** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
 الجذور التاريخية للاسلام I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  الجذور التاريخية للاسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

 الجذور التاريخية للاسلام Empty
06072012
مُساهمة الجذور التاريخية للاسلام


الجذور التاريخية للاسلام










الجذور التاريحية
للإسلام........ 1


ما سوف يتم طرحه قام به مجموعة من
المختصين في علم الإجتماع و
الأديان و الأنثروبولوجي و
المؤرخين، و للمزيد أرجو الذهاب
الى كتاب WHY IAM NOT A MUSLIM-(IBM ALWARRAQ) و
كتاب A HISTORY OF GOD-(KAREN ARMSTRONG)


كانت أهم المراحل في التأريخ
الإسلامي تتميز باحتواء
التأثيرات الخارجية.... فلم يدعي
مؤسسه أفكارا جديدة. ولم يثري
المفاهيم السابقة له عن علاقة
الإنسان بالخارق والمطلق.... كانت
رسالة نبي العرب مؤلفا تخيّريّا
من الأفكار والأحكام الدينية.
كانت احتكاكاته بعناصر يهودية
ومسيحية وعناصر أخرى والتي أثرت
عليه بعمق هي التي اقترحت عليه
الأفكار."
أغناس غولدزيهر


لم يكن محمد مفكرا أصيلا. فلم يصغ
أي مبادئ أخلاقيّة, ولكنه فقط
استعار من المحيط الثقافي
السائد. لقد عُرفت الطبيعة
الانتقائية للإسلام لفترة طويلة.
فحتى محمد عرف أن الإسلام ليس
دينا جديدا, وان الكلام الموحى
في القرآن كان مصدّقا وحسب
للنصوص السابقة له والموجودة
فعلا. لطالما ادعى النبي وجود
علاقة مع الأديان العظمى الأخرى
لليهود والمسيحيين وغيرهم. وقد
اعترف المعلّقين المسلمين
كالشهرستاني أن النبي نقل إلى
الإسلام معتقدات و ممارسات
العرب المشركين أو الوثنيين,
خصوصا إلى طقوس الحج إلى مكة. ومع
ذلك يستمر المسلمون عموما في
ادعائهم أن إيمانهم أتى مباشرة
من السماء وان القرآن قد أنزل
على يد الملاك جبريل من الله
نفسه على محمد. يعتبر القرآن
أزلي التكوين, دوّن في السماء,
موجود هناك كما هو في اللوح
المحفوظ (سورة البروج: 22,سورة
الأنعام 19,سورة القدر). الله هو
مصدر الديانة الإسلامية – وأن
تقول بوجود مصدر إنساني لأي جزء
منها هو ليس فقط جحود ولكنه أيضا
هراء و بالتأكيد تطاول على الذات
الإلهية. لربما يمتلك المسلمون
ذلك الخوف الآتي من اللاوعي من
أنه أذا أمكننا إرجاع تعاليم
القرآن إلى مصدر بشري وارضي بحت,
فحينها سيتداعى كل البناء
الإسلامي. ولكن كما تعود رينان
Renan أن يقول " الأديان حقائق,
يجب أن تناقش كحقائق, وأن تتعرض
إلى قوانين النقد التاريخي"109
ولكي نعيد صياغة العبارة110, نقول
أن الدراسة النقدية لمصادر
القرآن ستعطي نتائج تاريخية
محددة, فقط عندما تتم بروح
علمانية ودنيوية صرفة من قبل
أناس غير متأثرين بعلوم الدين
الإيمانية. حينها فقط سوف نستطيع
الوصول ثانية إلى شخصية محمد
التاريخية, وحينها فقط سيمكن
لحياته الخارقة للعادة أن تدخل
ضمن التاريخ الإنساني بمعنى
علماني, لنا كلنا, مسلمين وغير
مسلمين.

أعمال أغناس غولدزيهر و هنري
كوربن Henri Corbin عن تأثير
الزرادشتية على الإسلام و أعمال
جيجر Geigerوتوري Torreyو كاتش Katsch عن
تأثير اليهودية و عمل ريتشارد
بيل Richard Bell الطليعي عن تأثير
المسيحية وأعمال ويلهاوسن Wellhausen
ونولدكة Noldeke و هرغرونج Hurgronje و
روبرتسون سمث Robertson Smith عن تأثير
الصابئية وتأثير المحيط في
الجزيرة العربية في العصر
الجاهلي وعمل آرثر جفري Arthur Jeffery
عن المفردات الأجنبية في القرآن
, كلها تجتمع لتجعلنا نتفق مع
استنتاج زويمر Zwemer أن الإسلام
" ليس اختراعا, ولكنه خلطة, ليس
هنالك من جديد فيها ما عدا
عبقرية محمد في مزج مواد قديمة
ليكون وصفة لعلاج كل الآلام
الإنسانية و ليفرضها بواسطة
السيف"111 .

الوثنية العربية

ليس هنالك من شك انه في فقرات
عديدة من القرآن " يكسو الطلاء
الإسلامي بصورة رقيقة وحس
أرضيةً وثنية "112 فعلى سبيل
المثال في سورة الفلق :" بسم
الله الرحمن الرحيم*قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن
شَرِّ مَا خَلَقَ* َمِن شَرِّ
غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن
شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي
الْعُقد* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ
إِذَا حَسَدَ"
يدين الإسلام بالكثير من
تفاصيله الخرافية إلى الديانة
الوثنية العربية وخصوصا في ما
يتعلق بمناسك وطقوس الحج إلى مكة(
راجع سورة البقرة:153 وسورة الحج:
28-30 وسورة1 المائدة-4 وسورة الحج
37). ونستطيع أيضا أن نجد بقايا
للوثنية في أسماء بعض المعبودات
القديمة( سورة النجم19-20 و سورة22
نوح-23), وفي الخرافات المتعلقة
بالجن و القصص القديمة كقصتي عاد
وثمود.

الحج

وقوم أتوا من أقاصي البلاد لرمي
الحجار ولثم الحجر
فوا عجبي من مقالاتهم أيعمى عن
الحق كل البشر
-------------------------------------------------
أنّما هذه المذاهب أسبابٌ لجذب
الدنيا إلى الرؤساء
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما
ديانتكم مكرٌ من القدماء
المعرّي

-"أبحث عن الطريق, ولكن ليس
الطريق إلى الكعبة والمعبد
لأنني أجد في الأول حشودا من
الوثنيين وفي الأخير عصبة من
عابدي ذاتهم".
جلال الدين الرومي

-"لولا أني رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قبّلك ما قبّلتك".
الخليفة عمر يخاطب الحجر الأسود
في الكعبة

-"إن الحج إلى مكة بكل خرافاته
و مناسكه الطفولية هو, من وجهة
نظر أخلاقية, مؤامرة من محمد على
التوحيد"
اس. زويمر


اقتبست مناسك الحج بأكملها
بصورة وقحة من ممارسات قبل
إسلامية:" قطعة من وثنية غير
مفهومة أخذت و أدمجت في الإسلام"
. الحج أو الحج الأكبر إلى مكة
يقام ‏في شهر ذي الحجة, أو الشهر
الثاني عشر من السنة الإسلامية.
وهو الركن الخامس من الإسلام, و
واجب ديني مفروض مؤسس على أوامر
في القرآن. على كل مسلم ذو صحة
جيدة و متمكن بصورة كافية أن
يؤدي فريضة الحج مرة في حياته.

تشكل أول سبعة أيام الحج الأصغر(العمرة)
والتي من الممكن إقامتها في أي
وقت عدا الأيام الثامن والتاسع
والعشر من شهر ذي الحجة. فهذه
الأيام مخصصة للحج الأكبر , و
الذي يبدأ في الثامن.

الأيام الخمسة الأولى

في البداية عندما يصل الحاج إلى
نقطة على بعد عدة أميال خارج مكة,
يقوم بإعداد نفسه لكي يكون في
حالة من الطهارة أو القداسة.
وبعد أن يقوم بارتداء لباس الحج
البسيط و يؤدي الوضوء والصلاة,
يدخل الحاج إلى الأراضي المقدسة
المجاورة لمكة, حيث من المتوقع
منه أن يمتنع عن قتل الحيوانات و
قلع النباتات و القيام بأعمال
عنف و المشاركة في العملية
الجنسية. ثم انه يقوم بعمليات
وضوء وابتهالات عند المسجد
الحرام بمكة, ثم انه يقبل الحجر
الأسود, الموضوع داخل الركن
الشرقي من الكعبة والتي هي بناء
مكعّب في داخل الصحن الفناء
المكشوف للمسجد الحرام.

يلتفت الحاج بعد ذلك إلى اليمين
و يقوم بالطواف حول الكعبة سبع
مرّات, ثلاث مرات بخطى سريعة.
وأربع مرات بخطى بطيئة. وفي كل
مرة يمر حول الكعبة يقوم بلمس
الركن اليماني, حيث موضع حجر
مبارك آخر ويقبل الحجر الأسود
أيضا.

يتجه الحاج بعد ذلك إلى مقام
إبراهيم , المكان الذي يقال أن
إبراهيم صلى منه إلى الكعبة.
يقوم بصلاتين اخرتين ثم يعود إلى
الحجر الأسود ليقبله. بقرب ذلك
يوجد بئر زمزم المقدسة, حيث شربت
هاجر وشرب ابنها إسماعيل في
البريّة حسب التقليد الإسلامي.
ينتقل الحجيج إلى مكان محاط يسمى
بالحجر, المكان الذي يعتقد
المسلمون أن هاجر وإسماعيل دفنا
فيه, والمكان الذي قيل أن محمدا
نفسه يوما ما قد نام عليه في ليلة
إسراءه الاعاجيبي من مكة إلى
القدس.

اليوم السادس إلى العاشر

يغادر الحاج المسجد الحرام من
أحدى بواباته الأربعة والعشرون.
وفي الخارج يقوم يتسلق التل قليل
الانحدار المعروف بجبل الصفا,
مرددا خلال ذلك آيات من القرآن -كذا-.
هذه المناسك السخيفة تذكر ببحث
هاجر المفترض عن الماء في البرية.

هذا هو اليوم السادس من الحج, يتم
قضاء المساء في مكة حيث يقوم (الحاج)
بالطواف حول الكعبة مرة واحدة
أخرى. وفي اليوم السابع , يقوم (الحاج)
بالاستماع إلى خطبة في المسجد
الكبير, وفي اليوم الثامن ينتقل
إلى منى حيث يقوم بالفروض
الإسلامية المعتادة ويبيت هناك.
وفي اليوم التاسع. وبعد صلاة
الفجر, ينتقل الحاج إلى جبل عرفة
حيث يقام منسك الوقوف بعرفة .

طبقا للتقليد الإسلامي التقى
ادم وحواء هناك بعد هبوطهما من
الجنة. هناك يردد الحاج الصلوات
المعتادة ويستمع إلى خطبة أخرى
موضوعها عن التوبة. ثم يفيض إلى
مزدلفة, موضع بين منى وعرفة,
وهناك من المطلوب منه أن يقيم
صلاة المغرب.

اليوم التالي وهو العاشر, هو يوم
الأضحية, ويحتفل به في أرجاء
العالم الإسلامي كعيد الأضحى.
يؤدي المتعبدون صلواتهم مبكرا
في الصباح في مزدلفة ثم ينتقلون
إلى مواضع الرجم الثلاثة في منى .
يرمي الحاج سبع حصوات على كل
موضع من مواضع الرجم, ويسمى
الطقس رمي الجمار, يرمي الحاج عن
بعد لا يقل عن خمسة عشر قدما
ويقول " بسم الله العظيم افعل
هذا وبكره لإبليس وخزيه""-كذا-(
يكبّر فقط عند رمي الجمار وقد
يدعى إلى الله.) . ترمى بقية
الجمرات في نفس اليوم. يعود
الحاج ويقوم بالتضحية بعنزة أو
حمل. وبعد الوليمة, يحتفل الحاج
بطقس التحلل, عندما يقوم الكثير
من الحجيج بحلق رؤوسهم أو ببساطة
يقومون بقص بضع خصل.

يضفي المسلمون صبغة منطقية لهذه
الخرافات العملية بوصفها رمزا
لمقاومة إبراهيم لإبليس, والذي
حاول أن يمنع السلف العظيم من
أداء مهمته الإلهية في التضحية
بابنه الغالي إسماعيل. التضحية
بحمل أو عنزة ببساطة تحيي ذكرى
فداء أضحية إبراهيم بكبش.

كيف أمكن لمقاوم للوثنية, وشخص
موحد لا يلين عن موقفه مثل محمد
إن يدخل كل هذه الخرافات الوثنية
إلى قلب الإسلام؟ معظم المؤرخين
يوافقون على انه لو رفض اليهود
والمسيحيين موسى ويسوع وفضلوا
اتباع محمد على انه نبي يعلم
ديانة إبراهيم في مكة عندما
اعتبر محمد القدس هي القبلة ,
لكانت القدس بدلا من مكة المدينة
المقدّسة, ولكانت الصخرة
القديمة وليست الكعبة موضع
التوقير المليء بالخرافة.

استقبل محمد أمرا من الله وهو
محبط من عناد اليهود, وهو يعرف أن
هنالك فرصة ضئيلة كي يقبلوه
كنبيهم الجديد, يخبره ذلك الأمر
بتحويل القبلة (سورة البقرة 144)
من القدس إلى الكعبة بمكة. وقد
علم أن هنالك فرصة لا بأس بها في
السيطرة مستقبلا على مكة بكل
متعلقاتها التاريخية.

في العام السادس للهجرة, حاول
محمد أن يدخل مكة مع اتباعه لكنه
فشل, التقى المكّيون والمدنيون
في الحديبية على حدود المنطقة
المقدسة. بعد الكثير من
المفاوضات, وافق المسلمون على
العودة إلى المدينة, ولكنهم
أعطوا الإذن لممارسة المنسك في
مكة في العام المقبل. أتى محمد مع
الكثير من اتباعه إلى مكة في
العام السابع للهجرة و قام
بالطواف حول الكعبة مقبلا الحجر
الأسود كجزء من الطقوس.

احتلت مكة من قبل محمد واتباعه
في العام اللاحق, العام الثامن
للهجرة. وفي البداية انضم
المسلمون في موسم الحج إلى غير
المؤمنين من العرب, ولكن بدون
وجود النبي نفسه بينهم. ولكن,
وبعد ذلك بقليل, أعلن وحي من الله
أن كل الاتفاقيات بين المسلمين و
غير المؤمنين يجب أن تنقض, وانه
لا احد عدا المؤمنين الحقيقيين
يمكنه أن يصل إلى مكة أو أن ينضم
إلى موسم الحج.

و أخيرا نقتبس من زويمر
"في السنة العاشرة للهجرة أدى
محمد مناسك الحج إلى مكة, البناء
المقدس القديم لآبائه, وأصبحت كل
تفصيلة غير قائمة على دليل من
تفاصيل الفرض الذي أداه مسألة من
صلب الإسلام. وكما يقول ويلهاوسن,
كانت النتيجة" لدينا الآن
محطات لمسيرة في طريق الآلام
بدون تأريخ الآلام نفسه(في إشارة
إلى طقوس الحج المسيحية في القدس.
). الممارسات الوثنية تفسر
بواسطة اختراع أساطير إسلامية
منسوبة إلى شخصيات كتابية, وكل
هذا هو خليط غير مفهوم من
التقاليد الخيالية"118.
الإسلام هو من ابتكار وسط وغرب
الجزيرة العربية . ولسوء الحظ
فمعرفتنا بديانة العرب الوثنيين
في تلك المناطق ضئيلة. اضطر
الباحثون بسبب فقدان الدليل
المنقوش للاعتماد على ابن
الكلبي( توفي عام 819 للميلاد)
مؤلف كتاب الأصنام, حول الأسماء
الأعلام التي تحمل اسما لإله
بمعنى الأسماء التي تصف حاملها
كعبد أو هدية أو فضل..الخ, لهذا
الإله أو ذلك, ويدور الكتاب أيضا
حول وصلات من الشعر الجاهلي و
حول تلميحات مثيرة للجدل في
القرآن " وختاما" نقتبس من
نولدكة(ناقد للقرآن.)

" يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار
الحقيقة القائلة أن محمدا ادخل
إلى دينه عددا من الممارسات و
الاعتقادات الوثنية, مع تعديل
بسيط أو بدون أي تعديل,وان بقايا
الوثنية المختلفة أيضا, والتي هي
دخيلة على الإسلام السنّي, قد
احتفظ بها من قبل العرب إلى
عصرنا هذا (نهاية القرن التاسع
عشر.). إن من المسائل المعتاد
ملاحظتها أن تبني إيمانا جديدا
لا يحول بطريقة كاملة المعتقدات
الشعبية, وان المفاهيم القديمة ,
متنكرة بحملها مسميات مختلفة
نوعا ما , عادة ما تبقى ب أو بلا
تشريع من السلطات الدينية"119

ومما يمكن إضافته أن محمدا ركّز
في الحج الإسلامي بصورة بارعة
عدة طقوس كانت قبلا تتم بصورة
مستقلة تماما في مقامات مقدسة و
أماكن أخرى.

كان المجتمع ما قبل الإسلامي في
الجزيرة العربية منظما حول
القبيلة, وكان لكل قبيلة معبود
الرئيسي الذي كان يعبد في مقام
ثابت حتى من قبل البدو المرتحلين.
استقر المعبود في صخرة ولم تكن
الصخرة بالضرورة منحوتة في شكل
آدمي. أحيانا كانت الصخرة
المقدسة تمثالا و أحيانا أخرى
ببساطة جلمودا كبيرا أو صخرة
شكلها يشبه شكل إنسان. ومن
الواضح أن العرب الوثنيون
تخيلوا أن كتلة الصخر التي تقوم
مقام الطوطم ( صخرة أو شجرة أو
جبل هو محل استقرار الإله) قد
تخللتها الطاقة الإلهية و هكذا
فهي مصدر للتأثير الإلهي.

أسماء التلّين: الصفا والمروة,
يعنيان صخرة, بما معناه, وثن. كان
الوثنيون يركضون بين التلّين
لكي يلمسوا ويقبّلوا أساف
ونائلة وقد وضعت الأصنام هناك
كوسيلة لاجتلاب الحظ والسعد.

الحجر الأسود المقدّس وهبل

لدينا الدليل على أن الحجر
الأسود كان يعبد في مختلف أجزاء
الجزيرة العربية. على سبيل
المثال, يذكر كليمنضوس
الاسكندراني عام 190 للميلاد أن"
العرب يعبدون حجرا" ملمحا إلى
الحجر الأسود لذي الشرى ( ذو
الشرى هو الاله القومي للأنباط)
في البتراء. ماكسيموس تيريوس
Maximus Tyrius كتب في القرن الثاني
قائلا," سكان العربية يتوجهون
بالعبادة إلى ما لا اعرف أي اله
هو, والذي يرمزون إليه بحجر مكعب",
وهو يلمح إلى الكعبة التي تحتوي
على الحجر الأسود. قدم الحجر
الأسود الكبير مشهود له أيضا من
معرفتنا أن الفرس القدامى يدعون
أن ماهاباد و خلفاءه تركوا الحجر
الأسود في الكعبة بالإضافة إلى
آثار وصور أخرى , وان الحجر يرمز
إلى زحل.

في جوار مكة توجد حجارة مقدسة
أخرى والتي كانت في البداية
طواطم , " ولكنها اكتسيت شخصية
محمدية( إسلامية) سطحيا من خلال
جعلها ذات علاقة بشخصية مقدّسة
معينة"120

من المؤكد ان الحجر الأسود نفسه
هو نيزك وانه يدين بقدسيته بلا
شك إلى حقيقة انه سقط من "
السماء" . ومن سخرية القدر أن
المسلمين يقدسون قطعة من الحجر
باعتبارها أعطيت لإسماعيل من
قبل الملاك جبريل ليبني الكعبة
مع العلم انه , ونقتبس من
مارغوليوث Margoliouth,: " الحجر
مشكوك بأصالته, وذلك أن الحجر
الأسود قد رفع من مكانه على يد....القرامطة
في القرن الرابع للهجرة, وأعيد
من قبلهم بعد ذلك بعدة سنين, ومن
الممكن أن يشك المرء إن كان
الحجر الذي أعادوه كان نفس الحجر
الذي رفعوه من مكانه"121

كان هبل يعبد في مكة. وكان الصنم
الذي يمثله مصنوعا من العقيق
الأحمر منتصبا داخل الكعبة فوق
البئر الجاف الذي يلقي فيه المرء
تقدمات نذرية. ومن ما يحتمل بشدة
انه كان لهبل شكل بشري. يقترح
موقع انتصاب هبل قرب الحجر
الأسود أن هنالك علاقة بين
الاثنين. يقترح ويلهاوسن أن هبل
كان في الأصل الحجر الأسود والذي
كما قد اشرنا, كان اقدم من الصنم.
يشير ويلهاوسن أيضا إلى أن الله
يسمى رب الكعبة ورب منطقة مكة في
القرآن ( أشارة إلى ما جاء في
القرآن "فليعبدوا رب هذا
البيت".). قاوم النبي فروض
العبادة المقدمة في الكعبة إلى
الإلهات اللات و مناة و العزى ,
واللاتي اسماهن أهل مكة بنات
الله, لكن محمدا امتنع عن مهاجمة
عبادة هبل. لهذا يستنتج ويلهاوسن
أن هبل لم يكن غير الله" إله"
أهل مكة. عندما هزم المكيون
النبي قرب المدينة قيل أن قائدهم
صاح " أعلوا هبل".

