14 مايو 2014 بقلم
محمد أبرهموش قسم:
الدراسات الدينية تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:محاور الدراسة:
-مقدمة
-تاريخ العقليات ورهان التركيب
-الذهنية المغربية بين إشكالية الوثيقة والحدث "النموذجي"
-الذهنية المغربية ومسألة الاستمرارية
-التفسير الديني للأزمات التاريخية
ملخص الدراسة:
تميز المجتمع المغربي، ما قبل الاستعمار، ببنية ذهنية بنيويةومركبة، تفصح عنها بعض المواقف والتصورات تجاه الأزمات التاريخية: كالمرض، الموت، الكوارث الطبيعية، والغزو الأجنبي. الأمر الذي خلف ردود فعل وسلوكات متباينة، يغلب عليها الطابع الاعتقادي، خاصة بعد سقوط الدولة الموحدية، وانشطار الغرب الإسلامي، وتزايد المعتقدات الشعبية، كالسحر والشعوذة والتصوف، التي أطرت مجمل التموجات الذهنية وأشكالها في هذا المجال.
ويستمد هذا الموضوع أهميته المعرفية من التحولات التي شهدتها الكتابة التاريخية في القرن العشرين مع مدرسة الحوليات، لا سيما مع منعطف "جيل" تاريخ العقليات أو "التاريخ الجديد"؛ إذ وجهوا البحث والكتابة نحو المواقف، التصورات والتمثلات الإنسانية التي رصدتها الوثائق التاريخية بمفهومها الشامل، متجاوزة بذلك النظرة الضيقة للوثيقة المكتوبة، بفضل اقتحام أوراش المعتقدات الشعبية والعقليات الجماعية، لتجاوز التاريخ "النخبوي" التقليدي.
ولرصد تلك التموجات الذهنية التي ميزت تاريخ المغرب في فترات الأزمات السياسية والطبيعية، وجه الباحثون اهتمامهم نحو مصادر عديدة متنوعة، تجاوزت المصادر التاريخية، لتنهل من مدونات بديلة، كالنوازل الفقهية وكتب الحسبة، ثم الأمثال الشعبية والتقاليد والعادات...
لقد عرف تاريخ المغرب، منذ انتشار الإسلام، تيمات ذهنية جديدة أسهمت بشكل كبير في تأثيث المواقف والتصورات تجاه مظاهر الطبيعة. وسيظهر هذا الوضع بشكل جلي في مراحل دون أخرى، نظراً لبعض الـتأثيرات المحلية والأجنبية، خصوصاً بعد انشطار إرث "الإمبراطورية" الموحدية، بعد معركة العقاب سنة 1212م.