* لا نكون من أشد الناس ضعفاً إلاَّ عندما نقف في صفٍّ واحد
كأنَّنا «شدَّة طمَشْ»*..
وكم يسهل كسرنا جميعاً كالعصا الواحدة بإشعال واحدٍ منا
فقط..
لذلك من الأفضل أن لا نجتمع إلاَّ بعد أن ينتزع كُلٌّ منَّا
«ذُبالته» لكي نكون أكثر وضوحاً
ما لم فسنبقى غرباء رغم أننا نتعارف منذ سنوات طويلة..
* يحسدنا الكثير على صداقتنا الفريدة لمشاهدتهم إيانا-
مجتمعين- في كل مكان نتواجد به
فهم يعرفون أننا لا نفترق إلاَّ عندما ننام، لكنهم يجهلون
أن قلوبنا شتى
ولهذا لم يفكر أحد منا أن يحمل "حِـرْزَاً" يقينا شر هذا
الحسد..
* نتفنَّن في توزيع البسمات المعلَّبة على بعضنا تماماً
كـ«جعالة العيد» التي نستقبل بها الزوار، ولا نخشى نفادها بحلول أول زائر
نملأ جيوبه منها
ثم نودعه ببصقة جماعية لو سَبِقَتْه لانزلق عليها..
إضافة إلى ذلك لدينا " مخزون احتياطي " من كلمات المديح التي
نصقلها قبل نومنا لنشهرها في وجوه بعضنا في اليوم التالي.
ولو أن هذا المديح يقال دفعةً واحدةً في أحد اللصوص لما تردد
الناس في التبرُّك بقبره..
* وكلما ازدادت الابتسامات المجانية، كلما اتسعت الهوة
بيننا.. ولا ندري كيف سنستطيع أن نبتسم عندما يصبح حجم هذه الهوة أكبر من
أفواهنا؟
* لم نحاول يوماً أن نناقش سبب الجفاف الذي أحدث شقوقاً في
عواطفنا الخصبة - سابقاً- وأيضاً سبب الوحشة التي نعاني من سطوتها كلما
اجتمعنا..
فكل واحد منا يشعر بحاجة ملحَّة إلى أنيس يقتل وحشته التي لا
تقل عن وحشة العنكبوت..
ولم تعد تلك العفوية، التي كنا نتميز بها، خاصة بعد قراءاتنا
المخلصة في كتب النقد للتأويل النصي والدلالات اللفظية و..و.. إلخ..
* ولأن ثقافة المرء هي خلاصة ما قرأه، يعمد كلٌّ منا إلى
تأويل كلام مُحَدثه كيفما شاءت له نفسيته، وكلٌّ حسب خبرته في اللفِّ
والدورانْ..
* وبما أن القصيدة- التي تهطل دون موعد كالمطر- أصبحت في
نظرنا " اشتغالاً " ، فإن التلقائية لم يعد لها مكان في أحاديثنا بعد أن
صرنا " نشتغل " على ما سنتلفظ به لمعرفة رد الفعل المتوقع تجاه ما قلناه
مسبقاً..
* تلك الحواجز التي ارتفعت بعد مدة يسيرة من تعارفنا، عادت
إلى أماكنها التي هجرتها طويلاً.
ولنا أن نتخيل مدى غربتنا، وكأننا في مقهى من مقاهي
الإنترنت..
· " الطَّمش
" نوعٌ من الألعاب النارية
الإثنين يوليو 19, 2010 9:36 am من طرف سميح القاسم