** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 جسد يسقط من يدي احمد بزّون (لبنان)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكرخ
فريق العمـــــل *****
الكرخ


عدد الرسائل : 964

الموقع : الكرخ
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

جسد يسقط من يدي  احمد بزّون (لبنان) Empty
17102011
مُساهمةجسد يسقط من يدي احمد بزّون (لبنان)

إلى م.ر

حيرة النمل

جسد يسقط من يدي  احمد بزّون (لبنان) Ahmed_bazonأرخي
جسدكِ الآن مثل أفعى نظيفة تعرت للتو من جلدها، أو مثل آلهة نحتها اليونان
من حجر إيطالي. وتمددي أمامي كي تضربني الحيرة وترتفع أنفاسي، ترتفع يداي،
ترتفع عيناي، ويرتفع جسدي في الهواء قليلاً.

ماذا أتحسس الآن: جسدَكِ المعروضَ أمامي أم جسدي الذي تنهشه الرغبة؟ من
أين أدخل والأبواب كلها مفتوحة دفعةً واحدة؟ من أين أبدأ، فكل بداية فيك
نهاية، وكل نهاية بداية.

أرخي جسدك فوق شفرة سيف، ولا تدَعي السيف ينزف. لا تدعي جسدك يقع، ولا تدعي الخطر يغادر هذا الاحمرار الذي يطفح في صدرك ووجهك.
أرخي
جسدك فوق يدي أو فوق مواقد دمي، أو فوق ارتجاج الصور أمام جفوني... أرخي
أيضاً وأيضاً.. فبعد قليل سوف يرتفع موجي، وسوف يزبد مائي فوق رملك.

لست جميلة كفاية كي أنصّبك إلهة، وخصرك ليس ضيقاً كفاية كي أرفعك منحوتة
في قصر عينيّ، وصدرُك لا يكفي لتدمير قافلة من بدو الصحراء. لكنك تستطيعين
أن تشعلي قمحي كله بشرارة واحدة، وشجري بلمسة واحدة. فمن يبدأ الزحف إذاً:
يدي أم يدك؟ أصابعي أم أصابعك؟ ومن يطلق جيش نماله أولاً؟

نار تراقص حبلاً

أنت لا تريدين هذه الليلة بقمر واحد، وأنا لا أريد أن تنتهي بفجر واحد. لا تريدينني كما أنا، ولا أريدك كما أنت.

مللتك تتكررين كل ليلة.. مللتُ أن تقبليني في شفتيّ فقط.. ومللتِ خريطة القبلات التي أرسمها فوق جسدك.

إذن، هل تستطيعين أن تضيئي بين جفنيّ امرأةً جديدة، ترقص فأشتعل، تتلوى لتخلع جلدها، وتتطلع إليّ فأخلع جلدي.

أريد ألا أعرفك هذه الليلة. أخرج معك فأتذكرك، ألمسك فأشعر بأنك كنت أقل
رقة من قبل، أتطلع إلى وجهك فأشعر بأنك كنت أقل جمالا، أتطلع إلى جسدك
فأشعر بأنك كنت أقل اشتعالاً.

أريد ألا أعرفك هذه الليلة.. أريد أن أحتفل بك فقط.

???

انظري إليّ.. فرح هذا الذي يطفح على وجهك أم طفولة يانعة؟

ما الذي تغير اليوم، جلدك أم الضوء؟ ما الذي يتفتح مثل ضحكة، فمك أم تلك الثنية الحييّة من المساء؟

ليتك تلبسين فستاناً جديداً يهيئ جسدك لرقص طويل! تعيدين رسم وجهك بقلم
وريشة! تنذرين نفسك لأمواج الرغبة الهوجاء! فأنا، بعد، أحتاج إلى صراخ في
أذني، وصياح في دمي، ووجع خفيف في الرأس، وحرائقَ يشعلها أطفال في مكان
قريب من هذا السفح.

كنا أعلى من مدينة وأوطأ من سماء.. أكثر من عاشقين وأقل من قديسين. أقوى
من جسدين وأقل من نارين.. كنا على حافة عالية، قبلها حكمة ساذجة، بعدها
جنون قاتل. وكان علينا أن نمشي على حبل اللذة، ونحن سكارى، أن نرقص فوقه
ونصرخ ونقفز في هواء حر، ولا نقع.. وإذا وقعتُ أخذتِني من يدي، إذا وقعتِ
أخذتُك من يدك. أنام فوق الحبل ثم تنامين فوقه. أهزك فأقع.. تهزينني
فتقعين، أو نقع معاً فيشدنا إصبع عالق في الحبل.. ثم يقع الحبل فنشده.
ونلهو كأننا التقينا في واحة ضيقة من صحراء، أو في جزيرة خالية من البشر.


أنفاس تعرّي يدا

عاصفة فوق يد واحدة.. وفم يطلق جمراً حنوناً، وشفتان تزحفان مثل جيشين أحمرين يكران تارة ويفران أخرى.

عاصفة.. ويدي تأسرها ريح فتستغيث من اللذة وتتماوج مع الرغبة...
ربما
ليس فماً هذا بل موقد كستناء شتوي.. ليس فماً بل أتون تلعب فيه ألسنة نار
تلذع ولا تحرق، ألسنة تلدغ كي يسري في الجسم هسيس من سمسم يتقاطر في
الشريان...

ليس فماً، يا صاحبتي، بل كل الأعضاء تتواتر فيه، تجتمع وتفترق كلما صدح
بقبلة، أو رنّم تعويذته فوق منعرجات يدي المسكينة، وفوق حقولها وصحاريها
وأدراجها المرتبكة.

