12
تفكرت في الثورة السورية المباركة, تفكرت في تأخر نصرها وتاملت في الثورات العربية التي تسارع نصرها…
تونس خلال 21 يوما انتصرت ثورتها وهرب الدكتاتور
ومصر زادت بضعة أيام عن تونس وانتصرت وسجن الطاغية
وليبيا مضى 11 شهر فانتصرت وقتلت المجرم
واليمن مضى عام فانتصرت وان شاء الله تسير نحو طريق النصر
فلماذا مضى عام على الثورة السورية ويبدو انه سيمضي عام آخر ولم يأتي النصر ؟
سؤال جعلني أتدبر الأمة من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والتي
شبهها بالجسد, فتونس كانت خفقان القلب الذي ظن الطغاة أنه توقف عن النبض
ولكنه فجر نبضه فجاة, فاستجاب له الرأس ( مصر ) وبدأ ينادي على أجزاء
الجسد فتحركت اليد اليمنى ( اليمن ) وتبعتها اليسرى ( ليبيا ) ولكن ماذا
بقي ؟
بقي الأهم وهو الجسد المكبل (( سوريا )) الذي يقع عليه العبئ الأكبر في
تحطيم القيود التي تكبل كامل الجسد وما أصعب مهمة الجسد التي لا تماثلها
مهمة أخرى فكل القيود عليه ولذلك تحطيمها سياخذ وقت أكبر من بقية الأجزاء.
لست من هواة خطاب البعض ( مع احترامي الشديد لرأيهم ) بان تأخر النصر هو دائما بسبب التقصير والذنوب والمعاصي وقلة الإيمان فقط
ففي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هناك منافقون في المدينة ولم يمنع
ذلك من أن ينزل الله نصره على الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله
عنهم.
النصر قد يتأخر ليس بسبب قلة الإيمان والاستعداد للتضحية ولكن لأهمية
المعركة ونتائجها المستقبلية فحوصر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين في
شعب بني طالب فكانت نتيجة الثلاث سنوات ان كسرت نهائيا امكانية القضاء على
هذا الدين وتحول كفار قريش ناحية المكيدة والتعذيب والتضييق اليائس فقد
علموا ان الثلاث سنين من الصمود كانت انتصار نهائي لدين المسلمين في بقائه
في الأرض.
ومع كامل الاحترام لجميع الثورات العربية الا ان لسوريا وضع مختلف في
النصر فهو النصر القاصم لظهر الطغاة الذي لن يبقي أي مكبلات للأمة بعدها
بعد ان يتحرر كامل الجسد ولذلك معركتها من أصعب المعارك وأشدها ولذلك
النصر لم يتأخر كما يظن البعض بل سوريا تسير في طريق النصر في كل يوم
عندما تتمزق حلقة من حلقات السلاسل التي تكبلها.
مضى عام .. مضى عامين .. ثلاثة .. نصرها لم يتأخر و إنما يزداد في كل
يوم اقترابها من النصر فأرض البركة التي فيها المحشر والمنشر وفيها وصية
النبي صلى الله عليه وسلم باللجوء إليها زمن الفتن, هي أهم مافي الأمة
ففيها دمشق التي سينزل فيها نبي الله عيسى عليها السلام وفيها القدس
وفلسطين التي ستتحرر لتنهض الأمة بجبروتها الكامل