المواضيع |
---|
انتقل الى الصفحة : 1 ... 5, 6, 7 ... 87 ... 169 |
لا أعرف كيف ومتى انفجر نقاش هادئ في شكل تواصله، لكنه عنيف في اختيار الكلمات والجمل القاتلة، كما لو أن الرجل أدرك تورطه البشع في وحل الجريمة وهو لايملك ما يكفي من المبررات لتبييض صفحته الملوثة بدماء الابرياء. إن تعبيرات ما، في ملامح جسد الرجل المتفاعل في أعماقه الممتدة، عبر تجاعيد رحلة العمرالمنعكسة على محياه بياضا، مع ما يريد لكلامه أن يصل الى التعبير عنه، تجعلني واثقة من أن أمرا خطيرا، يشبه عملية تفجير حزام المتفجرات... |
أنا طاحونةُ ماءٍ أطحنُ حبّه وزؤانَهُ أوزعُ طحينَه أصواتاً على العَطاشى وما بَقيَ من صدىٍ تخطفه العصافير إلى أعشاشها. أنا طاحونةُ ماءٍ أنا جرنُ هواءٍ أدقّ الغيم والسحاب وأفرّق جريشَه على الملح والغرقى وما تُرك من نداه تسرقه النوارس في الميناء. أنا طاحونةُ ماءٍ أنا جرنُ هواءٍ أنا... |
|
وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة وجبيني منزلا للقبّرة محمود درويش رفعت البصر المنخطف... |
|
إضاءة: تمتاز كتب نصر حامد أبو زيد بنوع من العمق التّحليليّ النقديّ العلميّ الدقيق، ليس فقط في وضوحها المنهجي، بل أيضا في خلفياتها النظريّة والمعرفيّة. والقليل من القرّاء هم الّذين انتبهوا إلى محاولته الفكريّة العلميّة، والاجتماعيّة الثقافيّة في إنتاج وعي جديد بالمسألة الدينيّة في إطارها الشّامل الثقافيّ... |
اِندسّ إلى المقهى يقطع السّرد الهذِر على حديث باطنيّ شجِن، ويحتمي من نوْء هطيل وبرد صِرٍّ أدركاه قبل شارع وبضع ساعات من الشّرود. قارٌّ، والقلب رَاعِش كورقة ابتهج عليها الخريف، تغازلها الرّيح فتنزع من ذبول، وتستمسك بغصنها شديدا ألاّ تتطاير. وحيّز أضلعه، ندم خبيث يتناسل كخوفه من سِرّ يُحْكم إخفاءه أن يتفشّى في غفلة منه فيُهلكه. |
– سالمة هلاّ أرحت هذا الجسد يكاد فخّاره يشّقّف من نصب الحركة الشَّرُود فتهْوَيْن كِسَرا لا تلتئم..؟ أقلّي عليك هذا الشّقاء ولو راحة قصيرة. حدجت سالمة الجالسات نظرة وَقَدا أوقعت فيهنّ وفي أختِها خيفة نُكْرا. كانت تسند المكنسة إلى الجدار، وتهمّ ترشّ... |
من كذبة لكذبة نعيش.. ونمضي في الزّمن! كأنّنا خطوطٌ خلفتها الرّيح في مصاحف الرّمال! نمرّ من هناك.. |
أنا رجل نوستالجيّ، ألوي عنقي للوراء دومًا، لا أسمع غير الصدى مبحوحًا داخل أوردتي، نسيت نفسي وأنا مهمل بين طيّات التاريخ وجفون أعيني، أنا رجل الخسارات المتتالية، هربت من مجد الأسلاف وكتب التاريخ والحماقات، وجهي للموت مشرّع وفي عيوني وميض القتل. في تلك اللحظات القاتلة، أو بين الأمل واليأس أهوي على خراطيش التاريخ وهي تثقب نتوءات جسدي، كعذراء تحت جسد مُغتصبٍ ساديّ، أو كفضيلة خرجت من سطور الإنجيل،... |
\ كتب فريد زكريا عام 2008 بأن “يسير العالم على طريقة أمريكا.” ثم يقول: “حيث تتجه الدول نحو انفتاح أكثر وأسواق أكثر تقبلاً وديموقراطية.” فمنذ سقوط الشيوعية، والساسة الأمريكان في السياسة أو التجارة والأعمال وحتى الصحافة يرددون زهواً بأننا نعيش أو سنعيش قريباً في أفضل عالم عرفته الشعوب. حيث لم تهز التورطات الدموية في العراق وأفغانستان ولا ما وصف بأسوأ أزمة مالية عالمية منذ الكساد العظيم الإيمانَ بعالم... |
|
التاريخ اتجاهي وتقدمي ، وتشير عملية التحديث إلى الديمقراطية الليبرالية باعتبارها تجسيدها الكامل. لكن الوصول إلى هناك أصعب مما كان يبدو في عام 1992 ، وإمكانية حدوث انحطاط مؤسسي أمر دائم الوجود. |
|
مونولوج 1: حبّة الفالْيُوم* الملتقطَة بإبهامكِ وسبابتكِ، ملقطٌ يُمْسِكُ الرّياح مِن أذنها، تأديباً لكلّ هذا الصّدى. حبّة الفالْيُوم ليستْ حكّاءةً جيدةً تُسقطكِ في النّوم بعد أنْ تُودِع القصّةَ نهداً ثالثاً في صدركِ. |
وأنا في ذاكرتكِ خفيفٌ، خفيفْ كإبرة البوصلة. *** هكذا سفحتُ ماء وجهي على اﻷرض كي أسقي زهرة لكنّي صرت بعدها عطشاً أنظر إلى المروج أرى ملامحي هناك تطفو كنحلات في ذهاب وإيَّابْ. |
خصمي ساقط على أرضيّة الحلبة مغمى عليه لا تصدر منه أيّة حركة ربّما يصارع حتفه الأخير، لم أعره أيّ اهتمام ولم يجل بخاطري أن أنظر إليه. لقد سقط وهذا ما كان يهمّني، تجدّد حلمي بكوني الأقوى والأجدر بحمل لقب بطل العالم. وضع خصمي ذاك الّذي هوى لم يثر انتباهي، كلّ النَّاس.. نعم الكلّ كان في حالة جنون قصوى وهو يتفاعل مع الهجوم الكاسح للضَّربات الّتي أمطرته بها فجأة من كلتا يدي كما لو كانتا قاذفات صواريخ، ثمّ سرعان ما اهتزّت... |
(قالت الأعراب آمنّا، قل لم تؤمنوا، ولكن، قولوا أسلمنا) آية قرآنية (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ح ش مزّقت القطط السوداء والحمراء والبيضاء أكياس القمامة الّتي كانت تتراكم أمام المنازل..بكت الأكياس وهي ترى ما في داخلها يتسلّل بعجل قططي إلى الخارج.. |
كأنّني هو، عندما أقفز من بطاقة الهويّة وأركض مبتعدة عن أناي لأقترب منّي أكثر حدّ الالتصاق، يشبهني بدهشة توأم رأى أحدهما الآخر فظنّ أنّها المرآة تمارس انعكاسها وإذا ما سألوني عند الحاجز عن كينونتي كنت أتلفظ باسمه وأصف لهم تناقضنا الجميل فيصدقني الجندي ويضحك كثيرا، ثمّ يهزّ رأسه ذات اليمين وذات الشّمال ويتلقفني بنظرة شفقة، يكتب في دفتره “مجرّد مجنونة” يؤشّر للطريق الموصدة فتدعني أعبر إلى الضفّة الأخرى حيث هو يمارس طقوس الانتظار، أراه... |
لا أتعرّض للأدوية الكيميائيّة هاته الفترة ورغم ما يسببه ذلك من إنسيابات نفسيّة حادّة نحو أسفل المنحدر، حيث كثيرا ما يكون القلق مقبعا ومسيطرا إلّا أنّني أجد العزاء بموسيقات الروك البسيكيدلي وبعض قطع الموسيقى الكلاسيكية والجولات الليلية بين حقول الزياتين … “العالم يتحرّك نحو الأسفل و..يسرع نحو هلاكه ..” هكذا تحدّثني شجرة الزيتون .. |
ألا نحلمُ جميعنا بسالوميه،[1] المرأة الفاتنة الغاوية التي تزهقُ أرواحَ “الأبرياء”؟ ألا تروادُنا إلى اليوم أحلام اليقظة بأن نلمسَها ونتملّكها ونستشعرَ دفأها؟ ألا نوقظها ليلاً من أوكارنا... |
بمجرّد وصولك القبو الواقع على مسافة بعيدة في أسفل البناء في أحد أجهزة الأمن السورية، تبدأ مشاعر العجز المطلق تجتاح كيانك، ففقدان الرؤية بسبب الغطاء محكم الربط على عينيك، والقيد الذي يشدّ يديك بقوّة إلى الخلف، وأصوات آهات التعذيب الّتي تصل مسامعك من الزنازين كفيلة بسلبك أدنى شعور بالقدرة، ما خلا القدرة على محاولة تخيل مصير قاتم يتربّص بك بعد قليل. |
تململ الخروف ثمّ سئم فمد عنقه للنّحر. أهوى الرّجل المتعب بالسكين عليه فطوّح بالرأس. ولم تمر دقائق حتّى كانت الجثة العارية من الصوف تتدلّى من غصن شجرة زيتون هرمة. لم يحزن الصغار لذبح الكائن الضعيف، ولم يظهر الفرح على أحد يوم العيد الدامي في هذه البقعة من الأرض. انهمكت النّساء في التّمثيل بالجثة، بينما تحلق سرب من الذّباب الجشع حول دم متخثر. الكلب الأسود الهزيل لم يُعِرْ الأمر اهتماما كبيرا. كان مشغولا بعينه المفقوءة من عبث الصبيان. رهط من القطط كان يجوب المزابل لتمضية الوقت المترع بالقذارة. حلّ مساء حزين وبدأت الشمس... |
- اقتباس :
في صدر الخيمة الفسيحة ذاتَ عزاء، اقتعد "باعزوز" ذو السبعين عاما أو يزيد كرسيا، في جلسة تحيل على نخوة الزمن الجميل، وهو يجيل بصره بين الداخلين والخارجين، ويتفرس وجوه شبان مختلفين عما عهده من أبناء جيله: كانوا حليقي الرؤوس بأشكال غريبة ودهون وطلاءات تغطي وجوههم ورؤوسهم، وتلمع في أصابعهم الخواتم وفي أعناقهم السلاسل... تحدث إلينا وهو يغمز من قناة الشبان قائلا: لقد كان... |
ذاكرة النرجس: أزمة الهوية الزنجية وعنف الذاكرة المشروخة - حمدي عمر - اقتباس :
يعالج الروائي المغربي رشيد الهاشمي في روايته ذاكرة النرجس قضية الهوية الزنجية في واقع متشظ لا يرحم المستضعفين، ويرصد لنا مآسي السود في مجتمع مسكون بعنف يجسد بؤرة الغطرسة البيضاء والتعالي العرقي وإقصاء الآخر. لن ننكر أن رواية ذاكرة النرجس هي تجربة صعبة، وعالم يحتاج إلى التحلي بالكثير من الشجاعة كي يلج إليه روائي في بدايات المشوار. لكن الكاتب تحلى بالجرأة وتوغل بخطى ثابتة... |
|