بن عبد الله مراقب
التوقيع :
عدد الرسائل : 1530
الموقع : في قلب الامة تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | يتبع | |
1. تعريف ميكانيكا الكم وتحديد الفارق عن الفيزياء الكلاسيكية- ماهية ميكانيكا الكم: ميكانيكا الكم هي الإطار الذي يصف سلوك الجسيمات الصغيرة جدًا مثل الذرات والإلكترونات والفوتونات، حيث لا تتبع هذه الجسيمات قوانين الفيزياء الكلاسيكية التي وضعتها نيوتن. وبدلاً من ذلك، تُظهر خصائص يمكن وصفها فقط من خلال القوانين الاحتمالية والمعادلات الموجية، مثل معادلة شرودنغر.
- قانون الاحتمالية: على عكس القوانين الحتمية التي تصف سلوك الأجسام الكبيرة، تعتمد ميكانيكا الكم على الاحتمال، حيث يعبر عن موقع وسرعة الجسيم في لحظة معينة باحتمال معين بدلاً من يقين محدد. ويأتي هذا نتيجة لمبدأ الريبة لهايزنبرغ، والذي ينص على استحالة قياس موقع وسرعة جسيم بدقة مطلقة.
الفارق مع الفيزياء الكلاسيكية: الفيزياء الكلاسيكية، بنيوتن وقوانينه الثلاثة، تعمل على افتراض يقين تام في تحديد موقع وسرعة الأجسام الكبيرة. لكن في العالم الكمي، يتعامل العلماء مع "موجات احتمالية"، حيث أن موقع جسيم صغير يمكن أن يكون في أكثر من مكان في نفس الوقت. وبهذا يمكن القول إن ميكانيكا الكم غيرت فهمنا التقليدي للواقع. الفلسفة والنظريات المرافقة: التصور الفلسفي للحتمية مقابل الاحتمالية: تطرح ميكانيكا الكم معضلة حول مدى دقة الفيزياء في وصف الواقع، مما يثير أسئلة حول مفهوم الحتمية؛ وهي فكرة تنبأ بحتمية نتائج معينة إذا توفرت شروط محددة. أثر الكانطية في العلم: يعود بعض الفلاسفة إلى نظرية كانط في "الشيء في ذاته"؛ ما لا يمكن للعقل إدراكه بشكل مباشر. فالنظرة الكمية تشير إلى أننا قد لا نستطيع أبدًا فهم "الواقع" تمامًا، لأن أدواتنا وطريقة قياسنا تفرض قيودًا على معرفتنا للعالم الكمي، تمامًا كما يشير كانط إلى أن إدراكنا للعالم محصور ضمن حدود عقلية معينة. 2. لمحة تاريخية عن تطور ميكانيكا الكم- بدايات ميكانيكا الكم: بدأ الاهتمام بميكانيكا الكم في أواخر القرن التاسع عشر عندما قدم ماكس بلانك مفهوم "الكم" لحل مشكلة الإشعاع الحراري، والتي لم تستطع الفيزياء الكلاسيكية تفسيرها. أدى هذا الاكتشاف إلى تصور جديد بأن الطاقة تأتي على شكل حزم صغيرة تُسمى "كمات".
- إسهامات العلماء الرئيسيين:
- ألبرت آينشتاين: إسهامه في تفسير "التأثير الكهروضوئي" أشار إلى أن الضوء يمكن أن يتصرف كجسيم، مما يعزز فكرة أن الجسيمات يمكن أن تظهر خصائص الموجات، والعكس صحيح.
- نيلز بور: قدم نموذجه الذري، موضحًا أن الإلكترونات تدور حول النواة في مدارات ثابتة وأن الطاقة تنبعث أو تُمتص عند انتقال الإلكترونات بين المدارات.
- شرودنغر وهايزنبرغ: طورت معادلة شرودنغر الشهيرة مفهوم "الموجة الاحتمالية"، بينما قدم هايزنبرغ مبدأ الريبة الذي ينص على استحالة قياس موقع وسرعة جسيم صغير بدقة متناهية.
الفلسفة المتصلة بالتطورات العلمية: التأثير النيتشوي: على الرغم من أن نيتشه لم يكن معاصرًا لميكانيكا الكم، إلا أن فلسفته حول "إعادة تقييم القيم" والاستعداد لقبول واقع معقد وغير حتمي أثرت في الاستقبال الفلسفي لميكانيكا الكم. التأثير البراجماتي: الفلاسفة البراجماتيون مثل ويليام جيمس دعوا إلى قيمة النتائج العملية للنظريات العلمية أكثر من اهتمامهم بالتفسير الميتافيزيقي الدقيق، مما شجع العلماء على قبول نتائج ميكانيكا الكم رغم تناقضها مع الحدس التقليدي. 3. التقاطع بين الفلسفة والفيزياء الكمومية- التساؤلات الفلسفية حول الواقع:
ميكانيكا الكم تدفعنا للتساؤل حول ما إذا كان العالم الخارجي يتبع قوانين "موضوعية" يمكننا اكتشافها، أم أن قياساتنا وتفاعلاتنا تؤثر فعليًا في تحديد شكل الواقع الذي نرصده. التراكب الكمومي (حيث يكون الجسيم في أكثر من حالة في وقت واحد) والتشابك الكمي (حيث تكون جسيمات متصلة بحيث تؤثر حالة أحدها على الآخر بشكل فوري، حتى لو كانت المسافة بينهما شاسعة) يطرحان مفاهيم تحدّي الواقعية التقليدية.
- الإدراك والوعي وعلاقتهما بالواقع الكمي:
مسألة هل "الوعي" البشري هو العامل الحاسم في تحديد نتائج التجارب الكمية كما يُفترض في بعض تفسيرات الكم، مثل تفسير كوبنهاغن. يرى بعض الفلاسفة أن دور المراقب يعكس أن العقل البشري ليس مجرد مستقبل للمعلومات بل هو جزء نشط في تشكيل الواقع.
- النظريات الفلسفية المرتبطة بميكانيكا الكم:
- التفسير العلائقي للكم: يعتمد على فكرة أن الخصائص الفيزيائية لا توجد بمعزل عن الملاحظ، بل هي علاقات بين المراقب والنظام.
- الواقعية والبنيوية: تدعو هذه النظرية إلى اعتبار أن العالم يتكون من بنيات (أو هياكل)، وأن الخصائص التي ننسبها للجسيمات ليست جوهرية بل ناتجة عن تفاعل هذه الهياكل.
- المدرسة المثالية: فلاسفة مثل جورج باركلي قد يقبلون أن ميكانيكا الكم تعزز من نظرتهم المثالية بأن الواقع لا يوجد بشكل موضوعي بقدر ما هو "مدرك"، وأن وعينا له دور في تشكيله
| |
|