هل ينافس موقع "آريبا" العربي "فايسبوك" الأميركي؟
صفحة الموقع العربي الجديد.. |
زينة برجاوي
31/05/2011
مارك
زوكريبيرج. صار اسما أشهر من أن يُعرّف. هذا المواطن الأميركي الذي يبلغ
من العمر اليوم 27 عاماً استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يتحوّل من مبرمج
عادي إلى رجل أعمال مشهور، بفضل إنشائه موقع التواصل الاجتماعي الأشهر
اليوم "فايسبوك". فمنذ إطلاق الموقع في العام 2006 وحتى يومنا الحاضر، يكسب
الموقع اهتماما أكبر من قبل مستخدميه.
لن نطيل الحديث عن مبادرة أدخلت الشاب الأميركي التاريخ من بابه الواسع،
لنسلط الضوء أكثر على مبادرة شبيهة من أصول عربية، وهي موقع "آريبا"،
وعنوانه "
www.areebaareeba.com" الذي أطلقه مهندس الاتصالات الأردني أيمن
أرشيد منذ أربعة أشهر تقريبا. فها هو عربي في العقد الرابع من عمره يترجم
فكرة موقع اجتماعي جديد على أرض الواقع، ليواكب عصر التواصل الالكتروني.
والاهم من ذلك انه يهدف إلى ربط منطقة الشرق الأوسط بجميع أنحاء العالم،
وخلق روابط بين العرب المغتربين حول العالم.
لكن هل أبصر موقع "آريبا" النور لينافس موقع "فايسبوك"؟ يضحك أرشيد رداً
على هذا السؤال الذي يصادفه يوميًا. وينفي للمرة المئة أن يكون قد بادر إلى
إطلاق الموقع بهدف منافسة موقع آخر. يسأل: "لماذا لا يكون لنا منصة عربية
تستقطب اهتمام الأجنبي؟". ويؤكد في الوقت ذاته على أن الهدف الأول من
الموقع هو "سدّ الفراغ بين العرب والغرب للتقريب بين الثقافتين".
من هنا، قد لا تتفق فكرة إنشاء الموقع مع مبدأ أرشيد الذي أطلق موقعه
باللغة الانكليزية، بدلاً من اللغة العربية. يعزو السبب في ذلك إلى أنه
حاول في البداية إطلاق الموقع بالعربية، "إلا أن تقنيات البرمجة التي
استعملها لم تتوفر إلا بالانكليزية". رغم ذلك، يبدو أن أرشيد سيحمي موقعه
من الانتقادات التي ظهرت عقب إطلاقه، لا سيما تلك التي سألت عن سبب غياب
العربية. لذلك يسعى أرشيد حاليًا إلى إضافة خيار اللغة العربية وبعض اللغات
الأخرى، مثل الفرنسية والإسبانية والإيطالية "آريبا". والاسم، للمناسبة،
يحمل معنى مزدوجا، فهو يعني، بالطريقة التي يلفظ فيها، "قريبة"، أي تقريب
الأشخاص من بعضهم البعض، بينما يشير المعنى الثاني إلى كلمة العربية باللغة
اللاتينية.
4000 مستخدم في 4 أشهر يشبه الموقع كثيرا موقع "فايسبوك" من حيث المضمون، إلا انه يختلف كليًا
بالشكل. يمكن للمستخدمين الذي وصل عددهم حتى الساعة إلى نحو أربعة آلاف
مشترك، الانضمام إلى الموقع من أجل الاتصال بنظرائهم الآخرين في نفس المجال
والتفاعل معهم. وقد تمّ تصميم الموقع بشكل مبتكر وبكفاءة عالية من خلال
استخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا البرمجيات. وبإمكانهم أيضًا، إضافة
أصدقاء جدد إلى قائمة أصدقائهم وإرسال الرسائل إليهم، وأيضًا تحديث ملفاتهم
المهنية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم. الأمر الذي ساعد على نمو الموقع بشكل
سريع.
ويتوقع صاحبه أن "يحدث تغييرا كبيرا في كيفية الاتصال والمشاركة بين الأشخاص وزملاء العمل والشركات التجارية وتبادل المعلومات".
يعترف أرشيد أن الموقع الحديث الولادة لا يتمتع بتقنيات تجعله مميزًا عن
غيره من المواقع، إلا أنه يتفوّق عليها باعتباره موقعا عربيا يتولى مهمة
مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة. ويرى أرشيد أن الفرق بين "آريبا"
و"فايسبوك" هو "أن الأول يعتبر موقع لتطوير الجانب الاجتماعي والمهني
لإيجاد فرص عمل تفيد كل المجتمعات العربية الاقتصادية والاجتماعية". ويوفر
الموقع بعض الروابط التي توصل بالشركات والمؤسسات التي يمكنها تسويق
منتجاتها وخدماتها التي تقدمها إلى الزبائن لتخفيض ميزانيّة العلاقات
العامّة والتسويق.
الحماية من القرصنة يواجه موقع "فايسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعية الأخرى عمليات قرصنة
يومية، وصلت إلى حدّ الإصابة بأضرار شخصية في بعض الأحيان. ويبدو أن
"آريبا" سيقف بالمرصاد أمام محاولات القرصنة، حيث تم استخدام أحدث الطرق
التكنولوجية لمحاربة أي اختراق من قبل القراصنة أو أي هيئات ومنظمات لها
علاقة بخرق المواقع. ويؤكد أرشيد على "وجود فريق خاص يعمل على مدار الساعة
وهو متخصص في تكنولوجيات المواقع الاجتماعية، لمنع القرصنة وخرق معلومات
الموقع، حيث يسمح للأطفال بالمشاركة في الموقع من دون خوف عليهم من أي
تحرشات".
في السياق ذاته، يأخذ الموقع بعين الاعتبار القواعد التي تمنع بنشر صور
ومواضيع غير أخلاقية، ويتولى الفريق المكلّف بحذفها عند ورودها. مع هذا يرى
أرشيد أن خدمات الموقع ليست الأفضل مقارنة مع المواقع الأخرى، إلا أن هناك
مخططات وأفكارا جديدة قد ترجحه بأن يكون من بين الخمسة الأولى عالميا!".
ولكل مستخدم معلوماته الشخصية على الموقع، يمكنه الاحتفاظ بها لنفسه أو
مشاركة الآخرين بها. هنا أيضًا يمكنه اعتماد الصورة التي يختارها، وكتابة
الحالة الشخصية التي تعبّر عنه. ويسمح له بمناقشة الموضوع الذي يريده،
سياسيًا كان أم اجتماعيا أو دينيًا، ولا احد يمنعه من مدح زعيم أو سياسي
وانتقاد آخر.
ويغلب الحضور العربي على الموقع حتى الآن، وخاصة من الجنسيات المصرية،
السورية والأردنية، فيما يؤكد أرشيد أن "إطلاق الموقع في البداية سجّل نسبة
حضور أجنبية وصلت إلى 80 في المئة، لكنه نال مؤخرًا إقبالاً عربيًا
ملحوظًا بسبب الحملة الإعلامية التي أطلقها"..
ويبقى السؤال، هل سيتمّ التخلي عربيا عن "فايسبوك" بوجود "آريبا"، أو ستتم الاستفادة من الموقعين لتوسيع دائرة التواصل بين الناس؟