المواضيع |
---|
انتقل الى الصفحة : 1 ... 69 ... 135, 136, 137 ... 152 ... 169 |
* لا أدري لماذا أثرثر في حضرتكَ - وكأن أمري يعنيك- كلما اكتشفتُ دهليزاً جديداً في أعماقي المليئة بطلاسم تشبه في تفاصيلها خريطةً بكراً لعالمٍ لمْ تطأه مخيلتي من قبل، فلم تقم خواطـري -التي كانت لا تؤمن إلاَّّ بكل ما يطفو على السطح- برحلة استكشافية للغوص في هذا العالم والتعرف على مجاهله إلاّ بعد غربةٍ روحيةٍ جَعَلَتْني أرفع شعار «العودة إلى الذات». وكأني بك تتوسل إليَّ أن أُوقف هذه الثرثرة التي أبلِّلُك بها ليقينك أن المظلَّة... |
* لقد لمع كلُّ شيء فصار ذهباً، وتحدثت الحقيقة بألف لسان تغني الحاضر عن الشهود والغائب عن الحضور. ومن المعلوم أن النار تصهر الأشياء المزيفة وتعيدها إلى جوهرها ،لكني خشيتُ استخدامها في كشف تلك الحقيقة، فربما كانت النار أيضاً مزيفة. * لا شك أن صواريخ الأطفال التي تطلق صفيراً حاداً تنفجر وهي في منتهى النشوة، فكن على يقين أن «البرموس» يُحرق نفسه إذا ازداد عليه «الشِّدَادْ».. آملُ أن لا تصل إلى تلك النشوة التي كنتُ على مشارفها، ولم أعُد إلاَّ بعد غربة... |
* أحياناً أسترجع الماضي الذي خبأتُ في إرشيفه طفولة كانت الشقاوة من أنقى طوابعها، وكانت البراءة هي لوحة الغلاف الذي يضم بين دفتيه طفولتي. لكن هذا الإرشيف يعرض لي صوراً لا أعرفها، وأشخاصاً تُنكرهم نفسي.. فأوقن أنني مسكون بذاكرة أخرى لشخص تهمني معرفة تفاصيل حياته الدقيقة، ابتداءً بطفولته وانتهاءً برحيله. * آهٍ لو تدري ماذا يصنع الشجن.. إنه يصرخ داخلي كسجين وحيد لا يجد حتى سوطاً يتحدث إليه.. إنه يضطرب كصاعقة تائهة... |
* لا نكون من أشد الناس ضعفاً إلاَّ عندما نقف في صفٍّ واحد كأنَّنا «شدَّة طمَشْ»*.. وكم يسهل كسرنا جميعاً كالعصا الواحدة بإشعال واحدٍ منا فقط.. لذلك من الأفضل أن لا نجتمع إلاَّ بعد أن ينتزع كُلٌّ منَّا «ذُبالته» لكي نكون أكثر وضوحاً ما لم فسنبقى غرباء رغم أننا نتعارف منذ سنوات طويلة.. * يحسدنا الكثير على صداقتنا الفريدة لمشاهدتهم إيانا- مجتمعين- في كل مكان... |
* قد يجعلك الأعمى تشكُّ في بصيرتك إذا ألقى جواهرك واصماً إياها بالتفاهة والرخص .. لأن الأصابع لا تتعامل مع البريق. * هناك بونٌ شاسع بين اللمس والمس، فالاكتفاء بالنظر هو الميزان الرملي الناكس للرؤية.. والرؤية وسيلتنا لدخول بواطن المكنونات ..فإذا كنت من أصحاب الـ«ماوراء» وشطح بك اليقين فلن تكون أحمقَ إذا وقفتَ خلف المرآة تحسُّباً لوجود وجهٍ آخر. * ربما تصبح الصحراء رمزاً للجـود والعـطاء - بعد أن كان البحر... |
ذات صباح بريء من صباحاتي الطفولية سرقتُ حفنةً من الصابون لأزرعها كما يفعل أبي بحبوب الذرة.. وكنت أتخيَّل كم ستكون شجرة الصابون ناصعة بعد أن تنبت وكم هي دهشة الناس باختراعي الذي لن يجد أحداً يمنحه «البراءة». * ربما كان ذلك لاعتقادي أن كلَّ ذرة صابون هي في الأصل خليّة بإمكاني أن أقوم باستنساخها إلى سنابل مثقلة بالنقاء. وربما لحقيقة أحلامي في أن أصير نقياً كالصابون علِّي أستطيع غسل الطرقات الملتهبة بدماء الأطفال الذاهبين... |
* أدري بأن أصدقاءك - الذين يتغنَّون بوفائهم الحضوري- يأكلون العيش ويتركون لك الملح.. وأدري أيضا أنك تستطيع- بغربالك - تحويل هذه المادة القلوية إلى قوالب من السُكَّرْ . ولأن أفواهم بلاستيكية - وحاسة الطعم هي الفيصل بين هذين الشبيهين شكلاً والنقيضين جوهراً- فكن على يقين بأنهم سيسلّطون عليك قطيعاً من النمل للتأكد من حيازتك أسلحة «تَسْكِير» شامل ليقينهم أن النمل سيكون أصدق أنباءً من البرادعي.. وليتهم - بعد ذلك - سيستغلونك في تحلية مياه البحر. |
* باستطاعة المبضع أن يستأصل الألم، وباستطاعته- أيضاً- أن يستأصل الروح.. فشتان بين استئصال الألم لتبقى الروح، وبين استئصال الروح ليبقى الألم. * في علوم ما وراء الطبيعة «الباراسيكيولوجيا» يستطيع الواحد منا أن يتواجد " جسدياً " في مكانين.. في وقت واحد.. لكننا -حتى اللحظة- عاجزون عن التواجد " جسداً وروحاً " في مكان واحد. * عندما يريد الطبيب قتل مريضه المصاب بالكساح... |
بعد اكتمال العد التنازلي لدقائق الساعة السليمانية تندلق قارورة الحبر الليلي لتُخلِّف بقعةً داكنةً تصبغ شوارع صنعاء التي عجزت عن إزالتها بمسحوق الضوء المنسكب من قناديلها المتعبة، وتستيقظ الأحلام متوثبةً تتحيَّن عناق الجفون لتدخل من أقفالها إلى فضاء المخيلات. * كان الفراغ يعزف مقاماته الطولى في رأسي وأنا أذرع الغرفة-رغم استلقائي-وقد تعبت الأحلام في انتظار غفوتي التي ما إن تحققت لها حتى ولجت مخيلتي ناقمة بعد أن ارتدت أقنعة الكوابيس للتعبير عن امتعاضها. * كان الصمت قد نجح في تكميم الأشياء.. |
* كنت أشعر بوحشتكَ رغم كثرة المشيِّعين وهم يهتفون بصوت واحد: «لا إله إلاَّ الله.. لا يدوم إلاَّ الله» وكأنهم يحاولون إيقاظك بهتافهم المرتفع.. إلى ذلك اليوم لم أكن أدري أن الأجر يُنتَزعُ انتزاعاً، فقد سمعت أحدهم يُهدِّدُ صاحبه قائلاً: «سلِّم الأجر»!! * ربما كان أمراً منطقياً أن ترسل إحدى الأمهات ابنها - بعد أن أشعل قلبها... |
