أما بدر فلم يكن هو ذاك، ثم ما كان يدور بين
حاشية بدر من الكيد لأبي الطيب، ومحاولة الإبعاد بينهما مما جعل أبا الطيب
يتعرض لمحن من الأمير أو من الحاشية تريد تقييده بإرادة الأمير، كان يرى
ذلك استهانة وإذلالا عبر عنه بنفس جريحة ثائرة بعد فراقه لبدر متصلا بصديق
له هو أبو الحسن علي ابن أحمد الخراساني في قوله :
لا افتخار إلا لمن لا يضام |
| مدرك أو محارب لا ينام |
وعاد المتنبي بعد فراقه لبدر إلى حياة التشرد
والقلق ثانية، وعبر عن ذلك أصدق تعبير في رائيته التي هجا بها ابن كروس