واجه السوريون حرب إبادة منظمة ومقصودة خططها النظام
السوري وحلفاؤه للقضاء على أحرار سوريا ويقظة الروح، بينما الدول التي
تملك القدرة على وقف المذابح تخوض مساومات ومجادلات عقيمة في مجلس الأمن.
وفيما تتحدث واشنطن على استحياء وبلهجة باردة حول الوضع المأساوي في
سوريا، تنخرط روسيا وبشكل صريح وبحرارة في التحالف مع دبابات نظام الأسد،
على الرغم من علم موسكو ان موقفها المساند للنظام يشجع النظام على
الاستمرار بمزيد من المذابح، وارتكاب الأفظع والأشنع.
ولا يمكن عزل تصاعد الهجمة الدموية العنيفة للآلة الحربية للنظام وصب حمم
أسلحتها على المنازل والمدنيين يوم أمس عن الموقف الروسي في مجلس الأمن.
فاللهجة الروسية المتحمسة والدفاع المستميت عن جرائم نظام الأسد، يفسرها
النظام على أن روسيا تضمن بقاءه وأنها شريكة له ونصيرة في كل سلوك وتصرف
ومصير، مما جعل النظام يفحش في استخدام الأسلحة الفتاكة ضد مدن سوريا
ومواطنيها العزل وشبابها الذي قرر الدفاع عن كرامته حتى الشهادة.
ويتعين على موسكو أن تخفف، على الأقل، من لهجة انحيازها إلى النظام
وحماسها، كي لا يتمادى النظام في المزيد من الحماقات ضد المدنيين العزل.
ويستغرب المواطنون العرب والمعارضة السورية الموقف الروسي الذي يراهن على
حصان خاسر بعد أن صوت الشعب السوري، بدماء شبابه، على أنه مستعد لدفع أغلى
الأثمان من أجل التخلص من النظام الدموي، كما أن أحرار سوريا مصممون على
تحرير بلادهم من هذا النظام الذي يختطف بلادهم وتاريخهم ومستقبلهم ليجعلها
رهينة لدى حلفائه. إضافة إلى أن نظام الأسد يعيش عزلة متزايدة وأصبح
منبوذا في المجتمعين الدوليين العربي والعالمي.
وبدأت بلدان كثيرة تنأى بنفسها عن النظام وجرائمه وخدعه، ولم تبق تقريباً،
سوى موسكو وطهران اللتين تبذلان جهوداً حثيثة فردية ومستهجنة لإنعاش نظام
بدا واضحاً وبجلاء أنه مرفوض من مواطنيه ويفقد شرعيته تدريجياً، ويتآكل من
الداخل ويتهاوى.
والآن وبعد أن وضح موقف موسكو بأنها تتضامن مع دبابات الأسد وليست لديها
نية التراجع، فإنه يتعين على الدول الكبرى أن تتجاوز الموقف الروسي وأن
تتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الشعب السوري الذي يغيب منه العشرات والمئات
إلى القبور والمعتقلات في كل ساعة جدل عقيم في مجلس الأمن.