* إن ما يفصلنا عن العالم هي تلك الحواجز التي وضعناها نُصْبَ أعيننا خوفاً من الاصطدام بالنقائص التي تحتل مساحة شاسعة في سلوكيات ساكنيه.. مع جهلنا أن تلك الحواجز هي نقيصة ربما رآها الآخرون أدنى من نقائصهم التي نخشى الاصطدام بها. * قلت هذا لصديقي الذي يعيش في صومعته وحيداًَ يمارس طقوس "الأنا" واهماً أن تكوينه ممزوج بنفحة نورانية تحجبه عن النزول إلى مصاف العامة وكشف بواطنه لهم ،لأنه لم يجد –مسبقاً - من يقدر جوهره النفيس، وأيضاًَ لعدم وجود من يضارعه ويصمد أمام مصطلحاته... |
* يكاد يمسك بيدي لبثِّ خواطري الدفينة – تحت أنقاض الذاكرة – وتوثيقها على الورقة المستلقية بإغرائها لطول عزوفي عن ممارسة طقوس الكتابة. ويجهل – القلم – أن ديـوان العرب لـن يستطيع - لضيقه- احتواء كل ما أريد التلفظ به . * أوحت لي قريحتي برسم صورة لم تخطر على بال قصيدة .. وصبها في قالب شعري ربما يصيب الورقة بالذهول .. لكن هذه الصورة التي قد تكون - هلامية - غريبة على تصوري ولم أرها من قبل .. فكيف سيتمكن سواي من رؤيتها مع أني لم أستطع – حتى اللحظة – استيعابها... |
* قال لي : إن ما في يديك أكبر مما في طموحاتهم، لقد نسجوا في مخيِّلاتهم ثوباً سندسياً يحاولون ارتداءه، فكلما اتسعوا ضاق وكلما اتسع ضاقوا ، أما أنت فلست محتاجاً إليه - لملازمته إياك - حتى وإن كنت عارياً. * قال لي: تنصَّل من النظر واتحد مع الرؤية ..فلئن يذيبك اليقين خير... |
* قال لي: إنك إن كتبت الشعر من أجل تحقيق عدالة فقد جنيت، وإن كتبته لتصعد به على كتفيه فقد هويت ، وإن كتبته لإضحاك الآخرين بكيت ، وإن كتبته لإرشاد فما اهتديت ، وإن كتبته خائفاً من سطوة فلا نجوت ، وإن سلكت به مسلكاً دنيئا فقد غويت ، وإن خفت عليه عَيْلةً واقتطعت له من روحك ووهبته وقتك كي يضاف إلى عمره ... |
* قال لي: هل رأيت الحروف وهي تنساب من فم الشاعر كالجدول الرقراق في الليلة العمياء .. وهل رأيت آهة الثكلى وهي تتكوم بين جوانحها مثلما تتكوم الغلال. وهل رأيت النار وهي تتنكر في عود الثقاب، وهل استمعت إلى القمر وهو يتحدث بأشعته ذاكراً انتصاره على الليل بعد أن غلبه وهو هلال صغير؟.. ... |
خَفَّى
مَا هُوَ لُغَةُ اللُّغَةِ
وَدَاعُ الْمَعْنَى:
جَسَدِي"
(بِرنَار نُوِيل)
مَيَلاَنُ مَاءِ الشَّمْسِ
عَلَى وَجْهِ زَهْرَةِ الْيَاسَمِينِ
نَقْشُ أَبَدٍ
فِي... |
صمتُ الفوانيسْ والطيور التى هاجرت أعشَاشَها والمسافرون الذين …. يقيمون بيننا يتلاعبون بالنار …. يعلموننا السحر والشعوذه يشعلون البخور فى جلابيبنا ويبتهلون فى المساء ليطعموننا
بأيديهم …… قصاصاتِ... |
أنسج قبعة للزمن
وللريح محطات من القش
تائها في صحوة الحلم
وأهمس في سكرات الليل
خساراتي
وبقايا حب قديم .
ها أنا أكسر قلقي لألحق بك
|
ليسَ إسـمي الذي في نهايـةِ هذي القصيـدةِ ذلكَ عشـبٌ طــريٌّ تهجّى الغيـومَ ليعـرفَ أينَ حـدود الـردى في امتـدادِ الجسـد أنا عمــرُ هذي الفراشــةِ لا ضـوءَ خـلفي يشـيُر إلى أزلٍ كـنتُ فيـهِ.. ولا يعـرفُ الـوردُ معنـى الأبــدْ أيـنَ يمضـي الفـتى في احتـدامِ... |
تَسْتَحِقُّ المَوْتَ
كَانتْ طَيِّبةً أخذتْ الكثيرَ من هَذَاَ العَاَلمِ خَانتنا جميعًا لَمْ نُحِبَّها، لكنَّنا رَأَفْنَا بجَمَالِها أَنْ يَذْهَبَ سُدَىً. لم تَمْلِكْ حَرْفًا وَاحِدًا، لكنَّ الحياةَ أعطَتْها الكثيرَ كانتْ مَحْظُوظةً وَعَاشَتْ كانتْ تَعِسَةً وماتتْ لم تَجْعَلْنا نُتْحِفُ حياتَها بالسَّعَادَةِ التي نَمْلِكُهَا نحن نملكُ السَّعادةَ تركتنا َنَحقِدُ عَلَى فَرْحَتها التي تَمْلِكُهَا مِنْ عَوالِم عديدةٍ نحبُّهَا، لكنَّها ... |
ـــــــــــــــ أين أين تختبئُ النارُ في الماءِ؟! أين تخبئُ هذي السخونةُ قامتها؟! أين يختبئ الوردُ فيكِ؟ وأين … خريفي الذي يتدفَّقُ شلالَ حبرٍ وغيمَ صفاتْ؟ أين يختبئُ الآن فينا الذي ماتْ؟! أين هذي التي تتجلّى غناءً وتخفقُ كالأفْقِ ريحاً،... |
يعرفون انه ثعلب،لكنهم سرعان ماينسون،بالأحرى ،يقفون دائما عند خط الانطلاق.هو عاطل،وهم قطيع من الاخوة والأخوات. وهوثعلب ديمقراطي مع ذلك.يهيىء الغارة المناسبة لكل طريدة.مرة يستهدف عاطفة الرحم،ومرة يتشمم العار الاجتماعي. في هذه المرة سيهددهم جميعا بالانتحار.عندها سيكتشفون ظله المكوم في مكر،يعزف على اعصابهم.ورغم خوفهم،يدركون أن من يرقص ينج...سيهرب عميقا بحيث يصير هو الثعلب. وقد أسفر السباق عن البائع المتجول يقف وراء الخط يسخر في صمت. الأخت هامدة تحت ظل زوجها المياوم. وهناك في الحلبة،وقف العامل يمسح عرقه. التاجر ينظر الى... |
هذا الذي تسمعه يتدفق ليس ماء ،بل هو التلقائية،تصب بعيدا،تسقي العالم المبهج،خارج (الذات) التي جفت عيناها بعدوى التربص. لكن دمعتان ستنزلان بعفوية فتعيدان كل شيء الى نصابه: البهجة الى الذات الكآبة حبث هي والضحك،الضحك على (آخر)،يمد لسانه هكذا والذات تهم بالانصراف. بينما ترفرف العفوية،يشحذ اللسان كلماته لتصبح صريحة أكثر. تتصور الذات مسافات بعيدة للهروب، اما النزيف اما صراع الديكة واما شأن الحمامة تمسح بجناحيها الأرض توهم بانها في المتناول. الشقية، تموه على عشها... تتذرع الذات تتعلل،تكذب والعين... |
هي ليست نقطة، بل كلمات على الجريدة،أشبه بقصة تحلم...عاطل يحلم بمشروع صغير...وقف عليه في المنام رجل،أخذ ينخسه بشيء حاد ،ويقول له اقرا...عندما أفاق نسي الحلم تماما. في المقهى ،قرأالبقية على الجريدة: لم يكن لاقلم رصاص ولاعلامة استفهام،بل هو متسول مسن...(عثرت الشرطةعلى جثة...وجدت ثروة،معظمها محشو بعكازه). |
عرفته وأنا طفل دون العاشرة. كنت آنذاك في بدايات ولعي بالمطالعة, وكان عبد الله الكيلاني المثقّف الوحيد في حيّنا. ما أن علم من أمّه, التي كانت كثيرة التردد على بيتنا, شغفي بالقراءة, حتّى طفق يعيرني كتب المغامرات من مثل سلسلتي "زومبلا" و"بلاك". كانت كلّها بالفرنسيّة, فجاءت لتكمّل ما كنت أقرأه بالعربيّة من مغامرات. لا أدري كم دام هذا التبادل الثّقافي, ولكنني متأكّد بأنّه انقطع بدون سابق إنذار, وبأنّ هذا الانقطاع خلّف في نفسي شعورا قاسيا بالحرمان.
علمت ذات يوم من أمّ عبد الله وكانت يومها قد جاءت لملاقات والدتي شاكية... |
|