د.دليلة أحمد / القذافي مات.. أي مستقبل ينتظر صالح والأسد؟ خاص : سوريا المستقبل : مترجم من د.دليلة أحمد من جريدة
اكسبرس بالتشارك مع أ ف ب ورويتر عن موضوع القذافي مات.. أي مستقبل ينتظر
صالح والأسد؟
في سوريا كما في اليمن يبدو أن نهاية الديكتاتور الليبي أثارت حماسة المحتجين، فهل تصل الرسالة إلى الرئيسين السوري واليمني؟
زين العابدين بن علي هرب من تونس، ومبارك يحاكم في مصر، والقذافي هو أول حاكم عربي لم يسقط فحسب بل قتل في “الربيع العربي”.
صحيفة نيويورك تايمز أشارت يوم الجمعة أيضا إلى أن مصير الطغاة الذين
سقطوا هو (في مع كل مرة أكثر ميلا للحدّة). بنظرة نحو سورية واليمن، وهما
البلدان حيث التحدي الآن على أشده. (إنه مازال من غير الواضح ما هي الدروس
التي يمكن لبشار الأسد وعلي عبد الله صالح أن يستخلصاها). ما زالا يتشبثان
بالسلطة في دمشق وصنعاء.
“جاء دورك يا علي، مع دورك يا بشار”
المتظاهرون يعرفون ماهي الدروس المستفادة، أو بالأحرى ما هو السؤال
المطروح: من التالي؟ في سوريا تم ترديد نفس الهتاف في الشوارع وعلى الشبكات
الاجتماعية يوم الجمعة:(القذافي طار طار وجاء دورك يا بشار)، (حضّر حالك
يابشار!) يتكرر هتاف الفريق المناهض للأسد في دمشق وحمص كما في محافظات
إدلب ودير الزور، حسب رويتر.
(كلما قاوم الطاغية أكثر كلما كانت عقوبته أبشع.. ويبدو أن بشار سوف
يصلب في وسط دمشق) هذا ماتوقعه أحد المدونين كما أفادت وكالة فرانس برس.
على صفحة الفيسبوك الخاصة بهم فإن المتظاهرين يوجهون إلى الرئيس السوري
سؤالهم: (هل سوف تهرب بعيدا وشعبك يلحق بك من بيت إلى بيت؟) في إشارة واضحة
إلى خطاب “القائد” الليبي الذي وعد بتعقب جميع خصومه.
في اليمن أيضا ، فإن موت القذافي يبدو وقد شجع المتظاهرين (جاء دورك يا
علي، مع دورك يا بشار) ، ردد عشرات الآلاف من اليمنيين في العاصمة للمطالبة
برحيل الرئيس صالح. (كل دكتاتور له نهاية) هكذا أعرب المتظاهرون عن أملهم
في شارع الستين في الجزء الشرقي من المدينة، كما رددوا شعارات أخرى ينفون
فيها أي ضمانات وأي حصانة لرئيس الدولة أو لأي فرد من عائلته.
(موت القذافي حفّز جميع الثوريين في العالم وخصوصا في اليمن) قال وليد
العماري أحد الناطقين باسم تنسيق الشباب الذين ينظمون المظاهرات. وربما كان
غضب الشعب اليمني يتغذى أيضا من احتمال تمرير قرار يدين القمع في اليمن
يوم الجمعة تحديدا.
من القاهرة إلى الرباط تتابع الصحافة العربية الحدث التاريخي يوم
الخميس:(الطاغية الثالث الذي مات في حفرة) كما هو عنوان جريدة المصري
اليوم. (اثنان وأربعون عاما من القذافي في السلطة انتهت برصاصتين) كما
أظهرت اليومية اللبنانية النهار، (وهذا درس أيضا للأشخاص الذين يجب عليهم
ألا يحيّوا القادة الذين يصبحون جلادين لهم). بالنسية لصحيفة القدس فإنه
(ينبغي أن يدرك هؤلاء الطغاة أنك عندما توجه السلاح ضد شعبك، فإنك تفقد
شرعيتك).
صحيفة الغارديان من جهتها صرحت:(إنه لا يمكننا توقع نبوءة أقوى للطغاة
الذين لا يزالون في أماكنهم، من جسد القذافي يحتل الجزء الخلفي من الشاحنة)
.. (هذا هو المصير الذي قد ينتظر الأسد وصالح، وهما في حاجة الى معرفة
ذلك) .
هل سوف يبقى الأسد وصالح “عميان”؟
لكن هل يفهم الرجلان الرسالة؟ حتى الآن كانت استجابة نظام الأسد بالحملة
الدموية التي راح ضحيتها 3000 منذ بداية النزاع في آذار ، بما في ذلك 13
يوم الجمعة. رفعت الأمم المتحدة صوتها، ولكن لم تعثر بعد على كلمات الإدانة
على شكل قرار. كان ينبغي العثور عليها، وذلك يوم الجمعة ردا على صالح،
ولكن نتيجة أي تأثير؟ بجروح في هجوم بقنبلة في صنعاء، في المستشفى لعدة
أسابيع في المملكة العربية السعودية، ثم عاد الزعيم إلى الأراضي اليمنية،
واعدا بتنفيذ عملية الانتقال من دون أي نتيجة.
الطغاة “عميان”، حسب تعريف هلال كاشان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة
الأميركية في بيروت. وأضاف (إنهم لا يرون الأمور بنفس الطريقة التي يراهم
عليها الناس من الخارج. إنهم منفصلون عن الواقع، وهم يعتقدون أنهم على سوف
يستمرون أحياء.. هذا ماكان يعتقده العقيد القذافي أيضا، ودعا الليبيين أن
يتظاهروا بـ “الملايين” ضد الحكومة الجديدة وذلك قبل أسبوعين من موته.
هؤلاء هم ملايين من الليبيين الذين خرجوا إلى شوارع طرابلس وسرت يوم
الخميس. لكنهم يحتفلون بنهايته وظهور ليبيا جديدة من دونه).