احموا ليبيا من النظام ومن ثوار الناتو!
2011-06-19
في غفلة من الجميع تسلل ثوار الناتو المزيفون إلى
صفوف ثوار ليبيا الحقيقيين، وسرقوا الثورة بمساعدة أطراف خارجية مشبوهة،
تثق في ولائهم لها، ثم قاموا بترويج الأكاذيب عبر أبواق إعلامية سخّرت
ألسنتهم السليطة لأداء أكبر عمالة في التاريخ المعاصر، معتمدين على خطط تم
رسمها مسبقا في دوائر استخبارات غربية.
قالوا لنا في البداية إن الجيش
الرسمي الليبي انشق عن القذافي وان هذا الأخير يستعين بمرتزقة أفارقة.
وعندما طالبهم بعض النزهاء بإعطاء دليل يثبت كلامهم، قاموا بأسر عمال سود
وطرحوهم أرضا.. وكانت أجسادهم تنزف وبأيديهم وثائق مكتوب عليها 'المهنة
مرتزق'، بينما المصورون الأشاوس يلتقطون المشاهد ليرسلوها إلى جنرالات
الإعلام في استوديوهات قيادة الثورة بتلك الدولة المعروفة لدى الجميع. مرت
أيام قليلة واتضح أن كذبة المرتزقة الأفارقة أصبحت في مرتبة (مفضوح
للغاية)، وان إعادة ترديدها يجلب القرف للجميع.
قالوا لنا بعدها:
حسنا.. حسنا.. وقع خطأ بسيط.. نظن أنهم مرتزقة جزائريون.. ونظن أن الحكومة
الجزائرية ترسل الأسلحة لكتائب القذافي على ظهور البغال، وترسل الصواريخ
أيضا والطائرات وماكينات الحلاقة.. وضحك الضحكُ من هذا الكلام، لأن
الجزائر دولة وليست مجلسا انتقاليا، وإذا قدر الله وفعلت هذا فإنها لن
تفعله بهذه الطريقة السخيفة جدا.
من المرجح أن السيدين مصطفى عبد
الجليل وعبد الفتاح يونس، اللذين كانا وزيرين في حكومة القذافي، قد خانهم
خيالهم المحدود جدا، فأطلقوا أكاذيب يشمئز منها الكذب ذاته.. إن ذهنيهما
مصابان بالكسل المزمن نتيجة سنوات العمل داخل أغبى نظام في العالم؛ نظام
القذافي. ألم يكونا دعامتيه الأساسيتين..! فالأول كان مكلفا بالعدل،
وظيفته أن يحكم بقطع رقاب الليبيين من دون وجه حق، والثاني كان مكلفا
بتهيئة رقابهم'للقطع عبر أجهزته البوليسية، لقد كان وزير داخلية يأمر
عملاءه بإعداد تقارير ملفقة لتصفية كل من تسول له نفسه الخروج ـ ولو بقدم
ـ عن صف المؤيدين لنظام ملك ملوك أفريقيا.
وفي غفلة من الجميع تسلل
هذان الرجلان إلى صفوف الثورة الليبية واختطفاها، صارا يقودانها تحت رعاية
الناتو، ويأمران بتشويه صورة الجزائر، بحجج تفتقر إلى أدنى حد من
الاحترافية، إنهما لم يرثا من نظام القذافي إلا الخيال السطحي وضيق الأفق
والغباء..
لقد تبين أن ما قيل عن الجزائر مجرد كذب في كذب، ثم تحدثوا
عن كتائب القذافي التي اتخذت من الاغتصاب سلاحا استراتيجيا في الحرب، ولم
يقوموا بإعطائنا أدلة، سوى تلك الصورة المفزعة عن المحامية إيمان العبيدي
التي فاجأت الحضور في فندق ريكسوس بطرابلس في السادس والعشرين من اذار
(مارس) الماضي، وكشفت للصحافيين عن قروح وندوب على فخذيها، مؤكدة أنها
تعرضت للتعذيب والاغتصاب على أيدي رجال النظام. وتم ترحيلها إلى قطر في ما
بعد. لكنها قالت لـ 'سي ان ان' عبر الهاتف، من بنغازي، إنها تعرضت للضرب
في قطر وتم تقييدها بالأصفاد، ثم أجبرت على الصعود إلى الطائرة المتوجهة
إلى عاصمة الثوار. واتهمت العبيدي المجلس الوطني الانتقالي باستغلالها،
لكن المجلس الموقر نفى ذلك، معتبرا أن وجودها في قطر على ما يبدو أصبح
أمراً مربكاً ومحرجاً. ونفى المجلس أيضا ما أعلنه الكاتب الفرنسي برنار
هنري ليفي عن أن المجلس حمّله رسالة شفهية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي
المتطرف بنيامين نتنياهو. والواقع أن هذا ما حدث حقيقة، ولا يمكن إخفاء
الأمر إلى ما لا نهاية. وسينفي هذا المجلس قريبا ما جاء في تقرير مجلس
حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي ذكر فيه أن (نظام العقيد معمر
القذافي والثوار على حد سواء ارتكبا جرائم حرب). كما أن هناك تقارير أخرى
تؤكد أن ثوار الناتو يستعينون بمرتزقة أوروبيين، يدفعون لهم من أموال
البترول الليبي المنهوب.
أرجوكم احموا ليبيا من القذافي، وقبل هذا، احموها من ثوار الناتو المزيفين فإنهم يعيثون فيها فسادا.