الأشياء التي تتحدّث عن الحبّ والحرب تجعلني أسبح في عالم ليس له علاقة بالواقع، لست على استعداد لفتح جبهات أناقش فيها وجهة نظر واضحة، خسرت كلّ جولاتي الكلامية، والحكايات التي أؤلّفها ليست سوى افتراء على الأشياء، كي تنصتوا لي. أتحدّث عن الرّجل القابع في دهاليز العقول، وليس عن الإنسان الذي يشاركني تفاصيل الصّباح، ودفء الحبّ.
دوّنتُ ذاكرة النساء لعدّة أجيال. نساء قدموا من الخجل. موشومات بالخطايا، تدربن كثيراً على تجاهل رغباتهن، ونداءات أجسادهنّ.نساء عبيد تكبّلت أيديهن بنون النّسوة، آلات متحرّكة. تدرب عقلهن الباطن على الخنوع، وضميرهن على الأحساس بالخطيئة.
دوّنت عى جدار النسيان بعد أوّل حبّ:
قلبي متخم بالموت
ظلّي يعاتب ظلّي
أهرب من المواجهة
فأنا الخاسرة الأزليّة على المنابر
يستفزّني الآخر
أغمض عينيّ
يتحول الأمل إلى غصّة
وأرى أن الحياة هي الوجه الأسوأ
فلا حياة لمن نسي نفسه
ذبيحة من الوريد حتى الوريد
يتجاهلون. يطلبون مني المزيد
أقف أمام محراب الرّب، أتوب عن كل ما ارتكبته من خطايا.
يمدّ يده يصافحني
يستفزّ نصفي الواقع في الشّر
أكتشف أنّني فريق من الرغبات،
يرقص على أنغام الغضب،
أنزلق من إلى هاويّة متّقدة. تجمّر أسفلها
أدوس على الجمر. لا يحرقني.
أرقص رقصاتي المتناثرة على بساط الوجع
أحيي القادمين من الشروق
وأنحني من الفزع
هذا موجز عن سيرة ذاتيّة لامرأة . . .
حبيبي. . .
لو كان نصفك مصنوع من طين
والآخر متروك. أشكّله، أعيد ترتيب التّفاصيل
فما أحببت أن ننتمي نحن الاثنان إلى العبيد
لا أعرف من هو حبيبي الذي أتحدّث عنه، هو مجرد خيال يأتي من عالم آخر. يضمّني، يحاورني، نتعانق ولا نفترق إلى الأبد. تمرّ السعادة أمامي أبتسم لها: شكراً. أنت كريمة. لولا أنّك أرسلت لي ذلك الحبّ، كان قلبي قاحلاً.
البعض لاتمرّ السّعادة أمام ناظريه، مات حلمه ذبحاً، تحول الحبيب إلى كابوس يسيطر على أحلام النّوم، وأحلام اليقظة.
ماذا لو كنتَ كأحلامي تدفئ الحكايات الرّاحلة من الأيّام؟
ماذا لو غفونا معاً على عناق، واستيقظنا على فرح؟
أقدّم لك صورة واقعيّة للحبّ المدفون في داخلنا، والذي نخجل من التعبير عنه.
وهذه أمنيات امرأة. . .
لاحياة لمن أنادي. كلانا جُبِلَ على حبّ الصّراع، وقتل اللحظات الجميلة، على التّنافس حول صغائر الأشياء. نبتسم عندما يستسلم أحدنا. نفرح بالنّصر حتى لو أدمينا قلوبنا، أنت المنتصر الدّائم في منافساتنا الغير شريفة، والغير مجديّة.
عندما نتصالح بعد ليلة حافلة بالحقد. كلانا يرمي بالذنب على المؤامرة التي حاكتها جارتنا على حبّنا. نظهر أمام المجتمع كأنّنا سعداء. نعرف حقيقة الأمر، أمارس الزّيف كي أثير غيرتهن. أتجاوب مع حبّك المليء بإيحاءات جنسية كي تثير غرائزهنّ.ّ
هذا واقع الحبّ أحياناً
حبيبي
أعتذر منك عن زيفي. كأنّك كنت تعرف بي. حطّمت الأشياء الجميلة المتبقية في عالمي. ينتابني اليوم فراغ داخلي. يعوضني عن ذلك الحبّ الذي مثّلناه معاً. امتلأت فراغاتي بنوبات الفزع. بالصمت. بالقلق. لم أعد أنثى، ولم تكن تعتبرني كذلك يوماً. لذا أغادر الليلةإلى اللاشيء،قد ألتقي بذاتي، يعود لي جسد الأنثى، أقبر الصمت، أتحدّث بمفردات أنثى. . .
وهذه نهاية!