هند " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 245
الموقع : جهنم تاريخ التسجيل : 09/04/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | الشّعب ومعركة الفلول | |
سلطان الذيب عندما بدأ العدّ التّنازليّ لانهيار حكم العائلة، وبعد توافق كلّ الأطراف على المبادرة الخليجيّة في اليمن، والذي تزامن مع الضّغوطات الاقليميّة والدّوليّة التي واجهها المخلوع (الرئيس السّابق) للتّوقيع عليها- بدأ القلق والخوف والاضطراب يدبّ في قلوب العائلة وفلولهم خوفًا على مصالحهم وأطماعهم التي كانوا ينهبونها من ممتلكات الشّعب، ويمتصّونها من دمائه وعرقه، فبدؤوا ينهبون ما تبقّى من الممتلكات و المباني والمعسكرات والأموال، وبدؤوا يخورون كالثّيران، ويلتفتون يمنة ويسرة، وهم لا يصدّقون أنّهم سيخسرون السّلطة والمنصب... تساقطت العروش، وخُلعت الزّعامات العرجاء، وزُحزحت الكراسي الملساء، وكُشفت الأقنعة السّوداء التي تهوى الكراسي المهترئة ...لأن الشّعب قال كلمته، وصاح صيحته، وهبّ دونما خوف؛ ليزيح الكابوس الجاثم على أنفاسه... قال كلمته عندما قام بثورة لم ير التاريخ لها مثيلاً، وقال كلمته عندما صوّت لـ"عبدربه منصور" كرئيس لليمن، في استفتاء للتّغيير، وإنهاء حقبة سوداء في تاريخ اليمن..
حينها المخلوع وأركان نظامه السّابق، والناطقون باسمه، والمستشارون، ومن ائتلف معه من الكيانات المشبوهة والعميلة والمؤلّفة قلوبهم- فقدوا أعصابهم وجُنّ جنونهم بسبب ارتفاع صوت الشّعب ونِسَب الأصوات المطالبة بإزالتهم، وبدؤوا بحرب ضروس على الشّعب باستخدام كلّ الوسائل المتاحة لديهم، وجرّبوا كلّ أوراق القوّة بأيديهم.. منعوا الخدمات، وقطعوا الطّرقات، وشكّلوا ببلاطجتهم أحزابًا وجماعات تمرق من الدّين والوطن معًا، لكنّ الشّعب صمد وقاوم ولم يستسلم.
إنّ ما يقوم به المخاليع الصّغار من تمرّد على قرارات الرّئيس الشّرعيّ "عبد ربه منصور" لهو جرم يعاقب عليه القانون أيّما عقوبة، كيف لا وهو استخفاف بالدّولة والحكومة، وتمرّد عليهما قبل أن يكون تمرّدًا على الرّئيس، وهو أيضًا إهانة لشعب ورفض لرغبة الملايين منه.. ولم يكتفِ بتمرّده على القرارات، بل عمد إلى مخازن الأسلحة فنهبها والشّهود العيان كلّ يوم يروون جرائم سرقة من المخازن تتدفّق بها الشّاحنات على سنحان مسقط رؤوس الثّعابين (المخلوعين)....
إنّ خطر "الفلول" يكمن في أنّهم ليسوا مجرّد مجموعات يمكن أن تتراجع إذا ما تمّ استبعادها بقرار، أو تمّ الاستغناء عنهم؛ لأن الشّعب لايريدهم؛ فهي مجموعات تخريبيّة تسعى لإفساد بناء النّظام الجديد، والانتقام من الشّعب بأيّ وسيلة كانت، دونما رادع من ضمير، ولا وازع من دين، أو خلق.
أضفْ إلى ذلك اعتقاد الكثير من المنتمين إلى هذه الفئة أنّ قوّتهم المنظّمة أعظم من قوّة الشّعب، وأنّهم أصحاب الجيوش، وهم من صنعوها، وهم من بنَوْا المنجزات، وشيّدوا المعجزات، وأتَوْا بما لم يأتِ به الرّجال الثّقات، ومن ثم فليس أمام الجماهير إلاّ أن ترضخ لإرادتهم.
إنّ قصر التّعامل مع هذه الفئة بمنطق العزل السّياسيّ غير كافٍ؛ فهو قد يحرمها من الطّغيان السّياسيّ، لكنّه لا يقوّض إمكاناتها التّخريبيّة. لذلك فإنه لابدّ من تحديد منهجيّة للتّعامل مع هذه الفئة، ولابدّ من رسم إستراتيجيّة واضحة تعين الجماهير على شنّ "معركة الفلول"، بأيّة وسيلة كانت، بل ولابد من محاكمة عادلة واسترداد ما نهبته تلك العناصر المتمرّدة، وهذا لن يتسنّى إلاّ بتكاتف الجميع وكلّ المخلصين، مع تعاون الأصدقاء، بدْءًا بتجميد الأرصدة واستخدام الضّغوطات؛ فهؤلاء لن يجدي معهم سوى القوّة وتهديد المصالح الذي ستنخلع له قلوبهم..
ومع الخطر الذي شكّله ويشكّله هؤلاء الفلول فإن فالشّعب أقوى من محاولاتهم الهوجاء، وتصرّفاتهم الرّعناء، ولن ينام على ضيم، وهو المنتصر أبدًا، والذلّ والخيبة للحكّام الفاشلين(المخلوعين) وأتباعهم الأذناب؛ فهم خونة الوطن والشّعب...
وما مثلهم ومعركتهم مع الشّعب إلاّ كقول الأعشى:
كناطحٍ صخرةً يومًا ليوهنها فلم يضَرْها وأوهى قرنَهُ الوعلُ نعم، إنّ صحوة الشّعب اليمنيّ ووحدته صخرة صلدة لن تنفعكم أيّها الفلول القرون لنطحها؛ فلقد اكتُشفت أوراقُكم، وبُدّدت أوهامكم وأحلامكم المزيّفة وانتهى دوركم... ومزبلة التّاريخ بانتظاركم، وصدق الله القائل:
(وَمَا ظَلَمْنَاهُـــمْ وَلَكِنْ كَانُــوا أَنْفُسَهُـــمْ يَـظْلِمُــونَ).
| |
|