سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3221
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | طرح اشكالية عن هاجس التحليل العلمي وإشكالية اليقينبقلمي | |
هاجس التحليل العلمي وإشكالية اليقينالتحليل العلمي هو إحدى الوسائل الأساسية التي يستخدمها الإنسان لفهم العالم من حوله، لكن هذا التحليل يواجه دائمًا إشكالية مركزية: إمكانية الوصول إلى اليقين المطلق. يُطرح هنا تساؤل مهم: هل يمكن للتحليل العلمي أن يتجاوز الحدود الطبيعية للإدراك البشري وإطار الأدوات المعرفية المستخدمة؟ أم أن العلم نفسه يُقيد داخل دائرة الاحتمالات، حيث لا يمكنه سوى الاقتراب من الحقيقة دون بلوغها بشكل كامل؟1. هاجس اليقين في العلم:أ. العلم كعملية تقريبية:- العلم، في جوهره، هو عملية تراكمية تحاول الاقتراب من الحقيقة من خلال سلسلة من النماذج والنظريات التي تُختبر باستمرار.
- لكن هذه النماذج ليست يقينية بطبيعتها؛ فهي تعمل ضمن افتراضات مؤقتة قد تتغير عندما تظهر بيانات جديدة.
ب. الطبيعة الاحتمالية للمعرفة:- تعتمد الكثير من التحليلات العلمية على النماذج الاحتمالية والإحصائية، مما يجعل الاستنتاجات العلمية قائمة على درجات من الثقة وليس على اليقين المطلق.
- مثال: في الفيزياء الكمية، لا يُمكننا تحديد حالة الجسيم بدقة مطلقة، بل نعتمد على التوزيعات الاحتمالية (مثل مبدأ هايزنبرغ).
ج. حدود الأدوات والتقنيات:- أدوات القياس والمعالجة تُحدد مدى دقة البيانات العلمية، مما يجعل النتائج معتمدة على مدى تطور التقنيات المستخدمة.
- حتى أكثر التقنيات تطورًا لا تستطيع الوصول إلى "الواقع كما هو" بل تُعطينا نسخة منه ضمن إطار معرفي محدد.
2. إشكالية التحليل العلمي:أ. التحيز الهيكلي في البحث العلمي:- حتى في أكثر التجارب انضباطًا، يحمل التحليل العلمي تحيزات ضمنية نابعة من أسئلة البحث، الفرضيات، وتصميم التجارب.
- هذه التحيزات تُظهر أن العلم ليس محايدًا تمامًا، بل يتأثر بالسياقات الثقافية، الاقتصادية، والسياسية.
ب. النموذجية مقابل الواقع:- يعتمد العلم على النماذج التي تُبسط الواقع لفهمه وتحليله. لكن هذه النماذج قد لا تعكس تعقيد الواقع بشكل كامل.
- مثال: النموذج الذري للذرة مفيد، لكنه لا يمثل الذرة كما هي في الواقع، بل هو تمثيل تقريبي يمكن تغييره مع تطور المعرفة.
ج. معضلة "اللايقين الهيكلي":- هناك ظواهر علمية قد تكون خارج نطاق الفهم البشري بسبب تعقيدها أو بسبب قيود معرفية جوهرية.
- مثال: مفهوم "المادة المظلمة" و"الطاقة المظلمة" في الفيزياء الكونية ما زال مبهمًا، مما يوضح حدود القدرة التحليلية للعلم.
3. فلسفة العلم:أ. النقد البنائي للعلم (كارل بوبر):- كارل بوبر يرى أن العلم لا يثبت النظريات بل يفندها. أي أن العلم هو سلسلة من الاختبارات والتفنيدات، مما يجعله دائمًا مفتوحًا للشك.
- اليقين العلمي، إذًا، ليس سوى وهم، والعلم يتقدم من خلال تصحيح الأخطاء وليس من خلال بناء حقائق مطلقة.
ب. العلم كمنظومة مفتوحة (توماس كون):- يرى توماس كون أن العلم يتحرك عبر "ثورات علمية"، حيث تنهار النماذج القديمة ويتم استبدالها بنماذج جديدة.
- هذه الطبيعة الثورية تُبرز استحالة الوصول إلى يقين مطلق، لأن كل نموذج يحمل داخله بذور انهياره.
4. هل اليقين ممكن؟أ. اليقين النسبي:- بعض العلوم تقدم إجابات دقيقة جدًا ضمن حدود معينة، مثل قوانين نيوتن في الحركة ضمن النطاق الكلاسيكي.
- لكن حتى هذه القوانين تصبح غير صالحة في النطاقات النسبية أو الكمية، مما يؤكد أن اليقين العلمي نسبي ومحدود.
ب. حتمية الشك:- الشك ليس عيبًا في العلم، بل هو جوهره. العلم ليس وسيلة للوصول إلى الحقيقة المطلقة، بل هو منهج لفهم الحقيقة بشكل تدريجي ومتجدد.
خلاصة:إشكالية اليقين في التحليل العلمي تُبرز أن العلم ليس هدفه الوصول إلى "الحقيقة النهائية"، بل تقديم فهم مؤقت وقابل للتطوير. الهاجس العلمي تجاه اليقين قد يكون محفزًا للتقدم، لكنه في الوقت نفسه قد يؤدي إلى توهم السيطرة الكاملة على الواقع. الحل يكمن في تبني منهجية علمية أكثر تواضعًا، تُقر بحدود المعرفة الحالية، وتعترف بأن رحلة البحث العلمي هي عملية لا نهائية | |
|