشيراً بإحدى مخالبي نحو نافذتكِ التي ترسبت عليها بعض
فنونكِ، فاضحاً قلبي العليل باسمكِ في حين يجن جنون الفليل الذي تجمهر حولي
فحوقلوا وتمتموا بالمعوذات وآية الكرسي ظناً منهم بأن عفاريت مريدة سكنت
رأسي في حين..
كنتِ وحدكِ ساكنة القلب
وكنتُ ممسوساً بكِ.
أذهب وأجيء، سفينة بلا مرفأ تشحذ رحمة الأشرعة: وطني أم بسمة/بسملة من
شفتيكِ ذاك الملاذ الذي أصبو اليه في بحرين لا ثالث لهما إلاّ أعماق وممالك
روحك؟!؟!
لست أدري!
أرتّـل تعاريف من اتبعهم الغاوون وأتمدد على
الرصيف تحت شمس صيف طويل دون أن تعبئي بفوران دماغ عصامي رفض أن يكون تحت
شفرة مقصلة لسان هذا السفيه
أو
فلّة خنجر ذاك الوجيه.
وحده كان يحنُّ عليّ برشّ دماء الورد وماء الوريد على جبيني مخففاً عني لظى الإقرار بالإثم.
جـــرمٌ تقـصِّـــــــي خيبة النفس،
ولعنةٌ هو التمسك بحبال زلاّت الأمس،
وعبثاً أتّكل على التنجيم والنّرد والحدس.
ولست أدري،
أكانت المغفرة ضرباً من الصور تتوسل بها الملائكة إغفاءة شعلة تمزق أطرافي معلنة نزف بواقي عبدٍ ذليل ؟
أم أن سرابيل العذابات ما كفّت يوماً عن بعث أبابيل الشعور بالذنب لتقتص مني؟؟؟؟؟
لست أدري!
كنتُ أستعيذ بملامحكِ مخافة الغياب
فهل تقرئيني ؟؟
لستُ أستطيعُ الجزم بأني أدري.