.
الباطل يشمل الظلّ الذي يجلس اليه الملك….!!
2.
لا تبالي يا صديق؛ علينا ان لا نخجل من اشياء لم نفعلها، فليس لدينا ما يبررها..
3.
عندما تسمع موسيقى منظمة اعلم بان الله من ورائها يناديك، للتمعن في ملكوته وتنسى كوارث الحروب التي نهضت بالأطماع لا بالحب المنظم..
4.
التاريخ لم يكتبه واحد، وكلما تطابق او اختلف مع احد؛ ليس دليلا على ضعف مصادره، وانما باتت المصادر كلها مرفوعة على “الويب”، ومن الصعب تكذيب كل مصدر.. مصادر اليوم ليست غبية كي تشتغل لصالح جهة واحدة.
5.
الكتابة الجيدة تلك التي قبل أن تدفعها للنشر، تعود اليها محاولاً التعديل، دون ان تستطيع، وتبقيك غير راض عنها، تجعل منك قلقاً بشأنها، عذابها هو مقياس جودتها.
6.
كل عقيدة مهما كانت هي فكرة محصورة بين قوسين، وكلما اجتهد فيها متنور فإنها تتفرع الى اخرى، وهكذا بعدد المتنورين تتنوع الافكار، فكل عقل له وجهة نظر..
7.
القطار الصاعد غرباً، او شرقا خَرّب اللغة، نَصَب على حرفها، فابتلع معانيها. قد تخبرك الوشوشة بان الكلام طار كحمام مسافر، وان المعنى سوف ينتظر عندك، ففيه امالنا الكبار، وما من اتجاهٍ تؤشره بوصلتها. غرباء، دهماء، دخلاء، صادروا العطر، ونظموا شرطة تقطع الطريق، ولا تنظمه.
8.
قال لصديقه ممازحاً: “لو وضع الناشر صورتك على ورق الورد دونما شك سوف يكفّ نحلنا عن انتاج العسل”..!!
9.
“الروائي الحقيقي هو من يستطيع ان يقنعك بتلفيقه المنظم لحكايته… بانها الحقيقة الوحيدة حتى لو اعيد النظر بها بعد عشرات السنين”..
10.
التغير الحقيقي يبدأ اولا برفض طرق التفكير السابقة، والتي لا نقدر ان نفكر بها كما كنا نفكر فيها في السابق؛ اذ نرفض الطرق التي تجعلنا نلغي اكتشافاتنا المعاصرة، حيث لا يمكن السكوت عنها من اجل مهادنة الايمان؛ كون الإيمان الحق تجديد مستمر للعقل، والعقل هو تجديد مستمر للأيمان.
11.
المقولات التي تتحرك في ذهني، تحفزني لأجل ان أنقلها الى الاخرين، ذاتها تتحرك بعدم فعاليتها في ذهن الآخر، ليقوم بإهمالها.
12.
قال صديقي في لحظة اتقاد وبين اصابعه يرتع كأس من عصير العنب، ويتقد بلا انطفاء:
- “وجدت في اشارة صديقي بان اغلب اغاني فيروز قصصاً لها بداية ونهاية، ولها قدرة على ان تبقى تدور في الذهن كأنها بلا بداية او نهاية، او لنقل لها بداية، او نهاية لا يعرفها اهل الارض بسهولة”
13.
اذا اراد القرار السياسي ان يكون الرجل متوحشاً حَجَبَ عنه المرأة..
14.
اذا رأيت ظلك في مكان ما، فتذكر بانه نتيجة سطوة ضوء موجه اليك، ولتتذكر دوماً بانك كلما قومت نفسك فانه سوف يتقوم معك.
15.
قال عندما قرأ رواية جديدة باهتة:
“تعلمنا من قراءة الروايات الكلاسيكية، في السابق اليافع، الجملة السردية المتينة المليئة بالصور الواضحة، ويومها لم نكن بمستوى النضج الذي كان يؤهلنا لان نفهم كل ما يجري فيها من رسائل، فالمتن العظيم، بقي يحوي على افكار عظيمة، وما زلت نجهلها”..
16.
عظمة شعبنا العراقي بعظمةِ خِسَّة مُبتلعيه…!!!
17.
الحبّ هفوة ما ان تعبرها حتى تجد بانها كانت سببا لأحداث، لولاها ما تغيرت مسيرة حياتك..
18.
وانت تدافع عن قضية ما تذكر بانها امتداد لحياتك كلها، لا تنافق، لأنك تزوّر سيرتك؛ ومعك في الحياة العديد من الاصدقاء الذين سيروون ما شهدوه، وتكون لهم ابرز الخصوم.
19.
كلما زادت وتعاظمت قطيعة ما بين أثنين؛ لا جدل بأن هنالك شيطان اسمه الكبرياء هو الذي أغوى دون حاجته الى تفاحة..
20.
قال السارد في مجمل هذيه مع نفسه الكثيرة الاسى: – “قبل ذلك كنت اخاف واتردد للحظات، وابقى قلقاً كلما وجدت نفسي قد كتبت شيئا في مقالاتي، ولكن بعد حين صرت متعود على هذه الحالة، وشيئا فشيئاً قد تحررت من الخوف، والقلق اللذان يساوراني فترة طويلة، اذ قمعت نفسي وحرمتها من بوح الكثير. اليوم صرت على يقين بان السياسي أميٌّ بالفطرة، لا يمكنه ان يقرأ اي كلام”.
21.
الكاتب الذي يخاف من سلطان في حقيقة امره يَنْصرّه بكل ما يملك من موهبة..!
22.
الكتابة الخائفة غالباً ما تعكس تراجعاً او تزعزعاً في القيم، على عكس الكتابة الشجاعة المواجهة التي تعكس ايماناً قويا بالقيم.
23.
الربّ الذي لا يخذل عباده، يبقى ابداً متسامحاً، وكريماً..
24.
قال السياسي أن بلاده العظيمة تحت رايته السديدة ليس فيها سجين رأي، ولكنه غضّ النظر عن قتيل الرأي…
25.
صففتُ المرايا كلها لأجل ان اراكِ كما ترين بها نفسك، فما وجدت فرقاً؛ كذلك وجهي لم يتغير…
26.
صوت واحد.. أعطيه للمثقف المتبوع، ولن اعطيه للمثقف التابع، فشتان ما بينهما. المتبوع يفرض عقله فيتبعه الناس، اما التابع فعقله دائماً ليس معه.
27.
جيلنا تعود الخوف من القائد الضرورة السابق، واللاحق، وكل ضرورة قادمة، لأنها جينات نتوارثها، كما الآخرون يتوارثون الدكتاتوريات العربية.. كل جيل منهم يشترك بخصال مشتركة، الادعاء بالقانون، والادعاء بأعداء الشعب متدليون كالخفافيش، يهاجمون الاستقرار من الخارج، والخارج عندهم ايضاً –هو- متدل ايضاً، يفهم انه متأرجح تارة يمين واخرى يسار، فلا اليسار وطني، ولا اليمين وطني، كل ساعة يتخذوا فيها من المعنى تفسيراً جديداً وفق مقايس جديدة. وباننا نعرف بان كل معنى لا يشبه المعاني الحقيقية؛ نسمعهم ولا يسمعون منا.
28.
في خطابه التاريخي، والذي غالبا ما يلقيه سراً كل مرة وامام المرآة:
- “المشكلة بأن المستعمر الذي يستعمرنا هو مستعمر بالوكالة من مستعمر آخر، ولم يبق لنا شيئاً”.
29.
رفع السارد يديه الى السماء، مخاطباً ميزان الاكوان، وابراج التأثير الحربي:
يا مُنَجِم، يا ميزان كواكبنا.. نودّ حنان الأوطان، سلامهُ الكون الرحب في الأخيلة السادرة، والعابرة افق الخيال، ادام الله سرهُ البلدي في حكايات بلدٍّ باعه اولاده المعصومين من النقاءِ بسعر بخس، وارتضوا ان يكونوا جيفِ بلا روحِ؛ بل بلا أهل، فالأهل ابنهم والاهل سرهم، والاهل بيوتاً كانت على كفاف المكان، وعلى كفاف الوقت، اولا: البلد بلدك، والاهل اهلك فلم تبيع ما لا يباع، بلفافة تبغٍ، واجل مسمى الى غريب. لا تظنه الحبيب، حيث لم يعد الحبيب من نزوته. لا تبيعنا فما كان الكون متوازناً بما تبيع، وما عاد البرج شاخصاً بكل ما تطمح، ستنزل حتماً الى حيض وتلف، وستنزل الى كره وخفّ وسلف. ومن اشتراك قد يبيعك باقلّ من أبخس الاثمان، لتحول ذليلاً، ومحسوراً حتى الندم ولم تشتر اهلك، ولم تعرف وطناً حقيقياً كوطنك. فمن اعطاك المال، يريد منك بعد الحيلة، ويعلم بانه زائل معك لا محالة، وسره سرك مكشوفاً لا محالة.!!!
30.
في رواية “الشياطين” بقلم “دستويفسكي” العظيم الذي توفي في سنة 1881م، يكشف لي اليوم عن خريطة الافكار الشيطانية البشرية، المتداخلة، والمتوارية وكيف يتلبس السياسي مشروعه الثقافي بحجة انه يدافع- في حين انه في- موقف المحارب، يكذب كانه الصادق من اجل الحقيقة، يندس من اجل ان يدسّ، ويسمم الافكار، ويعيث بالأنظمة الاجتماعية فساداً، فيقول “نعم” مجبراً، ويسوّفها حتى تصبح “لا”. عظمة هذه الرواية ان يقرأها المثقف الجديد الجاد حتى يتخلص من انتهازية المثقف الذي فضحته عبقرية “دستويفسكي”.
31.
فنان عابر بفنه الأزمنة، استمع اليه، قديماً، اجدهُ حديثاً، يقول ما قاله العراقي الميت عن العراقي الحي، ما أجمل الكلام لأنه حاضر من ذلك اليوم الى يومنا، دليلا على ان الفن الحي لا يموت وان الانسان الفنان حي لا يموت، وان اي قائل لا يموت، فمن يقول بان “عزيز علي” وصوته الجهير قد مات، فما مات. عابر بفنه القارات والسماوات، والضمائر، والبساتين، والجنائن..
- “حبسونه/ عذبونه/ ولو تذرونه/ هذا الوطن ما نخونه”
32.
هل تعلم سيدي السارد: – ثمة قول لا يقال وآخر يبقى يقال رغم الانوف العديمة التنفس والاذان العديمة السمع؛ لبلد “يعود الى الوراء” هذا شعار المرحلة الحالية، وعكس المرحلة السابقة؛ التي كانت تحمل عيباً واحدا، وهذه تحمل الاف العيوب، وكل عيب يفوق عيبه الذي كنتم تعيبون.. حيث كافة المرافق الحياتية. اذلال في اغلاق الشوارع، واذلال في التفتيش الذي يستخدم جهازا فاسداً، وانساناً لا يجيد سوى لغة الشتائم، واللعنات، اذلال لتكريس الاختناقات المرورية، اذلال في تقنين الهواء، اذلال في ضخّ الماء الذي لا يصلح للشرب. اذلال في فنون الابتزاز بكل المستويات، والاصعدة، والمنحدرات، والمرتفعات.. اذلال، إذلال، اذلال، وإذلال، ثم اذلال.
33.
- “تغيرت عني كثيراً، ابيض شعرك، تغضنت جبهتك، تكهلت”،،،
كأنك ما زلت منكباً على السطور التي تطلع منها المعاني، ساهماً بين السطور التي وكأنما تفوح منها طيب العطور؟. عهدها من بين طيّات الكتاب، تساله ماذا انت فاعل بشوقي اليك، فطواه، كتابها، طوى الوجه، وجهها، ومضى يدّون ما بقيّ عنده منها..