الصورة الإعلامية لمؤتمر سميرا اميس للمعارضة السورية
مندوب التلفزيون الرسمي قال: 'منعنا من دخول المؤتمر'!:
2011-06-27
لندن 'القدس العربي': بدا واضحاً من خلال تغطية
الإخبارية السورية لمؤتمر المعارضة في فندق سمير اميس بدمشق، أن على
المشاركين بالمؤتمر، أن يجيبوا على سؤال يتناوب على طرحه أكثر من مندوب
إعلامي تسلل مع مايكروفونه وكاميرته إلى ردهات المؤتمر: هل تعترف ان هناك
تنظيمات مسلحة؟!
معظم الذين تحدثوا كانوا يجيبون على السؤال على شكل جملة تامة تستغني عن ارتباطها بالسؤال: نعم أعترف بوجود جماعات مسلحة؟!
هذا
الاعتراف هو شهادة مصادقة من شخصيات معارضة حول رواية الإعلام السوري
بوجود تنظيمات مسلحة التي لم يصدقها أحد، ولم تؤكدها أي صورة مثبتة
للمتظاهرين رغم آلاف الفيديوهات التي نقلت صور المظاهرات على مدى أكثر من
مئة يوم.
الكثير من المشاركين أكدوا أنهم يتحاورون تحت سقف الوطن،
وعندما تجرأ بعض مندوبي الإعلام المحلي على الاعتراف بحقيقة أن هناك من
يدعو لإسقاط النظام، أكد بعض المشاركين في تصريحاتهم، أنهم مع الحوار تحت
سقف النظام وأنهم ضد اسقاط النظام... ما يجعل من كل هتافات الشارع: الشعب
يريد إسقاط النظام، خارج أهداف المؤتمر، بل ومادة الحوار أساساً... وفي
هذا اعتراف ممن يمثل المعارضة أن المؤتمر يعيد بناء شرعية النظام التي
فقدها عبر إراقة دم السوريين وقمعهم وتهجيرهم، ويعيد بناء الشرعية بعد
جمعة إسقاط الشرعية التي أعلنها المتظاهرون.
كان ضمن المشاركين في
المؤتمر، بعثيون معروفون بولائهم للنظام، وصحافيون تمول أجهزة المخابرات
مواقعهم الإلكترونية، وعلى صفحات مواقعهم إعلان مدفوع الأجر للجمعية
السورية المعلوماتية بعنوان (سلام أيها الأسد) وهم لم يأتوا ليغطوا
المؤتمر بل هم مشاركون فيه!
أطرف ما في الأمر أن مندوب التلفزيون
السوري الذي طالما شتم المتظاهرين والمعارضين قال: منعنا من دخول قاعة
المؤتمر... أما الإخبارية السورية التي كانت أقل شتائمية بحكم أنها ما
زالت في طور البث التجريبي وأداؤها لم يغص في مستنقع التخوين كما يجب، فقد
راحت تصور عبر شقوق أبواب القاعة، والأبواب المواربة... وكأنها أرادت أن
تقول إنها هنا بصفتها متلصصا فضوليا فقط، وليست مفروضة على المؤتمرين...
وهي رضيت بهذه الصفة لا لتضفي أجواء من التشوق والترقب على الصورة فقط، بل
لتقول أنها ضيف غير مرغوب به... فهل سيزيد هذا من رصيد الثقة بمؤتمر لا
يستغل الإعلام السوري صورته كما يحب!