حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | نحو فهم الوجود والحياة والإنسان–تصحيح مفاهيم مغلوطة | |
نحو فهم الوجود والحياة والإنسان–تصحيح مفاهيم مغلوطة. نحو فهم للوجود والحياة والإنسان بعيداً عن الخرافة تصحيح مفاهيم مغلوطة(2)
كان حرىّ بهذا البحث أن يتصدر سلسلة " نحو فهم الوجود والحياة والإنسان بعيداً عن الخرافة " الذى إفتتحناه بمقال المادة والوعى فهو من الأهمية بمكان لتأسيس وترسيخ مفاهيم فلسفية ومنطقية بل بديهية تكون بمثابة حجر الأساس الذى نبنى عليه رؤية متماسكة تبحث فى الحياة والوجود مُبددة فى ذات الوقت المفاهيم المنطقية المغلوطة المتعسفة السائدة التى تنحرف ببوصلة العقل والفكر عن فهم حقيقى و موضوعى لماهية الإنسان والوجود والحياة .. دعونا نرسم خطوط عامة تؤسس للفهم العقلانى والمنطقى وما يجب عليه أن يكون مع تناول مفاهيمنا المغلوطة السائدة وما فيها من خلل واضطراب.
- بداية المنطق هو قوانين الفكر وأشكاله وسبله لتطوير المعرفة وبناء أنساق معرفية تمنح التفكير البوصلة الصحيحة التى يجب من خلالها أن يلتزم و يؤطر وينسق أفكاره..المنطق يسعى لأحكام وجوب أو بالأحري قيم وجوبية إنسانية
- نحن نخلق الأفكار والمنطق للتعاطى مع الوجود والحياة بغض النظر أن يكون منطقنا سلمياً أو خاطئاً فهو ليس منطق الكون , فالكون بلا منطق ولا فكرة ولا غاية ولا معنى .
- المنطق ليس موجوداً في ذاته وليس منفصلاً عنّا ولا متحققاً في الشيء نفسه إنما هو علاقة تصورية تقوم بين الكائن وذاته وبينه وبين ظروفه الخارجية.
- قد يرى البعض أن نفينا للمنطق كمطلق يتنافى مع رغبتنا فى الإحتكام إليه كمصدر للحكم العقلى , لنقول أن المنطق هو إتفاقنا على ترتيبات ذهنية فكرية معينة جاءت من مراقبتنا ورصدنا للوجود والحياة وتسجيل إنطباعات عنها فى إطار حقبة زمانية تطورية وظرف موضوعى , لذا نحن نلتزم بما إتفقنا عليه كترتيبات عقلية.
- من الهراء أن نعتبر نظرية أو فلسفة هى نظرية وفلسفة صالحة لكل الوجود وهى لا تفسر الوجود إلا بحجبها وإهمالها لإحدى صوره .
- لكى تتكون فكرة متماسكة تثبت وجودها يجب أن يكون فى مقابلها أفكار أخرى تعتنى بنفس الإشكالية التى تطرحها وتفسرها ومن ينجو من الدحض والتفنيد يتوج كفكرة جديرة بالإعتماد فى ذلك الظرف الزمانى المحكوم بموضوعيته ومعطياته . - بحثنا عن الحقيقة يستلزم وجود منطق نهتدى به ,أما المنطق فلا يستلزم وجود الحقيقة فليس كل ما يتمنطق هو حقيقة , فمنطقية وجود الله لا يمنحنا حقيقة أن الله موجوداً.
- لم ولن تتواجد حقيقة مطلقة فى عالم نسبى متغير .. لن توجد حقيقة مطلقة والنسبى من يبدعها ويُقيمها .. الحقيقة هى تقييماتنا وانطباعاتنا على مشاهد وجودية محكومة بظرف مادى تُرجمت فى أفكار وإستنتاجات وظنون لنصل لحالة من الغرور فنتصور أن زاوية رؤيتنا هى الحقيقة وترتفع أسقف التعنت عندما ننكر على الآخرين زاويا رؤيتهم بالرغم أنها كلها زوايا رأت المشهد من جانب معين وبنت عليها إستنتاجاتها أو قل بالأحرى إنطباعاتها .
- العلم يتناول الوجود كما هو ولا يعتنى بسؤال " لماذا" الباحثة عن الغاية فهو يستطيع أن يفسر "لماذا" من خلال العلاقات المادية ولكن لن يقدم إجابة عن "لماذا " الباحثة عن الغائية والمعنى , لذا فقراءة الوجود بحثاً عن غاية ومعنى ستعطى نتائج خاطئة ومنحرفة , فالغاية والمعنى إسقاط أحاسيسنا ومشاعرنا وإنطباعاتنا العاطفية ونوازعنا الداخلية على الوجود المادى لنتصوره كما نريد لنخلق فى داخلنا إرتياحية خاصة ومعنى وقيمة لوجود مادى صارم غير مُعتنى وبلا مَعنى .
-الأفكار الخاطئة تكون خاطئة وفق تناقضاتها وتخبطها مع محددات العقل والمنطق والظرف الموضوعى فليس من المنطقى لإثبات صحة فكرة عدم وجود فكرة أمامها كذلك عدم معرفة الإجابة لا يعني أن أي إجابة صحيحة, فالقول أننى لا أعلم الإجابة لايعني أن جوابك صحيح بالضرورة فهذا باطل منطقياً ولا يستدل عليه لإثبات صحة أي فكرة فلو أحضرت طفلين وسألتهما ما حاصل جمع 5+5 فجاء جواب أحدهما 8 بينما الآخر قال لا يعلم فهل يعنى جهل الثاني أن إجابة الأول صحيحة.. فقصة الخلق الطينية لن تكون صحيحة فى عدم وجود رؤية اخرى بديلة . فلتثبت صحتها وتقدم التفسير المنطقي للوجود ولا تختبئ خلف جهل الآخر .
- لا يمكن إعتبار العادة الذهنية أو القراءة المعتادة للمشهد الحياتى دليل صحة القراءة فسببية الليل والنهار كانت قراءة معتادة للإنسان القديم تعنى بدوران الشمس حول الأرض ليعتاد هذه القراءة , كما نظر إلى الأرض وتصورها مسطحة ورأى الشمس كقرص يغطس عند الأفق ونظر إلى السراب وتصوره كبركة ماء. نحن نرى الأشياء بحواسنا كحقيقة وجودية ولكن لا يعنى هذا انها حقيقة كقراءة , فالأفكار تتكون من مشاهدات ورؤى وفق ما يتوفر من معطيات لتتكون إنطباعات وتكون وعى خاص بها .فمانراه كمشهد وجودى هو حقيقة ولكن لا يعنى أن قراءتنا له حقيقة فمن الممكن أن تكون قراءة خاطئة . لا توجد حقيقة مطلقة و لا توجد حقيقة كشئ جلىّ غير مرتبطة بموضوع , الحقيقة تقييمنا وتقديرنا وحدود معارفنا..لا توجد حقيقة خارج فكر الإنسان فنحن من نمنح الأشياء الحقيقة إذا كنا ننتج أفكار خاطئة من أشياء مادية ماثلة لعيوننا نتيجة قراءة خاطئة للواقع المادى , فهل نعتمد من يفترض ويتخيل كيانات ميتافزيقية ويبنى عليها حقيقة ويقين . -عندما نفكر بمنهجية تفكير خاطئة فسننال نتائج خاطئة بالضرورة كرؤيتنا المغلوطة أن هناك شيء تواجد من أجل شيء بينما الواقع والحياة والوجود لا تقترب من هذه المنهجية , فلا يوجد شيء تواجد من أجل شيء بل كلها علاقات تكاملية واحتمالية ذات حركة وصيرورة لانهائية .
-شرط العِلم أن يكون المعلوم قضية منطقية صحيحة مثبتة،لذا الإدعاء بوجود إله غير مثبت ليس علماً وإنما هو نمط إيمانى إفتراضى غير قائم على أدلة وما يُقدم بلا دليل يمكن رفضه بلا دليل. كما أن عدم العلم لا يعني تمرير وجود مُفترض , فهو في أحسن الأحوال يبقى عدم معرفه ولا يمكن ان ينحاز الى دليل على وجود متمثل فى علم يتوارى فى عدم علم ,فعدم علمنا يعنى منطقة اللامعرفه بينما وجود الشيء يعنى معرفه,فلا يستقيم الحديث بوجود معرفه في دائرة اللامعرفه .
-منطق الفراغات الذى يعتمد على حشر فرضيات فى المناطق المجهولة هو منطق متهافت ومخادع ومفلس فهو لا يقدم شئ سوى إدعاء أن الفرضية متواجدة فى داخل علبة الفراغ المعرفى . -المنطق الدائرى هو ذاك المنطق المتهافت الذى يسعى لإثبات شيء فتجده يدخل فى فرضية أخرى تحتاج لإثبات لينسب هذه الفرضية المُستحدثة للشيء الذى يسعى لإثباته كمثال, عندما تسأل عن ماهية الله فيقال لك أنه الخالق ليضع فرضية الخلق فى سؤال الماهية ولو سايرته وقلت له من أين أدركت انه الخالق فسيقول لك من القرآن والكتاب المقدس ,لتسأل ومن قال أن القرآن والكتاب المقدس هى كتبه ,فسيقول لك أن الله ذكر فى القرآن والكتاب المقدس أن هذه كتبه .! - من المنطق ان تكون الرؤية التحليلية والنقدية واحدة لذات الإشكالية موضع البحث فلا يتم إستثنائها والمثال على ذلك دجل الإعجاز العلمى فهو تارة يجد هوى لدى المؤمنين بعد لوي النص وتفسيره كما يحلو لهم وفى مواضع أخرى لا تجد آلية الإعجاز العلمى فاعلة عندما تكون المشاهد مُخجلة مَغموسة بالخرافة. -عندما نرفع سؤال هل للكون خالق وأراد أحدهم الاجابة عليه بنعم، فيجب عليه تقديم إجابة منطقية ذات شقين لكي يوفي السؤال حقه فعليه أن يثبت أن الكون أصلا بحاجة الى خالق أو أن يثبت أنه من المستحيل أن يكون الكون موجوداً بلا خالق، لأنه إذا فشل في إثبات وجوب وجود الخالق، فلا حاجة لنا بالطبع للبحث في صفات ما هو غير موجود.ليأتى الشق الثانى بعدها يطالب بإثبات أن هذا الخالق الذي وجب وجوده هو كائن عاقل وليس مجرد قوة طبيعية أو ظاهرة كونية.و إلا بالإمكان تسمية "الانفجار العظيم" خالق. - مجرد أن ندعي أن هناك إله خلق الكون لن يعفي من السؤال عن كيفية خلقه لهذا الكون , أما القول بأن الله هو الخالق فلا يضيف جديداً لان المعلومة هي عن آلية حدوث الخلق و ليس عن الفاعل. لذا التفسير يجب أن يحكي لنا كيف ولا يكتفي بمن فعل الفعل حتى لا نقع بين وهم التفسير ووهم المعرفة. فالقول بالأسباب ذات التعقيد المطلق وإنتفاء ذكر آلية التنفيذ و طريقة دراستها فسيصير هذا الكلام بعيد عن أى واقع ومنطق ومفاهيم عقلية لندخل فى دائرة الإدعاء فقط و.الجهل المركب حيث الجهل بالآلية و الجهل بالوسائل اللازمة للتأكد و الدراسة. - من الخطأ المنطقى بناء نتيجة على فرضية تحتاج إلى إثبات أو البدء فى افتراض ما تحاول إثباته، أو بناء نتيجة على فرضية بحاجة إلى إثبات , فمثلا قولنا أن الله موجود لأن تصميم الكون بديع وأن لكل تصميم لابد أن يكون له من صممه فهنا اعتبرنا فرضية أن للكون مُصمم كحقيقة للإستدلال على وجود الله وكقول البعض أيضا عند اثبات وجود إله أن الله خالق فهو اعتبر الوجود مخلوق كفرضية لم يثبتها ليقفز منها إلى نتيجة .
- لا يجوز تعميم صفات البعض على الكل إلا إذا درسنا صفات هذا الكل دراسة تجريبية حصرية ينتج عنها ما يفيد بأن لكل أجزاء هذا الكل نفس الصفات.وعليه فالزعم بأن كل نظام يحتاج في وجوده لمُصمم شخصاني لأن بعض النظام قد إحتاج لمثل هذا المُسبب هو زعم فاسد ..لأن معاينة مسببات الكل هنا ممتنعة ! وجه المغالطة في هذا القياس المنطقي الفاسد أن حكم البعض لا يُسري على الكل بالضرورة والعكس صحيح ,فقولك مثلا إن حك عود الثقاب يشعل ناراً لا يسوغ لك القول بأن كل نار مصدرها حك عود ثقاب..فحك عود الثقاب هو صورة من مصادر النار وليس كل مصادر النار وبالتالي فتعميمه على كل مصادر النار غير جائز.
- قولنا أن كوننا بديع ورائع قول مغلوط لا أساس له من المنطق فبداية نحن لم نشهد أكوان أخرى حتى نحكم بروعة كوننا قياساً بالأكوان الأخرى ,فروعة الكون ليست فى كينونته بل من تقييمنا , فنحن من نحكم ونراه هكذا ,لتدخل الأمور فى الإستحسان والمزاجية والرؤية والموقف الشعوري.
- كلما بدت فرضية ذات شيوع وغير واضحة ولا متحققة وغير معقولة حسب خبرات حياتنا العادية ,كلما طلبت أدلة قوية للبرهنة على هذه الفرضيّة.. ومن هنا يتوجب على الأدلة التي تثبت وجود الله وقدراته ان تكون قويّة جدا ومُتعددة ومُتحققة بكثافة فهى فرضية عظيمة وجديرة أن تدفع إستحقاقات وجودها ..كلما كانت الفرضية عظيمة فى إدعائها وذات ميديا هائلة تروج لها فلا يجب أن تكون متهافته لا تقدم شيئا كأى فرضية تافهة بل تصرخ بأدلتها . -من الأهمية بمكان أن نعتمد منطقية أن غياب الدليل هو دليل الغياب , وما يقال بغير دليل يُنقض بغير دليل غير مأسوف عليه ,لأن إهمال هذا المبدأ سيفتح الباب على مصراعية لكل صاحب إدعاء أن يدعى ولغاص العالم بالخرافات والخزعبلات والأدعياء.
-الفكرة التى تصل للإقناع مستخدمة أقصر الطرق وأقلها هى الفكرة الأكثر منطقية وهذا ما يعرف بنصل أوكام أى أن الطرق القصيرة والسهلة لتفسير مشهد تكون أكثر منطقية فهى تعنى وضوحها وجلال بيانها وحجتها ووصولها للهدف , فمثلا عندما نرى إنسان فى حالة صرع فإما نقول أن هناك خلل كيميائى كهربى فى الدماغ لنخضعه للفحص والتدقيق أو نقول أن هناك جن يلتبسه وهنا سندخل فى طرق وأزقة كثيرة وعويصة عن ماهية الجن ,وكيف نعرفه ,وما نوعه ,وما شكل تدخله فى الجسد ,وهكذا من أبحاث كما تنطبق نفس القاعدة على مناقشة وجود الله بذاته كتفسير للكون ووجود الروح كشيء منفصل عن الجسد ومستقل عنه، حيث كلتاهما فرضيتان تزيدان من تعقيد الشرح بدلاً من أن تبسطه.
- يجب لأي نظرية أن تكون قابلة للاختبار وللنقض من حيث المبدأ على الأقل، فكل ما لا يمكن اختباره ونقضه لن يكون ذو قيمه والمثال على ذلك هو وجود الله نفسه، فلن يستطيع أحد ابتكار اختبار علمي أو وسيلة تجريبية تثبت وجود الله وهذا ما يجعل نظرية وجود الله ليس لها أي قيمة لأنك عندما تريد تفحص وإختبار مكونات الإله فلن تجد شئ يسعفك تتحرى منه ,لذا لا قيمة لها على الإطلاق. -هناك حجة تتشفع بالمنطق تقول بأن كل ما لا يمكن إثبات وجوده وكل ما لا نعرفه فهو ليس بالضرورة غير موجود ، ليعتمد هذا المنطق على الجهل والتجهيل والغموض وإنقاذ المواقف المهترئة الواقعة تحت الجهل كما تُعتبر حجة مناورة وحق يراد به باطل فهو يفتح المجال للأدعياء أن يدعون , فالمنطق لا يرفض شئ لمجرد عدم معرفتنا الحسية به فإذا كان هناك شئ يختص بالحس والمادة وغير مُدرك فلا يعنى الجزم بعدم وجوده لذا فلنكف عن خلط الأوراق حتى لا تمر الميتافزيقا التى يُطلق عليها بأنها لا مادية وبذا لن يدركها العقل والمنطق سواء غداً او بعد مليون سنه لأنه ببساطة خارج نطاق الإستدلال .. يمكن أن نعتمد ذلك المنطق عندما تكون لدينا بوادر ومشاهد صغيرة وجودية خاضعة للمقاييس المادية والعقلية تشير لتلك الإحتمالية .
- لكل حادث من مُحدث ولكل سبب من مُسبب ولكل مَفعول من فاعل .. هذا الكلام صحيح ومنطقى ولكن لابد ان تبحث فى أن هذا السبب من ذاك المُسبب وذاك الحادث من هذا المُحدث وتلك العِلة من المَعلول - هذا هو الفرق الجوهرى بين المنطقى و اللامنطقى , فالإيمان يعطى المُسبب لغير السبب بصلف شديد وبدون خبرة معرفية أن هذا السبب لذاك المُسبب .
- تفسر الأديان للحياة بوجود كائن ذو تكوين مُعقد مُنظم متقدم ذكي ذو إرادة واعية خلق الوجود والكائنات . هذا التفسير باطل منطقياً لأنه يفسر الوجود بتسلسل من المعقد بالتكوين إلى الأعلى بالتعقيد وبهذه الطريقة لن تصل لنهاية فخالق له خالق له خالق إلى مالا نهاية , علاوة أنها ستجعل السؤال المنطقى ينطلق وينطق بالقول إذا كان المُعقد لا يحتاج لتفسير لوجوده فبالأحرى ألا نسأل عن سببية تكوين البسيط . التفسير العلمي المنطقى لوجود كائنات ذات تكوين معقد بأنها نشأت من عناصر بسيطة بدائية غير ذكية غير واعية يُعتبر تفسير منطقي صحيح لأنه يبدأ بالتسلسل من البسيط إلى المعقد. لو رجعنا بهذا التسلسل سنصل لمكونات لن تناقض ذاتها لأنها أساسا بدأت من عناصر بدائية.
- أشكالية الفكر الدينى أنه يجعل النتيجة هى المُنطلق فأنت تبحث عن سر الوجود لتجد السؤال عمن خلقنا ومن نظم الكون ..الطريف فى الفكرالدينى أنه لكى يسوق نظريته مازال يبنى منطقه على السؤال الذى من المُفترض ان يُجيب عليه وهذا يرجع انه قدم إدعاء ولم يطرح نظرية متماسكة موثقة كاملة الأركان .
- الدوغما منهج فى التفكير يفتقد للنهج المنطقى فالأمور حادة وصلدة لا تقبل المرونة فأنت إما مؤمن أو كافر ,معنا أو ضدنا ,خيّر أو شرير ,فلا توجد مساحات متوسطة ممتزجة بالرغم أن الواقع الموضوعى لا يتحمل هذا الفصل الشديد فالخير بداخله شر لا يفارقه كطبيعة إنسانية وجودية فلا يوجد شئ وحيداً حاداً نقياً
- من تهافت الفكر الدينى أننا عندما نتناول قضية فكرية فكل حلقات السلسلة غير مثبته بل تبنى كل حلقة على فرضية تسبقها لتمنح فرضية تليها وهذا ليس منطق على الإطلاق فالمفترض أن كل حلقات السلسلة قد تم إثباتها لتكون القضية الفكرية فى طبيعة العلاقات بينها .
- من خلق الكون سؤال خاطئ ومناور ومغالط ومتعسف فهو شبيهه بسؤال بيضة الديك ولمن يكون له حق حيازتها , فعندما نستدعى الفزورة عن ديكنا الذى قفز على سطح الجيران ليبيض بيضة فيكون الجدال هل البيضة من حقنا كوننا نمتلك الديك ,أم من حق الجيران كون التبييض حدث فى حيازتهم ,أم نقتسم البيضة ولكننا سنجد من يفطن بأن الديك لا يبيض ليسقط بذلك سؤال من خلق الكون فصاحب هذا السؤال مرر أن هناك خلق ليسأل بعدها عن ماهية الخالق وتتوه المناقشات فيمن يحق له بيضة الديك هل هو فاعل طبيعى أم شخصانى بينما الديك لا يبيض كما لا تستطيع القول أيهما أولا بيضة الدجاجة أم الدجاجة ,فالوجود مادة متحولة فى السرمدية لا تفنى مادتها إلى العدم ولا تخلق مادتها من عدم وعلى من يسأل من خلق الكون إثبات أن الديك يبيض وأن يحسم هل البيضة جاءت أولا أم الدجاجة .
- وعينا المغلوط والغير منطقى فى تناول حل إشكاليات فكرية أننا نستخدم نفس معطيات المشكلة ونتحرك منها بحثاً عن حل فندور فى دائرة لنرجع لنفس النقطة فسؤال من خلقنا يتحرك فى فرضية أن هناك خلق , وسؤال من صنع الكون يتحرك فى فرضية ان هناك صانع عاقل - حرياً بنا ان نثبت الفرضيات الأولى قبل إسقاطها على مشاهد أخرى وعلينا أن ندرك أيضا أن المشاهد الثانية ليست بالضرورة تتبع للمشاهد الأولى . - الأفكار لا تستمد قوتها من كثرة المرددين لها فمليارت البشر عبر العصور كانوا يعتقدون بأن الأرض مسطحة فهل معنى ذلك أن فكرتهم صحيحة . ومن هنا لا يجب ان يرتكن إنسان أن فكرته وفقا لمعتقداته وإيمانه صحيحة بالقول هناك الملايين والمليارات الذين يؤمنون بذات الفكرة .فستظل الأفكار الحمقاء حمقاء . - فقدان الطريق الصحيح لا يبرر السير فى الطريق الخاطئ , ففقدان الإنسان الحجة والمنطق لما يعتقده لا يتطلب بالضرورة تقديم بديل آخر أمامه وإلا دعنا نسير فى الطريق الخاطئ – هذا حال من يتفهمون أن حفاظهم على مفاهيمهم وتراثهم كما هو ولا يعنيهم تهافته . -لا تكتسب الأفكار الصحة من تبنى بعض الشخصيات المشهورة ذائعة الصيت لها ,فلا يعنى وجود عالم شهير يصرح بإلحاده أن الإلحاد صحيح ولا ذاك العالم الذى يلمح بإيمانه بالإله أن الإله صحيح ولا تلك الفنانة التى رجعت للإسلام أو المسيحية أن الإسلام والمسيحية على صحة – فالقناعات الفردية لا تعنى شئ ولا تقدم شئ سوى منح أصحاب الخواء الفكرى بعض الدعم المعنوى . - بئس الأفكار التى تمتزج بالعاطفة كمحرك وباعث ودافع للتشبث بها وإعتبارها ذات منطقية . فالعقل البشرى يمتلك قدرة رائعة على النصب والتزييف والمناورة والإلتفاف ليجعل من الخيال واقعاً ,لذا تكون العاطفة إستنهاض قدرات الإنسان التحايلية لتمرير الفكرة وتطويع العقل لإيجاد حجج مناوئة . - ليس من المنطق فى شئ أن تنصرف عن الإشكاليات المنطقية التى تواجهك لتثير قنابل دخان بالتطرق لإشكاليات منطقية لدى الأخرين فأنت لم تحل إشكالياتك بغض النظر أن إشكاليات الآخرين أكثر تهافتا أم لا . نتلمس هذا فى الجدالات بين أصحاب الأديان المختلفة أو بين أصحاب الفكر الدينى واللادينى ,فتجد المسلم عندما يواجه نقد فى معتقده يثير تهافت المسيحية وكذلك المسيحى الذى ينقد الإسلام عندما يواجه نقد معتقداته وعندما ينقد اللادينى والملحد تهافت الأديان يواجه بأسئلة على شاكلة هل جاء الكون من الصدفة.
- عادة كنت أمارسها وأنا صغير وإبتعدت عن ممارستها بعد ذلك فعندما كنت أتعرض لموقف مُحرج لأدرك مدى ما سأناله من تأنيب وتقريع ولوم من أبى ,كنت أختلق حيلة لأبعد نفسى عن هذا الحرج فأتشعلق فى كلمة يقولها لأنحرف بالحوار فى إتجاه بعيد أى بتعبيرنا المصرى " أتوهه " وهذا طبعا بذكاء وانسيابية فى الحوار لتضيع ملامح القضية الأساسية وينصرف أبى الطيب عنها وليبتعد كثيرا متى أثرت إشكالية قوية وثرية , أتصور أن الفكر الدينى جاء بنفس منهجى فى الإنصراف عن القضية وتمييعها بإثارة قضايا أخرى .
- عندما يواجه العقل الدينى مأزق التصادم مع الخرافة تجده يلجأ للمناورة وإغراق عقله وعقل سائله فى قضايا أخرى طلباً للإلهاء أو محاولة الهروب ..فعندما تثير الغبار وتتناقش حول قضية الشمس الذى تغرب فى عين حمئة أو البراق السابح فى الفضاء أو قضية فداء المسيح للبشرية , وما معنى ولادته بغير جماع وقيامته من الأموات تجد المؤمن يسحب الحوار إلى قضية الوجود والخلق لتنطلق أسئلة على شاكلة هل تؤمن بالله الخالق أم لا ..أراك ستقول أن الوجود جاء بلا خلق فهل كل هذا العالم المعقد لا يوجد وراءه عقل منظم يديره بحكمة ..هل من المعقول أن الوجود جاء هكذا صدفة وعشوائية
- الإنتقائية والفرز والتجنيب هو منهج شائع فى فكر الإنسان العربى فهو يبرز الأمور الإيجابية ويتجاهل السلبيات لنجد هذا النهج سائد كآفة فكرية فعلى سبيل المثال نرى الإسلاميين يبرزون تماسك مجتمعاتهم ويتجاهلون الظلم والقهر والتخلف نتاج هذا التماسك. يلعنون انحلال الغرب الأخلاقى ولا يفطنون لحجم الكبت والهوس الجنسى لديهم. - الفكر الذى يحتمى فى خلق معارك دونكشوتية لن نقول عنه فكر غير منطقى بل فكر هش غير جدير بالإحترام فعندما تثار قضايا فكرية لتجد الإجابة إحذر من حروب الشيطان فهو الذى يقودك للتعاطى مع تلك الأفكار -إحذر من مؤامرات صليبية ماسونية صهيونية اسلامية –إحذر من ليس معنا فهو علينا- فكلها تبغى تجييش مشاعر وتغييب الوعى فى حروب الدخان . - أكثر الوسائل محاججة تهافتا وهشاشة ودونية هو مهاجمة شخص المحاور بدلا عن حجته بغية التنفير والتحقير وتجاوز الإشكاليات فهذا المحاور ملحد .كافر . مسيحى صليبى مبشر . إسلامى متطرف. اصولى . ماسونى . صهيونى الهوى وهكذا من تصنيفات قد تكون صحيحة أو خاطئة لكنها فى كل الأحوال أهملت ما يطرحه المحاور من أفكار وحجج لتطلق حولها قنابل دخان تلهى عن قوة حجته
-إشكالية منهجنا فى التفكير إننا نضع العربة أمام الحصان . بل يعتقد البعض برؤية فى منتهى الغرابة أن الحصان جاء خصيصا من أجل العربة . (الحصان = العقل , والعربة = الفكرة )
دمتم بخير . -"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع | |
|