ماذا تفعلين؟ كيف تقبضين على أصابع آدمي فتستحيل، بين يديك وفمك،
منحنياتِ جسد، أو تلثمين سبابة فتدب فيها طراوة الهليون، أو تعضين نتوءاً
فتدب فيه صلابة النحاس.

اعزفي ما شئت إذاً، فهذه اليد وترٌ، وهذه المسام آذان جسد، وهذه الكف قامة تتشكل فيها الذكورة حقل إثارة وفضاء لذة.

خذي يدي وعرّيها بفمك.. اغسليها بأنفاسك الندية ولعابك اللزج، احضنيها
بقلبين اثنين، بين ثدييك وعينيك وشفتيك. شدي عليها قليلاً. نعم هكذا..
هنا.. كأنك تشدين على خاصرتي.. وهنا كأنك تلثمين كتفي.. وهنا كأنك تشعلين
سراجاً في عتمتي القاتمة.

خذي.. لا تتركيني أنسى لحظة ذكورة يدي. تنقلي على حبل ذكورتي لثمة لثمة. واستمري حتى تغدو شهوتي زيتاً ساخناً يموج في كل أنحائي.
خذي
يا صاحبتي الجميلة.. يا صاحبتي القبيحة.. المتأرجحة بين نارين، بين
جسدين.. يا صاحبتي المجنونة الساحرة، الساكنة على ضفاف البراكين.. خذي هذه
اليد واسحريها جسداً.. فأنا أعرف تماماً أنك تمتلكين موهبة الاختصار،
وموهبة الشعر، وموهبة تحويل جذع شجرة إلى رجل، ومعدن رخيص إلى ذهب، وحنجرة
جافة إلى أغنية فاتنة. وتملكين موهبة أن تحولي يداً إلى جسد يتوهج بالرغبة.


قبّلي يدي كما تشائين، فأنت معلمتي الصغيرة، أنت الجنية التي أرى في
عينيها نساءً، وفي فمها نساءً، وبين ساقيها مهرجان أنوثة.. أنت المشعوذة
التي عرفَتْ كيف ترميني بين أصابع رجليها أبحث عن مفاتيح جسد أضعته منذ
بداية الخلق.

خذي يدي.. هاتي يدكِ.


... وانتهى كل شيء

انتهى كل شيء.. عادت يدك لك، وأصابعي لي.. ربما تجدين صعوبة في ترتيب
الوقت الذي توفرينه، وأجد صعوبة في اختيار المقاهي والحانات من جديد. لا
تفكرين بي عندما ترتدين ثياب النهار والليل، ولا أفكر كيف أرتب سيارتي
عندما نكون على موعد.

انتهى كل شيء.. وانفصلنا بشفرة حادة.. فأنا الآن لا أعرف إن كانت يداك
حارتين أم باردتين، إن كان وجهك متّقداً وجميلاً أم ملفوحاً بحمرة البرد،
إن كان شعرك رخواً أم مجنوناً. أخاف أن أنسى ذلك الصوت الذي كان عندما
ينخفض يصبح جلدي أذناً له.. أخاف أن تكوني أكلت كثيرا، وأن تكوني نسيت
رياضة الصباح، وأن تلبسي ما لا أحب من الثياب، وتلتقي من لا أحب من الرجال.

انتهى كل شيء... وانفصلنا بدم بارد.. فلماذا لا تزالين ترقصين في دمي،
وتضحكين في الصور التي تكرّ أمامي.. وتسبحين في عينيّ.. ولماذا تبدين
جميلة أكثر من الواقع، ووفيّة أكثر من الواقع، وخجولة أكثر.
انتهى كل
شيء.. لا أريد أن أراكِ، لكن جسدي يفضحني كلما خلعت نسخة منك، كلما رأيت
امرأة، خصراً، يداً. وكلما تمايَلتْ أمامي حورية من بنات الأرض. يفضحني
حمام الصباح، وموعد التحية، وضوء القمر. تفضحني مقاهي البحر، والأصوات
المبحوحة، وبائع الورد، والصنوبرات، والأسئلة والأجوبة، والثياب الداخلية.
انتهى
كل شيء.. فليتني أستطيع أن أطمر ذاكرتي بالرمل، أو أسوّيها بالوحل، أو
أحرقها في كأس ديك الجن، أو أشنقها في ساحة عامة. ليتني أستطيع ألا أتعرف
إليك عندما أراك تنادمين رجلاً آخر، أو تتكئين على كتفه، أو ترتمين في
حضنه. ليتني أستطيع أن أطردك من دماغي ومخيلتي، من بين عينيّ، ومن بين
أصابعي وشعر صدري. ليتني أستطيع أن أدوس ظلّك وأظافرك وأنفك. بل ليتني أجنّ
فأغدو سعيداً بنسيانك.

انتهى كل شيء.. أم تغيّرت المواعيد والأمكنة والصور.. أم حملتْ كلاً منا
فراشاتٌ هوجاء غادرت للتو شرانقها.. قد أجدك في ربيع ما.. قد تجدينني في
خريف ما.. أو قد نعلّق اسمينا على لساني طفلين ضاحكين.

انتهى كل شيء.. لم ينته شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

جسد يسقط من يدي احمد بزّون (لبنان) :: تعاليق

ماردة
رد: جسد يسقط من يدي احمد بزّون (لبنان)
مُساهمة السبت أكتوبر 20, 2012 1:49 pm من طرف ماردة
.
 

جسد يسقط من يدي احمد بزّون (لبنان)

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» دائرة الممكن عمودية الإستعارة برج بابل لا يسقط في الآنية
» منتخب «وجه يسقط ولا يصل» (1980)
» لماذا لم يسقط النظام في اليمن؟!
» بلغرانو يسقط أمام أول بويز في الدوري الأرجنتيني
» ورثة ابليس.........احمد مطر

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: