مع التواصل الالكتروني يتخلق الابداع باشكال مختلفة.
وبأساليب متعددة ومن ابرز نوافذ الكتابة في الانترنت. نافذة الماسنجر. وهي
نافذة مهيأة للتواصل بين مستخدمي هذه الشبكة العنكبوتية. ولأن المبدع له
القدرة على استثمار الاشياء فتحولت هذه النافذة من اداة للتواصل في
العلاقات الانسانية الى مكان لتخليق النص فنجد هناك نصوصاً كتبت في تلك
النافذة بين طرفين يجمعها الهم الابداعي اوهموم اخرى. والاسئلة تتوالى في
هذا الجانب: كيف يتم النظر الى هذا المستوى من الكتابة وهل تمثل تلك النصوص
جدية الهم الابداعي هل وجود تلك النافذة الماسنجرية يعد انقلاباً على
الطقوس المعتادة على الكتابة هل حضور طرف آخر في تلك اللحظة يمنح المبدع
دفقة شعورية تدفعه الى الكتابة باحساس اللحظة. هل هناك حقا ادب نستطيع ان
نطلق عليه الادب الماسنجري!!
الشعر لحظة كشف لا يمكن أن يشاركني فيها كائن
آخر:
يقول الشاعر حمدان الحارثي:
اللحظة الشعرية لاترتهن لشروط تحكمها فهي وليدة اللحظة الزمنية التي تسكنها
ولافرق أن تولد ماسنجريا أو في لحظة أخرى لأنها عصية على الضبط في نفس
الوقت ولسبب أجهله أرى أن الكتابة على الماسنجر (شعريا) هي نوع من عدم
الوعي به ككائن يستحق لحظة احتفاء خاصة وقد تولد على الماسنجر لكنه يجب أن
تؤخذ بعيدا عنه لتتخلق كما يجب الشعر وشخصيا لم يولد نص على الماسنجر ولو
حضرت فكرته أما أن يكتب كاملا فهو وبشكل شخصي موضع تحفظ ليس لأن هناك
طقوساً كتابية التزمها بل لأن الشعر لحظة كشف لا يمكن أن يشاركني فيها كائن
آخر في لحظة انبثاقها.
الماسنجر فكرة أكثر تقدمية ودهشة:
القاص عبدالرحمن الخضر
من الجيل الذي يمكن تسميتهم بجيل الانترنت الجيل الذي يعي وينسجم مفردات
الانترنت يقول عن هذه النافذة التي تنتج لحظات كتابية: قلت.. «الطقوس
المعتادة».. ولأن الطقوس ما عادت..طقوساً! ولا طرق الكتابة.. ما عادت كما
كانت.. فإن الحب تغير هو الآخر ف بات.. رقمياً.. لذا حري «بالماسنجر» أن
يحتل..قائمة.. في الأدب.. ياصاحبي سأثرثر.. كنت في فترة ما.. لا أجيد
الكتابة مالم.. أمسك قلماً وورقة بيضاء كالحليب.. ثم.. طوعت أصابعي.. في
الطباعة، فاستبدلت.. ورقة الحليب.. بورقة ال وورد.. الآتية من الضوء السائل
في زجاج الشاشة أرأيت.. كيف أن كل ورقة لها.. ما يميزها؟! ثم.. جف الشغب..
الذي يتحرض بأصابعي.. وأنا صامت وحدي..
لذا جاء وحي «الماسنجر».. هذا الوحي الجديد.. أو ال «فالنتاين» الرحيم
بالكلمات.. الذي يزاوجها سراً.. ربما.. لأن تساقط الكلمات أثناء الماسنجر
بين.. متعاطي اللغة أوالكتابة.. الخارجية عن طقس المعتاد.. (ك قال: فلان..
ههههههههه).. خلق من «الماسنجر» ماهيته الأدبية التي تشير إليها.. لذا..
فالأفكار التي تتناثر نتيجة التزاوج بين فكرتين (فكرة بدائية.. طورها الآخر
على الماسنجر لفكرة أكثر تقدمية ودهشة).. مما ينتج عن ذلك التزاوج
والإشتراك.. نشوء فكرة طازجة ومدهشة. وربما.. لأن التلقي السريع لصوت
الكلمة على المتلقي/الآخر..له الأثر في المساعدة.. على خلق تكوين- ولو كان
بدائياً- لفكرة ما.. تنبأ أنها ستكون ذات.. صدى! النص- أي نص- برأيي.. هو
جنين.. مخلوق من نزوة.. تبدأ نطفة.. بالكلام الهارب.. ويولد بالكتابة..
ويتكاثر كأمة. بالتصفيق! لذا فإن أي كاتب.. مسكون بشهوة.. إعجاب الآخر
وتصفيقه.. بما يكتبه.. لذا إن كان هذا الجنين.. يلبي شهوة الكاتب في
التصفيق لفكرته أونصه.. في آنها/ في لحظتها.. أثناء الماسنجر.. فإن ذلك
يستجرئه.. على أكمال نصه.. ليحظى بشهوة مضافة.. من خلال عرضه على شريحة
أوسع.
الشاعر سعد العتيق
يتوغل في تفاصيل هذه الكتابة وهو يرى وأن الغى حضور الماسنجر
الحواجز وقرب المسافات. إلا انه يرى بأن تلك الكتابة قائمة على الوهم: ألغى
الماسنجر الحواجز المختلفة، محفزاً على الاتصال والتواصل.. ومهيئاً
للكتابة رافداً حراً بعيداً عن أعين الرقباء. وربما اتسمت الكتابة فيه
بالجدية، وإن بنيت في أغلب الأحيان على الوهم، وتداعيات التصور عن بعد.
فنحن نتخيل الآخر كما نشاء، فنرسمه بأحاسيسنا، ونحدثه بلغتنا الخاصة، وإن
لم يفهمها. ووجود تلك النافذة الماسنجرية يعد انقلابا على الطقوس المعتادة
على الكتابة. ليس انقلاباً.. ولكنه تحدياً للقيود. ويضيف عن الاخر الذي
يمثل الطرف الاخر في اللحظة الماسنجرية: الآخر الذي تربطك به اللحظة
الماسينجرية برابط الحوار المتنامي نحو الهدف.. فلكل هدفه الذي يسعى
لتحقيقه عبر الماسينجر، وإن لم يعلن عنه.. وربما تولد من ذلك الحوار، أومن
نتائجه نصاً إبداعياً خلقته اللحظة الرومانسية الخلاقة، والظمأ الذي يسكننا
تجاه ما هو جميل، وبعيد المنال. هكذا أتصور تبقي كتابة الماسنجر صادقة،
وإن ربطت بين واهميين!!
- عن منتدى بابل