** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 رحمة خارقة لحدود الفناء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
" ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
رحمة خارقة لحدود الفناء Biere3
Admin


عدد الرسائل : 328

تعاليق : الحقيقة عنوان الحياة..!
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 21

رحمة خارقة لحدود الفناء Empty
07032019
مُساهمةرحمة خارقة لحدود الفناء

رحمة خارقة لحدود الفناء %D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D8%A9-750x400





رحمة خارقة لحدود الفناء

 فتح الله كولن
 
 18/10/2018
 
 المدونةسطور
 1785



إذا أمعنا النظر في هذا الكون الشاسع، نلاحظ شفقة شاملة تتجلى في كل شيء. الشفقة هي الإحساس بالرأفة والرحمة والحنان. الشفقة هي العطف على المظلوم، هي الشعور بنشيج الباكي والإحساس بأنينه والاهتمام بهمه. الشفقة هي الإحساس بجرحِ الجريح ومرضِ المريضِ والسعيُ إلى مداواته. وإننا نرى آثار شفقةٍ ربانيةٍ تمتدُّ من أصغر الكائنات إلى أكبرها في هذا الوجود الشاسع.

جروح لا تلتئم


لو جُرحت يدكم، وشرعتم في مداواتها، صدّقوني لن يلتئم ذلك الجرح لولا شفقة الله ورحمته. كثيرًا ما نرى جروحًا لا تلتئم، أليس ذلك مثيرًا للتفكير؟ إذا كان هناك مرض يستدعي عملية جراحية خطيرة، فإن الأطباء قبل أن يضعوا المريض على طاولة العمليات، يجتمعون فيما بينهم ويتشاورون، ربما يقولون حالَ وجود داء السكري أو علة أخرى في المريض: “إذا أجرينا العملية، يصعب التئام جرحه”..

اقتباس :

الرحمة تلامس رؤوس النباتات وتقدم لها هواء لتتنفّس عبر الأوراق التي هي بمثابة الأنف والفم للأشجار.


كم من أناس قاموا بعمليات جراحية ولم يلتئم جرحهم إلا بعد شهور، وأحيانًا بعد سنوات.. أيْ، إن لم يشأ الله، فلن يلتئم ذلك الجرح أبدًا؛ فإما أن يؤدي الجرح هذا إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، أو إلى ظهور عطب في البنكرياس، وهذا -بطبيعة الحال- يسبب خللًا في توازن الأنسولين، ومن ثم يستمر الجرح على حاله زمنًا طويلًا بلا التئام.

فهل أدركتم الآن مدى أهمية الشفقة التي وهبها الله سبحانه وتعالى الإنسان؟ لقد عالجت أخطر الجروح التي أصيب بها هذا الكائن، وفي زمن قصير.. إن الله سبحانه وتعالى يرحمنا.. ولكن بماذا؟ بإمدادنا بأصغر الكائنات التي لا تُرى ولا تُشاهَد إلا بالمجهر.

عناية بالأطفال


وماذا عن الأطفال؟ إنها حالة تُرْبك الإنسان وتضعه في حيرة واندهاش.. فعناية الله ورحمته بهم لافتة، لأن المسألة تتطلب اهتمامًا خاصًّا بهؤلاء المولودين الصغار الذين يحتاجون إلى أنفع الأغذية وأكثرها نقاءً؛ لذا يغذّيهم اللهُ أولًا في رحم الأم، فيحوّل جدار الرحم إلى محيط يتغذى منه الجنين، حيث يزوّد جدار الرحم بشتى أنواع الأغذية، ثم يسخِّر الأم لخدمة هذا الجنين، إذ بعد الولادة يعدّ الله تعالى للمولود غذاءً جديدًا، وهو حليب الأم الذي يعتبر من الضرورات الأولية للمولود.

أجل، فحليب الأم يؤثر على صحة الطفل تأثيرًا إيجابيًّا يصعب إيجاده في الأغذية الأخرى، فلو حلبتم ذلك الحليب ووضعتموه في وعاء آخر، فسيفقد حلاوته وفيتاميناته الأولى.. بل إنكم لو حلبتم الحليب من ضروع الأغنام والأبقار واحتفظتم به في الحاويات المعقّمة، ثم غذيّتم به العجول، لا يعني ذلك أنكم غذّيتموها بأفضل الطرق، وإذا ما قارنتم بين العجول التي تتغذى على حليب الأم مباشرة، والتي تقتات على حليب الحاويات؛ لرأيتم الفروق في النمو واضحة جليّة.

إذن من ذا الذي يُخرج الحليب من ثدي الأم كإكسير للحياة، ويغذي به الصغار المحتاجين أمسّ الحاجة إلى الشفقة؟ أليست هي شفقة الله اللانهائية؟ فلولا رحمة الله الواسعة الشاملة، لما تحققت تلك المحاسن والطيبات أبدًا.

اقتباس :

من ذا الذي يُخرج الحليب من ثدي الأم إكسيرا للحياة، ويغذي به الصغار المحتاجين إلى الرحمة أمس الحاجة؟


 

اهتمام بالإنسان والنبات


أجل، نشاهد بوضوح -كوضوح الشمس شفقة عظيمة سائدة في كل مكان.. ها هي المياه تتدفق لتلبي حاجة النباتات.. أجل، إن الرحمة تلامس رؤوس النباتات أيضًا، فتقدم لها الهواء لتتنفّس عبر الأوراق التي هي بمثابة الأنف والفم للأشجار. ولا شك أن هذه النباتات إذا بقيت دون هواء، فستفقد رونقها وستتحول إلى أعوادٍ يابسة ميتة، شأنها في ذلك شأن الإنسان الذي يموت إذا مُنِع عنه الهواء. وإذا أنكرنا هذه الشفقة التي تشمل الكائنات الحية جميعها في الكون وتَجاهَلْناها، فلن تتجاوز تفسيراتنا -حينئذ- حدّ المنطق الجدلي مهما حاولنا.

توق الخلود


والآن أدعوكم إلى التأمل معًا.. إن الله تعالى الذي يتغمّد بشفقته حتى المخلوقات التي تبدو بلا أهمية، هل من الممكن أن لا يُشبِع توق الإنسان إلى البقاء والخلود ويحيطه بشفقته؟ هل يعقل بعد أن غذّى الإنسان بنعم شتى ولطائف متنوعة في هذه الدنيا، أن يحكم عليه بالعدم الأبدي، وأن يختم حياته ووجودَه بحفرة القبر، وأن لا يقيم له البساتين السرمدية والجنات الأبدية، وأن لا يُكرمه بالنعم الأبدية؟ أفيعقل هذا؟!

إننا ومن خلال جميع آثار الشفقة المتجلية في الكون، نخلُص إلى حكمٍ مفاده هو أن الله سبحانه وتعالى الذي شملت آفاق شفقته جميع الموجودات؛ من الذرة إلى المجرة، ومن الخلية إلى أضخم المخلوقات، لا شك أنه سيقيم الآخرة وسيحيي البشرية من جديد، ومن ثم سيحلّي هذا الإنسان الذي أغدق عليه بالنعم في هذه الدنيا الفانية، بنعم أبدية لا نهاية لها في الآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saraibda3.ahlamontada.net
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

رحمة خارقة لحدود الفناء :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

رحمة خارقة لحدود الفناء

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الفناء والتأويل نحو أنطولوجيا للوجود العرضي
» أماني أبو رحمة نقوش حسين البرغوثي على حجر الورد
» 2013-11-08 التناص وما بعد الحداثة أماني أبو رحمة
» د. معن الطائي وأماني أبو رحمة الأدائية أو نهاية ما بعد الحداثة (2/2)
» د. معن الطائي وأماني أبو رحمة الأدائية أو نهاية ما بعد الحداثة (2/1)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: