** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 تصحيح وضع" ... احمد زين يبحث عن وطن حاضر غائب في رحلة لا تنتهي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

تصحيح وضع" ... احمد زين يبحث عن وطن حاضر غائب في رحلة لا تنتهي Empty
15102010
مُساهمةتصحيح وضع" ... احمد زين يبحث عن وطن حاضر غائب في رحلة لا تنتهي

تصحيح وضع" ... احمد زين يبحث عن وطن حاضر غائب في رحلة لا تنتهي Zeenفي روايته «تصحيح وضع»*، يرتاد أحمد زين فضاء روائياً جديداً يتشكَّل على ضوء التشظيات والتداخلات الجغرافية القُطرية التي تهدم الحدود الوطنية التقليدية، والانتماءات المنغلقة على نفسها. وهو فضاء مغاير لفضاء المنفى والرحلة منظوراً اليه من زاوية المثقف المتطلع الى استكشاف عوالم «الآخر» وأسئلته المتحدرة من صلب حضارة مختلفة. الفضاء هنا، وفي بعض الروايات العربية القليلة، له علاقة بظاهرة النزوح الى مناطق توفر الشغل ولقمة العيش، ولو على حساب الانسان الذي يتحول الى مجرد رقم وهيكل عظميّ يُناطح أجهزة مراقبة الحدود وقوانين تشغيل الأجانب، ويُقتِّر على النفس لادخار ما قد يسعف به أفواه عائلته المنتظرة لإمداداته.
إلا ان هذه الاحالة الخارج نصيّه، المحيطة برواية «تصحيح وضع»، تظل في الخلف، مفسحة في المجال لشخوص أربعة من اليمن، يشتغلون في السعودية ويتحدثون عن علائقهم بالوطن الحاضر – الغائب، وبالمشكلات العاطفية والجنسية، وبالذاكرة التي يعيشون معها في حرب مستمرة.
من هذا المنظور، يستفيد النص من الكتابة الروائية الجديدة التي تجعل البناء والأصوات المتعددة، واللغة، والمراوحة بين الاستبطان وعين الكاميرا، وسائل للايحاء والتشخيص والتسرُّب الى ذاكرة القارئ ومخزوناتها.
على امتداد ستة وعشرين فصلاً، يتناوب السرد راوٍ بضمير الغائب، وسالم محمد أحمد علي الذي يعمل في مكتب لاستقدام العمال من الخارج، وفي الوقت نفسه يُدوِّن تجربته في المهجر، متابعاً ما يعيشه اليمنيون العمال، في تلامس مع الكتل البشرية الوافدة من كل الأصقاع...
على هذا النحو، يستوعب ضمير الغائب المشاهد المرئية، ويسرد حكايات أشخاص عاصروا تعمير مدينة الرياض منذ عقود، على نحو ما تحكي المرأة السبعينية التي تستحضر تلك البدايات التي كان اليمنيون هم حجر الأساس فيها؟ أو ينقل الينا برنامجاً إذاعياً عن المغتربين من صنعاء. وضمن هذا السرد بضمير الغائب، يحكي قاسم مغامراته مع النساء المتلهفات على ممارسة الجنس، وتتحدث «قبول» عن بصمات أصابع الدركي على جسدها البضِّ المتعطش، مسترجعة نظراته الجريئة التي ظلت تلاحقها أمداً طويلاً عندما تخلو الى نفسها...
ويأتي السرد على لسان سالم، ليُلملم تلك المشاهد واللحظات، ويستبطن تجربته في الغربة، وتوزعه بين وطنين، وعلائقه بكل من شائف وقاسم ثم «قبول» التي تعلّق بها من بعيد ولم يستطع أن يفعل شيئاً ليحول بينها وبين الزواج من رجل لا تحبه.
وعلى رغم ان معظم حكايات النص ومشاهده تتم في فضاء السعودية خلال فترة انطلاق الحرب في التسعينات من القرن الماضي، ضد العراق الذي احتل الكويت، فإن فضاء اليمن حاضر بكثافة، باعتباره وطن الشخوص العاملين في السعودية، والذين يحملون في ذاكرتهم وطأة تقاليد الوطن وإكراهاته وثوراته الخائبة التي لم تُنقذهم من مذلّة الاغتراب...
لكن انتظام السرد حول سالم وقاسم وشائف وقبول، لا يحول دون التقاط مشاهد ولحظات من حياة كتل العمال الآسيويين بهياكلهم العظمية المحروقة، ومن حياة أد اليمنيين الذي كان يعمل في أميركا قبل مجيئه الى الرياض.
وأظن أن البنية المفتوحة لـ «تصحيح وضع»، وغيبات حبكة تنظم مجموع النص، هو ما أتاح هذا التناغم بين السرد الحميمي على لسان سالم، والسرد الملتقط للمشاهد والحكايات الخارجية التي ترسم ملامح الحرب عبر الأصداء، وتستحضر طرائق العيش «الحَشرية» لآلاف العمال الآتين من كل الأقطار: «هنود، باكستانيون، بنغلادشيون، سريلانكيون (...) خليط بشري يلتقي بعد ظهر الجمعة في سوق البطحاء الذي يتحول الى مدينة آسيوية صغيرة، مدينة تتحلّق من أخلاط وأعراق وديانات وعادات وتقاليد وعذابات وشكاوى وأشواق واحلام يُراد لها أن تتحقق سريعاً ليتسنى العودة مرة أخرى الى تلك البلاد التي يكويهم الحنين اليها» (ص 43).
وفي المقابل، يأتي صوت سالم على هذا النحو:
«صمت الرجل، أو بالأحرى صمتت عيناه، فأصغيت لنفسي، عمق عتمة الدكان وضوءه المغبر، فسمعت هديراً بعيداً لعربة، هدير قطعاً ليس موجوداً الآن في أي بقعة سوى رأسي، يشيلني مطوحاً بأعضائي في فراغ قفص حديدي وسط ليل محبوس في ظلمة قاهرة «الى أين يا ترى يحملني؟»، ليست لدي رغبة فعلية في سماع أي جواب. لكن أراني محاطاً بخلق كثير، حاسري الرؤوس، حفاة، بعيون لا ترى بعيداً وأعمال يصعب تحديدها، يصعب حتى تخيل أنهم كانوا أطفالاً في أي يوم مضى» (ص 105).

«الهُنا» و «الهناك» وملاحقة الذاكرة

من خلال، إذاً، بنية مفتوحة ومشاهدة تراوح بين الوصف الحسي واستبطان تفاصيل ولحظات غائصة في متاهة الذاكرة، تلامس رواية «تصحيح وضع» عدة ثيمات تلتقي، في نهاية المطاف، عند المقارنة بين «الهُنا» أي فضاء الشغل في السعودية التي طرأت عليها تحولات عمرانية وانثروبولوجية متسارعة، وبين «الهُناك» أي الوطن بالنسبة لسالم وقاسم وشائف وقبول، وأوطان العمال الآخرين الذين يعيشون محشورين كالحيوانات، على أمل أن يدّخروا مالاً يعودن به الى ذويهم «هناك».
من ثمّ فإن العلاقة بالوطن، في هذا السياق المخصوص الذي يعيش فيه العمال المهاجرون على خلفية حرب تدوّي أبواقها ولا ترى معاركها إلا على شاشات التلفزة، تتخذ وضعاً ملتبساً، خصوصاً بالنسبة الى العمال اليمنيين الذين فوجئوا بتأييد حكومتهم لموقف العراق، فانعكس ذلك سلباً على حياتهم وتنقلاتهم ومعاملة السعوديين لهم. لا يعود الوطن هو ذلك الأفق الرحب الذي يتطلع اليه النازح، وإنما يغدو حيزاً جغرافياً لا يشدّ الوجدان:
«وتساءلت أي وطن هذا الذي لا يعود اليه بعضنا اختياراً، إنما يُساقون صوبه مخفورين وفي هيئة معاملة رسمية، سيوقعه عليها الطرفان بقصد الحفاظ على الأمن واحترام القوانين بين البلدين» (ص 177).
وعلى رغم كل شيء، فالحنين الى الوطن يلاحقهم، لكنهم يخشون الفقر والبطالة وعبء التقاليد اذا غادروا موطن الرزق. بين وطن مملوء بالاشياء وفضاء الشغل الذي يُحشرون داخله كالحيوانات، يتحول العمال المهاجرون الى مجرد مسمار داخل دولاب كبير يطحن الوقت والذاكرة.
ومن وسط هذه الكتل البشرية المحتشدة وكأنها «جدار سميك من الأجساد»، يتسلل صوت سالم ليُسمعنا عذاب الذات الواعية التي تجاهد حتى لا تُطحن وسط ضوضاء المعامل والمكاتب ومراقبة الدركيين وسائقي سيارات التهريب... وسط نمط عيش الحشود المستسلمة لمصيرها، يأتي صوت سالم ليُذوِّت عواطف حبه المستحيل لـ «قبول»، ويُفضي بتأملاته الأسيانة حول الوطن والحرب وسطوة الزمان.
إلا ان ما يلفت الانتباه أكثر في «تصحيح وضع»، هو كتابتها الخالية من الترهل والبلاغة المسكوكة. كتابة تعتمد على لغة دقيقة، نافذة الى العمق، وإن كانت لا تخلو من أخطاء نحوية. وهي كتابة تُراكم الصور وتستوحي الذاكرة البصرية والسمعية، وتحرص على اشراك القارئ في سيرورة الاستبطان والتأمل.
إن «تصحيح وضع» لا تهتم بالحبكة المحكمة، ولا بتسلسل الأحداث والأزمنة، وإنما تسعى الى استحضار عالم منسوج من نُتَف المشاهدات العالقة بالذهن، ومن أمشاج التذكّرات، سعياً وراء ما يظل في . ومن ثم، فهي كتابة روائية تبتعد عن المنوالية وتضع القارئ أمام نص لا يمكن أن يتنبأ مسبقاً بمسالكه وإيحاءاته المتشابكة. لكن خصوصية الكتابة لا تحول دون استثبات الفضاء الهجين الذي يضم أشتاتاً من العمال المهاجرين، العائشين حياة غير آدمية في انتظار دفق يبدو متمنعاً باستمرار. وهي أيضاً رواية يتبدد فيها مفهوم الوطن، ويتحول الإنسان الى قصبة جوفاء تُرجّع الذكريات وتعيش انحداراً لا يكاد يتوقف عند حد. وهذا «وضع» لا أظن، راهناً، أن أحداً قادر على «تصحيحه».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تصحيح وضع" ... احمد زين يبحث عن وطن حاضر غائب في رحلة لا تنتهي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تصحيح وضع" ... احمد زين يبحث عن وطن حاضر غائب في رحلة لا تنتهي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تصحيح وضع أم تغيير عالم؟
» تواصل أعمال العنف في سوريا والابراهيمي يبحث عن مخرج جديد للأزمة
» الـCNDH يبحث إدماج العقوبات البديلة في القانون الجنائ
» سقراط..زروق..حكايات لا تنتهي
» سأصمت حتى تنتهي الأزمة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: