الأطفال
خائفون من السماء
خائفون من الوميض
خائفون من العتمة
خائفون من الصمت
من الضجيج المميت
توقفت الحرب
منذ قليل, لكنهم
لا يصدقون التلفاز
صحيح أن لديهم الآن
شيئاً يأكلونه
لكن أيامهم لا تزال شاحبة
كونهم في العراء
لا يعني أنهم أحرار
فالجهات نادرة في الخيمة
بأي شيء تراهم الآن يحلمون
بالهدوء أم بانتشال ذكرياتهم
من الحطام؟
كيف يعودون الى قراهم المحطمة
وبعضهم بلا آباء
والكثير منهم بلا أصدقاء
كيف يتعرف الرضع الى حلمات أمهاتهم
والغبار لم ينقشع بعد؟
الدخان
والحرائق علامات المكان
الجديد
لقد نسي أطفال الحرب
ما تعلموه في المدرسة
المدرسة المدمرة أيضاً
بعضهم لم يتمكن من البكاء
خلال الحرب حتى لا تسمع الطائرات
مازالوا خائفين من السماء
مما تخبئه الجهات
أطفال الحرب المنسيون
هناك
بعيداً عن اللحظة
بعيداً عن الكاميرا
يغبطون أطفال غزة الذين
نشاهدهم
ونعرف اسماءهم
بينما أولئك
يتضورون في النسيان
كيف يجارون اللحظة القاتلة
ويشعرون موتهم كاملاً
اللعنة على الحرب التي لا يدري الأطفال
لماذا هي هنا
توقفت الحرب
ما يسمح بفتح القليل من نافذة الخيمة
عتمة الصمت
أفضل ولا شك من وميض القنابل
المذيعة الحسناء
تستعيد القليل من البشاشة
وهي تتحدث عن اشياء أخرى
غير الحرب
في الذاكرة
يدون أطفال الحرب
أسماء القتلة
وانواع الرصاص
وعدد الغارات التي قتلتهم
إنها لمناسبة
أن يرتدوا ألوانهم المألوفة
مرة ثانية
الحياة الممزقة
أفضل ولا شك
من تلك التي احترقت بالكامل
ثمة من يتربص
خلف الزناد
الرماد لم يزل أقل عمقاً من الضوء
وثمة في المهد
أطفال يتبولون
كلما تذكروا أسماء القتلة
العالم ينبت أضراس جنون جديدة
وهم هناك
يفترشون الانتظار
السبت أبريل 17, 2010 5:45 pm من طرف tomadar