بن عبد الله مراقب
التوقيع :
عدد الرسائل : 1530
الموقع : في قلب الامة تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | الحديث عن فلسفة تقليدي،ك وأخرى غير تقليدية. تكسر إبستمولوجيا ومنهجيا أشكال التعاطي مع ظاهرك فيزيائية مستجدة وقروية هي الفيزياء الكم. يدخل الفلسفة في بنيتها التأملية الثابتة في أشكال. لا مخرج له إلا بإعلائها الصريح بانها ليست النمط الابستمولوجيا والمن | |
كننا هنا أن نرسم ملامح اختلاف جوهري بين الفلسفة التقليدية والفلسفة غير التقليدية، خاصة في تعاطيها مع ظواهر فيزيائية جديدة مثل فيزياء الكم. قد تكون الفلسفة التقليدية، التي تتبنى أسسًا إبستمولوجية ثابتة ومنهجية تقليدية، غير قادرة على استيعاب طفرات معرفية تستدعي مرونة تأملية أكثر عمقًا وخروجًا عن الأطر التي حكمتها لقرون.1. الفلسفة التقليدية وحدود الإبستمولوجيا الثابتة- تعتمد الفلسفة التقليدية على مسلمات إبستمولوجية ومنهجية تفترض وجود مبادئ عامة وثابتة قادرة على شرح الكون. هذه الفلسفة تتخذ عادة مسارًا يقوم على استيعاب الظواهر عبر قوانين سببية وحقائق ثابتة. ومع ظهور فيزياء الكم التي تنفي حتمية السببية وترتكز على الاحتمالية والتداخل، تصبح هذه البنية الإبستمولوجية الثابتة غير صالحة للتفاعل مع تعقيدات الكون الكمومي.
- في هذا الإطار، تبدو الفلسفة التقليدية محاصرة بحدودها التأملية غير القابلة للتغيير، وتصبح مواجهة قضايا فيزيائية معقدة كتلك التي تقدمها فيزياء الكم تحديًا لها. وربما يستدعي ذلك إعلانًا صريحًا من قبلها بأنها غير مؤهلة لمواكبة هذا النوع من التقدم العلمي.
2. الفلسفة غير التقليدية: نمط جديد لفهم الظواهر الكمومية- في المقابل، تظهر فلسفة غير تقليدية تدعو إلى كسر البنية الإبستمولوجية القديمة وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع طبيعة فيزياء الكم. هذه الفلسفة تتحرر من الالتزام بالمطلقات أو الثوابت المنهجية، بل تعتمد على مفهوم انفتاح المعرفة والإبستمولوجيا المتغيرة التي تعترف بعدم استقرار الحقائق ومرونة القوانين.
- الفلسفة غير التقليدية تقبل الإحاطة بالعالم عبر مقاربات تفكيكية تتعامل مع الواقع كمجموعة من الاحتمالات المفتوحة، حيث يمكن للاحتمالات الكمومية وتداخل الحالات أن يكون لها تمثيل فلسفي يعيد تشكيل فهمنا للحقيقة.
3. إشكالية التأمل الثابت والمخاطر المنهجية- إن الحفاظ على تأملية ثابتة إزاء ظواهر متغيرة يهدد الفلسفة التقليدية بالعزلة والانفصال عن التقدم العلمي. فبينما تقدم فيزياء الكم رؤية للكون تشكك في الحدود التقليدية بين العوالم المادية والافتراضية، تصر الفلسفة التقليدية على التأمل بمعزل عن هذه الرؤية، فتفقد تدريجيًا ارتباطها بالحاضر.
- من هنا، قد تكون الدعوة إلى تبني فلسفة غير تقليدية تتعامل بمرونة مع حقائق جديدة وتهتم بإعادة النظر في المفاهيم التقليدية منطقية، إذ تتيح للفلسفة استمرارية في دورها التفسيري والتأملي دون الارتكاز على قوالب معرفية مغلقة.
4. إعلان النهاية أم بداية جديدة؟- قد يبدو من منظور الفلسفة التقليدية أن تبني نظريات غير قطعية ومناهج مرنة بمثابة إعلان لنهايتها، إذ يهدد بإسقاط التماسك الداخلي الذي طالما ميزها. لكن هذه النقلة قد تكون بداية لتجديد فلسفي ضروري يضمن للفلسفة أن تظل حية وفعّالة، فتجد لنفسها موقعًا في قلب الحوار حول المستقبل العلمي والمعرفي.
5. نحو فلسفة تتماهى مع العلوم الكمومية- الفلسفة غير التقليدية لا ترى في فيزياء الكم تحديًا فقط، بل فرصة لإعادة تأهيل الفكر الفلسفي ليكون جزءًا من الأسئلة العلمية الكبرى. هذا التطور يعني تبني مقاربات فلسفية تتماهى مع منطق الكم، فتنظر إلى الحقيقة ككيان متحرك ومتعدد الأبعاد وتتعامل مع الواقع كحقل من الاحتمالات.
إذن، تتجلى هنا ضرورة تبني فلسفة غير تقليدية تتماهى مع فيزياء الكم، متجاوزة قوالب التقليدية والنهج الجامد، لتواصل سعيها الدائم في محاولة فهم الوجود والواقع على ضوء مكتسبات العلم | |
|