قصة موت غير معلن في اجتماع وزراء الدفاع «الأطلسي» ينتظر تنحي القذافي أو مقتله «بالخطأ

ي» ينتظر تنحي القذافي أو مقتله «بالخطأ»


اجتماع الـ«ناتو» في بروكسل أمس(رويترز)

بروكسل :
«سيدي
الوزير، ألم يحن الوقت كي يعترف الناتو بأن القذافي، بحد ذاته، صار هدفا
للغارات؟». سأل ذلك مذيع الأخبار في قناة «كانفاس» البلجيكية، موجها
سؤاله، بشيء من السخرية، لوزير الدفاع بيتر دو كريم، الذي كان متصلا به
على الهواء من مقر الحلف الأطلسي، ورد محافظا على ملامحه الجدية غير
مستجيب لسخرية محدثه: «لا، نحن نعمل بتفويض واضح من الامم المتحدة...».
الاسطوانة
التي تلاها الوزير البلجيكي بعد ذلك مضطرا، فبلاده جزء من «تحالف
الراغبين» الذي يقوم بالعمليات العسكرية، كررها تقريبا كل وزير دفاع وقف
أمام الكاميرات، خلال الاجتماع الدوري لوزراء دفاع الـ«ناتو»، الذي اختتم
أمس في بروكسل. لكن الأمر كان كاريكاتوريا: بدت أجوبة الوزراء مضحكة،
خصوصا أن الجانبين يعرفان أن حقيقة الأمر ليست بالتأكيد ذلك الرد
الدبلوماسي الممجوج، والذي يرفع تفويض قرار مجلس الامن الدولي كتميمة.
السؤال
الذي لم يكف عن ملاحقة وزراء الدفاع، والأمين العام للـ«ناتو» اندرس فوغ
راسموسن، كان: هل سترسلون جنودكم إلى الأرض الليبية؟ السؤال حضر بأكثر من
صيغة، فمشاركة المروحيات في العمليات، أطلقت تكهنات كثيرة بأن وقت التدخل
البري اقترب. لكن راسموسن نفى أية نية لديهم في ذلك، معيداً معزوفة تفويض
الأمم المتحدة الذي يحدد أصول العملية العسكرية وأهدافها. لكن المفارقة أن
الأمين العام للـ«ناتو» أكد، في الوقت نفسه، أنهم الآن في «المرحلة
الاخيرة» من العملية، وأن السؤال لم يعد إن كان معمر القذافي سيرحل، بل
متى: «ربما اليوم وربما بعد أسابيع»، هذا ما قاله. فما سرّ هذا التفاؤل،
طالما الحلف يكتفي بالتحليق والقصف. هنا، يقف الخبير في شؤون الدفاع
والأمن، بروكس تيغنر، ويسأل راسموسن: في جميع الصراعات، وخلال الثلاثين
عاما الماضية، لم يحصل أن نجحت عملية عسكرية بالاعتماد فقط على الطائرات
المقاتلة، فهل لك أن تخبرنا ما الذي يجعل هذه العملية استثناءً للقاعدة؟
لم
يجب راسموسن، صار يتحدث عن تفويض الامم المتحدة، وعن شنهم حوالى عشرة آلاف
غارة جوية حتى الآن، وتدميرهم 1800 هدف عسكري. لكن، يعاد السؤال، ما الذي
يجيز حصول الاستثناء؟ أخيرا، يرد راسموسن: «يمكنني أن أؤكد لك، أنه لا نية
لدينا لإرسال قوات إلى الارض» الليبية.
هذه هي اللغة التي يعتمدها
الحلف. تحدث، طوال يومي الاجتماع، عن ضرورة تكثيف الضغط العسكري، «لأنه
يسهل الحل الساسي». لكن ما لا يقوله إن وجهة الصراع تتضح أكثر، ويصير حله
محصورا باحتمالين: إما يعلن معمر القذافي تنحيه، ويترك حكم ليبيا للمجلس
الوطني المعارض، أو أن يخرج مسؤولو الحلف ليعلنوا أن «مقتل العقيد
