free men فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1500
الموقع : center d enfer تاريخ التسجيل : 26/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6
| | الدكتور مايكل أوستن وادعاء نهاية الأديان | |
ب أستاذ الفلسفة المشارك في جامعة كنتاكي الغربية الدكتور Michael Austin مقالا يرد فيها على الدعوات التي أطلقها بعض من الكتاب حول نهاية الأديان وكان عنوان مقاله" صعوبة نهاية الأديان"، حيث أشار Austin إلى أن الزعم القائل أن الدين انتهى لا يمكن الا أن يوصف بأنه غير ناضج، فهنالك عدة أسباب جيدة تدعونا للاعتقاد بان الدين لم يضع لحد الآن قدمه على شفا قبره، كما لاحظنا في الدراسة الاخيرة حول الدين والميول النسبية الاخيرة في الدراسات الاكاديمية الفلسفية. الإدراك.. الدين والمشروع اللاهوتي لنتأمل أولاً في بحث امتد لثلاث سنوات قامت بها جامعة أكسفورد بعنوان " الإدراك.. الدين... والمشروع الثيولوجي" تضمنت تحليلا لأربعين دراسة مختلفة حول العالم قامت بفحص مظاهر الإيمان في مختلف الحضارات، وتوصلت الى استنتاج مفاده ان الإيمان الديني هو مطلب طبيعي بل وحتى غريزي للوجود الانساني. جزء من التوضيح المطروح هنا هو أننا وجدنا تفسيرات غائية جذابة !، وإحدى طرق فهم ماهية التفسير الغائي يكمن في الإشارة لبعض الأمثلة: السرخس ينمو في الغابة لأنه يزود الأرضية بالظل... تحفر ديدان الارض نفقا تحت الارض لتهوية التربة... الدببة القطبية تعيش في الثلج من اجل التمويه... الأسباب التي عللت الامثلة السباقة تمثل نموذجا على التفسير الغائي. مثل هذه التفسيرات تستفيد من استعمال بعض الغائيات والمقاصد لشرح بعض مظاهر الحقيقية، مثل سلوك الحيوان، أكثر من الاعتماد على مجرد بعض العمليات الميكانيكية والبيولوجية. وقد ربط Austin هذه الدراسة بدراسة أخيرة.. والتي جاءت متناسقة مع عدة دراسات اخرى، وجدت بان الناس منذ طفولتهم المبكرة لديهم ميل لقبول التفسير الغائي كحالة طبيعية للعلاقات الإنسانية.. ومثل هذا التفسير الغائي مرتبط بالتفكير بان موجود ما (مثال على ذلك... الله) يفسر الغرض...كل طفل لديه الحدس بان الغرض هو افضل تفسير لمن يرغب في ان يوجِد غرض ما للأشياء. وعليه ربما هي جزء من الطبيعة البشرية للقبول بالتفسير الغائي الذي ايضا يؤمن بالله. من الضروري أن نفهم بان هذه الدراسة تخبرنا، وفقا لاصطلاحات العالم Roger Trigg, بأن الدين ليس مجرد اهتمام شاذ لقليل من الناس.... انه طبيعة إنسانية أساسية.. وهذا يعني انه اكثر من عالمي وشائع ومتأصل ومرتبط بالذات البشرية.. انه يصبح امراً محسوماً ومفترض الوجود سلفاً.. وانك لا تستطيع بسهولة أن تدعي أن الدين سيختفي... والنظرية العلمانية في عام 1960 أصبحت مستحيلة وبلا أمل على حد تعبير Trigg. وقد كرر Trigg هذا الحديث في حوار مع شبكة ال CNN الأمريكية بتاريخ 12-5-2011. انبعاث الإيمان في الفلسفة يؤكد Austin على أن التطورات في حقل أكاديمي آخر يمنحنا أسباب أخرى للشك بالزعم القائل بان الإلحاد سوف يقوم مقام الدين، وقد كانت هنالك نوعاً من الابتعاد عن العلمنة في اقسام الفلسفة منذ عام 1960 طبقا لما يقوله فيلسوف طبيعي (وهو ملحد) يدعى Quentin Smith. ويعود Austin إلى تاريخية قضية الإلحاد والإيمان منذ القرن الماضي، فيشير إلى انه في منتصف القرن العشرين كان الالحاد يشكل النظرة المسيطرة على تيار واسع من الفلسفة التحليلية، لكن في عام 1960 اكتسب الايمان بالله، عموما، والنسخة المسيحية منه خصوصاً احترام وتقدير اكاديمي مع نشر كتاب " الله والعقول الأخرى " و" طبيعة الضرورة" وهما كتابان للمؤلف Alvin Plantinga ولحق هذان المؤلفان العديد من المطبوعات المتقدمة المتعلقة بالايمان والتي ظهرت للمشهد بوضوح على يد فلاسفة مثل William Alston, Robert Marilyn Adams, Peter VanInwagen, Eleonore Stump, Nicholas Wolsterstorff, and Linda Zagzebski. والذين دافعوا عن الايمان بالله واعتبروا بانه اصبح " مجال اكاديمي محترم ". وقد اشار Smith الى انه خلال العقد الأخير وجدنا قائمة لمطبوع من مطبوعات جامعة اكسفورد التي تعتبر من اكبر ناشري الفلسفة المعاصرة، تتضمن 96 كتابا في فلسفة الدين، 94 منها تتحدث عن الايمان بالله بينما البقية (كتابان) تناقش جانبي هذه القضية. ومع ظهور بعض الملحدين الجدد لم تصبح اعداد المطبوعات تناقش جانبا واحدا. وهو تغيير جذري لم يكن ممكنا التفكير به قبل 60 عام.. اخيرا أوضح Smith بان الرب لم يمت أكاديميا، فقد عاد للحياة في نهاية عام 1960 وهو الان حي ومتواجد في المعاقل الأكاديمية والأقسام الفلسفية، وبعضهم وجد بان الأقسام الفلسفية مجرد طرف الساحل لدراسات أخرى مشابه في ميادين معرفية أخرى. يحاول Austin إنهاء مقالته عبر الـتأكيد على أن أفكار الفلاسفة لا تنتشر فقط في الميادين الأكاديمية الأخرى.. لكنها أيضاً تترشح بصورة أكيدة نحو الناس في الشارع...والنظر لهذا الأمر ومعطيات انبعاث الفلسفة الإيمانية بالإضافة الى إيجاد منهج الإدراك والدين والمشروع الثيولوجي... فان النتيجة تبدو ان الدين سيظل يلعب دورا مهما في الحياة الإنسانية في المستقبل المنظور... واذا وضعناها في طريقة اخرى فسنقول بان الإلحاد لن يكون بديلا عن الدين. | |
|