حياة فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1546
الموقع : صهوة الشعر تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض تاريخ التسجيل : 23/02/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | الانتقال من ثقافة التسلط إلى سماحة الاقناع | |
الانتقال من ثقافة التسلط إلى سماحة الاقناع إذا كان إلحاح مفاهيم التجديد في حقول الأشياء ؛ من أفكار ، ووسائل ، ورؤى ؛ تعتبر من التحديات المعاصرة لذوي النظر الثاقب من المفكرين والعلماء ، فإن التجديد في مقومات الانسان الذاتية ؛ من عقل ، ومنهج ، وحراك ، يعتبر التحدي الأكبر والأهم ، حيث إن اهمال تجديد هذه المقومات بتقديم حقول تلك الأشياء عليها ، ومن ثم ممارسة صنوف القهر والتسلط والإذلال والإقصاء على هذا الانسان تحت مسميات كثيرة وعناوين شتى ، مما دمر كيانه ؛ وشل قدراته ، وألغى إنسانيته ، وحصر جل طموحاته في إنتاج آليات مقاومة الفناء ، والحصول على ما يسد الرمق !! في حين أن القرآن الكريم ؛ نزل بجمهرة من الآيات الكريمة التي تولي كرامة الانسان وعقله ، وإعادة الثقة فيه وفي إمكاناته بطريقة لم تألفها البشرية من قبل ، منها رفع القهر عنه في أخص ما يمس وجوده المعنوي ، وهو الاعتقاد (لا إكراه في الدين ) ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ، ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) !! ومنها استخدام الدعوة والمجادلة بالتي هي أحسن وسيلة للإقناع وتعبير الرأي (وجادلهم بالتي هي أحسن) فتشكل بذلك جيل الصحابة رضوان الله عليهم ، الذين عرفوا قيمة الانسان الحقيقة من خلال القرآن والتربية النبوية بعد أن داستها الجاهلية أزمنة مديدة !! وإذا ما أردنا اليوم أن نستعيد ما فقدناه أثناء عصور التدهور الحضاري، فإن علينا أن نكافح على كافة المستويات (= الفردية ، الأسرية ، الجماعية ، المجتمعية ) من أجل إرساء تقاليد ثقافية جديدة في حياتنا الاجتماعية، تقاليد تقوم على اعتماد الاقناع وسيلة أساسية في التربية ، والتغيير الفكري مهما كانت المصلحة تنادي بالاكراه والضغط والإرغام ؛ لأن هدفنا أن نبني ذاتا حرة تفعل ما تراه ملائما ، وتتحمل نتائج أعمالها عن طيب خاطر ؛ وهذا هو المشار إليه في قوله تعالى ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ، ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) فهل من سبيل إلى الانتقال من فقه التعسف ، وثقافة التسلط ، وأخلاق القهر ، إلى آداب الحوار ، وسماحة المناقشة ، وحسن الاستماع ، وخلق الانصاف ، ومسالك الاقناع . فإن ذلك سبيل الأقوياء الأتقياء ؟! | |
|