** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh موقع للمتابعة الثقافية العامة |
مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة
وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة
|
عدد زوار مدونات الصدح | |
|
| معضلة سوء استخدام المنشطات في الرياضة(*) | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بن عبد الله مراقب
التوقيع :
عدد الرسائل : 1537
الموقع : في قلب الامة تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | معضلة سوء استخدام المنشطات في الرياضة(*) | |
| معضلة سوء استخدام المنشطات في الرياضة(*) الأفكار النظرية تساعد على تفسير تفشي سوء استخدام المنشطات في سباقات الدراجات ومباريات البيسبول وغيرها من الرياضات.
مفاهيم مفتاحية هناك عدد مفزع من الرياضات ـ البيسبول، كرة القدم، سباق المضمار ولاسيما سباق الدراجات ـ تلقى صدمات بسبب فضائح تعاطي المنشطات في السنوات الأخيرة. من بين أقوى العقاقير المنشطة في صيدلية متسابقي الدراجات هو الهرمون المعدل r-EPO، وهو هرمون اصطناعي يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء، وبذلك يوفر مزيدا من الأكسجين للعضلات. تُبرِز نظرية المباريات لمَ من المنطقي أن يتناول متسابقو الدراجات المحترفون عقاقير منشطة: هذه العقاقير فعالة جدا ويصعب أو يستحيل كشفها؛ والمكافأة على الفوز في السباق عالية جدا؛ ومع تزايد عدد المستخدمين للمنشطات، فإن الرياضي النظيف (الذي لا يستخدم المنشطات) قد يعزف عن المشاركة في السباقات، حتى إنه قد يفصل من فريقه. إن تحليل نظرية المباريات فيما يتعلق بسباقات الدراجات يمكن بسهولة توسيعه ليشمل رياضات أخرى. وتبين النتائج كميا كيف يمكن للهيئات المشرفة والوكالات المضادة لاستخدام المنشطات أن تستهدف بأعلى درجات الكفاءة جهود تنظيف رياضاتها من المنشطات. محررو ساينتفيك أمريكان
| ليس ثمة ما هو أكثر تدميرا للقوة البدنية وتحطيما للمعنويات، بالنسبة إلى متسابقي الدراجات الطموحين، من أن يتجاوزهم المتسابقون الآخرون في الطرقات الصاعدة. ففي أثناء ذلك يجد المتسابق نفسه يسابق الهواء بأنفاس لافحة وساقين ملتهبتين، فيما يبقى جسده محنيا وهو يتشبث بمقود الدراجة ليحافظ على صدارته في السباق. وهو يعلم جيدا أيضا أنه عندما يتراجع إلى مركز متأخر في المجموعة يقل الدافع لديه للسير أسرع ـ ويتلاشى معه أي أمل لديه بالفوز. إنني أعرف هذا الشعور لأنني عانيته عام 1985 أثناء الصعود الطويل في سباق الدراجات عبر أمريكا انطلاقا من مدينة «البوكويرك» لقطع مسافة ثلاثة آلاف ميل من دون توقف. ويومها فوجئت عند مشارف المدينة بلحاق المتسابق الثاني (والفائز المحتمل) بوير>، الذي كان يجيد السباق على الطرقات المعبدة، وكان أول أمريكي يشارك في سباق فرنسا الدولي للدراجات. وفي منتصف المسافة تقريبا من الطريق الصاعدة الوعرة جدا، شعرت بتلك الموجة من الإنهاك تكتسح ساقيّ، فيما رحت أجاهد للحصول على قليل من الأكسجين طمعا في الحفاظ على الصدارة في هذا السباق. غير أن جهودي باءت بالفشل. فقد صار <بوير> مجرد نقطة في الضوء الواهن الذي يغطي القمة أمامي، ولم أشاهده بعد ذلك حتى وصلنا خط النهاية في المدينة الأطلسية. وفي وقت متأخر من تلك الليلة سألني معلق صحافي رياضي عما كان بوسعي أن أفعله للمضي بشكل أسرع، فأجبته بوجه خال من التعبير: «كان عليّ أن أُحسن اختيار والديّ.» ومن ثم تابعت القول: «فنحن جميعا محكومون بمحدوديات جينية(1) معينة، وهو أمر لا يمكن للتدريبات العادية أن تتغلب عليه. فما الذي كان بوسعي فعله؟» كنت متأكدا أنه يمكن أن أفعل الشيء الكثير. فقد حدثني الفريق الأولمبي الأمريكي الذي شارك في سباق الدراجات لعام 1984 كيف أنهم كانوا يحقنون أنفسهم بدم إضافي قبل بدء السباق، إما بدمهم الخاص ـ الذي سحب منهم في فصل سابق ـ أو بدم شخص آخر له الزمرة الدموية ذاتها. وهذه الممارسة التي تسمى تنشيط الدم Blood doping لم تكن محظورة في تلك الأيام، كما يبدو من وجهة نظر أخلاقية أنها قلما يمكن تمييزها من مزاولة التدريب في الأماكن المرتفعة. ففي هاتين الحالتين تكون النتيجة هي زيادة عدد الكريات الحمراء الحاملة للأكسجين في الجسم. ومع ذلك، فقد كنت حينذاك في الثلاثين من عمري وأمارس عملا أكاديميا أستطيع العودة إليه. ففي الغالب، كنت أطمح من مزاولتي لسباق الدراجات معرفة الحدود التي يمكن أن تبلغها طاقتي البدنية قبل أن تتلاشى. أما تعزيز أدائي في السباق تعزيزا مصطنعا، فلم يكن ذلك من بين أسباب مشاركتي فيه. لكن لنفترض أنني كنت في سن العشرين، وأكسب عيشي من سباق الدراجات، باعتباره الرياضة التي أعشقها بصدق، ولا يوجد عندي عمل آخر أحترفه غيره. ولنتصور أن فريقي جعل من العقاقير المنشطة جزءا من «برنامجه الطبي» لهذه الرياضة، وأنني يمكن أن أوقف عن المباريات إذا كنت غير قادر على المنافسة. وأخيرا، هب أنني صدّقت أن أكثرية المتسابقين كانوا يتعاطون المنشطات، وأن بعض الذين أخضعوا للفحص لم يكتشف أمرهم. وهذا السيناريو، في جوهره، هو الذي يدّعي العديد من متسابقي الدراجات أنهم يواجهونه منذ بداية التسعينات. ومع أن التفاصيل تختلف بالنسبة إلى الرياضات الأخرى، مثل لعبة البيسبول، فإن الظروف العامة لتناول المنشطات ليست متباينة. إن العديد من اللاعبين مقتنعون بأن «جميع الرياضيين الآخرين» يتناولون المنشطات حتى باتوا مصدقين أنهم لن يستطيعوا الحفاظ على مواقعهم كمتنافسين إذا كفوا عن المشاركة في تناول المنشطات. وفيما يتعلق بمسألة السيطرة، فقد فشل «الاتحاد الرئيسي للعبة البيسبول» في توضيح الضوابط المتعلقة بالمنشطات، كما فشل في فرضها بتطبيق اختبارات موسعة للكشف عن المنشطات خلال الموسم الرياضي، إلى جانب ميل الاتحاد تاريخيا إلى النظر للأمور من الزاوية الأخرى، ما أوجد بيئة تشجع على تناول العقاقير المنشطة. ومن الطبيعي أن غالبيتنا لا تريد أن تصدق أن أيا من هؤلاء الرياضيين النجوم مذنب بسبب تناوله عقاقير منشطة. لكن الأدلة تقودني إلى استنتاج أن معظم المتبارين الكبار في رياضات ركوب الدراجات والبيسبول وكرة القدم، وفي الملاعب ومضمارات الجري، كانوا يتناولون العقاقير المنشطة طوال العقدين الماضيين. والآن حان الوقت للتساؤل عن أسباب ذلك. هناك أسباب ثلاثة: أولها، وجود عقاقير أفضل وتشكيلة منوعة منها وكذلك أنظمة تغذية أثناء التدريبات تتضمن عقاقير منشطة. ثانيا، إن الذين يتناولون منشطات يتقدمون دائما على الذين يراقبونهم. ثالثا، وجود تحول في عدد من الرياضات الاحترافية التي جعلت موازين الحوافز تميل إلى صالح ممارسة الغش وبعيدا عن الالتزام بقواعد المباريات.
في التسعينات، أحدث اكتشاف الهرمون المعدل r-EPO تغييرا أساسيا في مصفوفة اللعبة the game matrix الخاصة بتناول المنشطات في المباريات الرياضية. | تناول المنشطات من أجل كسب المال(**) نظرية المباريات game theory هي دراسة كيفية اختيار المشاركين في إحدى الألعاب لاستراتيجيات من شأنها إعطاؤهم أفضل مردود يتوقعونه من الخطط التي اختارها اللاعبون الآخرون. إن «المباريات» التي من أجلها وضعت النظرية ليست مقتصرة على ألعاب المقامرة، كالبوكر أو المباريات الرياضية التي تؤدي فيها القرارات التكتيكية دورا رئيسيا؛ فهي تتضمن أيضا أمورا بالغة الخطورة، يتبنى فيها اللاعبون خيارات اقتصادية وخيارات عسكرية، وحتى خيارات استراتيجية سياسية ذات أبعاد وطنية. وما تشترك فيه هذه «الألعاب» جميعا هو أن «حركات» كل لاعب يتم تحليلها تبعا لمدى الخيارات المفتوحة أمام اللاعبين الآخرين. إن لعبة معضلة السجين(2) هي مثال معهود في هذا المجال: لنفترض أنك معتقل مع شريك لك بتهمة ارتكاب جريمة، وكل منكما في زنزانة منفردة ومستقلة؛ كما أن كل واحد منكما لا يريد أن يعترف أو ينقلب على شريكه، لكن النائب العام (.D.A) يعطي كلا منكما الخيارات التالية: 1. إذا اعترفت أنت ولم يعترف شريكك فسوف يخلى سبيلك، وسيمضي شريكك ثلاث سنوات في السجن. 2. إذا اعترف السجين شريكك ولم تعترف أنت فسوف يخلى سبيله وتسجن أنت ثلاث سنوات. 3. إذا اعترف كلاكما بالجريمة، فإنكما ستقضيان سنتين في السجن. 4. في حال إصراركما على عدم الاعتراف، فسوف يُسجن كلاكما سنة واحدة. يلخص الجدول أدناه النتائج الخمس لمعضلة السجين ويسمى (مصفوفة اللعبة) The game matrix: إن الخيار المنطقي في هذه النتائج هو النكث بالعهد السابق وخيانة شريكك. لماذا؟ فكر في هذه الخيارات من وجهة نظر السجين الأول. إن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع السجين الأول التحكم فيه فيما يتعلق بالنتيجة، هو خيار السجين الثاني. لنفترض أن السجين الثاني بقي متكتما. عند ذلك يفوز السجين الأول بمكافأة «الخيانة» (يُخلى سبيله) إذا اعترف؛ ولكنه يُعاقب بسجنه سنةً واحدة إذا بقي متكتما. فأفضل نتيجة بالنسبة إلى السجين الأول هي أن يعترف. ولكن لنفترض مرة ثانية أن السجين الثاني هو الذي يعترف. في هذه الحالة يكون من الأفضل للسجين الأول أن يعترف (ويعاقب عقوبة «مخفضة»: سنتين في السجن) بدلا من أن يستمر في تكتمه (ويسجن ثلاث سنوات). ونظرا لأن الظروف من وجهة نظر السجين الثاني مماثلة تماما للظروف التي حُددت للسجين الأول، فإن من الأفضل لأي من السجينين الاعتراف بصرف النظر عما سيفعله السجين الآخر. إن هذه الترجيحات ليست نظرية فقط. فعندما يلعب عدد من الأشخاص هذه اللعبة مرة واحدة أو عددا من المرات محددا منذ البداية من دون أن يسمح لهم بالاتصال فيما بينهم، فإن النكوث بالعهد (الخيانة) عن طريق الاعتراف هو الاستراتيجية الشائعة. لكن عندما يلعب الذين يقومون بالاختبار في هذه اللعبة عددا من المرات غير محدد منذ البداية، فإن الاستراتيجية الأكثر شيوعا هي العين بالعين(3): فكل واحد يبدأ الجولة بمواصلة التكتم، ومن ثم يبدأ بتقليد الشخص الآخر. ومن المحتمل هنا أن يظهر حتى التعاون المتبادل في معضلة السجناء المتعددين، شريطة أن يسمح للاعبين بالاستمرار في هذه التجربة فترة طويلة، بحيث تكفي لترسيخ أواصر الثقة المتبادلة بينهم. ولكن تبيَّن بالتجربة أنه عندما يكتسب الاعتراف (الخيانة) زخما واضحا، فإنه يتوالى سريعا خلال اللعبة.
[المعرض الطبي] العقاقير المنشطة في الرياضة(***) يواجه الرياضيون عددا كبيرا من المنتجات لتحسين أدائهم الرياضي، وهذه العقاقير المنشطة مخصصة لتأثيرات مرغوبة خلال المباريات أو خلال التدريبات. ومع ذلك، ففي الحالات جميعها تقريبا، على الرياضي الذي يستخدمها أن يقدر الفوائد المرجوة منها تبعا لأعراض جانبية تراوح بين الانزعاج البسيط وخطر الموت. وهذا الجدول مخصص للتوضيح فقط وليس شاملا. والأسماء التي كتبت بخط مائل هي نماذج محددة ضمن كل فئة.
| في سباق الدراجات، كما هو الحال في البيسبول وغيرها من الألعاب الرياضية، يتنافس المتبارون وفقا لمجموعة من القواعد الناظمة. ومن الواضح أن قواعد سباق الدراجات تحظر استخدام العقاقير المنشطة لتحسين الأداء. ولكن نظرا لأن العقاقير ذات فعالية بالغة وأن الكثير منها يصعب (إن لم يكن مستحيلا) اكتشاف أثره، ولأن المكافأة على الفوز كبيرة جدا، فإن الحافز لاستخدام مواد محظورة يكون قويا. وعندما يقوم بعض خيرة المتسابقين بالغش، وذلك بتعاطي منشطات للحصول على أفضلية، فإن منافسيهم الذين كانوا يلتزمون بقواعد السباق لا بد وأن يقوموا بالغش أيضا، ومن ثم يعمّ الغش (عدم الالتزام بقواعد السباق) بين جميع المتسابقين. ومع ذلك، ونظرا لأن هناك عقوبات واضحة على مخالفة قواعد السباق، فإن كود السكوت(4) يحول دون أي اتصال علني لمعاكسة هذه النزعة والالتزام مجددا بقواعد السباق. لكن الأمور لم تكن هكذا دائما. فمنذ الأربعينات وحتى الثمانينات، دأب العديد من المتسابقين في تناول مسكنات الألم والعقاقير المنشطة. ولكن تنظيم استخدام المنشطات لم يكن قائما عمليا قبل موت المتسابق البريطاني، الذي كان يستخدم عقار الأمفيتامينات amphetamines أثناء صعوده جبل ventoux عام 1967 خلال سباق فرنسا للدراجات. وحتى بعد وفاة <سمبسون>، لم يكن ضبط تناول المنشطات في سنوات السبعينات والثمانينات كثير الحدوث. ومع عدم وضوح الفهم لما يعد التزاما بالقوانين، فإن قلة من الناس كانت تعتبر تناول المنشطات غشا. ومع هذا، فقد حصل شيء ما خلال التسعينات أدى إلى تغيير النظرة إلى مصفوفة اللعب. الإكسير EPO(****) كان «الشيء» الذي حصل هو هندسة جينية لكريات دم مأشوبة (r-EPO) recombinant erythropoietin. والمنتج العادي EPO هو هرمون ينتجه الجسم بشكل طبيعي؛ وتطلقه الكليتان عبر الدم، الذي يحمله إلى مستقبلات في نقي العظام. وعندما ترتبط جزيئات الهرمون EPO بتلك المستقبلات، يقوم نقي العظام بضخ المزيد من كريات الدم الحمراء. وقد ينتج فقر الدم من أمراض الكلى المزمنة والعلاج الكيميائي، وهكذا فقد اتضح في أواخر الثمانينات أن إنتاج الهرمون r-EPO بتعديل الهرمون EPO كان نعمة للمصابين بفقر الدم (الأنيميا) المزمن ـ وللرياضيين المزمنين على المنافسة. إن تناول الهرمون المعدل r-EPO فعال مثل عملية نقل الدم، ولكن عوضا عن إزعاجات أكياس الدم والإبر الطويلة التي يجب أن تحقن في الشرايين، يمكن للرياضي تخزين حقن (أمبولات) صغيرة جدا من الهرمون r-EPO في الثلج في حافظة حرارية (ترمس) أو في ثلاجة الفندق الصغيرة، ومن ثم يمكنه ببساطة حقن هذا الهرمون تحت الجلد. ويمكن للشخص قياس تأثير هذا الهرمون، المهم جدا للمتنافس، بشكل مباشر في الجسم: من خلال مستوى الراسب الدموي HCT، أو النسبة المئوية للكريات الحمراء في الدم. ويعني المزيد من كريات الدم الحمراء وصول أكسجين أكثر إلى العضلات. وبالنسبة إلى الرجال، يكون الراسب HCT في معدله العادي، في فترة منتصف الأربعينات من العمر. ويستطيع الرياضيون المدربون الأشداء المحافظة على معدل الراسب HCT لديهم حتى أواخر سن الأربعينات أو أوائل الخمسينات. ويمكن للهرمون EPO أن يحافظ على تلك المعدلات حتى عمر أواخر الخمسينات بل والستينات. وقد كان الفائز في سباق فرنسا عام 1996، ، يلقب بلقب «السيد 60 في المئة»؛ وفي عام 2007، اعترف أن محافظته المذهلة على مستوى الراسب HCT إنما كانت بفضل الهرمون r-EPO. ويبدو أن هذا العقار قد أخذ طريقه إلى محترفي ركوب الدراجات في أوائل التسعينات. ويعتقد أن ذلك كان في عام 1991. وبعد أن فاز <لوموند> في سباق فرنسا للدراجات في الأعوام 1986 و 1989 و 1990، وضع نصب عينيه كسر حاجز ما كان يعتبر رقما قياسيا في تلك السباقات، وهو خمسة انتصارات. وفي ربيع عام 1991 كان يعد نفسه للانتصار الرابع. وقد أخبرني قائلا: «كنت في أفضل حال حتى ذلك الحين، فقد كانت أوقات تدريباتي الربيعية المتفرقة هي الأسرع في حياتي المهنية، وكنت قد جمعت فريقا رائعا من حولي. ولكن في سباق عام 1991 كان هناك شيء مختلف. فقد كان هناك متسابقون لم يستطيعوا في السنوات السابقة اللحاق بي، ولكنهم في هذه المرة كانوا يسبقونني حتى في أبسط السباقات.» في ذلك السباق حلَّ <لوموند> في المرتبة السابعة، وهو يقسم في دخيلته بأنه سيتمكن من الفوز في العام التالي. وتابع يحدثني: «في عام 1992، كان أداء [فريقنا] سيئا، حتى إنني لم أتمكن من إنهاء السباق.» وكان المتسابقون الذين لا يتعاطون المنشطات يجهدون أنفسهم في محاولة للحاق بالذين يتعاطونها. وأعاد <لوموند> سرد قصة أخبره بها في ذلك الوقت أحد أعضاء فريقه. فقد علم <كاسادو> من أحد المتسابقين ـ ويدعى وقد كان مشاركا في السباق ضمن فريق أونس ONCE الإسباني للدراجات ـ أن هذا الفريق كان يشرف بالكامل على برنامج <جالابير> لتناول المنشطات. وهذا البرنامج، حسبما أخبرني <لوموند>، كان يتضمن تناول الهرمون r-EPO. وقد رفض <لوموند> أن يتناوله، وبذا حكم على نفسه بألا ينهي سباق عام 1994، الذي كان آخر سباقاته. بعض الذين خضعوا لضغوط استخدام العقاقير دفعوا ثمنا أغلى. فالمتسابق <كاسادو>، على سبيل المثال، غادر فريق <لوموند> وانضم إلى فريق آخر كان يتعامل ببرنامج للمنشطات، وتوفي فجأة عام 1995 وهو في سن الثلاثين. وليس معروفا ما إذا كانت وفاته قد نجمت مباشرة عن استخدام العقاقير المنشطة؛ ولكن المعروف أنه عندما تصل النسبة الحجمية للراسب HCT إلى 60% أو أكثر، يتكثف السائل الدموي جدا بحيث يمكن بسهولة تشكل الجلطات الدموية. ويزداد الخطر جدا على نحو خاص عندما تتباطأ دقات القلب أثناء النوم ـ ومن المعلوم أن استراحة القلب لدى الرياضيين الأشداء تسجل معدلا يراوح بين 30 و 35 نبضة في الدقيقة(5). وقد مات متسابقان هولنديان بنوبة قلبية بعد تناولهما الهرمون r-EPO. وتقول التقارير إن بعض الذين يشاركون في سباقات الدراجات، أخذوا يحملون جهاز تنبيه لقياس معدل نبضات القلب، حيث يصدر هذا الجهاز رنينا حين يصل معدل هذه النبضات إلى حدّ متدنّ جدا. محاصرون في سباق تسلح(*****) كما في مجال التطور ثمة سباق تسلح بين المفترس والفريسة، هناك أيضا في الرياضة سباق تسلح بين متعاطي المنشطات ومراقبيهم. وفي رأيي هناك فاصل زمني يقدر بخمس سنوات بين متعاطي المنشطات ومراقبيهم، وهذا الفاصل الزمني سيبقى قائما أبدا. فالذين يمارسون الغش (من خلال تعاطي المنشطات في الرياضة) سيكونون دائما أكثر إبداعا من مراقبيهم (الذين يفرضون الضوابط)، إلا إذا كانت هناك حوافز خاصة لهؤلاء (المراقبين). في عام 1997، لم يكن اختبار الهرمون r-EPO مكتشفا بعد (اكتشف عام 2001)، وضع الاتحاد الدولي للدراجات (UCI)، وهو الهيئة المنظمة لهذه الرياضة، حدا لوجود الراسب HCT يبلغ 50 في المئة بالنسبة إلى الرجال. وبعد ذلك بوقت قصير لاحظ متسابقو الدراجات أن بإمكانهم تجاوز هذه النسبة، ثم تخفيف كثافة دمائهم وقت الاختبار وذلك باستخدام طريقة كانت شائعة ومسموحا بها وهي استخدام حقنات مياه ملحيّة للإمهاء rehydration. لقد كان التغير الفوري معدوما.
ما الفرق الذي يحدثه استخدام العقاقير المنشطة(******) قفز متوسط سرعات الفائزين في سباق فرنسا الدولي للدراجات قفزة كمّية هائلة صعودا في بداية الموسم الرياضي لعام 1991، وذلك على ما يبدو عندما بدأ استخدام الهرمون r-EPO على نطاق واسع من قبل المتنافسين في سباق الدراجات. ولعزل التباين السنوي الناتج من التغيرات العادية التي تطرأ على طرقات السباق والأحوال الجوية أثناء السباق، قَدّر المؤلف متوسط السرعات لفترات زمنية تمتد 14 سنة قبل وبعد عام 1991. والرسم البياني التالي يعرض هذه المتوسطات: متوسط السرعة في سباق فرنسا الدولي للدراجات (ميل/ ساعة) * كما يُلاحظ من الرسم البياني، ففي الفترة 2004-1991 قفز متوسط سرعة الفائزين بشكل ملحوظ (8% أعلى من المتوسط نفسه للفترة السابقة 1990-1977). وهذا الارتفاع لا يمكن أن يعزى إلى تحسين الأدوات والتجهيزات للمتسابقين، ولا إلى التغذية أو التدريب. * وحتى بعد عام 2004، عندما وضع نظام صارم للمراقبة، يبدو أن استخدام المنشطات استمر من دون انقطاع. وكما يبين الرسم البياني، فقد بلغ متوسط سرعة الفائزين أقصاه في عامي 2004 و 2005. * ولعل الاستبعاد على نطاق واسع في سباق عام 2007 للمتسابقين مستخدمي المنشطات، هو الذي يوضح الفرق الذي تحدثه المنشطات، إذ انخفض متوسط سرعة الفائزين إلى أقل مما كان عليه في الفترة 1991 - 2004.
| وفي كتابه الصادر عام 1999 بعنوان «كسر السلسلة» Breaking the Chain يشرح فويت> [المكلف في التسعينات بشؤون فريق سباق الدراجات فيستين] كيف استطاع أن يهزم اختبار الكشف عن العقاقير المنشطة، حيث يقول: «تحسبا لوصول أطباء الاتحاد UCI في الصباح لإجراء اختبارات مستوى الراسب HCT لدى المتسابقين، أجريت كافة الاستعدادات لجعل هؤلاء يجتازون الاختبارات... فقد قمت بزيارة غرفهم ومعي سائل الصوديوم المقطر... إن عملية الحقن كلها لا تستغرق أكثر من عشرين دقيقة، والسائل الملحي يرقق الدم بمقدار ثلاث وحدات وهو معدل مناسب. وهذه الوسيلة لا يحتاج إعدادها إلا إلى دقيقتين، وهذا يعني أنه يمكن البدء بالعمل بها في حين يكون أطباء الاتحاد المراقبون ينتظرون ريثما ينزل المتسابقون من غرفهم. كيف غيرت الضوابط الجديدة لاستخدام العقاقير استراتيجيات اللاعبين؟ هذا السؤال وجهته مباشرة إلى پاپ>، وهو رياضي محترف في سن الثانية والثلاثين، وموقوف عن المشاركة في السباقات بعد أن بينت اختبارات الكشف عن التستوستيرون testosterone المخلّق نتائج إيجابية لديه. وراح <پاپ> يتذكر ذلك اليوم الذي سُلِّم فيه «حقيبة سرية سوداء»، وقال موضحا كيف أن الخيار الأخلاقي يتحول إلى قرار اقتصادي: «عندما تنضم إلى فريق ما يتعامل مع برامج للمنشطات، فإنك تحصل على العقاقير ومعها حرية الاختيار: فإما أن تتناولها كما يفعل الآخرون، أو ألا تتناولها، وعندئذ هناك احتمال كبير في توقفك عن المشاركة في سباق الدراجات». عندما اعترف <پاپ> بالأمر أوقف رسميا عن المشاركة في سباق الدراجات لمدة سنتين؛ إلا أن النتائج الاجتماعية كانت أسوأ بكثير من هذا. فقد قال لي نادبا حظه «لقد لفظتني هذه الرياضة. وأصبح أعضاء الفريق بالنسبة إليّ مجرد مجموعة من الإخوة... ولكن ثمة رابطة إضافية مع فريق من متعاطي العقاقير المنشطة ـ سر مشترك ومعه كود صمت(6)؛ فإذا ما اكتشف أمرك، عليك أن تبقى متكتما. لقد هجرني زملائي في اللحظة التي اعترفت فيها، لأنني، حسب تقديرهم، عرضتهم للخطر؛ حتى إن أحدهم خابرني مهددا إياي بالقتل إن كشفت سر تعاطيه لهذه العقاقير.»
[لعبة المنشطات] مكافآت تجعل الغشاشين خاسرين(*******) فرضيات المباراة: منافسة حالية * قيمة الفوز بسباق فرنسا للدراجات: 10 ملايين دولار * احتمال فوز من يتناول المنشطات في هذا السباق على المتنافسين الآخرين الذين لا يتناولونها: 100% * تكلفة احتراف سباق الدراجات لمدة سنة، عندما يكون المتنافسون من سوية واحدة: 1 مليون دولار * خسارة محترف لدى القبض عليه متلبسا (عقوبات وخسارة في الدخل): 1 مليون دولار * احتمال أن يُمسك المحترف متلبسا: 10% * خسارة محترف لدى فصله عن الفريق (استحقاقات سابقة وخسارة مرتبته): 1 مليون دولار * احتمال أن يفصل عن الفريق لفشله في السباق عضو لا يتناول منشطات: 50% لماذا يلجأ متسابقو الدراجات إلى الغش؟ إن تحليل نظرية المباريات لتناول المنشطات في سباق الدراجات، الذي وضع (أدناه) على أساس لعبة معضلة السجين، يُظهر لماذا يكون الغش بتناول المنشطات عقلانيا، وذلك فقط على أساس الدوافع والقيم المتوقعة للمكافآت المقررة في مسابقة حالية. (القيمة المتوقعة هي قيمة النتيجة الناجحة مضروبة في احتمال تحقق تلك النتيجة.) إن المكافآت المفترضة ليست غير واقعية، ولكنها تطرح هنا للتوضيح فقط، والصفات مثل: «مرتفع» و«إغراء» و«مغفل» و«منخفض» الواردة في مصفوفة كل لعبة تطابق الصفات المعهودة في استراتيجيات لعبة معضلة السجين. ومن المفترض أيضا أنه إذا كان المتنافسون يلعبون بحيث الكل يغش أو الكل لا يغش ( يطبق القواعد)، فإن مجموع أرباحهم ستكون مليون دولار لكل لاعب، من دون تعديل إضافي لصالح تناول المنشطات. الحالة I خصمي يطبق القواعد (متعاون)، فلدي خياران: مكافأة مرتفعة أطبق القواعد (أتعاون أيضا). المنافسة متعادلة (المتنافسون من مستوى واحد). * مكافأة المنافسة لسنة واحدة: 1 مليون دولار * ما دمت لا أغش فلن أتحمل غرامات: 0 دولار ـــــــــــ * إجمالي العائد المتوقع: 1 مليون دولار الحالة II خصمي يتناول منشطات (يغش) وهنا أيضا لدي خياران: مكافأة المغفل أطبق القواعد (أتعاون). يمكن أن أفوز بمتوسط الأرباح المخصصة لمتسابق منافس في حال تم ضبط خصمي وأوقف. * المكافأة المتوقعة للتنافس لسنة واحدة: 1 مليون * 10% = 0.1 مليون دولار * الخسارة المتوقعة لفصلي من الفريق: 1 مليون * 50% = - 0.5مليون دولار ـــــــــــ * إجمالي العائد المتوقع: -0.4مليون دولار مكافأة الإغراء أتناول منشطات (أغش). * الجائزة المتوقعة من الفوز بسباق فرنسا (إذا لم أضبط متلبسا): 10 ملايين * 90% = 9 ملايين دولار * العقوبة المتوقعة نتيجة الغش (إذا تم ضبطي متلبسا): 1 مليون * 10% = -0.1 مليون دولار ـــــــــــ * إجمالي العائد المتوقع: 8.9 مليون دولار بما أن المبلغ 8.9 مليون دولار أكبر من المليون، فحافزي في هذه الحالة I هو أن أغش. أرباح مخفضة أتناول منشطات (أغش). المنافسة متعادلة (المتنافسون من مستوى واحد). * المكافأة المتوقعة للتنافس لسنة واحدة (إذا لم أضبط متلبسا): 1 مليون* 90% = 0.9 مليون دولار * الخسارة المتوقعة نتيجة الغش (إذا تم ضبطي متلبسا): 1 مليون * 90% = -0.1 مليون دولار ـــــــــــ * إجمالي العائد المتوقع: 0.8 مليون دولار فحافزي في هذه الحالة II أيضا هو أن أغش. فرضيات المباراة: بعد إجراء الإصلاح * جزاء عال جديد في حال ضبط اللاعب متلبسا (يغش) (عقوبات وخسارة دخل): 5 ملايين دولار * احتمال قوي جديد لضبط لاعب متلبسا (يغش): 90% * احتمال ضعيف جديد لإمكان أن يُفصل عن الفريق عضو لا يتناول منشطات بحجة أنه لا تنافسي noncompetitive. من أجل إصلاح حال سباق الدراجات وتشجيع المتسابقين على تطبيق القواعد المقررة لهذا السباق، فإن القيم المتحصلة نتيجة تناول المنشطات يجب أن تتغير؛ بحيث تُرفع عقوبة المتسابق الذي يضبط متلبسا، من عقوبة مؤقتة إلى نزع أهليته للسباق مدى الحياة. الحالة I خصمي لا يتناول منشطات (متعاون)، فلدي خياران: مكافأة مرتفعة أطبق القواعد (أتعاون) أيضا. المنافسة متعادلة (المتنافسون من مستوى واحد). * مكافأة المنافسة لسنة واحدة: 1 مليون دولار * ما دمت لا أغش فلن أتحمل غرامات: 0 دولار ـــــــــــ * إجمالي العائد المتوقع: 1مليون دولار الحالة II خصمي يتناول منشطات (يغش) وهنا أيضا لدي خياران: مكافأة المغفل أطبق القواعد (أتعاون). يمكن أن أفوز بمتوسط الأرباح المخصصة لمتسابق منافس في حال تم ضبط خصمي وأوقف. * مكافأة المنافسة لسنة واحدة: 1 مليون* 90% = 0.9 مليون دولار * الخسارة المتوقعة إذا فُصلت عن الفريق: 1 مليون * 10% = -0.1 مليون دولار ـــــــــــ * إجمالي العائد المتوقع: 0.8 مليون دولار مكافأة الإغراء أتناول منشطات (أغش). * المكافأة المتوقعة من الفوز بسباق فرنسا(إذا لم أضبط متلبسا): 10 ملايين * 10% = 1.0 مليون دولار * العقوبة المتوقعة نتيجة الغش(إذا تم ضبطي متلبسا): 5 ملايين * 90% = -4.5 مليون دولار ـــــــــــ * إجمالي العائد المتوقع: -3.5 مليون دولار بما أنه أفضل لي أن أربح 1 مليون من أن أخسر 3.5 مليون، فإن حافزي في هذه الحالة I هو الالتزام بالقواعد (عدم تناول منشطات). أرباح مخفضة أتناول منشطات (أغش). المنافسة متعادلة (المتنافسون من مستوى واحد). * المكافأة المتوقعة للتنافس لسنة واحدة(إذا لم أضبط متلبسا): 1مليون * 10% = 0.1 مليون دولار * العقوبة المتوقعة نتيجة الغش(إذا تم ضبطي متلبسا): 5ملايين * 90% = -4.5 مليون دولار ـــــــــــ * إجمالي المكافأة التي أتوقعها: -4.4 مليون دولار إن حافزي في هذه الحالة II قد تغير أيضا وهو أن عليّ أن ألعب ملتزمًا بالقواعد (عدم تناول منشطات).
| فارق التنشيط(********) إن إحدى المنافع الدقيقة للهرمون r-EPO أثناء سباق قاس يستمر ثلاثة أسابيع كسباق فرنسا (تور دو فرانس) لا تكمن في أنه يرفع من مستويات الراسب HCT وإنما أيضا في محافظته على معدلاتها مرتفعة. وفي هذا الصدد، يقول [أحد أعضاء فريق أرمسترونگ]: «إن الميزة الكبيرة للعقار المنشط للدم هي قدرته على المحافظة على نسبة 44 في المئة من الراسب HCT طيلة ثلاثة أسابيع.» وأضاف: «إن متسابقا نظيفا (لم يتناول منشطات محظورة) بدأ السباق بنسبة 44% من هذا الراسب يُتَوقع منه أن ينهي السباق بعد ثلاثة أسابيع بنسبة 40% بسبب الترقق الطبيعي للدم وانحلال خلايا الدم الحمراء. فمجرد تثبيت مستوى الراسب HCT لديك عند المعدل 44% يعني حصولك على أفضلية بنسبة عشرة في المئة.» ليس هناك الكثير من الدراسات العلمية عن نتائج استخدام العقاقير المعززة للأداء، وهي دراسات تجرى عادة على أشخاص غير رياضيين أو من الهواة، ولكنها منسجمة مع تقديرات <فوترز>. (ولهذا أسبابه الواضحة، إذ إن النخبة من الرياضيين الذين يتعاطون هذه المنشطات لا تميل إلى الكشف عن بياناتها). ويجمع الأطباء العاملون مع الرياضيين [الذين أجريتُ مقابلات معهم] على أن الهرمون المعدل r-EPO يحسّن الأداء بما لا يقل عن خمسة إلى عشرة في المئة. وعندما يمزج مع عقاقير أخرى، فإن هذه النسبة تزداد من خمسة إلى عشرة في المئة أيضا في جسم الإنسان. وهذه النسبة بالغة الأهمية في الأحداث الرياضية التي تتوقف النتائج فيها على فوارق أقل من واحد في المئة. يفسر ذلك طبيب الرياضة الإيطالي فيرّاري> [الخبير بموضوع المنشطات، بقدر ما هو مثير للجدل (نظرا لصلته الحميمة مع رياضيين مشهورين ممن اكتشف أنهم كانوا يتعاطون منشطات، أو أنهم اتهموا بذلك)] على النحو التالي: «إذا كان حجم خلايا الدم الحمراء يزداد بنسبة عشرة في المئة، فإن الأداء [أي الحصيلة الصافية التي يكسبها المتسابق من مخرجات الطاقة الحركية النافعة] يتحسن بنحو 5 في المئة. وهذا يعني تحقيق كسب يساوي 1.5 ثانية في الكيلومتر الواحد بالنسبة إلى راكب الدراجة الذي ينطلق بسرعة 50كم في الساعة في اختبار الزمن، أو بنحو ثماني ثوان لكل كيلومتر بالنسبة إلى راكب دراجة ينطلق بسرعة عشرة كيلومترات على طريق صاعدة بميل قدره عشرة في المئة». في سباق فرنسا للدراجات، تُعني هذه الأرقام أن المتسابق الذي يرفع الراسب HCT لديه بنسبة عشرة في المئة، سوف يختصر وقته 75 ثانية لقطع مسافة 50 كيلومترا، في سباق يُحسم عادة بفارق يقدر بثوان معدودة. وعلى أي من الطرق الصاعدة لمسافة عشرة كيلومترات وبميل قدره عشرة في المئة على سفوح الألب أو البيرينيه، فإن هذا الفارق الدموي نفسه سيمنح المتسابق كسبا زمنيا يبلغ 80 ثانية في كل صعود. وإذا كان أي واحد من خيرة المتسابقين قد تناول عقارا منشطا، فلا يمكن لزملائه في السباق الذين لم يتناولوا منشطات أن يصرفوا النظر عما كسبه زميلهم هذا من سبق بغير حق. وهذه هي الحالة التي تُرجِّح فيها مصفوفة اللعبة الخيانة. توازن <ناش> (*********) في نظرية المباريات، إذا لم يحقق اللاعب أي مكسب من خلال تبديل الاستراتيجيات من طرف واحد، فإن اللعبة توصف بأنها تقع ضمن توازن ناش Nash equilibirium. ومفهوم هذا التوازن يعود إلى عالم الرياضيات ناش> ومن أجل وضع نهاية للتنشيط بالعقاقير في مجال الرياضة يجب أن يعاد بناء اللعبة بحيث يكون البقاء نظيفا (لا يتعاطى منشطات) في الرياضة هو في توازن «ناش»، أي إن على الهيئات المشرفة على كل لعبة رياضية أن تغيّر قيم المكاسب في النتائج المتوقعة المحددة في مصفوفة اللعبة [انظر المؤطر في الصفحة المقابلة]. أولا، حين يتنافس اللاعبون الآخرون في إطار القواعد الناظمة، فإن القيم الممنوحة للعمل بطريقتهم ذاتها يجب أن تكون أكبر من القيم الخاصة بالغش. ثانيا (وربما يكون هذا أكثر أهمية)، حتى وإن كان اللاعبون الآخرون يغشون، فإن مكافأة اللعب بأمانة يجب أن تكون أكبر مما يُكسب في حالة الغش. يجب ألا يشعر اللاعب أنه كان مغفلا لأنه لعب بأمانة.
إحدى الطرق لردع الغش هي زيادة العقوبة المفروضة عليه، بحيث يُفصل نهائيا عن الفريق من تثبت إدانته. |
في لعبة معضلة السجين، إن أنجع طريقة لزيادة التعاون بين اللاعبين، هي إعطاؤهم فرصة للاتصال فيما بينهم قبل أن يبدؤوا باللعب. وفي عالم الرياضة ذلك يعني كسر «كود» الصمت. إن كل واحد يجب أن يعترف بأن هناك مشكلة تحتاج إلى حل. وعندئذ يجب أن يجرى على اللاعبين اختبار الكشف عن المنشطات المحظورة ويجب إطلاعهم بشكل منتظم وبشفافية تامة على نتائج هذا الاختبار إلى أن تصبح نتائجه نظيفة. ومن شأن هذا أن يبيّن لكل لاعب أن مكافأة اللعب النزيه هي أكبر من تلك التي يحصل عليها عن طريق الغش، وذلك بصرف النظر عما يفعله اللاعبون الآخرون. وفيما يلي أقدم توصياتي حول كيف يمكن لرياضة سباق الدراجات (وغيرها من الرياضات) أن تحقق توازن ناش، الذي ليس لأحد فيه أي حافز يدفعه إلى اللجوء إلى الغش بتناول المنشطات المحظورة: * منح جميع اللاعبين حصانة تحميهم من تهمة الغش في الماضي (قبل عام 2008). ونظرا لأن النظام بأكمله فاسد، ومعظم المتسابقين كانوا يتناولون منشطات، فليس من المجدي نزع اللقب من فائز بعد أن يتبين بشكل مؤكد تقريبا أن الذين يحلون في مراكز تالية له مباشرة كانوا أيضا يتناولون منشطات. وبتوفير تلك الحصانة يمكن للرياضيين المتقاعدين أن يساعدوا على تحسين نظام محاربة المنشطات. * زيادة عدد المتسابقين الذين يخضعون لاختبارات الكشف عن المنشطات ـ سواء في السباقات أو خارجها، ولاسيما قبل السباق أو بعده مباشرة. ويجب أن تُجرى الاختبارات من قبل وكالات مستقلة مختصة بالمنشطات، ولا ترتبط بأي هيئات عقابية أو بفرق رياضية. ويجب على الفرق الرياضية أن تستخدم أيضا شركات مختصة بإجراء الاختبار على المنشطات لفحص أعضاء هذه الفرق، على أن يتم اختبار كل رياضي قبل بدء موسم النشاط الرياضي الذي يشارك فيه، وذلك لتحديد مستوى مرجعي خاص به (بالنسبة إلى مستوى الراسب HCT مثلا). وعلى المشرفين الاتحاديين أن يقدموا دعما ماليا إضافيا للتأكد من أن الاختبارات صارمة بما يكفي. * طرح جائزة على شكل مكافآت نقدية قيّمة لمختلف الإنجازات التقنية، تقدم لمن ينجح في تطوير اختبارات تُمكّن من الكشف عن العناصر المنشطة التي استحال كشفها من قبل. ويجب ألا تقل الحوافز المخصصة للمفتشين (الذين يجرون اختبارات الكشف عن المنشطات) عن حوافز الذين يستخدمون العقاقير المنشطة. * زيادة العقوبة زيادة كبيرة على الذين يتم اكتشافهم متلبسين، بحيث يحرمون مباشرة ونهائيا من المشاركة في السباقات. ومن أجل تأمين الحماية للرياضي عندما تظهر لديه نتائج إيجابية كاذبة أو نتيجة اختبارات غير كفؤة (وكلاهما ممكن الحدوث) يجب أن يكون نظام التحكيم منصفا وموثوقا. ولكن ما إن يصدر القرار، يجب أن يكون قطعيا. * إسقاط حق كل أفراد فريق بالمشاركة في أحد السباقات إذا بينت الاختبارات أن لدى أحد أعضائه نتائج إيجابية للمنشطات. وإجبار الرياضي المدان بذلك على رد جميع الرواتب التي تقاضاها والمكافآت النقدية التي تسلمها، إلى المشرفين على الفريق. والتهديد المتمثل في هذه العقوبة سيجعل الضغط الاجتماعي الهائل للعامل النفسي ل«عصبة الأخوة» منصبا على أعضاء الفريق، ويمنحهم حافزا قويا لفرض مبادئ خاصة بهم لمحاربة تناول المنشطات. ومن المحتمل أن تبدو هذه التوصيات طوباوية (مثالية)، إلا أنها يمكن أن تنجح. وحديثا بدأ <فوترز> [الذي يرأس الآن فريق «سلبستريم/تشيبوتل Slipstream/Chipotle] بتطبيق برنامج لإجراء اختبارات منزلية موسعة ومنتظمة على المنشطات. وهو يقول: «تذكروا، إن معظم هؤلاء الشباب هم رياضيّون، وليسوا مجرمين. وإذا ما اعتقدوا أن الآخرين كفّوا عن استخدام المنشطات، فإنهم سيكفون أيضا عن استخدامها، ويتنفسون الصعداء.» ومع هذه التغيرات، أعتقد أن الحالة النفسية للعبة معضلة السجين يمكن أن تتبدل من الخيانة إلى التعاون. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الرياضات سوف تعود إلى تقاليد المكافأة والاحتفاء بالأداء المتميز، لا تُعززها سوى إرادة الفوز لدى الرياضيين. المؤلف كاتب في مجلة «ساينتفك أمريكان»، وهو هاو حقيقي لركوب الدراجات. في عام 1982 كان أحد أربعة متسابقين فقط شاركوا في أول سباق عبر الأراضي الأمريكية (وقد سمي هذا السباق حينذاك: سباق أمريكا الكبير للدراجات). حصل <شيرمر> على المركز الثالث في ذلك السباق، بعد أن قطع مسافة 3000 ميل خلال عشرة أيام و19 ساعة و54 دقيقة. وهو مؤلف عدد من الكتب، اثنين منها حول موضوع ركوب الدراجات. وقد صدر أحدث كتبه عام 2007 بعنوان عقل السوق: القردة الحنونة، والبشر المتنافسون، وغيرها من الحكايات في اقتصاد التطور. وهو مؤسس وناشر لمجلة Skeptic. | Michael Shermer | | مراجع للاستزادة
| | |
| | |
مُشاطرة هذه المقالة على:
صفحة 1 من اصل 1 | مواضيع مماثلة | |
|
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| المواضيع الأخيرة | » كتاب الدين والعلم لــ "برتراند راسل" اليوم في 12:34 pm من طرف سميح القاسم» الظمأ الإبستمولوجي في كتاب "الدين والظمأ الأنطولوجي"اليوم في 12:30 pm من طرف سميح القاسم» العقل البشري في مسيرته التطورية. ينتج وعيا براغماتيا يجعل قدراته محدودة. ومحشورة في بؤرة المنفعة. الانيةاليوم في 10:44 am من طرف سميح القاسم» يتابعاليوم في 10:43 am من طرف سميح القاسم» كل المنتوج الفكري. والعلمي الذي أسس لحضارة بشرية. بني على. الانحياز الأيديولوجي والابستمولوجياليوم في 10:43 am من طرف سميح القاسم» هذا الانحياز أنتج شكلا حضاريا ارتيابيا مسيجا بالشوفيتية والذوغمائيةاليوم في 10:42 am من طرف سميح القاسم» الصراع. الحضاري اليوم هو امتداد لنفس الوعي الانحياز ي والتمركز الأيديولوجي النسيج بالشوفينية والذوغمائية وهو نفس الوعي المنزلق دوما إلى التوتر والشك في الآخر. اليوم في 10:41 am من طرف سميح القاسم» يتابعاليوم في 10:40 am من طرف سميح القاسم» كيف نراقب السلطة امانويل كانط أمس في 12:13 pm من طرف سميح القاسم» إعادة تقييم منهجي الهدم التحريري والهدم التهديفيأمس في 9:09 am من طرف سميح القاسم» التخلّص من نيتشه؟أمس في 9:07 am من طرف سميح القاسم» الله .. ذلك المجهول أمس في 8:56 am من طرف سميح القاسم» التّأويليّة والإصلاح الدّينيالأحد نوفمبر 24, 2024 11:53 am من طرف سميح القاسم» تعريفات في جذور فكر ميشيل فوكوالأحد نوفمبر 24, 2024 11:38 am من طرف سميح القاسم» مفهوم الذّات عند جاك لاكانالسبت نوفمبر 23, 2024 4:08 pm من طرف سميح القاسم» السّؤال روح الإرهاب: قراءة نقديّة في أعمال نصر حامد أبو زيد(2من 3)السبت نوفمبر 23, 2024 1:55 pm من طرف سميح القاسم» وحدة الخطاب الرشدي بين الفقه والفلسفة: قراءةٌ في كتاب الفقه والفلسفة في الخطاب الرشديالسبت نوفمبر 23, 2024 1:49 pm من طرف سميح القاسم» بين الصدفة العمياء والحكمة الباهرة.. عقد الكون الفريدالسبت نوفمبر 23, 2024 1:44 pm من طرف سميح القاسم» رحمة خارقة لحدود الفناءالسبت نوفمبر 23, 2024 1:39 pm من طرف سميح القاسم» [تم الحل]ما أكبر جرحي، وما أصغر قلبك… أسامة سليمالسبت نوفمبر 23, 2024 1:26 pm من طرف سميح القاسم» الأصولية العلمانيةالسبت نوفمبر 23, 2024 12:37 pm من طرف سميح القاسم» أزمة المجال الديني السبت نوفمبر 23, 2024 12:30 pm من طرف سميح القاسم» دوستويفسكي* رائد السيكولوجيّة الوجوديةالسبت نوفمبر 23, 2024 12:24 pm من طرف سميح القاسم» حاجة العرب إلى الحكم الرشيد[1]السبت نوفمبر 23, 2024 12:18 pm من طرف سميح القاسم» الليبرالية والدينالسبت نوفمبر 23, 2024 8:33 am من طرف سميح القاسم» سبايا الخلافة وتأويل القرآنالسبت نوفمبر 23, 2024 8:27 am من طرف سميح القاسم» كولن ولسون* يصحح مسار الوجودية بالمنهج الظاهراتيالسبت نوفمبر 23, 2024 8:12 am من طرف سميح القاسم» العلاقة بين الفلسفة والدين، بين الديمقراطية والإسلام في ضرورة التحليل المفاهيمي والنقديالسبت نوفمبر 23, 2024 8:03 am من طرف سميح القاسم» القطار التعديني التحريري وتطبيقاتهالسبت نوفمبر 23, 2024 7:56 am من طرف سميح القاسم» أدوات المنهج التهديفي التحريري للتفكيك والهدم وطبيعة منهجهالسبت نوفمبر 23, 2024 7:55 am من طرف سميح القاسم |
|
|