كان الطواف بالمقامات طقسا
شائعا جدا ويمارس في مناطق عديدة.
وكان الحاج خلال طوافه عادة ما
يقبل أو يحتضن الصنم. يعتقد
السير ويليام مر أن الطواف سبعا
حول الكعبة " كان ربما رمزا
لدوران الكواكب السيارة"122(
الشمس, عطارد, الزهرة, القمر,
المريخ, المشتري, زحل). بينما
يذهب زويمر بعيدا بقوله أن
الطواف سبعا حول الكعبة, ثلاث
مرات هرولة وأربع مرات مشيا كانت
" تقليدا للكواكب الداخلية
والخارجية"123.

إن من المؤكد أن العرب" في
فترة متأخرة نسبيا قد عبدوا
الشمس والأجسام السماوية الأخرى"124.
تظهر مجموعة الثريا النجمية, وهي
التي من المفروض أن تنزل المطر,
كمعبود. كانت هنالك أيضا عبادة
كوكب الزهرة والتي تكرم كآلهة
عظيمة تحت مسمّى العزّى.

نعرف من العدد الكبير من الأسماء
التي تتعلق بالآلهة أن الشمس
كانت من ضمن المعبودات. الشمس
كانت تدخل في ألقاب العديد من
القبائل (كبني عبد شمس.) وتكرّم
من خلال مقام وصنم. يرى سنوك
هرغرونج125 وجود أثرٍ لعبادة
الشمس في منسك الوقوف بعرفة.

تعرف أيضا الإلهة اللات أحيانا
بمعبود شمسي و كان الإله ذو
الريح على الأغلب إلها للشمس
الشارقة. ومن الواجب أن يكون
المنسك الإسلامي في الركض بين
عرفة ومزدلفة و بين مزدلفة ومنى
تاما بعد غروب الشمس وقبل شروقها.
كان هذا تغييرا مقصودا ادخل من
قبل محمد لكي يغطي هذا الارتباط
بطقس عبادة الشمس الوثني, والذي
سنشاهد أهميته لاحقا. و من ما
يشهد لوجود عبادة قمرية هو أسماء
الأعلام كهلال و قمر ..الخ.

وقد اقترح هوتسما126 Houtsma أن الرجم
الذي يتم في منى كان في الأصل
موجها إلى عفريت الشمس. ومما
يؤكد إمكانية هذه الفكرة
الحقيقة القائلة أن الحج كان في
الأصل مرتبطا بالاعتدال الخريفي
(اليوم من السنة عندما يكون طول
النهار مثل طول الليل.). فيطرد
عفريت الشمس و ينتهي حكمه الظالم
بحلول الصيف والذي يتبعه عبادة
أله الرعد الذي يجلب الخصب في
مزدلفة.

كانت مزدلفة موضعا لعبادة النار.
يشير المؤرخون المسلمون إلى هذا
التل كتل النار المقدسة. كان اله
مزدلفة هو قزح (صاحب قوس قزح أو
قوس الطيف...الكلمة الوحيدة في
العربية التي ما زالت تحمل محتوى
وثنيا جاهليا.), وكان إلها للرعد.
وكما يقول وينسنك:" النار كانت
توقد في الجبل المقدس وتسمى أيضا
قزح. وكان يقام هناك وقوف وكان
هذا الوقوف ذو شبه عظيم بذلك
الذي على سيناء. وفي كلا
الحالتين كان اله الرعد يظهر في
النار. ومما يمكن احتماله أيضا
أن العادة التقليدية في إيجاد
اكبر قدر من الضجيج والصياح كانت
في الأصل تعويذة لجلب التعاطف
ومخاطبة الرعد."127


لفريزر Frazerفي كتابه الهراوة
الذهبية تفسيرا آخر لطقس رمي
الجمار:

"كان الحافز لرمي الجمار
أحيانا لدفع شر روح شريرة ,
وأحيانا للتخلص من شر معين,
وأحيانا كانت لجلب الخير وفي
أحيان أخرى, وإذا كان بإمكاننا
أن نتتبع الرمي إلى أصوله في ذهن
الإنسان البدائي, ربما سنجد أن
كل هذه التقاليد ترجع بشكل أو
بآخر إلى مبدأ نقل الشر.,.... وهذا
ربما يفسر طقس رمي الجمار في مكة
,.. ربما كانت الفكرة الأصلية أن
الحاج يطهر نفسه بواسطة نقل
نجاستهم الروحية إلى الأحجار
التي كانوا يهيلون عليها
الحجارة."128

وطبقا إلى جوينبول Juynboll, كان
للحج في الأساس طبيعة سحرية

" كان هدفه في الأزمنة المبكرة
هو استجلاب سنة جديدة سعيدة بمطر
غزير و سطوع للشمس و وفرة في
الخيرات و كثرة في الماشية
والحبوب. كان الكثير من النذور
تحرق في عرفات و مزدلفة , ربما
لتحفيز الشمس على السطوع في
السنة الجديدة . كان الماء يصب
على الأرض كتعويذة ضد الجفاف.
وربما كان رمي الجمار في أماكن
معينة في منى وهو أثر لوثنية
بدائية في الأصل رمزا للتخلص من
ذنوب السنة السابقة , وهكذا كانت
نوعا من التعاويذ ضد العقاب
الإلهي و الحظ السيئ"129.

بصورة مشابهة, يمكن أن تكون
للإفاضة من عرفة إلى مزدلفة ومن
مزدلفة إلى منى معنى سحريا.
وربما كان الاحتفال بالعيد عند
نهاية كل المناسك رمزا للغزارة
في الخيرات المتوقعة في نهاية
السنة. وكانت فروض الامتناع
المختلفة على الحاج في الأساس
وسيلة لنقل الحاج إلى حالة من
الطاقة السحرية.

الكعبة

كان الوثن على العموم يوضع في
حرم مقدس محدد بالصخور. وكان هذا
النطاق المقدس مجالا لطلب
الالتجاء للأحياء كلها. وعادة ما
يجد المرء بئرا في هذا النطاق
المقدس . ونحن لا نعلم متى بنيت
الكعبة أولا. ولكن اختيار الموضع
يدين إلى وجود بئر زمزم, والتي
توفر الماء الثمين للقوافل التي
تمر بمكة في طريقها إلى اليمن أو
إلى الشام.

كان المؤمنون يظهرون تكريمهم
بتقدمات و أضحيات. وكان في داخل
الكعبة بئر جافة توضع فيه
التقدمات. والحاج القادم لتكريم
الوثن عادة ما يحلق رأسه ضمن
النطاق المقدس أو الحرم. ومن
الملاحظ أن كل هذه المناسك
موجودة بشكل أو بآخر في الإسلام.

طبقا لما ذكره المؤلفون
المسلمون, كانت الكعبة في
البداية مبنية في السماء, حيث
يوجد نموذج لها لحد الآن (يقصد
البيت المعمور.), وذلك بألفي سنة
قبل خلق الكون. شيد آدم الكعبة
على الأرض ولكنها دمّرت خلال
الطوفان. علّم إبراهيم كيف يعيد
بنائها, وقد ساعد إسماعيل
إبراهيم في ذلك. وخلال بحثه عن
حجر ليعلّم موضع الزاوية من
البناء, قابل إسماعيل الملاك
جبريل, والذي أعطاه الحجر الأسود,
والذي كان آنذاك أكثر بياضا من
اللبن, وقد اسود لونه في ما بعد
من حمله خطايا هؤلاء الذين
يلمسونه. وهذا , بالطبع, هو تطويع
للأسطورة اليهودية عن وجود
أورشليم الأرضية وأورشليم
السماوية .

بالرغم من كون موير وتورّي
مقتنعين بأن المصدر الإبراهيمي
للكعبة كان معتقدا شائعا لفترة
طويلة قبل عصر محمد, إلا أن سنوك
هرغرونج و لويس سبرنغر متفقان
على أن الربط بين إبراهيم
والكعبة كان اختراعا شخصيا
لمحمد, وقد خدم ذلك كوسيلة
لتحرير الإسلام من اليهودية.
واستنتاج سبرنغر هو استنتاج
قاسي حيث يقوا:" بهذه الكذبة,...
أعطى محمد للإسلام كل ما يحتاجه
الإنسان والذي يفرق بن الديانة
والفلسفة, لقد أعطاه قومية و
طقوسا وذكريات تاريخية وأسرارا
مع ضمان لدخول الجنة, وفي نفس
الوقت سالبا منه وعيه ووعي
الآخرين"130.

الله

يدين الإسلام أيضا بمصطلح "الله"
إلى العرب الوثنيين. لدينا دليل
على أن المصطلح دخل إلى أسماء
أشخاص عديدين في شمال الجزيرة
العربية وعند الأنباط. وهو يتكرر
عند العرب في الأزمنة اللاحقة,
وذلك في الأسماء المركبة من
أسماء آلهة و في استخدام الاسم
لمفرده. يقتبس ويلهاوسن أيضا من
الأدب الجاهلي حيث يذكر الله
كمعبود عظيم. ولدينا أيضا شهادة
القرآن نفسه حيث هو الإله
المعروف بإنزال المطر وهو
الخالق و نحو ذلك, كانت كل جريرة
المكيين انم عبدوا آلهة أخرى.
وفيما بعد أطلق اسم الله فقط على
الإله الأعلى ." وعلى أي حال من
المهم جدا تذكر الحقيقة القائلة
بان محمدا لم يجد انه من الضروري
إدخال اله جديد دفعة واحدة,
ولكنه اقنع نفسه بتخليص الله
الوثني من شركائه معرضّا إياه
إلى نوع من التطهير العقائدي....
لو لم يكن متعودا منذ صغره على
فكرة الله الإله الفائق,
بالتحديد اله مكة الفائق, لكان
من المشكوك فيه أن يقدم على دعوة
إلى التوحيد."131

اقتبس ,أو بالأحرى احتفظ, القرآن
بالعادات التالية من العرب
الوثنيين: تعدد الزوجات,
العبودية, الطلاق سهل الوقوع
وقوانين اجتماعية عامة أخرى,
الختان, و طقوس التطهير. شارك كل
من وينسنك ونولدكه و غولدزيهر في
دراسة العناصر الأرواحية (الارواحية:
الاعتقاد بان الأرواح المقدسة
تسكن في الجمادات.) في الطقوس
المتعلقة بالصلاة الإسلامية132.
ففي التحضير للصلوات الخمس,
خصوصا أثناء عملية الوضوء, الهدف
هو تحرير المتعبّد من وجود أو
تأثير الأرواح الشريرة ولا
علاقة له البتة بمجرد النقاء
الجسدي. ومن الواضح من خلال
معرفة عدد لا يحصى من التقاليد
أن محمدا نفسه روّج لعدد لا يحصى
من الاعتقادات الخرافية في ما
يتعلق بالطهر من الشياطين, و هو
الموضوع الذي أخذه من وثنيته
السائدة في فترة شبابه. وطبقا
لإحدى التقاليد, فقد قال محمد
:" إذا استيقظ أراه أحدكم من
نومه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن
الشيطان يبيت على خيشومه." (يستنثر=
يتمخط, رواه البخاري والنسائي
وأحمد والرواية للبخاري.) وفي
مناسبة أخرى وعندما رأى محمد أن
رجلا قد ترك بقعة على قدمه لم
يمسسها الماء اخبر الرجل أن يعود
فيتوضأ بشكل أفضل ثم وعضه قائلا:"
إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن
فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة
نظر إليها مع الماء أو مع آخر قطر
الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه
كل خطيئة كان بطشتها يداه مع
الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل
خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو
مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا
من الذنوب"( رواه مسلم
والترمذي وأحمد والدارمي
والرواية لمسلم. المترجم). وهذا
القول يؤكد ما يذهب إليه
غولدزيهر: انه طبقا للتصور
الساميّ (من الشعوب الساميّة.
المترجم) فالماء يذهب حاملا
الشياطين. وكان النبي متعودا على
"غسل" قدميه بينما هو مرتد
لنعلين من خلال المسح بيديه على
خارج النعلين بكل بساطة.

تقليديا, من المطلوب على المسلم
أن يغطّي رأسه, خصوصا مؤخرة
جمجمته. يعتقد وينسنك Wensinck أن
المطلوب من هذا هو منع الأرواح
الشريرة من دخول الجسم. العديد
من الحركات التعبيرية
والتحرّكات, وصوت المؤذن, ورفع
اليدين...الخ, قد عرّفت على أنها
ممارسات أرواحية في الأصل وقد
استخدمت بصورة متكررة بدافع طرد
الأرواح الشريرة

الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الجذور التاريخية للاسلام :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الجذور التاريخية للاسلام

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  الجذور التاريخية لتعدد الزوجات
» الوجه القبيح للاسلام السياسي
» حفر تحت الجذور :
» الجذور الوثنية للديانات التوحيدية
» الجذور الفلسفية للبنيوية

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: