إيران مستعدة لاستضافة محادثات بين المعارضة والحكومة
انفجارات واشتباكات عنيفة في دمشق وقصف حمص والرستن
رجال اعمال حلب والعاصمة يفرون وينقلون اموالهم للخارج
2012-07-15
بيروت ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: خاض مقاتلو المعارضة قتالا ضاريا مع القوات
الحكومية في بعض احياء جنوب العاصمة السورية دمشق الاحد، في بعض من اعنف
المعارك أثناء النهار داخل حدود المدينة حتى الآن، فيما تركزت عمليات
القصف الاحد في سورية على مدينتي حمص والرستن وسط البلاد، ما ادى الى مقتل
51 شخصا غالبيتهم من المدنيين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان
رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان 'الجيش النظامي يقصف احياء عدة
من دمشق بقذائف الهاون' حيث يتمركز عناصر من الجيش السوري الحر، مضيفا ان
القصف 'لم يكن يوما بهذه القوة' في العاصمة السورية.
واضاف عبد
الرحمن 'ان المعارك الاعنف وقعت في احياء التضامن وكفر سوسة ونهر عايشة
وسيدي قداد وقداد. وتحاول قوات الامن السيطرة على هذه الاحياء الا انها لم
تتمكن من ذلك حتى الان'.
وافاد عبد الرحمن ان سيارات الاسعاف كانت تنقل اصابات في صفوف القوات النظامية.
وقالت
لجان التنسيق المحلية ان سحبا من الدخان شوهدت فوق حي التضامن وان
انفجارات قوية تسمع في نهر عايشة، وارفقت الخبر بفيديو تظهر فيه سحب
الدخان فوق مبان في العاصمة السورية.
وقال الناشط سمير الشامي، الذي
تحدث الى رويترز من دمشق عن طريق موقع سكايب، ان القتال ما زال دائرا في
حي التضامن الفقير بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الاسود.
وقال
ان اصوات اطلاق النار تتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة. واضاف هناك
بالفعل عدد من الجرحى وان السكان يحاولون الفرار من المنطقة. وعرض الناشط
لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي. وتابع ان عربات مدرعة تتوجه نحو
جنوب الحي.
وبلغت حصيلة الاحد ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية،
قتلوا خلال الاشتباكات مع المقاتلين المعارضين، هم ستة في سلقين وثلاثة في
جسر الشغور بريف ادلب (شمال غرب)، وثلاثة في اعزاز بريف حلب (شمال)، وخمسة
في محافظة دير الزور (شرق) وثلاثة في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد
السوري لحقوق الانسان.
وفي تصريح مقتضب الاحد قالت وزارة الخارجية السورية انها تعترف بمغادرة العميد مناف طلاس البلاد 'بدون اذن'.
الى
ذلك قال موقع 'الاقتصادي' الإخباري السوري إن 'حالات تأمين العائلات ونقل
إدارة الأعمال للخارج، كانت تفاديا لحالات خطف وقتل كما جرى مع عدد من
الصناعيين والتجار في بعض مناطق حلب، كان آخرهم رجل الأعمال عمار الويس'.
وأشار
الموقع إلى العديد من الحوادث التي شهدتها منشآت صناعية وتجارية في
المدينة، منها الحرائق التي نشبت في مصنع رجل الأعمال بسام العلبي والسطو
على 250 سيارة لشركة ملوك في حلب، والحريق الذي نشب في معمل الفرقان
للخيوط النسيجية، وسرقة 31 شاحنة محملة بالبضائع تعود لشركة جود.
وحسب
الموقع، فان الوضع في العاصمة دمشق ليس بعيدا عنه في حلب بالنسبة لرجال
الأعمال، حيث نقل المئات من رجال الأعمال الذين كانوا يعملون في دمشق
أعمالهم إلى بعض البلدان المجاورة العربية والأجنبية.
وقال الموقع
الاقتصادي إنه جرى إخراج مئات الملايين من الدولارات إلى الخارج، كما أن
الاقتصاد السوري خسر العديد من الفرص الاستثمارية، ما شكل ضغطا على
الاقتصاد وزاد في نسبة البطالة التى ارتفعت إلى أكثر من 40 بالمئة في بعض
الأحيان، وفقا لتقارير رسمية وغير رسمية.