القذافي»، ذاك الذي ينتظرونه في ظل عناد الأخير، حصل في غارة على أحد مقار
قيادة قواته، والتي قامت بها طائرات الحلف بهدف حماية المدنيين. إنها قصة
انتظار موت لكن غير مصرح بها.
إعلان أن العملية العسكرية هي في مرحلتها
الاخيرة، صاحبه كلام جديد. نقل راسموسن اتفاق وزراء الدفاع على ضرورة
المضي في التحضير لمرحلة ما بعد القذافي: «فهذا يمكن أن يحصل اليوم أو
بعده، وعلينا أن نكون جاهزين عندها». هنا، يعلن الـ«ناتو» أنه سيتخلى عن
دور القيادة في مرحلة ما بعد القذافي، وسيترك عملية التحول ليقودها
المجتمع الدولي والامم المتحدة، لكنه مستعد للبقاء والمشاركة في تلك
المرحلة. طبعا «إن طلب منا ذلك». قال راسموسن ذلك، وانتقل بعدها الى
الاستوديو ليطل في مقابلة على شاشة «ليبيا الحرة». اللافت، أن قناة الثوار
طرحت أيضا الأسئلة الشائكة نفسها: «يقال إن تدخل الـ«ناتو» ليس لله، فما
الثمن؟ تقولون لن ترسلوا قوات على الارض، فكيف ستنهون الأمر؟ هل ستنقلون
عمل المروحيات إلى مناطق أخرى؟». وراسموسن، كعادته، يلتزم التطمين
والتفاؤل. ثم يقف المذيع الليبي، الذي أعدّ لقاءه ليبثّ مترجما إلى
العربية والأمازيغية، ليلتقط صورة بجانب سكرتير الـ«ناتو»، ويضعها على
صفحة الـ«فيسبوك» الخاصة به!
نسأل خبير شؤون الدفاع والأمن، بروكس
تيغنر، كيف يرى مستقبل العملية العسكرية في ليبيا، فيقول: «أعتقد أنه من
المحتمل جدا أن حلف الناتو قد يجد نفسه في وضع جمود. الأمر حقا يتعلق
بمستوى وحجم الدعم الذي يحظى به القذافي. أنا لست على يقين من أن مجلس
المعارضة لديه بالضرورة القدرة الهيكلية، أو حتى الدعم، بمعنى التأييد
الواسع، لتشكيل حكومة. هنالك الكثير من الخصومات القبلية داخل ليبيا
والقذافي لا يزال لديه اليد العليا من حيث القدرة التنظيمية. حتى لو تم
تدمير الكثير من أسلحته والذخائر العسكرية، فإنه لا يزال في موقف يحظى
بميزة كبيرة مقارنة بالمتمردين. لذا، الامر يمكن أن يتحول بسهولة إلى وضع
من الجمود».

» / القذافي مات.. أي مستقبل ينتظر صالح والأسد؟
» عائشة القذافي تقيم دعوى قضائية ضد حلف الأطلسي
» صحيفة بريطانية: سوريا ساعدت القذافي في التهرب من حلف الأطلسي
» ثوار ليبيا ينفون محاورة النظام القذافي: "الأطلسي" لن يغير أي شيء
» ينبغي الدفاع عن الدولة....! ينبغي الدفاع عن الدولة....! الاثنين 28 تموز (يوليو) 2014 بقلم: فتحي المسكيني شارك اصدقاءك هذا المقال

قصة موت غير معلن في اجتماع وزراء الدفاع «الأطلسي» ينتظر تنحي القذافي أو مقتله «بالخطأ

قصة موت غير معلن في اجتماع وزراء الدفاع «الأطلسي» ينتظر تنحي القذافي أو مقتله «بالخطأ :: تعاليق

قصة موت غير معلن في اجتماع وزراء الدفاع «الأطلسي» ينتظر تنحي القذافي أو مقتله «بالخطأ

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة