ثوار ليبيا ينفون محاورة النظام
القذافي: "الأطلسي" لن يغير أي شيء
|
راجمة صواريخ تابعة للثوار الليبيين تطلق صواريخها باتجاه قوات القذافي قرب مصراتة امس (رويترز) |
|
|
|
|
مزيد من الصور |
أكد
الرئيس الليبي معمر القذافي، أمس، أن حلف شمال الأطلسي الذي يشن حملة
عسكرية ضد نظامه "سيهزم حتما" ولن يتمكن من تغيير "أي شيء" في ليبيا. في
هذا الوقت، نفى مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الليبي محمود
جبريل، أمس، ما أعلنه مبعوث روسي عن إجراء حوار بين المعارضة ونظام الرئيس
الليبي معمر القذافي في دول أوروبية، فيما رفضت قيادة المعارضة في بنغازي
وحلف شمال الأطلسي وواشنطن عرض نجل الرئيس سيف الإسلام القذافي إجراء
انتخابات خلال 3 أشهر. وقال القذافي، في رسالة صوتية بثها التلفزيون
الليبي، "سيهزمون. سيهزم الحلف حتما. سيولون الأدبار خائفين". وأضاف
"مصممون على ألا نغير أي شيء في بلدنا إلا بإرادتنا وبعيدا عن طائرات
الحلف". وتابع "نحن صامدون مقاتلون، إذا نزلوا إلى الأرض فنحن بانتظارهم،
لكن هؤلاء جبناء لا يجرؤون على النزول إلى الأرض". ودعا الليبيين إلى
"تحرير" بلدهم، قائلا "استعدوا رجالا ونساء لتحرير ليبيا شبرا شبرا". وقال
القذافي "أول مرة يواجهون الشعب المسلح. أول مرة يتورطون في هذه الورطة".
وتابع "فليضربوا بالقنابل الذرية فليكن ذلك. نحن في بلادنا لم نغزوهم. لم
نعتدِ عليهم". ووصف المعارضين الذين يسعون لإطاحته بأنهم "خونة وجبناء".
وقال جبريل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو
فراتيني في نابولي، إن المجلس الانتقالي "التزم بإبلاغ كل أصدقائه في
العالم في حال إجراء مفاوضات"، معتبرا أن المجلس "يلجأ إلى كل السبل،
السياسية منها والعسكرية، لتحرير البلاد وإقامة حكومة تستند إلى الدستور
والى المساواة في الحقوق". وبعد يوم من إعلانه في طرابلس عن اتصالات جرت
بين نظام القذافي والثوار في باريس، قال المبعوث الروسي إلى ليبيا ميخائيل
مارغيلوف، بعد لقاء مع وزير الخارجية التونسي محمد مولدي الكافي في تونس،
"قال لي رئيس الوزراء (الليبي البغدادي المحمودي) إن ممثلين عن حكومة
طرابلس أجروا اتصالات مع أشخاص من بنغازي في عدة عواصم أوروبية، في فرنسا
والنرويج وألمانيا وعدة دول أخرى". وأضاف أن البغدادي "أراد أن يقول لي إن
لديهم ما يشبه نظام تواصل مع المجلس الوطني الانتقالي". وأعلن مارغيلوف
أيضا عن اتصالات جرت بين النظام والثوار في تونس، موضحا انه استمد هذه
المعلومات من مضيفه التونسي. ودعا إلى تشجيع "جميع الجهود الجارية داخل
ليبيا من أجل إقامة جسور نحو مصالحة وطنية"، مشددا على أن الأزمة الليبية
"أزمة سياسية لا يمكن حلها بالسبل العسكرية". وقال المتحدث باسم وزارة
الخارجية الفرنسية برنار فاليرو انه لا يمكنه أن يؤكد أن اتصالات جرت بين
ممثلين عن المعارضة ونظام القذافي في باريس، مضيفا أن فرنسا لم تأخذ زمام
المبادرة بترتيب مثل هذا اللقاء. ورفضت المعارضة الليبية اقتراح سيف
الإسلام القذافي "إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر أو في موعد أقصاه
نهاية السنة". وقال المتحدث باسم "المجلس الانتقالي" عبد الحفيظ غوقة،
لقناة "الجزيرة"، "أقول لسيف الإسلام: إن الوقت قد تأخر لأن الثوار على
مشارف طرابلس للانضمام إلى ثوارها لاقتلاع رمز الفساد قريبا بإذن الله".
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند
إن "اقتراحات القذافي وأقاربه بشأن تغيير ديموقراطي تأتي متأخرة بعض
الشيء. لقد آن الأوان (لمعمر القذافي) أن يرحل". وأضافت ان "هذا الرجل
أصبح وحيدا أكثر فأكثر، ومعزولا أكثر فأكثر، وان أيامه معدودة". وقالت
المتحدثة باسم "الأطلسي" اوانا لوغسكو "من الصعب أن نتصور أن يتحول
الدكتاتور إلى ديموقراطي بعد 41 سنة ألغى خلالها القذافي الانتخابات
والدستور والأحزاب والنقابات". وذكرت بأن لدى الحلف "ثلاثة أهداف عسكرية،
هي وقف الهجمات على المدنيين، وإعادة العسكريين إلى ثكناتهم، وحرية تحرك
منظمات الإغاثة". وأضافت "المهمة ستتواصل وسنزيد الضغط إلى حين تحقيق هذه
الأهداف". ميدانيا، تتواصل المعارك الضارية في منطقة الجبل الغربي غرب
ليبيا حيث استعاد الثوار في الأيام الماضية السيطرة على عدد من البلدات.
وتحدث الثوار عن معارك عنيفة تدور مع قوات القذافي في محيط مدينة نالوت.
وشنت طائرات "الأطلسي" غارات نهارا على طرابلس. وأعلن "الأطلسي" انه يحقق
في اتهام المعارضة له بمهاجمة موقع لهم قرب اجدابيا، ما أدى إلى إصابة 16
مقاتلا. (ا ف ب، ا ب، رويترز)