* يكاد يمسك بيدي لبثِّ خواطري الدفينة – تحت أنقاض الذاكرة –
وتوثيقها على الورقة المستلقية بإغرائها لطول عزوفي عن ممارسة طقوس
الكتابة.
ويجهل – القلم – أن ديـوان العرب لـن يستطيع - لضيقه- احتواء
كل ما أريد التلفظ به .
* أوحت لي قريحتي برسم صورة لم تخطر على بال قصيدة .. وصبها
في قالب شعري ربما يصيب الورقة بالذهول ..
لكن هذه الصورة التي قد تكون - هلامية - غريبة على تصوري
ولم أرها من قبل ..
فكيف سيتمكن سواي من رؤيتها مع أني لم أستطع – حتى اللحظة –
استيعابها ..
ولا أدري أي جناحٍ في الذاكرة ستصبح من نزلائه..
وإن قمت بتشذيب بعض من زوائدها الغريبة ، أو غرابتها الزائدة
- أقول« بعض» لغرابتها الكلية-فإن الأبجدية وما وراءها يصعب على مداركها
ابتلاع هذه الكتلة التي ستصيبها بعسر الهضم . فأصبحت كصوفي كَبَتْ به
الرؤية فماتت عليه العبارة..
ولجأت إلى الصمت مكتفياًَ باصطفائي دون سواي لرؤية تلك
الصورة - مع احتفاظي بنسختها الوحيدة - ليقيني بأنها غير منطوقة .
* لاعلم لي بها سوى أنها "هي" فقط، ولا معرفة لي عن كيفية
"أناها" سوى ما أجده في غياب نفسي عني، ولا قدرة لي على تحجيم معارجها -
كصورة ذهنية أتمثلها - لالتصاق مداركي بعوالم الهيولى المتسخة بمخالفات
ألسنتنا .
* إن الجمال والجلال رغبةٌ ورهبةٌ قلَّما يلتقيان ،رغم
تلازمهما ، في قلب السالك الذي لايرى صاحبه أعْتَمَ منه اعترافاً بالنقص
الذي يُعَد الدرجة الأولى في سُلَّم الكمال ..
فما عساه الجسد أن يقول وهو في طريقه إلى التوحد بجوهره بعد
أن تجسَّم منه فصار مُستَنطقاً لا يعي مروره بالأطوار التي قارب أن يكتمل
بها إلا نادراً.
الإثنين يوليو 19, 2010 9:31 am من طرف سميح القاسم