بن عبد الله مراقب
التوقيع :
عدد الرسائل : 1530
الموقع : في قلب الامة تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | مشروع بحثي من إعدادي حول اشكالية العلاقة بين الفلسفة وفيزياء الكم | |
هذه الفلسفة الجديدة، التي يمكن تسميتها بـ "الفلسفة الكمومية"، تتميز بطبيعتها المرنة واللامتناهية. تختلف عن الفلسفات التقليدية بتبنيها مبادئ من فيزياء الكم، مما يمكّنها من التعامل مع الواقع ككيان متعدد الأبعاد ومترابط بالأحداث والاحتمالات، وليس كحقيقة ثابتة ووحيدة. تتيح هذه الفلسفة للفكر أن يتجاوز ثنائية "السبب والنتيجة" التي تعوّد عليها ويستوعب المعاني الكمومية مثل التراكب والتشابك.طبيعة الفلسفة الكموميةتسعى الفلسفة الكمومية إلى استكشاف أسئلة جوهرية في الوجود والمعرفة باستخدام لغة غير تقليدية تعتمد على الاحتمالات واللانهائية، وليس على الثوابت أو الحقائق المطلقة. تهدف إلى:- الاعتراف بعدم ثبات الحقيقة: فالحقيقة في نظر هذه الفلسفة ليست مطلقة، بل متغيرة ومتشابكة، تعتمد على السياق والملاحظة.
- إعادة تعريف السببية: ترفض مبدأ السببية المطلقة، متماشية مع فيزياء الكم حيث يمكن لأحداث أن تكون مترابطة بدون علاقة سببية مباشرة.
- استيعاب فكرة التراكب: ترى هذه الفلسفة أن الأفكار يمكن أن توجد في حالات متعددة، ولا تقتصر على "صح" أو "خطأ"، بل تسمح بوجود مساحات وسطى.
رواد الفلسفة الكموميةظهر عدد من المفكرين والفلاسفة الذين يمكن اعتبارهم مؤسسي هذا الاتجاه الحديث، أو على الأقل ممهدي الطريق له:- نيك بوستروم: بطرحه لـ "فرضية المحاكاة"، حيث يستكشف مفهوم التداخل بين العالم الواقعي والمحاكي، ويقترح إمكانية تعدد المستويات الوجودية.
- كارلو روفيلي: في كتابه "الواقع ليس كما يبدو" و"نظام الزمن"، يعرض وجهات نظر تتماشى مع فيزياء الكم، إذ يعتبر الزمن والترابط حقيقة غير ثابتة ويراها أقرب إلى التفاعل والعلاقات.
- ديفيد بوم: من خلال فكرته حول "الكلية الضمنية"، والتي يرى فيها أن الواقع مرتبط ببعضه البعض بطرق مخفية أو غير مرئية، مستعينًا بمبدأ التشابك الكمومي كمثال.
- هيو إيفريت: الذي طرح "تفسير العوالم المتعددة" في ميكانيكا الكم، إذ اقترح أن هناك عوالم متعددة يمكن أن تكون موازية، ما يفتح الباب لنقاش فلسفي حول تعدد الحقائق.
أدوات الفلسفة الكموميةتستخدم الفلسفة الكمومية أدوات مفاهيمية وطرقًا تتماشى مع أسس فيزياء الكم، منها:- التفكير الاحتمالي: تعتمد على الاحتمالات بدلاً من القطعيات، بحيث تصبح الحقائق متعددة، ويصبح التناقض محتملًا ومقبولًا.
- التفكير التراكبي: ترى أن الأفكار والمفاهيم يمكن أن تتراكب معًا، بحيث يصبح من الممكن تبني عدة مواقف أو فرضيات في وقت واحد.
- مفهوم "اللاموقعية": مستوحاة من التشابك الكمومي، حيث تكون المفاهيم مترابطة بشكل يجعلها تتجاوز المكان أو الزمان، وبالتالي يصبح التفاعل بين الأفكار مستقلًا عن الموقع أو الحدث المباشر.
- البعد العلاقاتي للوجود: تستند إلى نظرية روفيلي العلاقية، حيث ترى أن الأشياء ليست كيانات مستقلة بذاتها، بل هي علاقات وظواهر تنبثق من تفاعلها مع بعضها البعض.
الفلسفة الكمومية: آفاق التعامل مع الفيزياء الكموميةتركز الفلسفة الكمومية على نهج لا يسعى فقط لفهم قوانين الكون كما هي، بل يعيد صياغة أسئلة الوجود والمعرفة، بحيث تصبح الأسئلة نفسها مفتوحة ومرتبطة بالعالم بشكل لا خطي. تعتبر هذه الفلسفة جزءًا من محاولة أوسع لتجاوز حدود المعرفة التقليدية، واستكشاف الحقائق بأدوات تتيح مساحة أوسع لتداخل العلم والفكر الفلسفي، بحيث يصبح الفهم العميق للعالم الكمومي جزءًا من رؤية فلسفية متكاملة تتناول الوجود والواقع كوحدة متعددة الاحتمالات | |
|