** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3170

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. Empty
05122010
مُساهمةنهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا.

نهايـــة التاريـــــخ
فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. غالباً ما يبدو دخول السيكولوجيا إلى الميدان السياسي نوعاً من الإقحام أو حتى الإقتحام. بما يستدعي سوق المبررات وعرض الشروحات للروابط والمصطلحات الاختصاصية. وهذا يأتي كنتيجة لنجاح السياسة في استغلالها للسيكولوجيا، كما لعلوم عديدة أخرى، واحتكارها هذا الاستغلال باتجاه واحد. فقد رفضت السياسة التحول إلى علم وتمكنت بهذا الرفض من شل إمكانيات مقاربتها بصورة علمية.
إلاّ أن توسع السياسة في استخدام تطبيقات السيكولوجيا، وصولاً إلى الشائعات الموجهة للرأي العام مروراً بانتقائية تسريب المعلومات وصولاً إلى الحرب النفسية، جعل البحث في موضوع السيكولوجيا السياسية مقبولاً. حتى وصل هذا القبول إلى الإعلان عن دور حيوي للاختصاص في ميدان السياسة.
ولعلنا بحاجة للتذكير ببعض الأمثلة قبل الولوج إلى آلية الدفاع النفسية التي اعتمدها فرانسيس فوكوياما في دفاعه عن "نهاية التاريخ".
ولائحة أمثلة تداخل السياسي بالسيكولوجي يتصدرها مثال يعود إلى العام 1953 عندما جرب أحد المخابرات الأميركية (أولسون) عقار L.S.D على أصدقاء له لاختبار الدواء كدافع لقول الحقيقة (مصل الحقيقة الذي يعطي للجواسيس كي يدلوا بالأسرار). ولم تكن تجارب تربية الأطفال العباقرة (وبعدها تجارب الهندسة الوراثية لإنتاج العباقرة) ببعيدة عن السياسة. فقد كانت النازية هي البادئة بهذا النوع من التجارب. ثم تابعتها المختبرات الأميركية. أما آخر الأمثلة التي نوردها فهي تتعلق بإنتاج الاتحاد السوفياتي لأسلحة غير تقليدية، دعيت في حينه "الأسلحة العقلية"، ولا يزال اللغط دائراً حول هذه الأسلحة. حيث يعتبر بعضهم أنها من النوع الجرثومي الموثر على الدماع والجهاز العصبي. في حين يصر بعضهم الآخر على أنها مجرد شائعة شيوعية في إطار الحرب النفسية التي كانت دائرة آنذاك.
ومناسبة التذكير بهذه المعطيات هي لجوء المستقبلي الأميركي فرانسيس فوكوياما لاعتماد تفسير جديد لفرضية "نهاية التاريخ" التي أطلقها عام 1989 في مقالة نشرها في مجلة "ناشيونال انترست" (واتبعها بكتاب صدر في العام 1992 تحت عنوان _ نهاية التاريخ والرجل الأخير). والتعديل الجديد يرتكز على أمثلة عن مفعول دوائين نفسيين شهيرين هما:
ريتالين (Ritalin) وبروزاك (Prozac). وبذلك يكون فوكوياما قد دخل قدس أقداس السيكولوجيا. وهو دخول من شأنه أن يفضح كافة الثغرات النظرية والفكرية في فرضياته. وهذا من شأنه تسهيل مهمتنا في القراءة النقدية _ السيكولوجية لهذه الفرضيات. والمقالة موضوع حديثنا نشرها فوكوياما في العدد 56 من مجلة "ناشيونال انترست" الصادر صيف 1999. والتي كان من الأولى عنونتها بعنوان "نهاية الأنثروبولوجيا".
في هذه المقالة يستند المؤلف إلى محاجة رئيسية، يعتبرها عرضة للتجاهل حتى الآن، وهي محاجة التطور في ميدان التكنولوجيا الحيوية. متخذاً الأمثلة عليها في الدوائين المشار لهما أعلاه. ونبدأ بـ:
1. - البروزاكProzac
وننقل حرفياً ماكتبه فوكوياما حول هذا الدواء إذ يقول:" أنه يؤثر على مستوى السيروتونين في الدماغ. الذي يرتبط بالمشاعر الخاصة بالثقة بالنفس وبتقدير الذات. كما أن للسيرتونين دور في التنافس على تسلسل المكانة لدى الرئيسيات من الثدييات. ويشعر الشمبانزي بانتشاء السيروتونين عندما يحقق مكانة الذكر الأولى. وعن طريق تنظيم السيروتونين في دماغ الشمبانزي يمكن للعلماء أن يعيدوا ترتيب التسلسل الهرمي الخاص بالهيمنة في مستعمرات الشمبانزي".
وهذا الكلام حقيقي وثابت علمياً إلاّ أنه يتعلق بالسيروتونين (الإفراز الطبيعي) أما الأدوية المعيقة لتثبيته (على شاكلة البروزاك) فلها شأن آخر. حيث يقول فوكوياما حولها:"
بما أن عدد النساء اللاتي يملن للإكتئاب أكثر من الرجال فإن بروزاك تستخدمه النساء على نطاق واسع. واحتفي بالدواء في كتب مثل كتاب Prozac Nation _ وطن البروزاك لاليزابيت ورتزل. وله (مثل الريتالين) استخدامات لا خلاف على أثرها العلاجي. لكن عدداً غير معروف من ملايين مستخدميه يسعون وراء ما يسميه بيتر كرامر وراء "علم العقاقير التجميلي" ثم يصل فوكوياما للربط بين آثار الدواء وبين نطرية هغل المتعلقة بالكفاح لجلب الاعتراف. حيث يرى الببروزاك طريقاً مختصراً يستبدل الكفاح من أجل الإعتراف (الذي يقتضي بناءً شاقاً للنظام الإجتماعي العادل) بحبة دواء (تجلب للإنسان الرضى عن النفس وتقدير الذات) تلغي ضرورة السعي إلى التغلب على الذات بكل قلقها ومحدوديتها! (انتهى).
إن هذه الأسطر القليلة تفقد فوكوياما مصداقيته وتضعه في خانة الضليل الذي يضلل الآخرين وربما العالم (بسبب شهرته). فهذه الأسطر تستتبع ملاحظات وتثير إشكاليات عديدة أهمها:
أ.
- إن الطب النفسي يرفض المبادئ الرومانية (وإن قبلها البراغماتيون وفي طليعتهم البراغماتي المتشائم نيتشيه). بل إنه يرفض تحديداً المبدأ القائل بضرورة الجنون في عالم مجانين. فإذا كان الاختصاص يسعى لدعم قدرة التكيف لدى الأشخاص والجماعات فإنه يضع لسعيه حدوداً لا يتجاوزها. فلو بحث الاختصاص عن تحقيق السعادة وتقديمها لطالبيها بدون ضوابط لكانت المخدرات أسهل الطرق وأقربها لذلك.وإذا تابع المقال متسائلاً عن مصير عباقرة مثل بليز وباسكال ونيتشيه لو أنهم أدركوا البروزاك!؟ فإن الجواب هو: لا شيئ! وهذا ما سنشرحه لاحقاً.
