لاسرائيليون أشرار.. والوزيرة لم تبالغ
رأي القدس
03/12/2009
لم تبالغ الوزيرة الاسرائيلية السابقة شالوميت
ألوني عندما قالت في عيد ميلادها الحادي والثمانين 'انني غير راضية عن
دولة اسرائيل، فمن الصعب ان اقول عنها كلمات طيبة.. اننا نعيش في محنة
اخلاقية واجتماعية' واضافت 'منذ الانتفاضة الثانية قتلنا آلاف الفلسطينيين
وتلطخت ايدينا بدمائهم.. نعم نحن أشرار، وما نفعله في الضفة هو قمة الشر،
وهو يفوق ما فعله الآخرون باليهود'.
فمن رأى المستوطن الاسرائيلي، من
مستوطنة 'كريات اربع' قرب الخليل، وهو يدهس بسيارته شابا فلسطينيا مصابا
اتهم بمهاجمة مستوطنتين، وفق شريط بثته القناة الاسرائيلية الثانية، لا
يمكن ان يصدق ان بشرا يمكن ان يقدموا على مثل هذا العمل الاجرامي البشع.
المستوطن
المذكور داس بسيارته مرتين على جسد الشاب الفلسطيني الممدد على الارض بعد
اطلاق النار عليه واصابته في اكثر من مكان، ووسط دهشة رجال الاسعاف الذين
كانوا يحاولون وقف نزيفه، وانقاذ حياته.
الشرطة الاسرائيلية كانت تراقب
بدورها هذا العمل الاجرامي، ولم تتحرك مطلقا لوقفه، فطالما ان المجرم
مستوطن اسرائيلي، والضحية عربي فلا شأن لها في الامر، فليواصل هذا المجرم
جريمته البشعة واللاانسانية في وضح النهار.
لو وقعت هذه الجريمة ضد
مواطن يهودي في اي بلد اوروبي لاهتز العالم بأسره، ورأينا اجهزة الاعلام،
والتلفزة خاصة، تعيد بث المشهد عشرات المرات، لتعبئة الرأي العام ضد
الجاني، والى جانب الضحية، ولكن لان الضحية مواطن فلسطيني عربي مسلم،
والجلاد مستوطن اسرائيلي فلم نر سطرا واحدا عن هذه الجريمة في الاعلام
الغربي.
ليست المرة الاولى التي يقدم فيها المستوطنون على جرائم على
هذه الدرجة من البشاعة، فقد قتلوا محمد الدرة في وضح النهار، ولم يلتفتوا
لتوسلات والده بوقف اطلاق النار، والانكى من ذلك اقدامهم على فبركة نظريات
تقول ان الرصاص القاتل فلسطيني وليس اسرائيليا.
الجرائم كثيرة،
والامثلة عديدة، فمن يسرقون اعضاء الشهداء ويتاجرون فيها، لن يتورعوا عن
دهس انسان جريح ينزف، وامام رجال شرطة من صميم واجباتهم حفظ الامن ومنع
الجريمة.
المستوطن المجرم يقدم على جريمته وهو مطمئن الى انه سيفلت من
العقاب، تماماً مثلما فلت العديد من زملائه الذين ارتكبوا جرائم اكثر
بشاعة في حق'الفلسطينيين العزل.
فاذا كانت اسرائيل تقدم على مجازرها في
قانا بجنوب لبنان (مرتين) وترمي قنابل الفوسفور الابيض على الاطفال لحرق
اجسادهم الطرية في قطاع غزة، وتفلت من اي عقاب، لان الحكومات الامريكية
والاوروبية تحميها في المحافل الدولية، وتضعها فوق كل القوانين، فلماذا لا
يقدم مستوطنوها على ما يقدمون عليه من جرائم القتل، وقلع الاشجار، وترويع
السكان العرب وارهابهم؟
اسرائيل سحبت تصاريح الاقامة'من حوالى خمسة
آلاف عربي من سكان القدس المحتلة، وصادرت آلاف الدونمات والمنازل، واقامت
مدنا استيطانية كاملة لخنق المدينة المقدسة وطمس هويتها العربية، واطلقت
العنان للمستوطنين للاعتداء بالضرب على اهل المدينة والقذف بهم الى الشارع.
الوزيرة
الاسرائيلية قالت ان الاسرائيليين يفعلون بالفلسطينيين ما يفوق ما فعله
الآخرون باليهود، واستدركت قائلة 'ما عدا النازيين' ولكننا لن نستدرك هنا،
ونقولها بالفم الملآن، ان ما يفعلونه بالفلسطينيين ابشع مما فعله النازيون
باليهود. فجرائم النازية ضد اليهود على بشاعتها توقفت، ودفع الالمان
لاسرائيل اكثر من مئة مليار دولار تعويضات، وما زالوا، علاوة على اقامة
وطن لليهود في فلسطين على حساب اهلها، بينما جرائم النازيين الاسرائيليين
ضد الفلسطينيين مستمرة منذ ستين عاماً، وتحت سمع الغرب المتحضر وبصره، وفي
ظل صمت وخنوع عربيين مخجلين.