من كذبة لكذبة نعيش..
ونمضي في الزّمن!
كأنّنا خطوطٌ خلفتها الرّيح في مصاحف الرّمال!
نمرّ من هناك..
أو نمضي من هنا..
كأنّنا الظّلال في نهارنا لنختفي في ليلنا كأنّنا الظّلال!
من كذبة لكذبة نسير..
نجدّد المسير في خرائط الأوهام..
وكلّ خطوة نخطوها خطوة زوالها المآل!
في كذبة نعيش كذبةً..
كما السّكارى في متاهة الطّريق..
وأينما ولينا وجهنا..
مصيرنا الضّلال!
ونحن كذبة..
كبيرة صغيرةٌ..
ختامها الزّوال!
من كذبة لكذبة نسير كالعميان في تخبّط المسير..
نخطو بلا دليل..
ونحتسي سرابنا المسموم..
من كذبة الإله أو كذبة الوطن!
نعيش كذبةً..
أو نفنى في سبيلها..
وبين عيشنا وموتنا..
لا ندري أنّنا أكذوبة ليس لها ثمن!
كأنّنا لا ننتمي لعالم البشر!
كأنّهم من خصب هذا الكون..
ونحن من مذر!
كأنّهم أحياء في ربيعهم..
ونحن في الصّحارى دوما نحتضر!
كأنّهم كرام..
يحيون في ناسوتهم..
ونحن باسم الله والوطن..
نقاد كالأنعام ثمّ نحتقر!
ونرمى في الحفر!
كأنّ موتنا في عالم الأحياء..
هو لنا المصير والقدر!
يا كاهن الإله..
و كاهن الوطن!
فليسقط الإله وليسقط الوطن!
لا فرق بعد الآن..
من يصنع النّاموس..
ويأتي باسمه ليرجم الإنسان بالحجر!
لا فرق إن يقال..
إنساننا ..
قد خان قد كفر!
إنساننا ..
بحثا عن الإنسان..
قد حطم الأوثان..
قد مزّق الأكفان..
ومات عن عبادة الأصنام في سقر!
يا خادم الشّيطان..
باسم الله أو باسم الوطن!
لا وهم بعد الآن..
لا دعارة بالدّين والأوطان..
لا زريبة يرمى بها الإنسان!
إنساننا بحثا عن الحياة..
عن حريّةٍ..
وعن كرامةٍ لله والوطن..
قد أحرق الدّمن!
وقام من حظائر الأوطان والأديان..
ليعطي للإله والوطن..
حقيقة الحياة وآية الإنسان!