نصوص
فيوليت أبو الجلد
يا حب، أيها الوحش الكاسر ،
أنا المرأة الليّنة في ليلكَ الطويل.
*******
خبئني في جيبكَ الصغير أيها الموت،
أريد أن أخشخشَ مع مفاتيح من راحوا،
دعني في هذه العتمة الضيّقة
أتسع كالعدم .
********
منذ سنين وأنا أدّعي أن لي بيتا وعائلة
وكلبا يحرس الحديقة،
منذ سنين وأنا أكتب عن الرجال والموتى،
منذ سنين وأنا في هذا المصحّ العقلي
أحاول أن أقنع المرأة ذات الشعر الأحمر بأن
رأسها ليس كأس خمر ،
بأن الحب رقصٌ حول نارٍ
تشعل القدمين لتخدَع القلب.
بأن الأغاني قصائد فاحشة
لشعراء حزانى ،وحيدين
يعرفون أن شعري الأحمر نزيف تجمّد
فوق جرحٍ له قامة أنثى ... ويضحكون.
*******
أبتسم برقة لهم
أولئك الذين أمعنوا في موتي.
كان عليّ أن أذبحَ مرارا كي تخرج أرواحي منهم،
كان عليّ أن أتمرّن على الحكمة
في أندية الأخطاء المكررة ، لأكتمل برشاقتي،
لألمع في ابتسامة بوجه غائب،
بذعر جسد سقطَت ثماره سهوا في حياة ناقصة.
*******
أرسلني الى الجحيم،
أشعر بالبرد في جنّتكَ يا الله،
أنا مطفأة، تمتمتُ صلاة الصعود اليك
بشفاه يائسة... ندمت.
قرعتُ أجراس الشِعر بيدين مشققتين ،
أدمتني هذه الموسيقى
أرهقني التائبون عند أعتاب الحب
قيل لكَ إني بيضاء في عالم أسود ... صدّقت!
أشعر بالبرد يا الله،
هذا البياض لا يشعل نارا ،
لا يرسم حتى موقدا على الحائط.
ألوّن الآن شَعري بالأحمر ، جسدي بالخطايا.
أودّع الثلاثين بقدمين غائرتين
في ما ارتكبه سواي وصدقتُه ،
في ما سأرتكبه ولن يصدقه سواك
لأني أشعر بالبرد يا الله.
*********
اللواتي اغتسلنَ بالهجران ،جفّفنَ أكتافهنّ بالرحيل ،
وشمنَ على أذرعهنّ المراكب،خلفَ أعناقهنّ السفر.
اللواتي نحلنَ عند الخصر حين فتح الحزن أشداقَه عليهنّ،
اللواتي احترفنَ ضرب المنادل والسِحر
حين صارت أحضانهنّ مجامر ،
حين نبتَ على أكفهنّ عشبُ الغفران.
***********
كانت العداوة عارية ،
ها نحن نخيط لها ثوبا من الدانتيل الأسود،
أطرّز الأكمام بقليل من الحقد،
أترك الصدرَ مكشوفا لصيّاد سيعبر النهر الى الخاصرة بخفّة طائر،
كي لا تهرب غزلان السُرّة .
الخيطان المنسولة عند الرُكبة كمينٌ لسارق طويل الأناة ،
فإذا امتدّت يد الحب الى الجمرة،
علُقَت الأصابع بالخيانات تسيل على ساقين من ندم.
***********
بعباءتي البيضاء ،
أستريح شبحا على غبار العزلة،
أتمدّد سلطانة للموت.
يحطُّ الشعر على كتفٍ ، يطير الحب عن الآخر.
ثمة كوابيس على هيئة انتظار.
أنا التي سممتُ الريح كي لا تعصف،
قلتُ للبحر: اهدأ ،
أمرتُ الغيم بالعطش .
أنا التي صالحتُ أمراء الطوائف والحروب
كي لا تخدش قلبكَ رصاصة طائشة.
ثمة كوابيس على هيئة رجل لم يأتِ ،
كوابيس على هيئة نار تخمدُ ...تخمد .
********
في الوقت متّسعٌ
لنهايات أكثر يأسا من فتحة في القميص تنتحب،
من صليب معلّق على صدرٍ وثني ،
من عطر يهجس بالوشاية ،
من أنفاس تقتفي أثر الهواء
في رئة ضجرة.