ب - يقول فوكوياما إن لا خلاف على الآثار العلاجية لهذه الأدوية! لكن الحقيقة أن هنالك خلاف حاد حول هذا الموضوع. إذ أن العديد من الدراسات الجدية تشير إلى تشجيع البروزاك (تحديداً من بين أشباهه) للميول الإنتحارية والعدوانية لدى متعاطيه. حتى إن المحاكم الأميركية أصدرت أحكاماً عديدة استناداً إلى هذه الأبحاث. كما ألزمت الشركة بدفع تعويضات للمتضررون من استعماله.
ج- في ما يتعلق بكتاب "وطن البروزاك" وقائمة طويلة من الكتب المشابهة فإن نالأمر دعائي بحت. فالدواء باهظ الثمن وهو قد حقق للشركة المنتجة (ليلي) أرباحاً خيالية. الأمر الذي جعل ميزانيته الإعلانية خيالية بدورها.
د- إدراكاً لبعض جوانب القصور في البروزاك وأشباهه تم إنتاج جيل جديد من مضادات الاكتئاب يمارس تأثيراً مزدوجاً على السيروتونين وعلى النور أدرينالين في آن معاً.
هـ-
إصراراً من الشركة على متابعة جني الأرباح فإنها تعترف الآن بعوارض الدواء الجانبية وهي تنصح باستمرار استعماله مرفقاً مع أدوية أخرى لإصلاح هذه الآثار!.
و-
الطب النفسي الألماني ومنذ العام 1992 يخوض تجربة علاج الاكتئاب بعشبة القديس يوحنا (عشبة القلب بحسب ابن سينا). حيث أثبت هذا العلاج تفوقه على البروزاك وبات مستخدماً على نطاق واسع. وهو يردنا إلى العلاجات التقليدية وهذا يردنا إلى قلب الأنثروبولوجيا التي يتوقع فوكوياما نهايتتها!.
ز-
إن تجربتنا الشخصية، التي نشرحها بتبسيط شديد، تشير إلى أن معاني من الاكتئاب والفوبيا لديهم دفاعات جسدية توجه غددهم لإفراز مواد تعمل وفق آليات شبيهة بآليات عمل هذه الأدوية. ومع الوقت فإن إفراز هذه الغدد يضطرب ويتحول من مؤقت إلى دائم. وهكذا فإن استعمال هذه الأدوية يعطل في استقرار هذا الاضطراب. مما يلغي لقب "الحبة السحرية" الذي كان شعار الحملة الدعائية للبروزاك والذي تأثر به المؤلف أيما تأثر.
ونكتفي بالحديث عن البروزاك متخطين الريتالين للإنتقال إلى الفرع الأهم في التكنولوجيا الحيوية وهو الجينات والهندسة الوراثية.
2. الهندسة الوراثية.
يقول المؤلف إن هذه التقنية لا تؤثر فقط في الشخص الذي تطبق عليه وإنما تتعداه إلى ذريته. ثم يستنتج بأن التكنولوجيا الحيوية ستكون قادرة على تحقيق ما فشلت الأيديولوجيات الراديكالية في تحقيقه وهو "خلق نوع جديد من البشر". ولا يهم فوكوياما مناقشة الجانب الأخلاقي للمسألة فيستعين بعالم الأخلاق ليون كاس. حيث الدعوة للفصل بين الاستخدام العلاجي لهذه التقنيات وبين استخدامها لتحسين النوع. إلاّ أن المؤلف يشكك بإمكانية الفصل الحاسم بين العلاج وبين التحسين ويعتبر أن المناطق الرمادية بينهما صعبة الحصر.
لكن الرد المختصر على مجمل تحليلات فوكوياما في هذا المجال هو نكتة متداولة بين العاملين فيه وهي:سأل طبيب زميله: ماذا تقول فين امرأة حامل تعاني من السل متزوجة من رجل مصاب بالسفلس. ومات بكرها فور ولادته، أما ابنها الثاني فإنه أصم، أبكم وأعمى؟ أجاب الزميل: عليك أن تنصحها بالإجهاض فوراً! فضحك الأول قائلاً: لقد قتلت بيتهوفن! فهذه كانت حال عائلته.
3. أزمة المستقبليات.
لقد تحولت المستقبليات في العقدين الأخيرين إلى مجال سحري ينقل العاملين فيه من باحثين متخصصين مغمورين (لا يعرفهم إلا أهل الاختصاص في حقلهم) إلى نجوم مشهورين. هذه كانت حال توفلر وهنتنغتون وفوكوياماالخ.
لكن هؤلاء، ومعهم كافة العاملين في المستقبليات، يجابهون إشكالية عسيرة. فالتوقع المستقبلي يفقد إمكانية تحقيقه بمجرد إعلانه، لأنه يثير آليات التحسب ويلفت الأنظار إلى ضرورة إصلاح أخطاء الماضي وترشيد ظروف الحاضر وغيرها من الخطوات التي تجعل حدوث التوقع مستحيلاً. وللمثال نذكر بعدد من الكتب المستقبلية _ الإقتصادية التي نشرت في الثمانينيات متوقعة خروج الدولار من وضعية العملة العالمية، حيث كان هذا الخروج حتمياً لولا التنبه المسبق له. والذي استتبع جملة خطوات تمكنت من تمديد هذه الوضعية لمدة طويلة غير متوقعة. ونكتفي بهذا المثال لننتقل إلى هنتنغتون وفرضيته حول "صدام الحضارات" وجهوده الراهنة في تعديلها والدفاع عنها بالتذكير بالاتنولوجيات والتنوع الحضاري
الخ ومنه إلى فوكوياما الذي اعتبر "صدام الحضارات" نقداً لاذعاً لفرضيته "نهاية التاريخ" فرد الصاع صاعين لهنتنغتون عبر توقعه نهاية الأنثروبولوجيا عن طريق التكنولوجيا الحيوية التي تحول الأحياء وأجيالهم التالية إلى نوع من المساواة الجينية تؤدي، في رأيه، إلى خلق نوع جديد من البشر.
