نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | الفلسفة والأسطورة | |
مما لاشك فيه أن العلاقة بين الأسطورة والفلسفة متداخلة وهي علاقة متشابكة لا يستطيع أحد أن ينكرها وأن يغفل أهمية تلك العلاقة. بعض الفلاسفة يروا أن الأسطورة هي المقدمة الطبيعية والأساسية لظهور التفكير الفلسفي. بمعني أن التفكير الفلسفي انبثق عن التفكير الأسطوري. وهذا واضح وجلي في بلاد اليونان. حيث سبق التفكير الأسطوري ظهور التفكير الفلسفي. فالتفكير الأسطوري كان يدور حول الآلهة وصراعاتها علي جبل الاولمب. وبعض الفلاسفة والمفكرين يرون أن الأسطورة عامل مشترك في الفكر الإنساني، لان بداية هذا الفكر كانت مثل الطفل الرضيع الذي يحبو أولا ثم يمشي علي قدميه ثم يشب عن الطوق حتى وصل هذا الفكر إلي ما نحن عليه الآن. ويجب أن نشير إلي أن الأسطورة والفلسفة علي اتصال دائم ومباشر، ولقد تطورت الأسطورة علي مر التاريخ ومع ذلك ظلت تحظي باهتمام الفكر البشري بداية من عصر الصيد وهي المرحلة التي سبقت العصر الحجري حيث تبدو الصلة والعلاقة بين الأسطورة والفلسفة غامضة لان عقيدة الإنسان في تلك المرحلة انصبت علي الاهتمام بموارد حياته وفي مقدماتها الحيوانات. وفي مقدماتها الحيوانات، وفي العصر الحجري ظهرت التمائم التي يعتقد أنها تجلب الرزق. وإذا أردنا أن نعرف الأسطورة لغة فهي الأحاديث المنمقة أو المزخرفة التي لانتظام لها، فهي مشتقة من السطر من الشئ بمعني الصف من الكتاب والشجر والنخل ونحوها. كما أنها في اليونانية مأخوذة من (Mutho) وتعني حكاية تقليدية عن الآلهة والأبطال. هذه الحكاية تتحدث عن الآلهة وأعمالهم ونشأتهم، وهي من اجل هذا المعني اتخذت قديمًا من اجل تفسير كل الظواهر الغير مألوفة. والأسطورة تحكي قصصا مقدسة تبرز ظواهر الطبيعة مثلا أو نشوء الكون أو خلق الإنسان وغير ذلك من الموضوعات التي تتناولها الفلسفة. إذا موضوعات الأسطورة تعتبر أيضا مادة خصبة للفلسفة لكن التناول مختلف، الأسطورة تعتمد علي الخيال والأشياء الغير مألوفة، والفلسفة تعتمد علي العقل والمنطق في تناول الموضوعات. ولا يستطيع احد أن ينكر هذا التداخل بين الأسطورة والفلسفة. ومن أهم الأساطير في بلاد الرافدين أسطورة جلجامش التي تحكي عن موضوع الخلود، كذلك قصة الطوفان التي جاء ذكرها في القران والتوراة. وللأسطورة أنواع متعددة منها الأسطورة التاريخية، والأسطورة الدينية والأسطورة التفسيرية. وإذا كانت الأسطورة تصدر عن حالة عاطفية تتخطي العقل لتنتج صورا ذهنية مباشرة تعكس تلك العلاقة بين الذات الموضوع، فان الفلسفة تنظر للموضوعات برؤية عقلية. ويجب أن نشير إلي حقيقة هامة وهي أن ظهور الفلسفة في بلاد اليونان إعلانا عن إحداث قطيعة في التفكير الأسطوري والانتقال من الخطاب الشفوي الأسطوري إلي الخطاب الفلسفي الذي يعتمد علي الاستدلال العقلي.ورغم هذا إلا أن الأسطورة وظيفتها في تاريخ الفكر البشري هذه الوظيفة لا نستطيع أن نغفلها أو نغض الطرف عنها، وفي مقدمة هذه الوظائف تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية والثقافية في مجتمع ما خاصة المجتمعات البدائية. وللتفكير الأسطوري سمات تختلف تماما عن التفكير الفلسفي. التفكير الأسطوري له خاصية القبول المطلق لفكره معينة وبالتالي الرفض المطلق للأفكار الاخري، وهذا عكس التفكير الفلسفي الذي يقبل الرأي الآخر ويغترف به. كذلك التفكير الأسطوري لاعقلاني أما التفكير الفلسفي فهو عقلاني. وخلاصة القول أن الأسطورة والفلسفة بينهما ووشائج قربي ويعتبر بعض المفكرين أن الفلسفة قد اكتشفت في الأسطورة البناء الوجودي والصورة الأصلية التي تعبر عن ارتباط الإنسان بالواقع والحياة . ولقد اعتبر فلاسفة اليونان أن الأسطورة هي الحقيقة في صورتها الرمزية وعلي الفلاسفة أن يرفعوا الحجاب عن هذه الحقيقة الرمزية، فكان الأسطورة تخفي الحقيقة وتأتي الفلسفة لإظهارها. | |
|