هدف من خلال هذا البحث إلى إعادة توضيح وتأسيس العلاقة النظريّة بين مفهوم الدين والديمقراطيّة، نظراً إلى ما يشوب العلاقة بينهما من غموض داخل الثقافة العربيّة الإسلاميّة، وهو ما ينتج عنه إمّا رفض الديمقراطيّة بإطلاق أو تبنّيها بإطلاق، مع العلم أنّ الغاية منهما واحدة هي السلم والسلام داخل المجتمع، فإذا كانت المجتمعات الغربيّة قد حسمت في العلاقة بين المفهومين على اعتبار أنّ الدين شعور وحريّة يدخلان في مجال الخاص، وعلاقة بين الفرد وخالقه، وأنّ الديمقراطيّة لا تخرج عن كونها تدبيراً للحرّيّات والاختلاف داخل الدولة، وهو ما يجعل المفهومين متكاملين متناغمين ليس نظريّاً فقط بل في الممارسة، فإنّ الأمر على خلاف ذلك داخل المجتمعات والدول العربيّة الإسلاميّة، فقد تمّ استغلالهما معاً لتكريس الاستبداد والطغيان، عن طريق جعل العلاقة بينهما غامضة لدرجة التناقض.
وقد تناولنا هذا الموضوع من خلال ثلاثة محاور:
أوّلاً: مفارقة الدين والديمقراطيّة
ثانياً: الإسلام والديمقراطيّة
ثالثاً: الديمقراطيّة