هذه النماذج المختصرة تفسر لنا أسباب بقاء المستقبليات في حدود التكهن. ونقلد فوكوياما هنا بالاستعارة من علم الأحياء في تشبيهنا التوقع المستقبلي بالبكتيريا العاجزة عن مقاومة الهواء (التي تموت بمجرد خروجها إلى الهواء). وذلك بحيث يصعب علينا الحكم ما إذا كان عدم تحقق التوقع يعود إلى عدم دقته (أو صحته أساساً) أم هو يعود إلى إعلانه؟
والأمر هنا مرتبط عضوياً بسيكولوجية الشائعة، وذلك على أكثر من صعيد. بحيث تدفعنا رغبتنا في عدم التشعب المبالغ للاكتفاء بالأمثلة التالية:

أ-
- واحدة من الشائعات التاريخية توقع الكاهن للملك بأن طفلاً سيهدد عرشه. عندما يكبر! ويستجيب الملك للتكهن فيقتل الطفل ليحفظ عرشه. لكن أحداً لا يستطيع التقرير بحقيقة هذا التهديد في ما لو بقي الطفل على قيد الحياة!؟. لكن وجود أساطير داعمة لهذه الشائعة تجعل الجميع يعتقدون بصحتها! وفي عصرنا الراهن يكرر المستقبليون هذه الشائعة _ التهكنية بأسلوب مختلف.حيث تتوجه جهودهم للبحث عن ا لقوة _ الطفل (التي لا تزال صغيرة وغير ملاحظة) التي يمكنها تهديد الملك (وهو في هذه الحالة الراهنة: الحضارة الغربية أو الولايات المتحدة أو الديمقراطية الليبرالية أو غيرها من المرادفات).
ب-
أما الأطفال الذين رشحوا للقتل فمنهم: المسلمون _ العرب والصين _ الكونفوشية وبقايا الشيوعية وانبعاثات ا لفاشية. بمعنى آخر فإن المتكهنين الجدد يكادوا أن يقتلوا جميع الأطفال! ولا يتفقوا على طفل بعينه!
ج-
إن سريان الشائعة يتعلق بالقبول الذي تتمتع به. فعندما تطلق أية شائعة فإنها تجد فئة تريد تصديقها وأخرى لا تريد تصديقها! والفئتان تتفاعلان مع الشائعة دون تعقيلها. فتعمل الأولى على تأييدها ونشرها في حين تعمل الثانية على نفيها وإعاقتها.وبما أن التوقعات والطروحات المستقبلية تبقى شائعات، إلى أن يبت الزمن (المستقبل) بصحتها أو بخطئها، فإن مبادئ الشائعة تنطبق عليها.
د- بناء على ما تقدم يمكن القول بأن نجاح شائعة "صدام الحضارات" يعود إلى كونها مقبولة من كافة الأطراف. حيث الحضارة الغربية تبحث عن عدو فلا تجده. وحيث الإسلام والكونفوشية يعانيان جروحاً نرجسية مزمنة تحتاج إلى تعويضات.
لكن هذه الفرضية تعرضت للخنق الرسمي الأميركي (رفضها كلينتون ومعاونوه ونفوها في عدة مناسبات. ثم دعموا نفيهم لها بتحركات تنفضها) لأنها تضع الولايات المتحدة خصوصاً في مواجهة مستحيلة. وتأتي هذه الاستحالة أولاً من استعداد هؤلاء الإعداد لتقديم أعداد هائلة من الضحايا البشرية وهو ما تعجز عنه الولايات المتحدة.
هـ-
بالعودة إلى شائعة "نهاية التاريخ" نجد أنها تعبر عن حلم أميركي من النوع التبشيري. حيث الدستور الأميركي (الإنجيل الجديد) بمبادئه الليبرالية يسود العالم!. لكن شهرة هذه الشائعة إنما أتت من معارضيها المتضررين منها. حيث يعترف فوكوياما في مقالته الراهنة بقوله: من الصعب أن نصدق في اللحظة الراهنة وجود زاوية لم تنتقد فرضية "نهاية التاريخ" من خلالها
ومع ذلك فإن فوكوياما يتجاهل أن حلم الانتشار العالمي هو حلم جميع المذاهب التبشيرية سواء كانت دينية أو أيديولوجية، بل أن هذا الحلم يتكرر بصورة أخرى لدى المذاهب غير التبشيرية عبر طموحها لسيادة الآخرين والسيطرة عليهم مع حرمانهم حق المشاركة في الفكرة.
4- دفاعات فوكوياما.
المقالة تتضمن تراجعاً واضحاً عن طرع "نهاية التاريخ" لكن صراحة هذا التراجع لا تخلو من بعض الالتفاف والدفاع الحاد عن المنطلقات الفكرية الأولية للفرضية. ومن هذه المواقف الدفاعية نذكر:
1-
- يسند فوكوياما فرضيته إلى مقولة هيجيلية فيذكر بأن للعملية التاريخية محركين رئيسيين: 1- الاقتصاد و2- الاعتراف. ويعود ليؤكد بأن الديمقراطية الليبرالية هي نهاية المطاف التي يقود إليها هذان المحركان. إلاّ أنه يسجل في المقابل عدة اعترافات حول معوقات بلوغ هذه النهاية.
2-
إن اقتصاديات و/ أو ثقافات بلدان عديدة تحول بينها وبين بلوغ نهاية المطاف.
3
- إن التغيرات العالمية ا لمتوقعة كنتيجة لثورة الاتصالات ستجد ضوابط لها عبر ثورة التكنولوجيا الحيوية التي لم تلق ما في جعبتها بعد.
4-
- إن النظام الرأسمالي العالمي يتعرض لمؤامرات من قبل دول محتالة مثل العراق وكوريا الشمالية. كما يتعرض هذا النظام لرفض ذي دوافع ثقافية واقتصادية في أنحاء كثيرة من العالم.
5-
- لقد عانى المحرك الاقتصادي للعملية التاريخية من جملة أعطال خلال عقد التسعينيات (يتوقف عند العام 1998 المفصلي بالنسبة الأزمات الاقتصادية) مما أصاب العملية بانتكاسة شديدة. حتى داخل الولايات المتحدة نفسها. حيث صوت الكونغرس الأميركي ضد هيئة المسار السريع (بما يشكل تراجعاً أميركياً عن مبادئ السوق) مرتين (1997 و 1998). كما رضخت إدارة كلينتون لضغوطات مصانع الصلب المهددة بالإفلاس فكانت إجراءات حمائية لهذه الصناعة.
6-
يعترف فوكوياما بأن نجاة الصيف من الأزمة الآسيوية يعود إلى تحفظها على السماح بجعل عملتها قابلة للتمويل. ويعترف أنها بذلك قد أعطت مثالاً سالباً للدول الآسيوية الأخرى التي تعجلت في اعتناق مبادئ السوق.
