لعُمَاري: المغاربة يطالبون بسداد الدُّيون.. وخِنجَري زينة وديكُور
ميمون أم العيد من أكادير
الأحد 26 أكتوبر 2014 - 09:00
قال نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العُماري، عند تناولة الكلمة بافتتاح لقاء الـPAM بالمهنيين المنتمين للتنظيم على مستوى جهة سوس ماسة درعة، إنّ المغاربة لا يطالبون بحقوقهم وإنّما هم بصدد المطالبة، فقط بالديون التي هي على ذمّة المسؤولين.. وفق تعبيره.
"إننا نُصِرّ على أن نُحافظ على بلدنا لتبقى مستقرة آمنة ومطمئنّة، فليس لنا سوى وطن واحد، وليست لنا جنسيات أخرى، أما الذين لا تهمهم مصلحة البلد فهم يملكون طائرات خاصة ستقلهم إلى بلدان يوجد فيها من سيعمل على استقبالهم، أما نحن فلا يوجد من سيستقبلنا غير وطننا" يورد العماري الذي حمل طويلا لقب "النافذ" قبل اندلاع الحراك المغربي منذ 3 سنوات و8 أشهر.
وعبّر ذات القيادي بالـPAM، حين بداية مداخلته، عن رغبته الكبيرة في مواصلة الحديث بالأمازيغية "لولا أن الذين يحكّمون لا يفهمون هذه اللغة".. وأضاف: "أزيد من 50% من الأمن الغذائي بالمغرب يتحقق بفضل جهة سوس، وإذا توقف السوسيون فإن نصف هذا الشعب لن يجد ما يأكله، رغما عن كون الفلاح المغربي يشتري الفوسفاط بنفس الثمن الذي يباع به في البرزايل".
العماري، الذي تحدث عن تضحيات سوس ومحاسنها، وكيف أنها "استنزفت مياهها الجوفية من أجل أن تُوفّر الغذاء لبقية الجهات"، ذكّر ساكنة الجهة بدورهم العلمي الريادي وسبب تسمية المنطقة بسوس العالمة، وأسترسل: "كنت على الحدود السودانية حيث التقيت أناسا يتحدثون عن عُلماء سوس".
اللقاء الذي جعل قياديين من حزب الأصالة والمعاصرة يتنقلون نحو أكادير كان حاملا لشعار: "استقلالية القطاعات المهنية من أسس الممارسة الديموقراطية"، وقد شهد انتقد المتدخلين للأوضاع التي يعيشها المهنيون بسوس ماسة درعة، حيث حضره عبد اللطيف وهبي ومحمد غيات ومحمد أوضمين، ومسئولين جهويين عن الحزب، وعرف توجيه "رسائل إلى من يهمهم الأمر"، مع حرص كبير برز لدَى جميع المتدخلين على عدم ذكر أسماء.
عبد اللطيف وهبي عبّر عن فرحه الكبير لتواجده في "أكادير الجميلة، وأكادير الضحية، أكادير التي تعد أكبر مصدر للثروة فلاحيا وصناعيا وبحريا و لكنها من أقل المناطق التي يصلها دعم الدولة، وكأنه غير مرغوب فينا أو لأن الذين يُسيرون هذه المناطق لا يُريدون أن يفهموا أن الأشياء تُنتزع ولا تؤدّى عن طيب خاطر".. مردفا بأنه" يُحيي المهنيين من أطباء، محامين، سائقي الطاكسيات، الذين يشتغلون في بناء منطقة سوس، لكن الدولة لا تقدم لهم سوى إثقال كاهلهم بالضرائب".
وأضاف وهبي: "لا يعرفون سوى الاقتراض والضرائب، ففي السنة الماضية فُرضت الضرائب حتى على الحمامات التقليدية وهذه السنة القانون المالي سيأتي بضرائب أخرى وأنا أبشركم بضرائب جديدة".. كما أن وهبي طالب من الحاضرين أن يختاروا مستقبلا من يمثلهم ويدافع عن الجهة، "فلا يمكن أن نفكر فقط في السياح، فنشيد الطرقات حيث يمرون، ونهمل الأماكن حيث يعيش المواطنون المغاربة الذين من حقهم العيش في بلدهم، فهذا مساس بحقوق المواطنة". وزاد: "سندخل معركة الجهوية، وإذا أخطأنا التاريخ، فإن الأجيال المقبلة لن تغفر لنا ، فقد آن الوقت لننظم أنفسنا ونطالب بحقوقنا، فأنا أعول عليكم حتى نكون سوس قوة اقتصادية وعلمية، والسوسي منذ مدة وهو يعطي ويعطي وقد آن الوقت ليأخد".
وحرص عبد اللطيف وهبي على إهداء إلياس العماري خنجرا، أمام تصفيقات الحاضرين، معلقا على ذلك بقوله: "اسمحوا لي أن أهدي لصديقي العماري هدية على شكل خنجر ليدافع به عن منطقتنا".. فيما لم يفت "النافذ"، في كلمته عقب تلقي الهديّة، أن يؤكد على سلمية نضاله ويلمّح إلى أن الخنجر الذي أهداه عبد اللطيف وهبي في القاعة "ليس سوى خنجرا للزينة والديكور"، مستدلا بقولة المجاهد الكبير محمّد بن عبد الكريم الخطابي الذي طالب بأن يكون التفكير بهدوء والضرب بقوّة.