والمفارقة في الموضوع، أن
مالك موقع 'الاقتصادي' الالكتروني رجل الأعمال الشاب السوري عبد السلام
هيكل نقل جزءا من أعماله إلى لبنان ووضع لنفسه كغيره موطئ قدم عمل في
بيروت.
وكان بشار النوري أحد أعضاء غرفة تجارة دمشق قد أعلن السبت أن العديد من تجار دمشق قد يعلنون إفلاسهم في الفترة المقبلة.
الى
ذلك نفت دمشق الاحد حصول مجزرة او استخدام المدفعية الثقيلة في التريمسة
بريف حماه، في وقت زار فريق من المراقبين الدوليين لليوم الثاني على
التوالي البلدة لمواصلة التحقيق في احداث الخميس الماضي التي ذهب ضحيتها
اكثر من 220 قتيلا.
وبعد ثلاثة ايام على الاحداث التي شهدتها بلدة
التريمسة في ريف حماه وسط سورية، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية
جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحافي في دمشق الاحد، ان الاحداث التي شهدتها
البلدة 'ليست مجزرة'. وقال ان العملية التي قام بها الجيش 'ليست مجزرة او
هجوما من الجيش على مواطنين' بل هي 'اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية
مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي'. ولفت مقدسي الى ان قوات حفظ النظام 'لم
تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية' في مهاجمة التريمسة، واعتبر
ان الرسالة التي بعثها الموفد الدولي كوفي عنان الى مجلس الأمن بشأن ما
حصل في التريمسة 'متسرعة الى ابعد الحدود وغير مبنية على ما حدث'. ومن
جهته اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الاحد ان
على الرئيس الامريكي باراك اوباما الا ينتظر احتمال انتخابه لولاية جديدة
في تشرين الثاني (نوفمبر) وان يتحرك فورا لوضع حد لاعمال العنف التي يذهب
ضحيتها الاف الاشخاص في سورية.
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم
بعثة المراقبين الدوليين الى سورية سوسن غوشة ردا على سؤال لوكالة فرانس
برس، ان وفدا من المراقبين عاد الاحد في الساعة الثامنة والنصف الى
التريمسة لاستكمال تقصي الحقائق.
واعلن الوفد في تقرير عقب زيارته
الاولى للبلدة السبت، ان الهجوم الذي شنته القوات السورية على بلدة
التريمسة، 'استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي، الجنود
المنشقين والناشطين'، معتبرا ان 'اسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها
المدفعية وقذائف الهاون واسلحة خفيفة'.
وعلى المستوى الدبلوماسي،
اعلن المكتب الاعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان كوفي عنان سيصل
الاثنين الى موسكو وسيعقد لقاء الثلاثاء مع بوتين، مشيرا الى ان 'روسيا
ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها' الموفد الدولي.
من جانبه، اتصل
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا السبت بوزير الخارجية
الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين 'نفوذها' من اجل ان يتم تطبيق
خطة عنان لوقف العنف في سورية.
واستخدمت الصين كما روسيا حق الفيتو الذي تتمتعان به في مجلس الامن الدولي مرتين لمنع صدور قرارين عن المجلس يدينان نظام الاسد.
ويزور
بان كي مون الصين الاسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى
التعاون الصيني الافريقي، بينما يتوجه عنان الى موسكو الاثنين المقبل.
وعرض
وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد في تصريحات لقناة العالم
الايرانية الناطقة باللغة العربية ان ايران، حليفة دمشق، 'مستعدة لدعوة
المعارضة السورية الى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية' من دون ان
يوضح ما اذا كانت الدعوة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس
السوري بشار الاسد.
وتحاول طهران المتخوفة من احتمال سقوط نظام دمشق،
حليفها الاساسي في المنطقة، منذ عدة اسابيع فرض وجودها عبر مساع دبلوماسية
من اجل ايجاد حل للازمة.