تابط شرا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1314
الموقع : صعلوك يكره الاستبداد تاريخ التسجيل : 26/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3
| | قراءة فى خطاب المرشد العام | |
[b]من سوهاج فى صعيد مصر إلى التلفزيون المصرى فى قلب القاهرة، يطل علينا خطاب الإخوان المسلمين على لسان رجلها الأول الدكتور محمد بديع المرشد العام، (صحف القاهرة صباح 9 يونيو 2011). وحقيقة الأمر أننى لا أعرف إذا كان ممكنا مناقشة فضيلة المرشد العام والاختلاف معه، أم أن ذلك يندرج فى عداد الخروج على طاعة ولى الأمر، والتمرد على مبدأ «السمع والطاعة»، لكننى سأفعل، وعذرى أننى لست عضوا فى الجماعة، ولعل صدر فضيلة المرشد يتسع لتساؤلات من أجل الفهم. من القاهرة، وفى برنامج «اتجاهات» على شاشة التلفزيون المصرى، يكشف فضيلة المرشد العام أنه قال للمجلس الأعلى للقوات المسلحة «عندما تحسنون سنقول لكم أحسنتم، وعندما تسيئون سنقول لكم أسأتم»، وإن كنت لا أعرف متى وكيف قال فضيلته ذلك، هل فى لقاء خاص بين الجماعة والمجلس، أو فى رسالة، مفتوحة أو مغلقة، وفى أى سياق جاء هذا القول؟ وليسمح لى فضيلة المرشد العام، فأنا لم أسمع أو أقرأ أن جماعة الإخوان قالت للمجلس العسكرى، ولو مرة واحدة، إنه «أساء»، فهل يعنى ذلك أن المجلس العسكرى لم يرتكب ولا خطأ واحد منذ 11 فبراير وحتى الآن؟. لا أريد أن أستعرض أخطاء العسكر خلال هذه الفترة، فالجميع يعرفونها ويلمسونها، والعسكر أنفسهم اعترفوا بإحداها، «نعتذر ورصيدنا لديكم يسمح»، وحدهم الإخوان لا يعرفون أخطاء العسكر ولا يرونها، وفضيلة المرشد مازال يكرر «... وعندما تسيئون سنقول لكم أسأتم...»!! لا يرى الإخوان أية مشكلة فى محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، واستدعاء أصحاب رأى للنيابة العسكرية، رغم أن الإخوان أكثر من عرف معنى وطعم المحاكمات العسكرية، ورغم أن مصر كلها، بمن فيهم شيوعيون يقول عنهم الإخوان أنهم كافرون وملحدون (نبيل الهلالى نموذجا)، تضامنت مع الإخوان فى حقهم المثول أمام قاضيهم الطبيعى وليس العسكرى. لكن الإخوان الآن يلتزمون الصمت أمام محاكمات عسكرية لمئات من المدنيين، وهو ما يعنى وفقا لما قاله فضيلة المرشد أنهم لا يرون ثمة «إساءة» فى ذلك!! من سوهاج، أثناء افتتاح مقر الجماعة الجديد هناك، يقول فضيلة المرشد العام إن «نظام مبارك البائد كان يعمل على إحداث الوقيعة بيننا وبين الجيش، بإحالتنا إلى المحاكمات العسكرية، لكننا لا نكره جيشنا، ونعلم أنه كان مجبراً على ذلك»، لكنه لا يقول لنا ما الذى «يجبر الجيش» الآن على محاكمة المدنيين أما محاكم عسكرية؟ ولا يوضح لنا موقفهم منها، ولماذا لا يقولون للعسكر «أسأتم»؟!! يترك فضيلة المرشد انطباعا عند الناس أن المحاكم العسكرية ضلالة وفتنة إن طالتهم هم، بينما هى حلال بيِّن إن طالت غيرهم!! ولا يكتفى الإخوان بالصمت إزاء الكثير من الممارسات الغريبة لمجلس العسكر، بل يتطوعون للدفاع عنه، واتهام من يرون فى ممارسات المجلس أخطاء لا يراها الإخوان، بأنهم يسعون للوقيعة بين الجيش والشعب (بيان الإخوان عشية جمعة الغضب الثانية 27 مايو نموذجا)، ومازال فضيلة المرشد العام يكرر «قلنا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة عندما تحسنون سنقول لكم أحسنتم، وعندما تسيئون سنقول لكم أسأتم»!!. يعيدنى ذلك إلى قول فضيلة المرشد فى سوهاج «نحن لا نلعب بالسياسة ولا نكذب ولا نداهن».. ولا تعليق!!. ومن بين ما قاله فضيلة المرشد أيضا فى صعيد مصر «إن المرجعية الإسلامية للدولة المدنية هى الضمان الوحيد لكل المصريين، مسلمين وأقباطاً، ومن يرفضون ذلك ويطالبون بمدنية الدولة، بعيداً عن المرجعية الإسلامية، يناقضون أنفسهم لأنهم يرفضون القيم والأخلاق» مضيفا أن «المواطن المصرى لن يصبح صالحاً بعد أن ضيعه النظام البائد، إلا إذا التزم بقيم السماء، وأولها الإيمان ومكارم الأخلاق، التى دعا إليها الإسلام ومن قبله المسيحية». إذا كان فضيلة المرشد يؤكد «أن المواطن المصرى لن يصبح صالحا إلا إذا التزم بقيم السماء التى دعا إليها الإسلام ومن قبله المسيحية» فلماذا تكون المرجعية الإسلامية وحدها هى «الضمان الوحيد» لكل المصريين؟ ثم لماذا ينفرد المصريون وحدهم بين كل شعوب العالم، بألا ضامن لحقوقهم إلا المرجعية الإسلامية؟ يعرف فضيلة المرشد تماما أن عشرات الدول فى العالم لا تضع أى مرجعية دينية لها، وينعم مواطنوها بحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة، دول تختلف أغلبية سكانها، ما بين مسيحيين أحيانا، ومسلمين أحيانا أخرى، ودول لا تعرف أغلبية سكانها أى دين سماوى فى أحيان ثالثة. يعرف فضيلة المرشد العام أن الأغلبية الساحقة لسكان الهند واليابان لا يؤمنون بالإسلام ولا بالمسيحية، ولا تحكم هذين البلدين أية مرجعية دينية، ومع ذلك لا يستطيع فضيلته أن يقول عن الهنود أو اليابانيين إنهم لا يتمتعون بحقوق المواطنة ولا يعرفون القيم والأخلاق، بل أن الهنود اختاروا بالانتخاب الحر المباشر رئيسا مسلما، رغم أن المسلمين منهم لا يشكلون نسبة تذكر. يعرف فضيلة المرشد أنه لا توجد أى مرجعية دينية تحكم دول أوربا، وأغلب سكانها من المسيحيين، ورغم ذلك ينعم مواطنو هذه الدول بكامل حقوق المواطنة، صحيح أنه لم يصل رئيس مسلم لحكم أى من هذه البلاد، لكن الصحيح أيضا أنه لا توجد فتوى دينية تمنع ذلك. وقبل ذلك وبعده، يعرف فضيلة المرشد رأى مفتى جماعته فى بناء كنائس فى المناطق الجديدة التى أقامها (فتحها) المسلمون، والمؤكد أيضا أنه يعرف رأى جماعته فى تولى المرأة وغير المسلم منصب رئاسة الجمهورية، لكنه رغم هذا يصر على أن «المرجعية الإسلامية للدولة المدنية هى الضمان الوحيد لكل المصريين...»؟!!. يهاجم فضيلة المفتى جريدتى المصرى اليوم والأهرام، ويتهمها بعدم الدقة فى نقل تصريحات وأخبار الجماعة، رغم أن ما يدلى به أعضاء الجماعة من تصريحات موثق بالصوت والصورة، ورغم أن الجماعة استدعت مندوبها فى لجنة تعديل الدستور «لمراجعته» فيما أدلى به من تصريحات، لكن فضيلة المرشد العام لا يحتمل الخلاف فى الرأى، ولا يرى مبررا له، ينتعش فضيلته بالتهليل والتأييد، ولا يريد غير ذلك، لا يعرف فضيلته أن وسائل الإعلام ليست أعضاء فى جماعته، وليست ملزمة بمبدأ «السمع والطاعة». ويستطرد فضيلة المرشد العام أن الجماعة «كلمتها واحدة، ورأيها واحد وقرارها صادق» ما قال صبحى صالح باطلا إذن عندما اعتبر أن المسلمة من خارج الجماعة «واحدة جاية من على الرصيف» وأنها أدنى من الأخت المسلمة عضو الجماعة، ولا أعرف رأى فضيلة المرشد العام فى تراجع الأستاذ صبحى عما قال وتبريره ذلك «أنه كان بيهزر» رغم أنه دعم «هزاره» بآية قرآنية. لكن فضيلته يقفز فوق هذا ليؤكد أن «أعضاء الجماعة يخافون الله والمؤمن لا يكون كذاباً» ليصطدم، دون أن يقصد، بمشهد صبحى صالح يحلف بالله باطلا على شاشة التلفزيون أمام الملايين. ومازال فضيلته يكرر «نحن لا نلعب بالسياسة ولا نكذب ولا نداهن».. وأيضا لا تعليق!!. يعجبنى فى الجماعة موقفها المبدئى من عدم ترشيح أحد باسمها لرئاسة الجمهورية إلى حد التلويح بفصل أى عضو فى الجماعة يفكر فى الترشح للرئاسة، حتى ولو أكد أنه مرشح مستقل، لكننى لا أجد أثرا لهذا الموقف المبدئى الثابت الذى لا يتغير، فى منافستهم على مقاعد مجلس الشعب القادم، بنسبة لا تتجاوز 20%، ثم 30-35%، ثم 45-50%؟ ولا أفهم لماذا لا تمنح أعضاءها حق اختيار من يرى كل منهم أنه الأنسب لرئاسة الجمهورية، طالما لا يوجد للجماعة مرشح، أحاول البحث عن أسباب حرص الجماعة على الاحتفاظ بكتلتها التصويتية رغم عدم وجود مرشح لها؟، فتراودنى نفسى لعلهم ينتظرون مرشحا يرضى عنه العسكر ليؤيدوه ويلزموا أعضائهم بتأييده؟ لكننى سرعان ما أطرد هذه الهواجس الشريرةـ، وأنتظر توضيح فضيلة المرشد العام لقوله فى حواره التلفزيونى «.. إذا وجدنا إجماعاً على شخصية من القوى الوطنية فلابد أن نحترم هذا القرار ونتشاور فيه»، وما إذا كان فضيلته يعتقد فعلا بضرورة أن تتفق القوى الوطنية على مرشح واحد؟ وهل يبقى الإخوان قاعدون دون أى دور فى الوصول إلى مثل هذا الاتفاق؟ ثم ماذا بعد أن يتشاور الإخوان فيما قد تجمع عليه القوى الوطنية؟ ومرة أخرى لماذا هذا الحرص الشديد على الاحتفاظ بالكتلة التصويتيه للإخوان؟ صوت المرشد العام مازال يتردد فى الأجواء «نحن لا نلعب بالسياسة ولا نكذب ولا نداهن»!!.[/b] | |
|