** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الكوميديا في زمن تراجيدي  الياس خوري I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الكوميديا في زمن تراجيدي الياس خوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فدوى
فريق العمـــــل *****
فدوى


التوقيع : الكوميديا في زمن تراجيدي  الياس خوري I_icon_gender_male

عدد الرسائل : 1539

الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي
تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7

الكوميديا في زمن تراجيدي  الياس خوري Empty
13072015
مُساهمةالكوميديا في زمن تراجيدي الياس خوري

الكوميديا في زمن تراجيدي
الياس خوري
July 13, 2015
الكوميديا في زمن تراجيدي  الياس خوري 13qpt998

عندما سئل مخرج فيلم «زد» اليوناني كوستا غافراس إذا كان يفكر في إخراج فيلم جديد عن الأزمة المالية السياسية في بلاده، وسعي البنوك لتركيع اليونان وإذلالها، ابتسم وقال ان هذا النوع من الوقائع يحتاج إلى شارلي شابلن.
اليونان التي صنعت في أدبها القديم التراجيديات الأدبية الكبرى، تجد نفسها اليوم في حاجة إلى ممثل ومخرج كوميدي رسم في رائعته «الأزمنة الحديثة» الصورة القاتمة للعالم الذي صنعته الرأسمالية، في أفلام كوميدية تتعالى بالمأساة وتحولها إلى حقل من الأسئلة.
علّمنا شابلن كيف نمزج دموع الضحك بدموع البكاء، وكيف نصنع كوميديا ملائمة تفضح العهر الرأسمالي في قالب إنساني يصل إلى حدود الرومانسية من دون السقوط فيها، وبذا قدّم اقتراحا جديدا لمقاربة مأساة علاقة الإنسان بالسلطة حيث تتجدد جدلية السيد والعبد في ظل أيديولوجية تدّعي الحرية.
راودتني هذه الأفكار وأنا ارى أمامي الكوميديا اللبنانية – السورية – الفلسطينية وهي تدور فوق التراجيديا الهائلة التي نعيشها، وسط هذا العته الطائفي- الديني الشامل. وتساءلت ألا يحق لنا نحن العرب ان نمتلك أبطالا تراجيديين ملائمين لزمننا، أو ننتج كوميديا تلتقط لحظتنا التراجيدية؟
قررت ان لا أبحث عن أجوبة على سؤالي في المسلسلات الرمضانية التي تكتظ بها الشاشة الصغيرة. فأنا لا امتلك طاقة البطء المسلسلاتية التي تملأ الفراغ بالفراغ. لذا لم يعد أمامي سوى تلفزيون الواقع. فالحدث العربي لم يعد أكثر من مجموعة من الخطب والانفعالات والافتعالات والجرائم التي تملأ شاشاتنا. من الجنرال عون في توتره الخطابي، إلى السيد حسين نصرالله الذي حوّل يوم القدس العالمي إلى خطاب يبرر المقتلة السورية، إلى حكاية الصراع على الدبكة الفلسطينية في أم الفحم وبقية مناطق 1948.
لا أدري من أين أبدأ، فتلفزيون الواقع الكوميدي العربي لا يُحتمل. لا يستطيع الإنسان ان يجعل من موته نكتة. نحن في نكتة الموت ولسنا في الكوميديا. نكتة سمجة ثقيلة تطلب منا أن نضحك ليس بسبب مفارقات الموقف أو المفاجأة، مثلما علمنا برغسون في تحليله للضحك، بل على اعتاب موتنا الذي صار ممسحة للطغاة والبغاة.
يصلح خطاب السيد نصرالله أن يكون نقطة البداية، لأنه يكشف المأزق. فأمين عام حزب الله تكلم وسط الدم السوري الذي يراق، بلا رحمة منذ أكثر من أربعة أعوام، ليبشرنا بأن طريق القدس تمر في الزبداني! أذكر أنني سمعت كلاما شبيها في زمن مضى ونتمنى ان لا يعود. ففي حومة الحرب الأهلية اللبنانية ارتكب صلاح خلف (أبو إياد) شعارا مدمرا وقاتلا يوم قال ان طريق فلسطين تمر في جونية. وكان هذا الخطأ تعبيرا كلاميا عن خطأ أكثر فداحة ارتكب بالفعل وليس بالكلام في بلدة الدامور الساحلية، التي تم تهجير أهلها المسيحيين قبل أن يصدر قرار إسكان أهل تل الزعتر المهجرين من مخيمهم المدمر فيها. يومها بدأت هزيمة الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية تلوح في الأفق. بل استطيع القول ان الدامور كانت هي الهزيمة الأخلاقية التي مهدت للهزيمة السياسية والعسكرية وجعلتها شبه حتمية. اذ لا تُعالج جريمة مذبحة تل الزعتر بجريمة ثأرية مقابلة، ولا يُمحى خطأ بخطأ.
السيد نصرالله لم يكرر خطأ صلاح خلف فقط بل تجاوزه أيضا. وإذا كنا نوافق كارل ماركس على افتراضه بأن التاريخ يتكرر مرتين الأولى على شكل تراجيديا والثانية على شكل كوميديا، فإننا اليوم في الكوميديا. لكنها كوميديا قاتلة ومبقعة بالدم.
الضحك مستحيل أمام الهول الذي يعيشه الشعب السوري في مأساة بحثه عن حريته المجهضة، وهو مستحيل أيضا أمام اللحظة الكوميدية التي عبرت عنها «مُظيهرة» الاحتجاج التي نظمها أنصار الجنرال عون أمام السرايا الحكومي في بيروت. لا ريب أن الجنرال يحمل في حكايته ملامح تراجيدية ورثها عن بشير الجميل، قائد «أول جيش مسيحي في الشرق»، بحسب شارل مالك في تفلسفه الدعيّ والفارغ. وإذا كانت مأسوية بشير تجسدت في جرائمه التي لا تحصى وفي ارتمائه في أحضان المحتل الإسرائيلي، فإن مأسوية الجنرال البرتقالي تكمن في عجزه المتراكم عن تحقيق طموحه في «الإصلاح والتغيير» الذي لا يمر إلا عبره شخصيا. موت بشير اغتيالا تحت حطام بيت الكتائب في الأشرفية لا يشبه دمار قصر بعبدا الرئاسي والمنفى الذي اختاره الجنرال. رغم الاختلاف الكبير بين الرجلين فإن ما يجمع بين الجنرال والباشا، هو الخوف الأقلوي الذي يجري التعبير عنه بلغة وممارسة هجوميتين. وفي الوقت الذي تحترق فيه المنطقة على أيدي المستبدين والدواعش، وتجتاحها الأصوليات الإسلامية يأتي الجنرال رافعا سيف الحقوق الطائفية، وحين يُسأل ماذا يريد يتلعثم ويداور ويناور، بينما يهدد صهره الحصيف الوزير جبران باسيل بفرط النظام وبالفيدرالية! السجال مع عون مستحيل فالكلام عن الحقوق فارغ من المضامين ويخفي شبقا شخصيا إلى السلطة، ولا يصب إلا في إعادة انتاج الخطاب الطائفي الذي هو أصل البلاء اللبناني.
ورغم كوميدية الأداء فانني عاجز عن الضحك، ففي إحباطات العونيين مؤشر على إحباط عام وانسداد سياسي شامل، وهي تخفي احتمالات الكارثة. ففي اللحظة التي تتجدد فيها الحرب الأهلية في لبنان، يكون لبنان قد انتهى ونصير لاجئين في بلادنا أو في بلاد الآخرين.
وأخيرا فإن حكاية الدبكة في فلسطين تثير الحيرة. هل انتهت معركة التحرير كي تبدأ معركة الدبكة؟ يا للعجب، دبكة في أم الفحم بعد إفطار رمضاني تثير كل هذا السجال والتهديدات، بسبب مشاركة الصبايا للشباب فيها؟ ألا يعلم بعض الإسلاميين ان الدبكة هي ممارسة شعبية وتراث وطني، أم أنهم يكرهون الشعب إلى درجة انهم يفضلون الاحتلال على الدبكة؟ّ!
طريق فلسطين يصنعها الفلسطينيون بنضالهم وأقدامهم الثابتة على أرض وطنهم، وهي بالتأكيد لا تمر على جثث السوريات والسوريين في الزبداني والقصير وحمص، بل تمر في قلوبنا التي احتلت فيها سورية مكان الصدارة.
الياس خوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الكوميديا في زمن تراجيدي الياس خوري :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الكوميديا في زمن تراجيدي الياس خوري

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» لغة الصمت الياس خوري
» انه الأمل الياس خوري
» بيت بلا حيطان الياس خوري
» تحية الى حمص الياس خوري
» انتهى الكلام! الياس خوري

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: