القوات السورية تنشر مضادات دبابات على الحدود مع تركيا بريطانيا تستدعي سفير دمشق على خلفية 'ترهيب سوريين'
حملة اعتقالات للمتظاهرين.. وناشطون ينددون باجتماع معارضين في دمشق
2011-06-28
دمشق ـ نيقوسيا ـ 'القدس العربي' من كامل صقر
ووكالات: نظم الناشطون من اجل الديمقراطية في سورية بضع تظاهرات ليل
الاثنين الثلاثاء ودعوا الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد الذي تابع من
جهته عمليات اعتقال المتظاهرين.
وانتقد هؤلاء الناشطون الذين اطلقوا في
15 اذار (مارس) ثورة ضد النظام، اجتماع دمشق، في بيان على موقع 'فيسبوك'،
معتبرين انه عقد 'تحت مظلة النظام' المستبد وتساءلوا عن جدوى تلميع صورته.
واعتبر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية انه 'ما كان لأي شخص أن يعطي
للنظام ذرة من الشرعية على حساب دماء الشهداء وآلام المعتقلين'. وكرر
الاتحاد 'التزامه بالشارع السوري الثائر لإسقاط نظام الشبيحة الأسدي ويضع
نفسه في خدمة كافة الثوار السوريين الأحرار'.
من جانبه ابدى الحقوقي
والناشط السوري انور البني الذي خرج قبل فترة من السجن، تفاؤلا. وقال ان
'المؤتمر نجح في ترسيخ حقيقتين، حق جميع السوريين في ان يلتقوا في الوطن
بشكل مشروع وعلني، وحق جميع السوريين في ان يعربوا عن رأيهم بوضوح وصراحة
مهما كانت هذه الاراء مناهضة للسلطة ودون ان يتم اعتقالهم او تهديدهم'.
ورأى
آخرون في المؤتمر 'دليلا على تراجع النظام عن ثوابته التي تعتمد على خنق
كل صوت معارض'، مشيرين الى ان 'النظام اهتز'. واكد رئيس المرصد السوري
لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في لندن، 'نظمت تظاهرات ليلية في اماكن عدة
ودعت الى اسقاط النظام وانتقدت اجتماعا للمعارضين' عقد الاثنين في دمشق.
من
جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن التقارير الصحافية التي
تحدثت عن اختراق جهاديين مسلحين للاحتجاجات في سورية لا تبرر فتح النار
على المتظاهرين.
وقال هيغ في ايجاز الثلاثاء أمام صحافيين عرب وأجانب
'من الصعب معرفة حقيقة ما يحدث في سورية من قبل العالم الخارجي، لكن مستوى
العنف الذي استخدمه النظام السوري ضد المتظاهرين في مناطق عديدة من البلاد
لا يبرر فتح النار على الاحتجاجات المشروعة وقتل الكثير من المتظاهرين'.
واضاف
'أن وجود متسللين لا يمكن أن يُستخدم كمبرر لفتح النار ضد المتظاهرين
وانتشرت الكثير من الروايات عن العنف الذي تعرضوا له، ومن الصعب الوقوف
على حقيقة ما يحدث من العالم الخارجي لعدم وجود مداخل إلى سورية لتمرير
المساعدات الانسانية، باستثناء مجموعة من الصحافيين الأجانب سُمح لها
بزيارة مناطق مختارة'.
من جهة اخرى استدعي السفير السوري في لندن
الثلاثاء الى وزارة الخارجية لتوضيح 'حالات ترهيب من جانب دبلوماسي
لسوريين مقيمين في بريطانيا اوردتها الصحافة'، على ما اعلنت الوزارة
البريطانية.
وقال بيان وزارة الخارجية 'في 28 حزيران (يونيو)، دعي
السفير السوري سامي خيمي الى لقاء مدير الشرق الاوسط كريستيان تيرنر'. وقد
ابلغه هذا الاخير 'بوضوح بقلقنا العميق بالنسبة الى المزاعم التي ظهرت في
الصحافة ومفادها ان دبلوماسيا في السفارة ارهب سوريين في بريطانيا'.
واضاف
البيان ان 'كل نشاط من هذا النوع يساوي انتهاكا واضحا للتصرف المقبول'.
وتابع 'اذا ما تأكدت صحة هذه المزاعم، فان وزارة الخارجية سترد بسرعة
وبالطريقة المناسبة'.
وتحدثت الصحافة البريطانية الاسبوع الماضي عن
ضغوط يمارسها دبلوماسي في السفارة السورية على مواطنين سوريين يقيمون في
بريطانيا. لكنه لم يتم تقديم اي شكوى لدى الشرطة.
الى ذلك وفيما تطغى
لغة السياسة في التعاطي الثنائي بين أنقرة ودمشق وتبرز المواقف
الدبلوماسية الرطبة بين المؤسستين السياسيتين التركية والسورية لا سيما من
الجانب السوري تبدو الملفات العسكرية والأمنية حامية بشكل أو بآخر مع
إشارات دمشقية ذات مغزى لوجستي عميق، تقول مصادر مطلعة أن القيادة التركية
فهمتها بكليتها وأبدت إشارات مقابِلة.
وحسب تلك المصادر التي تحدثت لـ 'القدس العربي' فإن التحركات والعمليات
العسكرية
والانتشارات الميدانية التي نفذتها قوات الجيش السوري بمحاذاة الحدود
التركية السورية شمالاً قد فرضت إيقاعها في سلسلة المواقف التركية التي
تصدر من قبل المسؤولين الأتراك، وتفيد ذات المصادر بأن وحدات الجيش السوري
أحكمت انتشارها على محاذاة الحدود التركية لا سيما كامل الحدود من جهة
مدينة إدلب بكافة قراها وأن القوات السورية نشرت مئات القواعد لمضادات
الدبابات (م . د) والتي تقول المصادر انها رسالة دمشقية واضحة مفادها أن
على تركيا عدم التفكير نهائياً بفكرة إقامة منطقة عازلة لحماية حدود الأمن
القومي التركية الذي قد يتهدد بسبب الأحداث في جسر الشغور وذلك في موازاة
لغة سياسية هادئة أبدتها السلطات السورية تجاه نظيرتها التركية لا سيما
عندما طلبت منها عبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن تكون تركيا
صديقاً صدوقاً لسورية.
وتزيد المصادر بأن اختيار العماد حسن تركماني
مبعوثاً من قبل الرئيس السوري بشار الأسد لنقل رسائل للطرف التركي منذ
فترة قصير تؤكد أن الشق الاستراتيجي والأمني والعسكري كان أبرز محاور
المضمون الذي انطوت عليه رسائل القيادة السورية إلى نظيرتها التركية.
وكان
وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو أكد في تصريحات صحافية أن انعدام
الاستقرار في سورية يؤثر سلباً على بلاده، وأن أي تطور في سورية يؤثر في
تركيا مباشرة، وقال: إن تركيا سعت إلى دعم سورية لإنجاح مسيرة الإصلاح
فيها، لا سيما بعد إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن المنطقة بحاجة إلى
الإصلاح.
وفي موقف لافت بعد سلسلة تصريحات وُصفت بالنارية، أضاف وزير
الخارجية التركي أن بلاده تريد أن تخرج سورية قوية من الأزمة التي تمر بها
من خلال إصلاحات شاملة وجادة، وتلبية تطلعات الشعب السوري نظراً لمكانتها
التي تؤثر على ثلاثة بلدان مجاورة لها في الشرق الأوسط هي فلسطين ولبنان
والعراق