لكن ما لا يعترف به فوكوياما أكثر بكثير مما اعترف به. وربما أراد أن يكتفي بالإشارة إلى هذه النقاط دون توضيحها باعترافات صريحة. ويهمنا تحديداً من هذه النقاط ما يلي:
-
لقد خرجت الولايات المتحدة تكراراً على مبادئ السوق (العولمة). وهي بالتالي مستعدة لاختراقات جديدة أخرى إذا رأت فيها مصلحة لها. وهذا يعادل القول بأن الولايات المتحدة مستعدة للانقلاب على العولمة إن هي رأت فيها إضراراً بمصالحها.
-
وقفت الولايات المتحدة موقف المتفرج من الأزمات الاقتصادية للدول المتعولمة (النمور الآسيوية والبرازيل وروسياالخ). بل إنها ألقت اللوم على حكومات هذه الدول وعلى فسادها متنصلة من أخطائها التي يصنفها فوكوياما في ثلاث خانات هي:
- إذعان الإدارة الأميركية للاقتصاديين على حساب الأولويات السياسية.
- تجاهل العوائق الثقافية والتقليل من شأنها وقدرتها على إعاقة العولمة.
- تحريك رأس المال بسرعة أكبر من حركة العمل عن طريق الاستثمارات قصيرة الأجل. المسؤولة عن معظم أزمات الأسواق الناشئة.
5- نهاية الأنثروبولوجيا
في النصف الثاني من مقالته يسجل فوكوياما قفزة من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. فيعيد طرح مسألة المحركين: الاقتصادي والاعتراف. فيرى أن طرحه الأولي لنهاية التاريخ هو طرح يقف على عدم واحدة هي الاقتصاد. في حين أن النهاية الحقيقية للتاريخ ستقف على قدمين أولهما الاقتصاد وثانيهما الاعتراف الذي ستقدمه التكنولوجيا الاحيائية هدية للبشرية فتخلق "نوعاً جديداً من البشر" لا يحتاج للاعتراف لأنه متشابه! وهذا مثال على العذر الأقبح من الذنب! فمهما بلغت حدود التقدم فإن أحداً لا يمكنه أن يتوقع تنازل الثقافات عن خصوصياته وقبولها بالتحول إلى قطيع بشري متجانس. ولعل في رواية نكتة بيتهوفن الواردة أعلاه خير دليل على ذلك.
كما يعيب هذه المقالة الطريقة الاستدلالية المعتمدة من قبل مؤلفها. حيث يحكم بفشل كافة النظم الاقتصادية (الاشتراكية والتسلطية _ اللينة والعائلية والنموذج الياباني) نافياً أو حتى رافضاً التفكير، باحتمالات تطويرها وتعديلها مستقبلاً، مكتفياً بالاستدلال على فشلها بوضعها الراهن.
في المقابل فإننا نجد فوكوياما يعلن النصر النهائي للرأسمالية ويؤكده استناداً أيضاً إلى وضعه الراهن، متجاهلاً نقاد هذا النظام (وفي طليعتهم شوروش _ أزمة الرأسمالية العالمية) وأزماته (يعتبر أن سلبية الموقف الأميركي من الأزمات الاقتصادية العالمية، وخفضها لأسعار الفائدة للحد من الخوف الناجم عن هذه الأزمات، حلاً جذرياً للأزمة. وفي هذا تجاهل للآثار اللاحقة التي ترتبت عليها وأدت إلى نشوء تجمع الدول الخمس عشرة). كما يتجاهل المؤلف الذعر المكتوم من اقتراب بطلان سياسة قطع التيار "وهي جملة خطوات، بعضها غير معلن، ذات طابع وقائي لحماية بورصة وول ستريت من الأزمات التي تحدث فيها من آن لآخر بصورة عشوائية ودون مبررات منطقية" وذلك بسبب دخول التعامل في البورصات عن طريق الانترنيت. وهذا التعامل بحجمه الحاليييي (وهو لا يتجاوز ال 10% من الحجم المحتمل) يمكنه أن يؤدي إلى انهيار وول ستريت إن هي تعرضت مصادفة لاثنين أسود جديد!
6- الاستنتاجات.
بناءً على جملة المعلومات المتداخلة (فلسفية وبيولوجية وانثروبولوجية وسياسية واقتصادية) التي يعرضها المؤلف فإنه يخلص إلى الاستنتاجات التالية:
أ-
إن تصوراته بشأن الثورة التوأم (اتصالات _ بيولوجيا) قد لا تتطابق مع الواقع. فاحتمال، أو إمكانية، حدوث الشيء لا يعني ضرورة حدوثه (نلاحظ هنا تحفظه وبعده عن إطلاق التأكيدات).
ب-
إن قوة تصوراته بشأن نهاية التاريخ تأتي من كون الديمقراطية الليبرالية واقتصاد السوق خيارين وحيدين للدخول في العالم الحديث.
ج-
مكمن العيب في المقولة "نهاية التاريخ" هو أنها تفترض وجود انثروبولوجيا بشرية متأصلة في الطبيعة" أي حتمية التنوع البشري" في حين تعد التكنولوجيا الاحيائية بالتغلب على حدود الطبيعة البشرية "مما يعني إلغاء الانثروبولوجيا"
ويبدو أن علاقة الأخوة الأعداء مستمرة بين فوكوياما وهنتنغتون الذي يدافع عن مقولته "صدام الحضارات" بصورة نقيضة تماماً لكل ما طرحه فوكوياما في هذه المقالة. وهذا طبيعي لأن فرضية كل منهما مناقضة للأخرى. ولكن أين أصبح علم المستقبليات أمام هذه الطروحات المتناقضة؟.
تجيبنا نظرية الاستقراء التاريخي بأن الحقيقة (الواقع المستقبلي) تكون في الغالب مزيجاً من هذه الطروحات المتناقضة ظاهراً والمتكاملة ضمناً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. :: تعاليق

فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. غالباً ما يبدو دخول السيكولوجيا إلى الميدان السياسي نوعاً من الإقحام أو حتى الإقتحام. بما يستدعي سوق المبررات وعرض الشروحات للروابط والمصطلحات الاختصاصية. وهذا يأتي كنتيجة لنجاح السياسة في استغلالها للسيكولوجيا، كما لعلوم عديدة أخرى، واحتكارها هذا الاستغلال باتجاه واحد. فقد رفضت السياسة التحول إلى علم وتمكنت بهذا الرفض من شل إمكانيات مقاربتها بصورة علمية.
إلاّ أن توسع السياسة في استخدام تطبيقات السيكولوجيا، وصولاً إلى الشائعات الموجهة للرأي العام مروراً بانتقائية تسريب المعلومات وصولاً إلى الحرب النفسية، جعل البحث في موضوع السيكولوجيا السياسية مقبولاً. حتى وصل هذا القبول إلى الإعلان عن دور حيوي للاختصاص في ميدان السياسة.
