الكرخ فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 964
الموقع : الكرخ تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | انتصار الثورة في ليبيا أدمى النظام في الجزائر | |
انتصار الثورة في ليبيا أدمى النظام في الجزائر
أضيف في 29 غشت 2011
إن التحاق نظام معمر القذافي بالأنظمة المنهارة، ضمن قائمة الأنظمة الفاشية المنهارة ، أو التي هي في طريق الانهيار، جعلت النظام المتهالك في الجزائر ، يفقد أعصابه و يرتبك في تصرفاته، و هو يرى آخر فصول مسرحية النظام الأحمق للقذافي، يسدل عنها الستار، فينهار بسرعة البرق كما انهارت كل الأنظمة الكرتونية، عبر التاريخ العربي المعاصر.
لا أحد طبعا، من الجزائريين أو غيرهم، يصدق ادعاءات النظام حينما يصرح ، و علامات الكذب ظاهرة في عيونه، أنه التزم الحياد فيما يخص القضية الليبية، و أن كل التقارير التي جاء ت بها العديد من الجهات ، سواء منها الغربية أو العربية حول تورطه المشين في الوقوف إلى جانب العقيد معمر القذافي، ومده بالسلاح و البنزين و المرتزقة، إنما هي محض افتراءات من طرف أعداء الجزائر.
لن ننسى طبعا "أحد كلاب" جبهة التحرير الوطني و مبعوثها للقذافي ، و هو يقف إلى جانب أحمق ليبيا، بمناسبة إحدى الكرنفالات التي أقامها الطاغية، حين بدأت نيران الثورة تشتعل تحت أرجله مع بداية الانتفاضة المباركة للشعب الليبي، و هو ينهق بأعلى صوته بأن الجزائر و جبهة التحرير الوطني لن تسمح للثوار بالنجاح، و لن تدخر جهدا في نصرته بكل الوسائل : ليس هناك عاقل واحد في الجزائر طبعا، يستطيع أن يفرق بين النظام الحركي و جبهة التحرير الوطني، فهما وجهان لعملة واحدة، و شريكان في كل ما أصاب الجزائر من مصائب، ابتداء بتزوير تاريخ الجزائر، وانتهاء بتزوير قوائم الشهداء و المجاهدين، و مرورا بتصفية رموز الثورة.
لن ننسى أيضا الحملة الشرسة التي شنها النظام الحركي على الثوار، عبر أبواقه في الإعلام و في دواليب الدولة، حين كان يصفهم بالعملاء و الخونة، و فلول القاعدة، و ما طاب و لذ له من النعوت الكاذبة التي جبل علىيها.
كلنا كنا نعتبر جريدة الشروق و الخبر و الأحرار قاعدة خلفية لوسائل الإعلام التابعة للقذافي، و أبواق مأجورة لنظامه. أما عندما تحولت تلك المنابر للتملق للثوار و هي في حالة ارتباك، محاولة تارة إلقاء اللوم على النظام بسبب رهانه على قضية خاسرة، وتارة أخرى نفي التهم عنه، وكأن التاريخ صار بدون ذاكرة، فإننا جزمنا بتخبط النظام الحركي و الخوف الكبير الذي صار يتملكه، وهو يري نفسه ضمن قائمة الأنظمة الفاسدة، الواجب سقوطها.
سيتحرك هذا النظام داخليا ، من أجل مغالطة الرأي العام خارجيا، و الفزاعة طبعا معروفة سلفا: الجماعات المقاتلة و القاعدة في المغرب الإسلامي، و ليس طبعا تفجير القاعدة العسكرية لشرشال عنا ببعيد. أسلوب اتبعه النظام بعد الانقلاب على الشرعية في الجزائر فصنع بيديه الجماعات الإرهابية التي قتلت أزيد من ربع مليون جزائري خلال العشرية الحمراء. و هي نفس الفزاعة التي حاول النظام الركوب عليها مؤخرا، حين اشترط على الثوار في ليبيا، محاربة القاعدة قبل الاعتراف بهم من طرف الجزائر، و هذه طبعا محاولة يائسة لتوريط الثوار في علاقة مشبوهة مع القاعدة.
إن النظام الحركي في الجزائري، و طوال الخمسين سنة التي قضاها و لا زال ،في حكم الجزائر، لم يفلح إلا في صنع المزيد من الأعداء للجزائر، في الوقت الذي فشلت كل سياساته التنموية في الجزائر و التي كان يحلو له أن يسميها بالثورات مثل الثورة الزراعية و الثورة الصناعية و الثورة الثقافية و غيرها من العمليات الاحتيالية التي تعرضت لها الجزائر مند فجر الاستقلال.
لقد حول بالأمس هذا النظام الفاسد، جيراننا على الحدود الغربية ،أعداء استراتيجيين للجزائر، ليتمكن من سرقة أموال الشعب و تبذير جانب مهم منها على الفتنة و تفتيت الأوطان، وقطع الأرحام و نشر الفساد في الأرض. أما دوره في محاولة إفشال الثورة التونسية، فلا يخفى على أحد، من خلال تورط العديد من أفراد المخابرات الجزائرية في عمليات السطو و الفوضى التي عمت تونس بعد الثورة، و لو فطنة التونسيين لهذا الأمر لكانت الأوضاع كارثية اليوم هناك. و فيما يخص الدور الوسخ للنظام الحركي في محاربة الثورة في ليبيا، فهذا أمر لا يستطيع النظام تفنيده مهما حاول ذلك، و لعل الهجوم على السفارة الجزائرية في طرابلس، سيكشف العديد من المستور. و تبقى عملية أسر أزيد من 600 مرتزق من البوليساريو مباشرة بعد عملية الهجوم، و الحصول على قائمة للمرتزقة ضمن الوثائق التي تم حجزها، خير دليل على ذلك.
هنيئا إذن للنظام الحركي الذي حول الجزائر إلى عدوة للشعوب، يحيط بها الأعداء من كل جانب، غربا و شرقا و جنوبا، إن كان فعلا سيستطيع استثمار تلك العداوات من أجل المزيد من الإستحمار للشعب الجزائري.
إن نجاح الثورة في ليبيا ستكون لها نتائج كارثية على النظام في الجزائر، في الوقت الذي سيشكل فيه هذا النجاح، دفعا قويا للتخلص من الدكتاتورية و النظام البائد عندنا في الجزائر. لقد هد سقوط العقيد القذافي كل حسابات الحركى في الجزائر، وعلى كل الأصعدة، و التي يمكن أن نجمل منها ما يلي :
أولا: فقدان شريك مهم في تمويل و دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، و بالتالي نسف محور الجزائر-ليبيا-جنوب إفريقيا ، الدعامة الأساسية لهذه القضية المفتعلة في المنطقة، و بهذا يكون المغاربة قد أصابوا النظام الجزائري في مقتل. زيادة على التصريحات التي أدلى بها مجموعة من مكونات المشهد السياسي في تونس ، والتي وضعت الجزائر في قفص الاتهام فيما يخص قضية الصحراء و افتعالها و الركوب عليها لأهداف شخصية، فإن تورط جبهة البوليساريو في دعم القذافي بالمرتزقة، و أسر المئات منهم من طرف الثوار، سيجعل أذناب قصر المرادية من الانفصاليين، في موقف بائس مع الشعوب و منظمات المجتمع المدني التي كانت تنطلي عليها حيلة "الشعب الصحراوي".
ثانيا: إن عودة فرنسا القوية للمنطقة، بسبب وقوفها إلى جانب الثوار، وما سيشكله هذا الوجود على النظام الجزائري فيما يخص استحواذه على خيوط اللعبة فيما بات يعرف بقاعدة المغرب الإسلامي، ونشاطها في الصحراء الكبرى، بحيث لن يتمكن النظام مستقبلا في استعمال الجماعات المسلحة كورقة ضاغطة على الدول الغربية و أمريكا من أجل ابتزازها، كما أنه من شأن ذلك أن يكشف تورط النظام الجزائري في خلق العديد من تلك الجماعات خدمة لمصالحه.
ثالثا : إن توفر موارد الطاقة في ليبيا و الانفتاح المنتظر للنظام الجديد على العالم سيفقد الجزائر مركزها الأول في المنطقة كدولة طاقية ضاغطة، خاصة و أن النظام الجزائري كان دوما يلعب على الحبلين في علاقته مع المجموعة الدولية، بحيث لن يستطيع أي عاقل تحديد موقع الجزائر هل هي دولة ليبرالية أم شمولية.
رابعا: يعتبر النظام الجزائري واحد من الأنظمة المحكوم عليها بالسقوط، ضمن القائمة التي شملت تونس و مصر و ليبيا و سوريا و الجزائر و اليمن، و بسقوط نظام القذافي، اقترب سقوط نظام بوتفليقة. أما كون هذا النظام هو آخر نظام يسقط في المنطقة المغاربية، فإن حظوظ الهروب التي توفرت لرموز الأنظمة السابقة في السقوط لن تتوفر لفلول النظام الجزائري، نظرا للحصار الذي صار مضروبا على الجزائر من طرف شعوب قد اختارت طريقها نحو الحرية، و حطمت حاجز الخوف الذي عاشت بين أحضانه لعقود عديدة.
إن الأيام القادمة ستكشف لنا، لا محالة، نحن كجزائريين قبل غيرنا، أن ما يزيد عن خمسين سنة من عمر الجزائر، ضاع بسبب عملية احتيال و نصب، مورست على الجزائر و شعبها، من طرف نظام فاسد ، بارع في تسويق الشعارات الزائفة، والوعود الكاذبة، التي لم يكن يؤمن بها هو نفسه .
إن أمام الشعب الجزائري فرصة تاريخية لأخد زمام أموره بين يديه، و لكي لا يتخلف عن الركب الذي اختارته الشعوب الحرة و الأبية، من أجل بناء وطن مغاربي واحد ، لا مكان فيه للحدود و لا للمزورين، و لا للصوص و لا للمنافقين.
| |
|