جنون فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 2121
الموقع : منسقة و رئيسة القسم الفرتسي بالمدونات تاريخ التسجيل : 10/04/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | غياهب الانتظار | |
أربع خطوات تفصلني عنّي، ساعة تدقّ بلهفة، وقلب يدقّ بهدوء من ينتظر اللاّشيء، أراقب المكان بعيني وظلمة، أسرق جرعة من الأوكسجين لأكسر بها رتابة النّسيم، نسيم فيه ريحي، والحدس هاهنا يعقوبي. خطوات معدودات وانتظار، كم أطلتُ الغياب. أنا هنا أضع السّاق فوق السّاق أراقب الوقت وأتساءل لماذا تأخرتُ أو ليس من عادتي الالتزام بالمواعيد، ثمّ إنّ المسافة ليست طويلة، ربّما امتدّت الطّريق أو اخترتُ الطّريق الملتفّة بدل المستقيمة والمباشرة وربّما غيّرتُ قواعدي والتزمتُ بعدم الالتزام، وهناك احتمال أنّني فقدتُ عنواني أو ذاكرتي، كما قد يكون الخطب كلّه في العدد أربعة من الممكن جدّا أنّه جرب التّمرد فتضاعف إلى زائد ما لا نهاية ناقص خطوة، معادلة صعبة سأفكر في حلّها بعدما أصل، لنواصل بقيّة الاحتمالات، ربّما أصبتُ بهشاشة حذاء وأحتاج إلى حقنه بمضادات التّعثر أو التبسّم في وجه الاتّجاه، من الممكن أنّ القدر دسّ في رحلي البوصلة فاتّهمت بالانتماء إلى هناك حيث أنا وأجبرت على تمزيق بطاقة إقامتي هنا، كلّها احتمالات واردة وقلقة، لكن لا بأس سأعتبر أنّ الخطوة ارتبكت قليلا وهذا كلّ ما في الأمر، حتّى أمنح لنفسي عذرا وحقّ الانتظار أكثر، انتظار سيطول حتما، إنّه لفرصة للانفتاح على الجميع ومعرفتي فيهم وفرصة لولادة نصّ كهذا مثلا. عندما تولد النّصوص نموت نحن في آخر الفراغ الّذي يسبق النقطة، والكلمة الأخيرة هي من تشيع الجنازة وتتكفّل بدفننا خارج الأسطر والمفردات الّتي ستغدو يتيمة من بعدنا. قد أستغل وقت الفراغ في مراجعة كلمة السّر خاصّتي كي لا أتعثّر في لفظ اسمي فتشكّ تلك الأنا في أنّني هي وتحرمني فرحة الوصول. كما سأقوم بجولة في السّديم علّني أرتطم بنجمة تائهة فترشدني إلى أولى الخطوات لأعرف كم أبعدُني، ولأسرق إطلالة عليّ وأطمئن على الحذاء، ما هذا حذاء دون قدمين؟ أين قدماي؟ لربّما بترتا نتيجة محاولة انعطاف للخلف، لم تتحسس الأظافر خطورة الالتفات إلى الهويّة ولم تعلم بأنّ القانون حرم رؤية الماورائيات قبل الوصول، لكي لا أشعر بوحشة المكان وهو يخسفني ويخسف بي مخابر تحليل الحمض النّووي المتسرّب من طفرات وراثيّة، المتشرب لحليب رضاعة أرضعته عنوة للكون كي أعيش فيه أختا لي. لا لشيء إلاّ لألقي بي في غياهب الانتظار فألتقطني بينما أسير إليَّ حاملة بشائر القميص في اليدين وبياضا في العينين. بدل الانتظار سأضمّ القميص إلى البصر لأتمكن من قراءة نصّي هذا وأغضّ الطَّرف عن تكة السّاعة ورصد الاحتمالات | |
|