ولعلنا بحاجة للتذكير ببعض الأمثلة قبل الولوج إلى آلية الدفاع النفسية التي اعتمدها فرانسيس فوكوياما في دفاعه عن "نهاية التاريخ".
ولائحة أمثلة تداخل السياسي بالسيكولوجي يتصدرها مثال يعود إلى العام 1953 عندما جرب أحد المخابرات الأميركية (أولسون) عقار L.S.D على أصدقاء له لاختبار الدواء كدافع لقول الحقيقة (مصل الحقيقة الذي يعطي للجواسيس كي يدلوا بالأسرار). ولم تكن تجارب تربية الأطفال العباقرة (وبعدها تجارب الهندسة الوراثية لإنتاج العباقرة) ببعيدة عن السياسة. فقد كانت النازية هي البادئة بهذا النوع من التجارب. ثم تابعتها المختبرات الأميركية. أما آخر الأمثلة التي نوردها فهي تتعلق بإنتاج الاتحاد السوفياتي لأسلحة غير تقليدية، دعيت في حينه "الأسلحة العقلية"، ولا يزال اللغط دائراً حول هذه الأسلحة. حيث يعتبر بعضهم أنها من النوع الجرثومي الموثر على الدماع والجهاز العصبي. في حين يصر بعضهم الآخر على أنها مجرد شائعة شيوعية في إطار الحرب النفسية التي كانت دائرة آنذاك.
ومناسبة التذكير بهذه المعطيات هي لجوء المستقبلي الأميركي فرانسيس فوكوياما لاعتماد تفسير جديد لفرضية "نهاية التاريخ" التي أطلقها عام 1989 في مقالة نشرها في مجلة "ناشيونال انترست" (واتبعها بكتاب صدر في العام 1992 تحت عنوان _ نهاية التاريخ والرجل الأخير). والتعديل الجديد يرتكز على أمثلة عن مفعول دوائين نفسيين شهيرين هما:
ريتالين (Ritalin) وبروزاك (Prozac). وبذلك يكون فوكوياما قد دخل قدس أقداس السيكولوجيا. وهو دخول من شأنه أن يفضح كافة الثغرات النظرية والفكرية في فرضياته. وهذا من شأنه تسهيل مهمتنا في القراءة النقدية _ السيكولوجية لهذه الفرضيات. والمقالة موضوع حديثنا نشرها فوكوياما في العدد 56 من مجلة "ناشيونال انترست" الصادر صيف 1999. والتي كان من الأولى عنونتها بعنوان "نهاية الأنثروبولوجيا".
في هذه المقالة يستند المؤلف إلى محاجة رئيسية، يعتبرها عرضة للتجاهل حتى الآن، وهي محاجة التطور في ميدان التكنولوجيا الحيوية. متخذاً الأمثلة عليها في الدوائين المشار لهما أعلاه. ونبدأ بـ:
1. - البروزاكProzac
وننقل حرفياً ماكتبه فوكوياما حول هذا الدواء إذ يقول:"… أنه يؤثر على مستوى السيروتونين في الدماغ. الذي يرتبط بالمشاعر الخاصة بالثقة بالنفس وبتقدير الذات. كما أن للسيرتونين دور في التنافس على تسلسل المكانة لدى الرئيسيات من الثدييات. ويشعر الشمبانزي بانتشاء السيروتونين عندما يحقق مكانة الذكر الأولى. وعن طريق تنظيم السيروتونين في دماغ الشمبانزي يمكن للعلماء أن يعيدوا ترتيب التسلسل الهرمي الخاص بالهيمنة في مستعمرات الشمبانزي…".
وهذا الكلام حقيقي وثابت علمياً إلاّ أنه يتعلق بالسيروتونين (الإفراز الطبيعي) أما الأدوية المعيقة لتثبيته (على شاكلة البروزاك) فلها شأن آخر. حيث يقول فوكوياما حولها:"… بما أن عدد النساء اللاتي يملن للإكتئاب أكثر من الرجال فإن بروزاك تستخدمه النساء على نطاق واسع. واحتفي بالدواء في كتب مثل كتاب Prozac Nation _ وطن البروزاك لاليزابيت ورتزل. وله (مثل الريتالين) استخدامات لا خلاف على أثرها العلاجي. لكن عدداً غير معروف من ملايين مستخدميه يسعون وراء ما يسميه بيتر كرامر وراء "علم العقاقير التجميلي"… ثم يصل فوكوياما للربط بين آثار الدواء وبين نطرية هغل المتعلقة بالكفاح لجلب الاعتراف. حيث يرى الببروزاك طريقاً مختصراً يستبدل الكفاح من أجل الإعتراف (الذي يقتضي بناءً شاقاً للنظام الإجتماعي العادل) بحبة دواء (تجلب للإنسان الرضى عن النفس وتقدير الذات) تلغي ضرورة السعي إلى التغلب على الذات بكل قلقها ومحدوديتها! (انتهى).
إن هذه الأسطر القليلة تفقد فوكوياما مصداقيته وتضعه في خانة الضليل الذي يضلل الآخرين وربما العالم (بسبب شهرته). فهذه الأسطر تستتبع ملاحظات وتثير إشكاليات عديدة أهمها:
أ.
- إن الطب النفسي يرفض المبادئ الرومانية (وإن قبلها البراغماتيون وفي طليعتهم البراغماتي المتشائم نيتشيه). بل إنه يرفض تحديداً المبدأ القائل بضرورة الجنون في عالم مجانين. فإذا كان الاختصاص يسعى لدعم قدرة التكيف لدى الأشخاص والجماعات فإنه يضع لسعيه حدوداً لا يتجاوزها. فلو بحث الاختصاص عن تحقيق السعادة وتقديمها لطالبيها بدون ضوابط لكانت المخدرات أسهل الطرق وأقربها لذلك.وإذا تابع المقال متسائلاً عن مصير عباقرة مثل بليز وباسكال ونيتشيه لو أنهم أدركوا البروزاك!؟ فإن الجواب هو: لا شيئ! وهذا ما سنشرحه لاحقاً.
ب - يقول فوكوياما إن لا خلاف على الآثار العلاجية لهذه الأدوية! لكن الحقيقة أن هنالك خلاف حاد حول هذا الموضوع. إذ أن العديد من الدراسات الجدية تشير إلى تشجيع البروزاك (تحديداً من بين أشباهه) للميول الإنتحارية والعدوانية لدى متعاطيه. حتى إن المحاكم الأميركية أصدرت أحكاماً عديدة استناداً إلى هذه الأبحاث. كما ألزمت الشركة بدفع تعويضات للمتضررون من استعماله.
ج- في ما يتعلق بكتاب "وطن البروزاك" وقائمة طويلة من الكتب المشابهة فإن نالأمر دعائي بحت. فالدواء باهظ الثمن وهو قد حقق للشركة المنتجة (ليلي) أرباحاً خيالية. الأمر الذي جعل ميزانيته الإعلانية خيالية بدورها.
د- إدراكاً لبعض جوانب القصور في البروزاك وأشباهه تم إنتاج جيل جديد من مضادات الاكتئاب يمارس تأثيراً مزدوجاً على السيروتونين وعلى النور أدرينالين في آن معاً.
هـ-
إصراراً من الشركة على متابعة جني الأرباح فإنها تعترف الآن بعوارض الدواء الجانبية وهي تنصح باستمرار استعماله مرفقاً مع أدوية أخرى لإصلاح هذه الآثار!.
و-
الطب النفسي الألماني ومنذ العام 1992 يخوض تجربة علاج الاكتئاب بعشبة القديس يوحنا (عشبة القلب بحسب ابن سينا). حيث أثبت هذا العلاج تفوقه على البروزاك وبات مستخدماً على نطاق واسع. وهو يردنا إلى العلاجات التقليدية وهذا يردنا إلى قلب الأنثروبولوجيا التي يتوقع فوكوياما نهايتتها!.
ز-
إن تجربتنا الشخصية، التي نشرحها بتبسيط شديد، تشير إلى أن معاني من الاكتئاب والفوبيا لديهم دفاعات جسدية توجه غددهم لإفراز مواد تعمل وفق آليات شبيهة بآليات عمل هذه الأدوية. ومع الوقت فإن إفراز هذه الغدد يضطرب ويتحول من مؤقت إلى دائم. وهكذا فإن استعمال هذه الأدوية يعطل في استقرار هذا الاضطراب. مما يلغي لقب "الحبة السحرية" الذي كان شعار الحملة الدعائية للبروزاك والذي تأثر به المؤلف أيما تأثر.
ونكتفي بالحديث عن البروزاك متخطين الريتالين للإنتقال إلى الفرع الأهم في التكنولوجيا الحيوية وهو الجينات والهندسة الوراثية.
2. الهندسة الوراثية.
يقول المؤلف إن هذه التقنية لا تؤثر فقط في الشخص الذي تطبق عليه وإنما تتعداه إلى ذريته. ثم يستنتج بأن التكنولوجيا الحيوية ستكون قادرة على تحقيق ما فشلت الأيديولوجيات الراديكالية في تحقيقه وهو "خلق نوع جديد من البشر". ولا يهم فوكوياما مناقشة الجانب الأخلاقي للمسألة فيستعين بعالم الأخلاق ليون كاس. حيث الدعوة للفصل بين الاستخدام العلاجي لهذه التقنيات وبين استخدامها لتحسين النوع. إلاّ أن المؤلف يشكك بإمكانية الفصل الحاسم بين العلاج وبين التحسين ويعتبر أن المناطق الرمادية بينهما صعبة الحصر.
لكن الرد المختصر على مجمل تحليلات فوكوياما في هذا المجال هو نكتة متداولة بين العاملين فيه وهي:سأل طبيب زميله: ماذا تقول فين امرأة حامل تعاني من السل متزوجة من رجل مصاب بالسفلس. ومات بكرها فور ولادته، أما ابنها الثاني فإنه أصم، أبكم وأعمى؟ أجاب الزميل: عليك أن تنصحها بالإجهاض فوراً! فضحك الأول قائلاً: لقد قتلت بيتهوفن! فهذه كانت حال عائلته.
3. أزمة المستقبليات.
لقد تحولت المستقبليات في العقدين الأخيرين إلى مجال سحري ينقل العاملين فيه من باحثين متخصصين مغمورين (لا يعرفهم إلا أهل الاختصاص في حقلهم) إلى نجوم مشهورين. هذه كانت حال توفلر وهنتنغتون وفوكوياما…الخ.
لكن هؤلاء، ومعهم كافة العاملين في المستقبليات، يجابهون إشكالية عسيرة. فالتوقع المستقبلي يفقد إمكانية تحقيقه بمجرد إعلانه، لأنه يثير آليات التحسب ويلفت الأنظار إلى ضرورة إصلاح أخطاء الماضي وترشيد ظروف الحاضر وغيرها من الخطوات التي تجعل حدوث التوقع مستحيلاً. وللمثال نذكر بعدد من الكتب المستقبلية _ الإقتصادية التي نشرت في الثمانينيات متوقعة خروج الدولار من وضعية العملة العالمية، حيث كان هذا الخروج حتمياً لولا التنبه المسبق له. والذي استتبع جملة خطوات تمكنت من تمديد هذه الوضعية لمدة طويلة غير متوقعة. ونكتفي بهذا المثال لننتقل إلى هنتنغتون وفرضيته حول "صدام الحضارات" وجهوده الراهنة في تعديلها والدفاع عنها بالتذكير بالاتنولوجيات والتنوع الحضاري… الخ ومنه إلى فوكوياما الذي اعتبر "صدام الحضارات" نقداً لاذعاً لفرضيته "نهاية التاريخ" فرد الصاع صاعين لهنتنغتون عبر توقعه نهاية الأنثروبولوجيا عن طريق التكنولوجيا الحيوية التي تحول الأحياء وأجيالهم التالية إلى نوع من المساواة الجينية تؤدي، في رأيه، إلى خلق نوع جديد من البشر.
هذه النماذج المختصرة تفسر لنا أسباب بقاء المستقبليات في حدود التكهن. ونقلد فوكوياما هنا بالاستعارة من علم الأحياء في تشبيهنا التوقع المستقبلي بالبكتيريا العاجزة عن مقاومة الهواء (التي تموت بمجرد خروجها إلى الهواء). وذلك بحيث يصعب علينا الحكم ما إذا كان عدم تحقق التوقع يعود إلى عدم دقته (أو صحته أساساً) أم هو يعود إلى إعلانه؟
والأمر هنا مرتبط عضوياً بسيكولوجية الشائعة، وذلك على أكثر من صعيد. بحيث تدفعنا رغبتنا في عدم التشعب المبالغ للاكتفاء بالأمثلة التالية:

أ-
- واحدة من الشائعات التاريخية توقع الكاهن للملك بأن طفلاً سيهدد عرشه. عندما يكبر! ويستجيب الملك للتكهن فيقتل الطفل ليحفظ عرشه. لكن أحداً لا يستطيع التقرير بحقيقة هذا التهديد في ما لو بقي الطفل على قيد الحياة!؟. لكن وجود أساطير داعمة لهذه الشائعة تجعل الجميع يعتقدون بصحتها! وفي عصرنا الراهن يكرر المستقبليون هذه الشائعة _ التهكنية بأسلوب مختلف.حيث تتوجه جهودهم للبحث عن ا لقوة _ الطفل (التي لا تزال صغيرة وغير ملاحظة) التي يمكنها تهديد الملك (وهو في هذه الحالة الراهنة: الحضارة الغربية أو الولايات المتحدة أو الديمقراطية الليبرالية أو غيرها من المرادفات).
ب-
أما الأطفال الذين رشحوا للقتل فمنهم: المسلمون _ العرب والصين _ الكونفوشية وبقايا الشيوعية وانبعاثات ا لفاشية. بمعنى آخر فإن المتكهنين الجدد يكادوا أن يقتلوا جميع الأطفال! ولا يتفقوا على طفل بعينه!
ج-
إن سريان الشائعة يتعلق بالقبول الذي تتمتع به. فعندما تطلق أية شائعة فإنها تجد فئة تريد تصديقها وأخرى لا تريد تصديقها! والفئتان تتفاعلان مع الشائعة دون تعقيلها. فتعمل الأولى على تأييدها ونشرها في حين تعمل الثانية على نفيها وإعاقتها.وبما أن التوقعات والطروحات المستقبلية تبقى شائعات، إلى أن يبت الزمن (المستقبل) بصحتها أو بخطئها، فإن مبادئ الشائعة تنطبق عليها.
د- بناء على ما تقدم يمكن القول بأن نجاح شائعة "صدام الحضارات" يعود إلى كونها مقبولة من كافة الأطراف. حيث الحضارة الغربية تبحث عن عدو فلا تجده. وحيث الإسلام والكونفوشية يعانيان جروحاً نرجسية مزمنة تحتاج إلى تعويضات.
لكن هذه الفرضية تعرضت للخنق الرسمي الأميركي (رفضها كلينتون ومعاونوه ونفوها في عدة مناسبات. ثم دعموا نفيهم لها بتحركات تنفضها) لأنها تضع الولايات المتحدة خصوصاً في مواجهة مستحيلة. وتأتي هذه الاستحالة أولاً من استعداد هؤلاء الإعداد لتقديم أعداد هائلة من الضحايا البشرية وهو ما تعجز عنه الولايات المتحدة.
هـ-
بالعودة إلى شائعة "نهاية التاريخ" نجد أنها تعبر عن حلم أميركي من النوع التبشيري. حيث الدستور الأميركي (الإنجيل الجديد) بمبادئه الليبرالية يسود العالم!. لكن شهرة هذه الشائعة إنما أتت من معارضيها المتضررين منها. حيث يعترف فوكوياما في مقالته الراهنة بقوله:… من الصعب أن نصدق في اللحظة الراهنة وجود زاوية لم تنتقد فرضية "نهاية التاريخ" من خلالها…
ومع ذلك فإن فوكوياما يتجاهل أن حلم الانتشار العالمي هو حلم جميع المذاهب التبشيرية سواء كانت دينية أو أيديولوجية، بل أن هذا الحلم يتكرر بصورة أخرى لدى المذاهب غير التبشيرية عبر طموحها لسيادة الآخرين والسيطرة عليهم مع حرمانهم حق المشاركة في الفكرة.
4- دفاعات فوكوياما.
المقالة تتضمن تراجعاً واضحاً عن طرع "نهاية التاريخ" لكن صراحة هذا التراجع لا تخلو من بعض الالتفاف والدفاع الحاد عن المنطلقات الفكرية الأولية للفرضية. ومن هذه المواقف الدفاعية نذكر:
1-
- يسند فوكوياما فرضيته إلى مقولة هيجيلية فيذكر بأن للعملية التاريخية محركين رئيسيين: 1- الاقتصاد و2- الاعتراف. ويعود ليؤكد بأن الديمقراطية الليبرالية هي نهاية المطاف التي يقود إليها هذان المحركان. إلاّ أنه يسجل في المقابل عدة اعترافات حول معوقات بلوغ هذه النهاية.
2-
إن اقتصاديات و/ أو ثقافات بلدان عديدة تحول بينها وبين بلوغ نهاية المطاف.
3
- إن التغيرات العالمية ا لمتوقعة كنتيجة لثورة الاتصالات ستجد ضوابط لها عبر ثورة التكنولوجيا الحيوية التي لم تلق ما في جعبتها بعد.
4-
- إن النظام الرأسمالي العالمي يتعرض لمؤامرات من قبل دول محتالة مثل العراق وكوريا الشمالية. كما يتعرض هذا النظام لرفض ذي دوافع ثقافية واقتصادية في أنحاء كثيرة من العالم.
5-
- لقد عانى المحرك الاقتصادي للعملية التاريخية من جملة أعطال خلال عقد التسعينيات (يتوقف عند العام 1998 المفصلي بالنسبة الأزمات الاقتصادية) مما أصاب العملية بانتكاسة شديدة. حتى داخل الولايات المتحدة نفسها. حيث صوت الكونغرس الأميركي ضد هيئة المسار السريع (بما يشكل تراجعاً أميركياً عن مبادئ السوق) مرتين (1997 و 1998). كما رضخت إدارة كلينتون لضغوطات مصانع الصلب المهددة بالإفلاس فكانت إجراءات حمائية لهذه الصناعة.
6-
يعترف فوكوياما بأن نجاة الصيف من الأزمة الآسيوية يعود إلى تحفظها على السماح بجعل عملتها قابلة للتمويل. ويعترف أنها بذلك قد أعطت مثالاً سالباً للدول الآسيوية الأخرى التي تعجلت في اعتناق مبادئ السوق.
لكن ما لا يعترف به فوكوياما أكثر بكثير مما اعترف به. وربما أراد أن يكتفي بالإشارة إلى هذه النقاط دون توضيحها باعترافات صريحة. ويهمنا تحديداً من هذه النقاط ما يلي:
-
لقد خرجت الولايات المتحدة تكراراً على مبادئ السوق (العولمة). وهي بالتالي مستعدة لاختراقات جديدة أخرى إذا رأت فيها مصلحة لها. وهذا يعادل القول بأن الولايات المتحدة مستعدة للانقلاب على العولمة إن هي رأت فيها إضراراً بمصالحها.
-
وقفت الولايات المتحدة موقف المتفرج من الأزمات الاقتصادية للدول المتعولمة (النمور الآسيوية والبرازيل وروسيا…الخ). بل إنها ألقت اللوم على حكومات هذه الدول وعلى فسادها متنصلة من أخطائها التي يصنفها فوكوياما في ثلاث خانات هي:
- إذعان الإدارة الأميركية للاقتصاديين على حساب الأولويات السياسية.
- تجاهل العوائق الثقافية والتقليل من شأنها وقدرتها على إعاقة العولمة.
- تحريك رأس المال بسرعة أكبر من حركة العمل عن طريق الاستثمارات قصيرة الأجل. المسؤولة عن معظم أزمات الأسواق الناشئة.
5- نهاية الأنثروبولوجيا
في النصف الثاني من مقالته يسجل فوكوياما قفزة من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. فيعيد طرح مسألة المحركين: الاقتصادي والاعتراف. فيرى أن طرحه الأولي لنهاية التاريخ هو طرح يقف على عدم واحدة هي الاقتصاد. في حين أن النهاية الحقيقية للتاريخ ستقف على قدمين أولهما الاقتصاد وثانيهما الاعتراف الذي ستقدمه التكنولوجيا الاحيائية هدية للبشرية فتخلق "نوعاً جديداً من البشر" لا يحتاج للاعتراف لأنه متشابه! وهذا مثال على العذر الأقبح من الذنب! فمهما بلغت حدود التقدم فإن أحداً لا يمكنه أن يتوقع تنازل الثقافات عن خصوصياته وقبولها بالتحول إلى قطيع بشري متجانس. ولعل في رواية نكتة بيتهوفن الواردة أعلاه خير دليل على ذلك.
كما يعيب هذه المقالة الطريقة الاستدلالية المعتمدة من قبل مؤلفها. حيث يحكم بفشل كافة النظم الاقتصادية (الاشتراكية والتسلطية _ اللينة والعائلية والنموذج الياباني) نافياً أو حتى رافضاً التفكير، باحتمالات تطويرها وتعديلها مستقبلاً، مكتفياً بالاستدلال على فشلها بوضعها الراهن.
في المقابل فإننا نجد فوكوياما يعلن النصر النهائي للرأسمالية ويؤكده استناداً أيضاً إلى وضعه الراهن، متجاهلاً نقاد هذا النظام (وفي طليعتهم شوروش _ أزمة الرأسمالية العالمية) وأزماته (يعتبر أن سلبية الموقف الأميركي من الأزمات الاقتصادية العالمية، وخفضها لأسعار الفائدة للحد من الخوف الناجم عن هذه الأزمات، حلاً جذرياً للأزمة. وفي هذا تجاهل للآثار اللاحقة التي ترتبت عليها وأدت إلى نشوء تجمع الدول الخمس عشرة). كما يتجاهل المؤلف الذعر المكتوم من اقتراب بطلان سياسة قطع التيار "وهي جملة خطوات، بعضها غير معلن، ذات طابع وقائي لحماية بورصة وول ستريت من الأزمات التي تحدث فيها من آن لآخر بصورة عشوائية ودون مبررات منطقية" وذلك بسبب دخول التعامل في البورصات عن طريق الانترنيت. وهذا التعامل بحجمه الحاليييي (وهو لا يتجاوز ال 10% من الحجم المحتمل) يمكنه أن يؤدي إلى انهيار وول ستريت إن هي تعرضت مصادفة لاثنين أسود جديد!
6- الاستنتاجات.
بناءً على جملة المعلومات المتداخلة (فلسفية وبيولوجية وانثروبولوجية وسياسية واقتصادية) التي يعرضها المؤلف فإنه يخلص إلى الاستنتاجات التالية:
أ-
إن تصوراته بشأن الثورة التوأم (اتصالات _ بيولوجيا) قد لا تتطابق مع الواقع. فاحتمال، أو إمكانية، حدوث الشيء لا يعني ضرورة حدوثه (نلاحظ هنا تحفظه وبعده عن إطلاق التأكيدات).
ب-
إن قوة تصوراته بشأن نهاية التاريخ تأتي من كون الديمقراطية الليبرالية واقتصاد السوق خيارين وحيدين للدخول في العالم الحديث.
ج-
مكمن العيب في المقولة "نهاية التاريخ" هو أنها تفترض وجود انثروبولوجيا بشرية متأصلة في الطبيعة" أي حتمية التنوع البشري" في حين تعد التكنولوجيا الاحيائية بالتغلب على حدود الطبيعة البشرية "مما يعني إلغاء الانثروبولوجيا"
ويبدو أن علاقة الأخوة الأعداء مستمرة بين فوكوياما وهنتنغتون الذي يدافع عن مقولته "صدام الحضارات" بصورة نقيضة تماماً لكل ما طرحه فوكوياما في هذه المقالة. وهذا طبيعي لأن فرضية كل منهما مناقضة للأخرى. ولكن أين أصبح علم المستقبليات أمام هذه الطروحات المتناقضة؟.
تجيبنا نظرية الاستقراء التاريخي بأن الحقيقة (الواقع المستقبلي) تكون في الغالب مزيجاً من هذه الطروحات المتناقضة ظاهراً والمتكاملة ضمناً.


  • نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. P_up_en




  • نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. I_icon_multiquote_off
  • نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا. I_icon_quote


ل البحث في موضوع السيكولوجيا السياسية مقبولاً. حتى وصل هذا القبول إلى الإعلان عن دور حيوي للاختصاص في ميدان السياسة.
ولعلنا بحاجة للتذكير ببعض الأمثلة قبل الولوج إلى آلية الدفاع النفسية التي اعتمدها فرانسيس فوكوياما في دفاعه عن "نهاية التاريخ".
ولائحة أمثلة تداخل السياسي بالسيكولوجي يتصدرها مثال يعود إلى العام 1953 عندما جرب أحد المخابرات الأميركية (أولسون) عقار L.S.D على أصدقاء له لاختبار الدواء كدافع لقول الحقيقة (مصل الحقيقة الذي يعطي للجواسيس كي يدلوا بالأسرار). ولم تكن تجارب تربية الأطفال العباقرة (وبعدها تجارب الهندسة الوراثية لإنتاج العباقرة) ببعيدة عن السياسة. فقد كانت النازية هي البادئة بهذا النوع من التجارب. ثم تابعتها المختبرات الأميركية. أما آخر الأمثلة التي نوردها فهي تتعلق بإنتاج الاتحاد السوفياتي لأسلحة غير تقليدية، دعيت في حينه "الأسلحة العقلية"، ولا يزال اللغط دائراً حول هذه الأسلحة. حيث يعتبر بعضهم أنها من النوع الجرثومي الموثر على الدماع والجهاز العصبي. في حين يصر بعضهم الآخر على أنها مجرد شائعة شيوعية في إطار الحرب النفسية التي كانت دائرة آنذاك.
ومناسبة التذكير بهذه المعطيات هي
 

نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا.

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نهايـــة التاريـــــخ فوكوياما يقفز من نهاية التاريخ إلى نهاية الأنثروبولوجيا.
»  فوكوياما:متشكك بالديمقراطية وغاضب من الجمهوريين ومهتم بنشوء الدولة نهاية التاريخ..لم يكن ضربة حظ
» نهاية الإنسان / فرانسيس فوكوياما
» نهاية الإنسان / فرانسيس فوكوياما
» جديد فوكوياما: عودة التاريخ من بوابة تفسخ السياسة صبحي حديدي

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: